أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 مايو 2012

محضر الاجتماع 121 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 121 لنادي أبجد توستماسترز في أبوظبي عصر السبت 26/5/2012، بحضور عدد من الأعضاء  والضيوف، وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظية الاجتماع بالديباجة التقليدية التي تضمنت التحية وأهداف التوستماسترز وآداب الاجتماع. ثم تلاها كلمة رئيس النادي خالد النقيب، الذي نوه إلى أن محور الاجتماع القادم سيكون حول احترام القانون بحضور بعض الزوار من المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية .

كما زفَّ رئيس النادي إلى الحضور أخبار تأسيس نادي المعهد البترولي للتوستماسترز، وهي من الخطوات الإيجابية التي تحسب للقسم ( هـ ).

 ثم تقدم عريفُ الاجتماع لهذا اليوم محمد يحظية وبدأ بمقدمة عن محور الاجتماع وهو "التقليد".. الذي اختاره العريف لكي يذكرنا بأنه لا بأس في تقليد الآخرين في المضمون الذي يعود علينا بالنفع والفائدة، أما التقليد الأعمى فيضر و لا ينفع.

ثم انتقل عريف الاجتماع إلى التعريف بأصحاب الأدوار وبأهم التغييرات التي طرأت على الجدول.

وبدأت بعد ذلك فقرة الخطب المعدَّة، مع عائشة الرميثي في خطبتها السابعة وهدفها استخدم مهاراتك.  

قالت عائشة: اخترتُ الحديث إليكم هذا المساء عن استراتيجيات اتخاذ القرار.. وهي أفكار تعلمتُها في دورة تدريبية مع الأستاذ طارق الحبيب. وقد تعلمتُ منها خمسة أمور: ما أهمية اتخاذ القرار في حياتنا؟ وما الذي يحدد اتخاذنا لقرارٍ ما؟ وما هي عوائق اتخاذ القرار؟ وكيف نقنع الناس بقراراتنا؟ وأخيرا ما هي خطوات اتخاذ القرار؟

أولا: في أهمية اتخاذ القرار نقول إن الإنسان الذي لا يتخذ القرار يعيش حياة مؤجلة، ذلك أن شخصاً آخر غيره يتخذ عنه القرارات. فإذا لم تتخذ أنت قراراتك بنفسك فإن غيرك سيتخذها عنك. فالقرارات تعبِّر عنا وعما نحبُّ وما نكره.

 أما ما هي الأشياء التي تحدد اتخاذنا لقرارٍ ما، فإنه لو حصل معنا شيء ما وطلب منا اتخاذ قرار بشأنه فإن الناس تختلف في آرائها حول الشيء ذاته بناء على: السمات الشخصية والتنشئة الأسرية والتنشئة الاجتماعية.. فالشخصية الاندفاعية مثلاً تميل إلى اتخاذ القرار بسرعة والشخصية المسيطرة تميل إلى اتخاذ القرارات دون استشارة أحد... كما تؤثر التنشئة الأسرية على اتخاذ القرار، والمجتمع أيضاً يؤثر فلكل مجتمع معاييره التي تنعكس على طبيعة اتخاذ القرار ..

أما عوائق اتخاذ القرار فهي التي تجعل قرارنا خطأ ومنها: الخوف من الفشل؛ فإذا فشل الإنسان مرة فقد لا يتخذ قراراً ثانية.. ومنها الغضب وهو فترة من الجنون تعيق اتخاذ القرار.. وضيق الأفق أحياناً يعيق اتخاذ القرار، مثل اللجوء إلى الحلول المؤقتة التي لا تنفع فتظهر المشكلات من جديد.. ومن العوائق أيضاً توقعات الآخرين عنا.

أما كيف تقنع الناس بقرارك فمن المهم التسويق لقراراتنا لدى أشخاص يهتمون بها، فحين تريد إقناع صديق للسفر بمصاحبتك فإنك لو أخبرته بوجهة السفر التي يحبها فلربما يتشجع للسفر معك ويقتنع بقرارك.

خطوات اتخاذ القرار وأهمها: تحديد المشكلة التي تتطلب اتخاذ القرار مثل سلوك معين أو كلمة خطأ .ثم اتخاذ القرار بناء عليها.

وأخيراً فالحياة كلها قرارات سواء أكانت بسيطة عادية أو قرارات مهمة لكنها جميعاً تحتاج منا إلى مهارات اتخاذ القرار.

 

أما مقيمها نوح الحمادي ..فبادر بقوله: لا تتخذوا القرارات وأنتم غاضبون، وهذا درس مستفاد مما قدمته عائشة، وقد أثنى على الخطبة حين قال إن العنوان والموضوع مستوحى من دورة تدريبية حضرتها الخطيبة المستفيدة، وهذا اختيار موفق من قبلها لتشاركنا الفائدة. الثقة واضحة لديها، كما يبدو جهدها واضحا في الإعداد للخطبة والبحث لها.

وكانت الخطيبةُ ممتازة في بناء الخطبة، لكن المقدمة كان يمكن أن تكون أكثر إمتاعا ولفتاً للانتباه لو كانت في صيغة تساؤل مثلا: من منا لا يحتاج إلى اتخاذ القرار في حياته؟ أو  ما هو أصعب قرار اتخذته في حياتك؟

نقاط التطوير المقترحة كانت الخطبة بحاجة إلى لمسةلشخصية فلا يكفي أن يكون الخطيب ناقلاً لأفكار الآخرين. أما أهداف الخطبة فقد أدتها الخطيبة على نحوٍ جيد .

ثم قدم عبد الهادي عبدالله خطبته الخامسة..وهدفها تنويع الصوت. وقال: سأتكلم عن موضوع الابتسامة رسم عبدالهادي وجهاً حزيناً .. فماذا لو رسمناه بالمقلوب؟ سيكون وجهاً سعيداً، والبسمة بطبيعة الحال لها تأثير على النفوس. سأقص عليكم حكاية فلو حاولنا تسويق هذا الكتاب  أمامكم ( وبدأ عبد الهادي باستعراض مزايا الكتاب لكنْ بوجه عابسٍ ) ثم أعاد عبارات تسويق الكتاب نفسها بوجهٍ طَلْقٍ باسم ، فكانت الابتسامةُ عدوى تصيب الآخرين بحيث شعروا أن التسويق مع الابتسام هو شيء آخر غير التسويق بالوجه العابس.

وتابع القول: وإذا نظرتم حولكم تلاحظون في المحلات المختلفة أنها تهتم بالزبائن لذا ترى البسمة على وجوه البائعين مما يعطي الزبون راحة؛ لأن انعدام ذلك قد يعطي المشتري انطباعاً سيئاً يجعله ينفر من الشراء أو التردد على هذا المحل ثانية. كما أنه إذا دخل العميل شركةً ما ورأى الموظف غاضباً فإنه ينفر منه، أما إن رأى القبول والسرور من الموظف فذلك يريحه ويجعله دون قصد منه يسوِّق للشركة وأعمالها بين أصدقائه ومعارفه؛ لأنه رأى منها موظفاً مبتسماً لطيفاً مع العملاء.

وأنقل لكم تجربة مررتُ بها مع ابنتي الصغيرة ذات الستة أشهر شيخة فإذا كشرتُ في وجهها تفعل هي كذلك وتقلدني، بينما إذا ابتسمت تردُّ علي بابتسامة ولا أحلى.. حتى أنكم في الهاتف تشعرون بالشخص الذي يتكلم وإياكم إن كان مبتسماً أم لا .. ولا ننسى البسمة في وجوه الفقراء والمساكين من الناس فهي من باب الرحمة.

وفي النهاية ابتسموا أرجوكم.

وحين تقدم خالد النقيب بتقييمه لعبدالهادي بدأ قوله بـ " تبسمك في وجه أخيك صدقة" فما أجمل الابتسامة! الابتسامة مفتاحٌ لكل أمر .

قدم الخطيب موضوعاً جميلاً، حقق فيه التنوع الصوتي ارتفاعا وهبوطاً وهو هدف هذه الخطبة، كما أنه استعان بالجمهور وأشركه في الخطبة معه، لكن يفضل عدم المبالغة في إقحام الجمهور .. أما نقاط التطوير: فلا تعطِ ظهرك للجمهور لأي سبب، إلى الاعتناء بالخاتمة التي بدت نوعاً ما فجائية.

ثم حان موعدنا مع الخطبة التاسعة لنادر أحمد وهدفها الإرشاد والإقناع.. بدأها الخطيب بقوله تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي".. أنت إنسان... فأنت إذن: جسد وروح ونفس، وهذه هي مكونات الإنسان الثلاثة.. جسدك ليس ملكاً لك فهو خلق الله تعالى أودعك إياه أمانة لتحافظ عليه وترده ولا توديه موارد الهلاك.. وروحك ليست ملكا لك بل نفخها الله فيك ولن تستطيع إزهاقها بإرادتك.. أما نفسك فهي ملكك.

وقد وردت كلمة جسد في القرآن أربع مرات وكلمة روح سبع مرات أما كلمة نفس فوردت 295 مرة؛ فالنفس إذن هي مناط التفكير وهي منتهى الحساب يوم الدين... والنفس أنواع: منها المطمئنة واللوّامة والأمّارة بالسوء، ولكني هنا لست في مجال الخطاب الديني فأنا أريد أن محطّ التفكير ليس دماغك وإنما هو نفسك، ولكن كيف؟

إن نفسك هي التي تتحكم بك وبما تتخذ من قرارات، فبما هي مناط التفكير فإنها مناط التكليف والحساب؛ فالدماغ أو العقل يتحكم بالعمليات الحيوية في أجسامنا، أما النفس فهي مسؤولة عن التكليف. فلو أخذنا دماغ شكسبير مثلاً ووضعناه في عقل ابن الغابة (ماوكلي) فهل كان ماوكلي سيؤلف مسرحيات شكسبير؟ ولو أخذنا عقل فيثاغورس ووضعناه في دماغ شخص آخر هل كان سيصل بنا إلى النظريات الرياضية التي وصل إليها فيثاغورس؟

 فالدجاجةُ لها دماغ وأنا لي دماغ.. لكن النفس هي مناط التفكير لذا فهي مناط التكليف .. ولهذا إياك والتقليد الأعمى حتى لا تتألق في موضع أنت لست أهلا له.. فإنما الإنسان هو النفس، والدماغ ليس هو العقل، العقل هو التفكير وإياك والخلط بين الروح والنفس فأنت لا تغذي روحك.... ولا عقلك ....  بل أنت تغذي نفسك.. فكن لجسدك راعياً ودع الروح لخالقها.

أما تقييم علي المنصوري فقال: إن أهداف الخطبة الإرشاد والتوجيه وهي أمور مهمة للجمهور، وهذه الأهداف مطلوبة في أثناء عملنا على مشاريع التوستماسترز. كما أن الموضوع الذي اختاره الخطيب مهم وجميل خاصة لاختلاف وجهات النظر لذا كان الخطيب موفقاً في اختيار موضوع قابل للجدل.

هل نجح الخطيب في إقناعكم؟ وكانت إجابة الجمهور من الحاضرين نعم باستثناء اثنين .. وهذا يدفعنا إلى التفكير في النقاط المثيرة للجدل والنقاش، والتفكير بطريقة جديدة للإقناع.

 

ثم حان موعدنا مع الخطبة الأولى خطبة كسر الجمود لميادة الصالحي، التي بدأت بقولها:

اسمي ميادة ولدتُ في الأردن ثم هاجرت إلى أمريكا ودرست هناك حتى سن السادسة عشرة، ثم تزوجت وذهبت للعيش في كولورادو بطبيعتها الجبلية وهي جنة الله على الأرض، ثم انتقلنا إلى تكساس والفرق بين الولايتين كبير من حيث طبيعتهما.. وهناك وبرغم متاعب الحياة أكملت دراستي الثانوية ثم الجامعية ..

أميل إلى الأطفال كثيراً وأحبهم وأحس بالسعادة معهم، ثم حصل معي موقف جعلني أفكر في مستقبلي الدراسي: كان عندي أربعة أطفال وكان طفل الصغير المدلل في العائلة وكان عمره آنذاك 3 سنوات وكأنه حاكم البيت المسيطر عليه، حتى إنه ربما يستيقظ في السادسة ويجبر جدته أو جده على الخروج ليتمشى... وكنت وقتها لم أقرر بعد ما نوع الدراسة التي يمكن أن أدرسها، وذات يوم كنتُ أتسوق وطلب ابني شيئا ولم أشتريه له فأخذ يبكي وأخذ الجميع ينظر إليّ بعتب؛ لأنني قاسية عليه وكأني أضربه.. وإذا بامرأة تنظر إليّ بقوة وسارت لتتحدث للشرطة وفعلا ذهبتْ إلى الهاتف ... فتركتُ أشيائي في السوق وحملت ابني وهربت به إلى السيارة خائفة جدا نتيجة لهذا الموقف ولقصص أخرى سمعناها عن الأمريكان إذ أنهم ربما يأخذون الأولاد من أهاليهم إذا لم يحسنوا التعامل معهم .

وبعد هذا الموقف قررتُ أن أختار تربية الأطفال  موضوعا لدراستي..

تقييم رشأ الخطيب للخطبة الأولى للخطيبة المستفيدة ميادة الصالحي: تألقت الخطيبة في خطبتها الأولى وحققت الهدف المطلوب ألا وهو الوقوف أمام الجمهور للمرة الأولى وكسر الجمود، أما عن تفصيلات التقييم فهي من ناحيتين: الخطبة والخطيبة، فمن ناحية الخطبة بدا الجهدُ واضحا في إعدادها والتدرب عليها، كما أنها قسمت خطبتها إلى مقدمة عرَّفت فيها بنفسها سريعاً ثم انتقلت إلى موضوعها وهي جوانب من حياتها وعلاقتها بالأطفال، لكن الخاتمة جاءت مفاجئة وسريعة..، أما أداء الخطيبةُ نفسها فامتاز بعدد من نقاط القوة أهمها: الطلاقة في الكلام والأفكار الجميلة التي اختارتها الخطيبة من محطات حياتها، التي تمثل المرأة المكافحة في سبيل نفسها وأسرتها، كما كان الصوت واضحاً للمستمعين إلى جانب الالتزام بالوقت المحدد لخطبة الأولى.

أما نقاط التطوير المقترحة للمرت القادمة: فالابتعاد عن قراءة نص الخطبة قراءةً ؛ فإذا كنا في تحضيرنا عادةً للخطبة نكتبها إلا أنه عند إلقائها امام الجمهور يفضل أن لا نقرأها قراءة.. ولا بأس بحفظ الخطبة إذا كان ذلك أسهل للخطيب، لكن المهم أداؤهها أمام الجمهور بعفوية. ومن النقاط الأخرى ضرورة التحرك على المنصة وعدم الوقوف في نقطة واحدة.

وفي الختام تحية كبيرة لميادة القادمة إلينا من أمريكا ببضاعة عربية متواضعة، ونشجعها في أولى خطواتها على درب استعمال اللغة العربية، لتكون من الخطيبات المتميزات في النادي المتميز نادي أبجد.

 

وبانتهاء فقرة تقييم الخطب المعدة انتقلنا إلى فقرة الخطب المرتجلة خطب الساحة، وكان عريفها في هذا الاجتماع شيخ معاوية: الذي افتتح الفقرة بتعريف موجز بأن فقرة مواضيع الساحة تسعى إلى وضع الأشخاص في مواقف تحاكي ما قد يتعرض له الإنسان في حياته الحقيقية من مواقف تتطلب منه إلقاء خطبة قصيرة في موضوعٍ لم يكن مستعداً له.. لذا فهذه الفقرة تعين أعضاء التوستماسترز وضيوفهم على خوض تلك التجربة الفريدة، أن يُطلَب منك أن تتحدث في موضوع ما فجأة دون سابق إنذار..

وكانت المواضيع المطروحة في الفقرة جميلة ومتنوعة وخفيفة الظل، تقع في قلوبنا أجمل موقع. وإليكم العبارات التي انتقاها شيخ معاوية لتكون محاور فقرة مواضيع الساحة لهذا اليوم:

·        من الصعب أن ندرك ما هو سر السعادة فالثراء والفقر كلاهما فشلا في جلبها إلينا.

·        لا شيء أرخص في الحياة من فكرة جميلة لا يتم تطبيقها.

·        ما رأيك في مقولة: الحرب الوحيدة التي ينام فيها الأعداء معاً في المكان نفسه هي معركة الحياة الزوجية!

·        العدو يطعنك من الخلف والصديق يطعنك من الأمام.

 

وفي نهاية الفقرة عادت المنصة إلى عريف الاجتماع الذي اختتم عمله بالطلب إلى أصحاب الأدوار تلاوة تقاريرهم: المدقق اللغوي والميقاتي ومختبِر الإنصات وعداد التلكؤات .. وصولاً إلى التقييم العام الذي كان اليوم بإدلاء جميع الحاضرين بآرائهم حول سير الاجتماع والإعداد له وطرح نقاط التطوير المناسبة..

ثم اختتم الاجتماع برئيس النادي الذي أثنى على روح الفكاهة والروح الأخوية التي اتسم بها الاجتماع. ثم بإعلان نتائج التصويت للخطباء، ونظراً لتقارب الأصوات فاز اليوم بلقب أحسن خطيب: نادر أحمد وعائشة الرميثي .

وإلى اللقاء في الاجتماع المقبل بإذن الله.

 

الأحد، 13 مايو 2012

محضر الاجتماع 120 نادي أبجد توستماسترز


عقد عصر السبت 12/5/2012 الاجتماع 120 لنادي أبجد توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز ومليء بالفائدة والمتعة.

وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالضيوف والأعضاء، وقد رحَّب على نحو خاص بضيفنا المميز د. ناصف الظفاري حاكم المنطقة ( هـ ) لأندية التوستماسترز التي تضم العين وأبوظبي.

وقد زفَّ رئيسُ النادي إلى الأعضاء خبر وصول بعض النسخ العربية الرسمية لأدلة التوستماسترز من المنظمة الدولية، مما سيساهم في دعم أندية التوستماسترز باللغة العربية.. ثم انتقل إلى موضوع انتخابات أعضاء اللجنة الإدارية للسنة الجديدة لنادي أبجد 2012-2013 التي تبدأ في يوليو من كل عام، وقد أسفر التصويت عن فوز التالية أسماؤهم بمناصب الهيئة الإدارية الجديدة للنادي، وهم:

علي المنصوري في منصب رئيس نادي أبجد توستماسترز، عبد الهادي عبدالله نائب الرئيس للشؤون التعليمية، عبير سعيد نائبة الرئيس لشؤون الأعضاء، مريم الأحمدي نائبة الرئيس لشؤون العلاقات العامة، شرف الطحان أمينة سر النادي، ميادة الصالحي أمينة الصندوق، وسهام محمد أمينة المراسم. نبارك للهيئة الإدارية الجديدة ونرجو لها التوفيق في مهمتها في السنة القادمة. ثم جرى التقاط بعض الصور التذكارية للهيئة الإدارية الجديدة على أن يتم التنصيب الرسمي في اجتماع قادم.

كما نوَّه رئيس النادي بمؤتمر البحرين الذي ينعقد هذا الشهر في البحرين للقطاع 20 لأندية التوستماسترز في الخليج والأردن ولبنان.

وبعد هذه الوقفة مع رئيس النادي تولت عريفة الاجتماع عائشة الرميثي دفة الاجتماع الذي بدأته بالتغييرات التي طرأت على الجدول، وهي خطوة اعتيادية في اجتماعات النادي، ثم رحبت مجدداً بالضيوف حضور الاجتماع ، وألقت على مسامعنا عبارات جميلة من وحي محور الاجتماع ألا وهو السعادة...فهي كلمة كبيرة ينشدها كل إنسان ..لكن مفهومها يختلف من شخص لآخر؛ فبعضهم يراها في المال أو الشهرة أو الوظيفة أو المكانة الاجتماعية...ومهما كانت رؤيتكم للسعادة نرجو لكم ليس فقط أن تصلوا إلى السعادة وإنما نرجو أن تكون طريقكم إليها سعادة في سعادة.

ثم قدَّمت لأصحاب الأدوار في الاجتماع الذين عرَّفوا بأنفسهم وبتفاصيل الأدوار التي سيقومون بها في أثناء الاجتماع.

 ثم ابتدأت الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب المعدة..وقد ضمت خطيبيْن هما: نادر أحمد ورشأ الخطيب.

قدم نادر أحمد خطبته الثامنة من دليل التواصل الأساسي.. بعنوان الحياة وهي تندرج تحت هدف (أقنِع بقوة..).

يقول نادر: خطبتي اليوم عن الحياة وهي ليست ببعيدة عن محور اجتماعنا اليوم (السعادة)، ثم قام نادر ووضع في وعاءٍ متوسط الحجم - يمثل الحياة- عدة كرات من نوع الكرات المستعملة في كرة المضرب، لتمثل أعباء الحياة ومهامها الكبيرة الأساسية التي نعيشها يوماً بيوم، والتي لو تركناها لما استمرت حياتنا، كمثل أمور العائلة والأهل والأبناء، وأضاف إلى هذه الكرات حفنة من الحصى الصغيرة، تمثل أعباء حياتية أخرى أقل حجماً من المشاغل والمهام الصغيرة التي تشغل حياتنا من زيارة مريض أو الاهتمام بالوالدين والأبناء وغيرها..ثم ملأ الوعاء بالرمال التي تمثل رذاذ الحياة إذ يمكننا العيش والاستمرار من دونها، ..وهكذا على الترتيب.

لكننا لو ملأنا حياتنا أولاً بالرمال التي تمثل رذاذ الحياة واهتممنا بها على حساب بقية محتويات وعاء الحياة، لوجدنا أنا ننفق أعمارنا في ترهات ولن نتمكن من القيام بمهاتنا الأساسية المناطة بنا في الحياة، بينما يمكن لنا أن نستمر في حياتنا سواء أوجدت هذه الرمال أي كماليات الحياة- أم لم توجد...لذا فعلينا أن نهتم أولاً بمبادئ الحياة الأساسية ومهماتها الكبيرة، في الوقت الذي لا نغفل فيه عن المهمات الصغيرة التي لو تبدلت أو تغيرت لما ضرَّتْكَ ...أما الرمال فإن واتتنا القدرة على اللحاق بها فأهلاً.. وإلا فإنها لا تؤثر علينا.

ولكن مهما امتلأت الحياة بالكرات والحصى والرمال فإنه سيبقى فيها متسع لفنجان قهوة يمتعنا ويخفف أعباء الحياة وأثقالها رغم كل شيء فيها.

وكان خالد النقيب مقيم خطبة نادر أحمد قد بدا عليه الإعجاب بأداء الخطيب، وعبر عن إعجابه قائلا: ماذا أقول يا نادر؟! فقد أجدتَ الأداء والتقديم، أما الإيجابيات فكثيرة ومنها : أن الخطيب قد أصبح غنياً عن التعريف لضيوف الاجتماع بأدائه وأناقة لغته، وقد زاد اليوم من إمتاع المستمعين بالفكرة التي قدمها مدعمةً بوسيلة بسيطة لكنها كانت قادرة على النفاذ إلى جميع من شاهدها باستعمال وعاء شفاف يمثل الحياة وكراتٍ لتمثيل المهمات الكبرى في الحياة ، والحصى للمهمات الصغرى الكثيرة التي نقوم بها..والرمال للكماليات ورذاذ الحياة كما سماها. ولقد نجح الخطيب في اختيار الموضوع وفي استعمال الوسيلة المناسبة لدعم الأفكار والإقناع بقوة. أما عن نقاط التطوير ففي الاهتمام بخاتمة الخطبة كي تكون في قوةٍ موازيةٍ لقوة المقدمة والموضوع المعروض، ومحاولة الخطيب استغلال المساحة المتاحة على المنصة للتحرك فيها.

ثم قدمت رشأ الخطيب خطبتها الرابعة عشرة من الدليل المتقدم سرد الحكايات وهي بهدف تقديم (القصة التاريخية) وكانت بعنوان (الذكرى) .

وهي حكاية تاريخية تتلخص أحداثها التي جرت بُعَيْد سقوط غرناطة عام 1492، حيث اضطر المسلمون وملوكهم من بني الأحمر لمغادرة الأندلس..ولم يبق من بني الأحمر بعد ربع قرن على ذلك التاريخ إلا شاب يدعى "سعيد" كان يسمع عن غرناطة في صغره في أغنيات النسوة يترنمن بها حول مهده ..وكان يُمنِّي النفس بالسفر إليها ومشاهدتها. وأقعده عن تحقيق تلك الأمنية امرأة عجوز كان يقوم على خدمتها حتى إذا توفيت أخذ يستعد للرحيل لتحقيق مبتغاه..فوصل شاطئ مرسية ثم انحدر إلى الجبال حتى وصل مشارف مدينة غرناطة، متنكراً في ثوب طبيب عربي يبحث عن الأعشاب،  ووقف على مشارف المدينة مساءً يستذكر أمجاد أجداده ويندب حظهم العاثر في الدنيا...ثم أغفى قرب النهر حتى إذا أطل الفجر صلى الصبح ونزل إلى المدينة يبحث عن خان للغرباء. وفيما هو في طريقه في أحد شوارع غرناطة..إذ انفتح باب قصر خرجت منه فتاة ترتدي ثياب سوداء تغطي وجهها بخمار رقيق ويتدلى من صدرها صليب ذهبي صغير..ويمشي وراءها غلام..فاقتربت منه وسألته بلغة عربية مكسرة أأنت غريب عن هذه المدينة يا فتى؟ فأجاب نعم. وأبحث عن خان للغرباء آوي إليه..فأشارت إليه أن يتبعها ..فتبعها وسارت به إلى مبتغاه، ثم قالت له مودِّعةً:  إذا عرضت لك حاجة فلا تنسى أن تزروني.

وهكذا تغيرت حال الفتى منذ أن عرفها وأصبح يرى غرناطة بعينٍ أخرى غير التي كان يراها فيها من قبل، وأصبح يمضي أوقاته متجولاً في المدينة باحثاً عن وجه تلك الفتاة لعله يلمحها من جديد، فإذا فشل في مسعاه، انصرف واقفاً على آثار أجداده باكياً على قبورهم ولا يدري أهي دموع الذكرى القديمة في نفسه أم دموع الذكرى الجديدة؟

وكانت تلك الفتاة "فلورندا" ابنة رجل من المناهضين لحكومة بلاده في سياستها ضد المسلمين الباقين في الأندلس بعد سقوط غرناطة، وقد قُتل غيلة، وماتت أمها على أثره بعد شهور، وبقيت فلورندا وحيدة وعاشت عيشة الزاهدات، تمضي أوقاتها بين العبادة أو التجوال في المدينة والوقوف على أطلال حكامها السابقين.. حتى سماها أهل غرناطة (الراهبة الجميلة).

وذات يوم بينما كانت تسير قرب مقبرة بني الأحمر إذ لمحت فتى عربياً يبكي قرب أحد القبور فدنت منه تواسيه، فلما رفع رأسه ونظر في وجهها عرفها وعرفَتْه ..فقالت أَتَمُتُّ إليهم بصلة؟ فقال: لا ولكني كنت أحد مواليهم وعبيدهم، وإني الآن أبكي أفضالهم عليّ وعلى أسرتي..فقالت: ابكهم كثيرا فلقد جفَّت قبورهم من قلة البكاء..ثم سألته إن كان قد زار آثارهم في المدينة أو زار قصر الحمراء ، فقال إنه لم يتح له ذلك حين طرده حراس القصر ومنعوه من الاقتراب منه. فاقترحت عليه أن تلتقيه عدة أيام وتريه تلك الآثار..وفي اليوم التالي التقيا وأخذته في جولة إلى عدد من آثار بني الأحمر في المدينة... وظلا على هذه الحال عدة أيام إلى أن حلَّ اليوم الذي يزوران فيه قصر الحمراء وهو آخر الآثار التي يزرانها وبعدها سيكون الفراق.

وحين وصل الفتى برفقتها إلى قصر الحمراء هاجت أحزانه وازدادت خفقات قلبه، وانتهز فرصة انشغالها ووجد نفسه أمام إحدى الغرف  فدخلها بعد أن قرأ فوق بابها عبارت شعرية جعلتْه يخرُّ مغشياً عليه، ولم يستفق إلا بعد ساعة على وجه فلورندا تقف أمامه وتقول: لقد كنت أعلم أنك تخفي عني شيئا فأنت لستَ مولىً لبني الأحمر بل أنت أمير من أمرائهم، أنت الآن في قصر جدك وأمام غرفة أبيك..فأقرَّ الفتى بذلك لكنه استدرك قائلاً: إن ما مر بي من مصاعب وأهوال تهون أمام ما ينتظرني بعد لقياكِ..فعرفت منه أنه قد وقع في حبها ..فتعاهدا على أن يكون حبهما بلا أمل في هذه البلاد التي تقف في وجه الحريات الدينية . وهكذا كان ..وأصبحا يمضيان الوقت في التجوال في المدينة التي لم ير أهلها بأساً فيها إذ اعتقدوا أن الفتاة تحاول أن تهديه إلى دينها..حتى إذا شاهدها ابن حاكم المدينة (دون ريكاردو) الذي خطبها من ذ فترة ورفضته اتعتقد أنها رفضته لأجل ذلك الشاب العربي..فما هي إلا أيام حتى سيق الفتي سعيد إلى ساحة المدينة أمام محكمة التفتيش متهماً بمحاولة إغراء فتاة على ترك دينها، وهي جريمة عندهم في ذلك الزمان لا تغتفر..ولم يجد الفتى ما يدافع به عن نفسه غير عبارات انطلق لسانه بها لكن لم يأبه بها أحد، وإنْ هي إلا لحظات حتى تم تنفيذ حكم الإعدام به وما هي إلا لحظة وانتباهة حتى سقط رأسه على الأرض ..وارتفعت في الفضاء صرخة لامرأة لم يدر الناس من هي..واليوم يرى الزائر لمدينة غرناطة قبراً ذا واجهة رخامية مكتوب عليها: "من فلورندا الوفية إلى صديقها العربي".

وكان علي المنصوري مقيم الخطبة قد أشار إلى نقاط إيجابية عديدة في الخطبة ومنها أن الخطيبة تستمر في جذب مستميعها إلى الموضوع الذي تحبه ألا وهو الأندلس، ومنها أنها تبحث باستمرار عن الممتع والجميل لتقدمه في خطبها. وقد أتـمَّت إنجاز الأهداف المطلوبة في الخطبة باختيار حدثٍ تاريخي محدد وشخصيات محددة ووصف محدد واختيار حبكة درامية مع أنها قصة تاريخية، العرض كان سلساً

أما نقاط التطوير المقترحة فهي الابتعاد عن إطباق اليدين في أثناء تقديم الخطبة، وعدم إرسال النظر للأسفل؛ كي يبقى التواصل مع الجمهور مستمراً، مع العناية بتنويع الصوت وهو أمر لا بد منه في إلقاء القصص.

ثم ابتدأت فقرة مواضيع الساحة وعريفها لهذا المساء عبد الهادي عبدالله ، وقد قدم للخطباء مجموعة من العبارات الشعرية والأفكار الجميلة، ومنها:

·        قدِّم إعلاناً لنادي الباهية للفروسية.

·       قبل سنوات كنا نلعب مع الأقرباء والجيران من أبناء جيلنا الألعاب التعاونية، واليوم يلعب كل طفل بلعبة وحده مثل الأجهزة الألكترونية الجديدة.

·       للغة العربية سيدة اللغات

·       الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب إن لم تكن مثله شانته

·       من طلب العلا نام الليالي وسحب البطانية وقال مالي

خذ الصفر لا تبالي فالصفر من شيم الرجال

·       توافر أدلة التوستماسترز الإنجليزية باللغة العربية الآن بجهود عدد من الإخوة حيث تم تعريبها.

·       خبر صحفي: فوز أحد المواطنين بمسابقة التوستماسترز ليمثل المنطقة في التصفيات القادمة في البحرين.

وبعد انتهاء هذه الفقرة اللطيفة بأسئلتها المتنوعة والمختلفة هذه المرة حانت فقرة تقديم التقارير التي قدمها أصحاب الأدوار المختلفة .

ثم كانت فقرة التقييم العام التي قدمها محافظ المنطقة التوستماستر د. ناصف الظفاري..الذي حيَّا في البداية نادي أبجد على النقلة النوعية التي يخطوها وقد قسم د. ناصف تقييمه العام إلى ثلاثة جوانب: الانطباع العام ، وتقييم المقيمين للخطباء ، ومجالات التطوير. أما من حيث الانطباع العام فالاجتماع تميز بعدد كبير من النقاط الإيجابية كان من أهمها: عدد الحضور الذي كان يقرب من 26 ضيفاً وعضواً..وهو عدد كبير نسبياً بالإشارة إلى موعد انعقاد الاجتماع في نهاية الأسبوع.  إلى جانب الالتزام بالوقت حيث بدأ الاجتماع في موعده المحدد تقريبا وجرى توضيح التغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع في البداية. كما تميز المقيمون بأدائهم وبتقييمهم الموضوعي للخطباء.

أما أهم مجالات التطوير فمنها لعريف الاجتماع الانتباه إلى عدم ترك المنصة فارغة في أثناء قدوم الخطباء أو مغادرتهم لها؛ بحيث تكون الحركة متوازنة فلا تُترك المنصة فارغة. ويفضل عند التقديم للخطيب أن يذكر اسمه واسم مشروع الخطبة الذي يقدمه.

وعند استعمال آلات التصوير يفضل تلك التي لا وميض فيها ( دون فلاش )؛ حرصا على عدم التشويش على الخطباء.

وفي فقرة الخطب الارتجالية (خطب الساحة) يفضل أن نترك للضيوف حرية المشاركة فيها من عدمه؛ خوفاً من أن يتسبب ذلك لهم بالحرج فلا يعاودون القدوم ثانية إلى اجتماعات توستماسترز.

وبنظرة عامة حقق الاجتماع كثيرا من النقاط الإيجابية التي تسعى إليها أندية التوستماسترز المختلفة.

ثم اختتم رئيس النادي خالد النقيب الاجتماع بإعلان الفائز في خطب الساحة، ونظرا لتميز الخطباء هذه المرة فقد كان هناك أكثر من فائز بأفضل خطيب ساحة وهما: معتصم الشعبي  وعيسى الحمادي من ضيوف الاجتماع فهنيئاً لهما ..

ثم انفضَّ الاجتماع رقم 120 على أمل اللقاء بكم في الاجتماع القادم .