أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 فبراير 2012

محضر الاجتماع 113 نادي أبجد توستماسترز


عقد مساء السبت 4/2/2012 الاجتماع الذي حمل الرقم 113 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز في أبوظبي، بحضور عدد من الأعضاء والضيوف ناهز ثمانية عشر شخصاً. وقد افتتح الاجتماع أمينُ المراسم توستماستر محمد يحظيه ثم قدم توستماستر خالد النقيب رئيسُ النادي كلمة الافتتاح وكان فيها: الإعلان عن المسابقة العربية، وخبر استقالة توستماستر ناصر الأسد من الهيئة الإدارية من منصب نائب الرئيس لشؤون العلاقات العامة، وسيحل محله توستماستر عبد الهادي الحمادي، الذي تفضَّل بتقديم نفسه وبعرْضٍ موجزٍ لخطته في العمل من أجل النادي


ثم تسلم قيادة الاجتماع العضوُ الجديد في النادي توستماستر غانم الهاجري في أول تجربة له للقيام بهذا الدور، وقد كان كفئاً لهذه المهمة، وأقل ما توصف به أنها مهمةٌ ليست سهلة. وقد بدأ عريف اجتماعنا بعبارة شعرية تناسب مقام محور الاجتماع لهذا اليوم وهو(التحدي):

إذ قال الشاعر: "ومن يتهيب صعود الجبال   يعش أبد الدهر بين الحفر"؛ فكثير من الناس ممن ينظر إلى الناجحين يظن أنهم قد وصلوا إلى نجاحهم هذا بسهولة دون عقبات، قال سقراط: الناجحون في هذه الحياة هم أناس بحثوا عن الظروف الملائمة لنجاحهم فإذا لم يجدوها خلقوها، ولعلنا كثيراً ما نسمع عن قصص الناجحين العصاميين الدين بنوا نجاحهم من نقطة الصفر.

ثم عرض عريفُ الاجتماع التغييرات التي طرأت على الجدول وهي توزيع أدوار الاجتماع على الحاضرين، وإسناد مهمة التقييم العام للتوستماستر حميد الحمادي، وإلغاء خطبة خالد النقيب نظراً لتغيب مقيمه، ثم قدَّم أصحاب الأدوار موجزا عن أدوارهم .

وبعد هذه الفقرة الافتتاحية المعتادة بدأت الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب الـمُعَدَّة التي اشتملت على ثلاث خطب، هي: خطبة الأولى لـمدام توستماستر عبير سعيد، والخطبة السادسة للتوستماستر د. علي عبد القادر، والخطبة الثانية عشرة للتوستماستر شيخ معاوية.

خطبة (1) لعبير سعيد ومقيّمتها رشأ الخطيب

وهدف الخطبة الأولى هو كسر الجمود، وقد ابتدأت عبيرُ خطبتها بمقدمة قصصية مشوقة "كان يا ما كان، يا سادة يا كرام، والكلام لا يحلو إلا بذكر سيد الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام" ثم حدثتنا عبير عن مولدها الذي أرَّخت له بطريقةٍ جميلةٍ (بعد قيام الاتحاد بسبعة عشر عاماً ). ثم حدثتنا عن طفولتها: فقد كانت تحب اللعب بالدمى وشراء المثلجات ومشاهدة الرسوم المتحركة، أمضت طفولتها بين الدروس، وبين اللهو، فقد كانت تلهو بالورود الطبيعية " تقطفها " من حديقة الجيران دون علمهم، أو الورود الصناعية تنتزعها من المنزل فتطالها  صرخات أمها .. ثم تعرفت عبير إلى صديقها الأول: القلم، وما لبثت بعد قليل أن تعرفت إلى صديقها الثاني: الكتاب، الذي فتح أمامها عوالم لا حدَّ لها، فبالقراءة نحيا أعمارَنا وأعمارَ الآخرين، وبالقراءة تستطيع أن تقدم جديداً فإن أنت لم تزد على الأرض شيئاً فإنك إذن زيادةٌ عليها.

ثم استرسلت عبير في الحديث عن نفسها قائلة إنها اتخذت نفسَها صديقةً لنفسِها ! وأطلقت على نفسها اسم "سوسو" ومن هنا بدأت معرفتُها بنفسها، واكتشفت حبها للكتابة القصصية وحب التعلم حتى الحصول على أعلى الدرجات العلمية، وجسَّدت هذا الحب في تأسيس نادٍ للقراءة تترجم فيه حبَّها الأول للقلم والكتاب.

وقد نالت الخطبةُ والخطيبةُ استحسانَ مقيّمتها رشأ الخطيب، إذ كسرت عبير الجمود بقوة، بما يبشر بمشروع خطيبةٍ مفوّهة قادمة بحماس، لتكون واحدةً من أعضاء نادي أبجد المتميزين. وقد أحسنَت الخطيبةُ في بناء الخطبة والإعداد المسبق لها، وانتقاء المفردات والعبارات المؤثرة والمعبرة، وبناء الخطبة ودعمها بالشواهد، وقد فاقت عبيرُ التوقعاتِ بثقتها بنفسها على المنصة بالنسبة لخطبةٍ أولى.

أما الخطيب الثاني د. علي عبد القادر فقد قدم خطبته رقم (7) وكان هدفها استخدم مهاراتك، وكانت في موضوع الاختيار، وقد ابتدأها بقصة الشاعر أبي تمام الذي ألَّف كتابه ديوان الحماسة عندما كان عائدا من زيارة لممدوحه عبدالله بن طاهر في خراسان، وفي طريق عودته مرَّ بهمذان واضطر للتوقف فيها لبعض الوقت بسبب تراكم الثلوج، ففرح مضيفه بذلك وقدم له مكتبته ليمضي الوقت منتظراً ذوبان الثلوج، فجلس أبو تمام إلى تلك الكتب وصنَّف كتاب الحماسة، وهو الأول من نوعه وفي فنه ألا وهو فن الاختيارات، وكان له شأن كبير لدى القراء، فالاختيار هو قطعة من عقل المختار، لذا فكِّر كيف تريد للناس أن يروا عقلك؟

فالاختيار مهم في عصرنا اليوم بسبب اتساع العلوم والمعارف إذ لم يعد بمقدور المرء أن يقرأ كل شيء، لذا فالإنسان المتميز هو ذاك الذي يحسن اختياراته، ومن الأمثلة على ذلك الاختيارات في بعض التطبيقات مثل: تويتر؛ فأحسن النسب في تويتر يحصل عليها أشخاص ليسوا كتّاباً مبدعين، ولكنهم يُحسِنون الاختيار. وكما أن الكتب الأكثر مبيعاً هي التي أحسن اختيارَها المتميزون, وهذا يشبه حُسن اختيار الخطيبة السابقةِ التي قدمت لنا مختارات من حياتها.

ويضيف د. علي في خطبته: لقد سقتُ لكم هذا الحديث لأقدم لكم تجربةً شخصية لي حين أُوكِلت إلي مهمة اختيار مجموعة من كتب الأطفال من معرض الشارقة للكتاب، فوجدت أن هذه المهمة تفتح لي طرقاً من النور، ومن خلال جولاتي على دور النشر عرفت أن ثمة ما هو أفضل من التأليف والنقد إنه: الاختيار، ولهذا صرتُ أمام تحدٍ عظيم أمام هذا الكم الهائل من كتب الأطفال فبعضها يركز على الشكل ويهمل المضمون وآخر بالعكس .. وقلة هي التي توازن بينهما..وإلى جانب ذلك فقد أرهقني العاملون في هذا المجال فقد أرهقني أحدهم لإقناعي بشراء شيءٍ من مكتبته فلم أجد إلا عنوانين (بابا) و (بومبا) فأردتُ التخلص بعبارات ملء الفراغ آه..امممم حتى لا أشتري شيئاً يُقال عنه فيما بعد: هذا كان اختياراً غير موفق. كما أنني تخيلت ابنتي مثلا تسألني ماذا اشتريت بابا لأطفال العرب فأقول لها : بابا فتقول وماذا أخذت بعد، فأجيب (بومبا)!!!

وقد تلقف خالد النقيب مقيّم الخطبة من الخطيب كلمة (بومبا) ليبدأ بها تقييمه الذي أثنى فيه على التوستماستر المخضرم د.علي عبد القادر، فقد أجاد في بناء خطبته من المقدمة حتى الخاتمة، كما أبدع في ربط الماضي بالحاضر والتراث بـ"تويتر"، وحطَّ بنا في الخاتمة على أرض الواقع التي نرى فيها بائع الكتب يستجدي لبيعها.

أما الخطبة الثالثة فقدمها شيخ معاوية وكانت خطبته رقم 12 وهي من الدليل المتقدم لخطب التوستماسترز ، وهدفها العصف الذهني أو استمطار الأفكار ضمن مدة زمنية طويلة نسبياً تقريباً طولها ثلاثون دقيقة، وقد اختار شيخ معاوية موضوع (تدني نسبة حضور الأعضاء اجتماعات نادي أبجد) وقد أدار شيخ معاوية جلسة العصف الذهني بمهارة فائقة؛ فقد جمع من الجمهور الحاضرين عدداً من الأفكار المهمة حول الموضوع، ثم وبإدارة النقاش بينهم اختصر هذه الأفكار العديدة إلى مجموعة محددة ووصل إلى خلاصة الموضوع.

وقد أثنى مقيمه علي المنصوري على عدة نقاط إيجابية منها التحلي بالابتسامة  وقدرته على إدارة الحوار بين المشاركين، وتقسيمه المناقشة إلى قسمين قسم لاستمطار الأفكار وآخر لمحاولة اختصارها إلى ثلاث نقاط فقط.، كما إنه أبدى قدرته الكبيرة في حسن توزيع الوزقت وضبطه جيدا وضبط النقاش في الموضوع نفسه دون الخروج إلى تفاصيل ثانية. إلى جانب إتاحة المجال للجميع بالمشاركة، في حين أنه لم يفرض نفسه ورأيه في أثناء النقاش.

 

ثم انتهت الفقرة الرئيسية ووصلنا إلى فقرة التقارير، وكان من أجملها كالمعتاد فقرة مختبِر الإنصات الذي يسأل الحضور عن بعض المعلومات التي مرَّ ذِكْـــرُها في أثناء الاجتماع وهي تدل على مدى انتباه المستمعين واستمتاعهم بالمواضيع المقدَّمة  فيه.

ثم اختتم الاجتماع بفقرة التقييم العام  الذي قدمه حميد الحمادي، وظهرت فيه كثير من الإيجابيات في الاجتماع منها إعداد المكان وتجهيز الجدول للجميع والروح الأخوية الإيجابية التي تسود المكان، وأهم نقطة في تقييمه وهي سبب نجاح الاجتماع عريف الاجتماع الذي قام بهذا الدور للمرة الأولى...مع أنه عضو جديد.

وفي الختام وبعد التصويت على أفضل مقيم وأفضل خطيب تعادل للمرة الأولى

أفضل خطيب : عبير عيسى ود. علي

وأفضل مقيم: علي المنصوري وخالد النقيب.

وهكذا أسدل الستار على اختتام الاجتماع، وعلى أمل اللقاء بكم في اجتماع متميز قادم.