أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 مايو 2012

محضر الاجتماع 121 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 121 لنادي أبجد توستماسترز في أبوظبي عصر السبت 26/5/2012، بحضور عدد من الأعضاء  والضيوف، وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظية الاجتماع بالديباجة التقليدية التي تضمنت التحية وأهداف التوستماسترز وآداب الاجتماع. ثم تلاها كلمة رئيس النادي خالد النقيب، الذي نوه إلى أن محور الاجتماع القادم سيكون حول احترام القانون بحضور بعض الزوار من المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية .

كما زفَّ رئيس النادي إلى الحضور أخبار تأسيس نادي المعهد البترولي للتوستماسترز، وهي من الخطوات الإيجابية التي تحسب للقسم ( هـ ).

 ثم تقدم عريفُ الاجتماع لهذا اليوم محمد يحظية وبدأ بمقدمة عن محور الاجتماع وهو "التقليد".. الذي اختاره العريف لكي يذكرنا بأنه لا بأس في تقليد الآخرين في المضمون الذي يعود علينا بالنفع والفائدة، أما التقليد الأعمى فيضر و لا ينفع.

ثم انتقل عريف الاجتماع إلى التعريف بأصحاب الأدوار وبأهم التغييرات التي طرأت على الجدول.

وبدأت بعد ذلك فقرة الخطب المعدَّة، مع عائشة الرميثي في خطبتها السابعة وهدفها استخدم مهاراتك.  

قالت عائشة: اخترتُ الحديث إليكم هذا المساء عن استراتيجيات اتخاذ القرار.. وهي أفكار تعلمتُها في دورة تدريبية مع الأستاذ طارق الحبيب. وقد تعلمتُ منها خمسة أمور: ما أهمية اتخاذ القرار في حياتنا؟ وما الذي يحدد اتخاذنا لقرارٍ ما؟ وما هي عوائق اتخاذ القرار؟ وكيف نقنع الناس بقراراتنا؟ وأخيرا ما هي خطوات اتخاذ القرار؟

أولا: في أهمية اتخاذ القرار نقول إن الإنسان الذي لا يتخذ القرار يعيش حياة مؤجلة، ذلك أن شخصاً آخر غيره يتخذ عنه القرارات. فإذا لم تتخذ أنت قراراتك بنفسك فإن غيرك سيتخذها عنك. فالقرارات تعبِّر عنا وعما نحبُّ وما نكره.

 أما ما هي الأشياء التي تحدد اتخاذنا لقرارٍ ما، فإنه لو حصل معنا شيء ما وطلب منا اتخاذ قرار بشأنه فإن الناس تختلف في آرائها حول الشيء ذاته بناء على: السمات الشخصية والتنشئة الأسرية والتنشئة الاجتماعية.. فالشخصية الاندفاعية مثلاً تميل إلى اتخاذ القرار بسرعة والشخصية المسيطرة تميل إلى اتخاذ القرارات دون استشارة أحد... كما تؤثر التنشئة الأسرية على اتخاذ القرار، والمجتمع أيضاً يؤثر فلكل مجتمع معاييره التي تنعكس على طبيعة اتخاذ القرار ..

أما عوائق اتخاذ القرار فهي التي تجعل قرارنا خطأ ومنها: الخوف من الفشل؛ فإذا فشل الإنسان مرة فقد لا يتخذ قراراً ثانية.. ومنها الغضب وهو فترة من الجنون تعيق اتخاذ القرار.. وضيق الأفق أحياناً يعيق اتخاذ القرار، مثل اللجوء إلى الحلول المؤقتة التي لا تنفع فتظهر المشكلات من جديد.. ومن العوائق أيضاً توقعات الآخرين عنا.

أما كيف تقنع الناس بقرارك فمن المهم التسويق لقراراتنا لدى أشخاص يهتمون بها، فحين تريد إقناع صديق للسفر بمصاحبتك فإنك لو أخبرته بوجهة السفر التي يحبها فلربما يتشجع للسفر معك ويقتنع بقرارك.

خطوات اتخاذ القرار وأهمها: تحديد المشكلة التي تتطلب اتخاذ القرار مثل سلوك معين أو كلمة خطأ .ثم اتخاذ القرار بناء عليها.

وأخيراً فالحياة كلها قرارات سواء أكانت بسيطة عادية أو قرارات مهمة لكنها جميعاً تحتاج منا إلى مهارات اتخاذ القرار.

 

أما مقيمها نوح الحمادي ..فبادر بقوله: لا تتخذوا القرارات وأنتم غاضبون، وهذا درس مستفاد مما قدمته عائشة، وقد أثنى على الخطبة حين قال إن العنوان والموضوع مستوحى من دورة تدريبية حضرتها الخطيبة المستفيدة، وهذا اختيار موفق من قبلها لتشاركنا الفائدة. الثقة واضحة لديها، كما يبدو جهدها واضحا في الإعداد للخطبة والبحث لها.

وكانت الخطيبةُ ممتازة في بناء الخطبة، لكن المقدمة كان يمكن أن تكون أكثر إمتاعا ولفتاً للانتباه لو كانت في صيغة تساؤل مثلا: من منا لا يحتاج إلى اتخاذ القرار في حياته؟ أو  ما هو أصعب قرار اتخذته في حياتك؟

نقاط التطوير المقترحة كانت الخطبة بحاجة إلى لمسةلشخصية فلا يكفي أن يكون الخطيب ناقلاً لأفكار الآخرين. أما أهداف الخطبة فقد أدتها الخطيبة على نحوٍ جيد .

ثم قدم عبد الهادي عبدالله خطبته الخامسة..وهدفها تنويع الصوت. وقال: سأتكلم عن موضوع الابتسامة رسم عبدالهادي وجهاً حزيناً .. فماذا لو رسمناه بالمقلوب؟ سيكون وجهاً سعيداً، والبسمة بطبيعة الحال لها تأثير على النفوس. سأقص عليكم حكاية فلو حاولنا تسويق هذا الكتاب  أمامكم ( وبدأ عبد الهادي باستعراض مزايا الكتاب لكنْ بوجه عابسٍ ) ثم أعاد عبارات تسويق الكتاب نفسها بوجهٍ طَلْقٍ باسم ، فكانت الابتسامةُ عدوى تصيب الآخرين بحيث شعروا أن التسويق مع الابتسام هو شيء آخر غير التسويق بالوجه العابس.

وتابع القول: وإذا نظرتم حولكم تلاحظون في المحلات المختلفة أنها تهتم بالزبائن لذا ترى البسمة على وجوه البائعين مما يعطي الزبون راحة؛ لأن انعدام ذلك قد يعطي المشتري انطباعاً سيئاً يجعله ينفر من الشراء أو التردد على هذا المحل ثانية. كما أنه إذا دخل العميل شركةً ما ورأى الموظف غاضباً فإنه ينفر منه، أما إن رأى القبول والسرور من الموظف فذلك يريحه ويجعله دون قصد منه يسوِّق للشركة وأعمالها بين أصدقائه ومعارفه؛ لأنه رأى منها موظفاً مبتسماً لطيفاً مع العملاء.

وأنقل لكم تجربة مررتُ بها مع ابنتي الصغيرة ذات الستة أشهر شيخة فإذا كشرتُ في وجهها تفعل هي كذلك وتقلدني، بينما إذا ابتسمت تردُّ علي بابتسامة ولا أحلى.. حتى أنكم في الهاتف تشعرون بالشخص الذي يتكلم وإياكم إن كان مبتسماً أم لا .. ولا ننسى البسمة في وجوه الفقراء والمساكين من الناس فهي من باب الرحمة.

وفي النهاية ابتسموا أرجوكم.

وحين تقدم خالد النقيب بتقييمه لعبدالهادي بدأ قوله بـ " تبسمك في وجه أخيك صدقة" فما أجمل الابتسامة! الابتسامة مفتاحٌ لكل أمر .

قدم الخطيب موضوعاً جميلاً، حقق فيه التنوع الصوتي ارتفاعا وهبوطاً وهو هدف هذه الخطبة، كما أنه استعان بالجمهور وأشركه في الخطبة معه، لكن يفضل عدم المبالغة في إقحام الجمهور .. أما نقاط التطوير: فلا تعطِ ظهرك للجمهور لأي سبب، إلى الاعتناء بالخاتمة التي بدت نوعاً ما فجائية.

ثم حان موعدنا مع الخطبة التاسعة لنادر أحمد وهدفها الإرشاد والإقناع.. بدأها الخطيب بقوله تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي".. أنت إنسان... فأنت إذن: جسد وروح ونفس، وهذه هي مكونات الإنسان الثلاثة.. جسدك ليس ملكاً لك فهو خلق الله تعالى أودعك إياه أمانة لتحافظ عليه وترده ولا توديه موارد الهلاك.. وروحك ليست ملكا لك بل نفخها الله فيك ولن تستطيع إزهاقها بإرادتك.. أما نفسك فهي ملكك.

وقد وردت كلمة جسد في القرآن أربع مرات وكلمة روح سبع مرات أما كلمة نفس فوردت 295 مرة؛ فالنفس إذن هي مناط التفكير وهي منتهى الحساب يوم الدين... والنفس أنواع: منها المطمئنة واللوّامة والأمّارة بالسوء، ولكني هنا لست في مجال الخطاب الديني فأنا أريد أن محطّ التفكير ليس دماغك وإنما هو نفسك، ولكن كيف؟

إن نفسك هي التي تتحكم بك وبما تتخذ من قرارات، فبما هي مناط التفكير فإنها مناط التكليف والحساب؛ فالدماغ أو العقل يتحكم بالعمليات الحيوية في أجسامنا، أما النفس فهي مسؤولة عن التكليف. فلو أخذنا دماغ شكسبير مثلاً ووضعناه في عقل ابن الغابة (ماوكلي) فهل كان ماوكلي سيؤلف مسرحيات شكسبير؟ ولو أخذنا عقل فيثاغورس ووضعناه في دماغ شخص آخر هل كان سيصل بنا إلى النظريات الرياضية التي وصل إليها فيثاغورس؟

 فالدجاجةُ لها دماغ وأنا لي دماغ.. لكن النفس هي مناط التفكير لذا فهي مناط التكليف .. ولهذا إياك والتقليد الأعمى حتى لا تتألق في موضع أنت لست أهلا له.. فإنما الإنسان هو النفس، والدماغ ليس هو العقل، العقل هو التفكير وإياك والخلط بين الروح والنفس فأنت لا تغذي روحك.... ولا عقلك ....  بل أنت تغذي نفسك.. فكن لجسدك راعياً ودع الروح لخالقها.

أما تقييم علي المنصوري فقال: إن أهداف الخطبة الإرشاد والتوجيه وهي أمور مهمة للجمهور، وهذه الأهداف مطلوبة في أثناء عملنا على مشاريع التوستماسترز. كما أن الموضوع الذي اختاره الخطيب مهم وجميل خاصة لاختلاف وجهات النظر لذا كان الخطيب موفقاً في اختيار موضوع قابل للجدل.

هل نجح الخطيب في إقناعكم؟ وكانت إجابة الجمهور من الحاضرين نعم باستثناء اثنين .. وهذا يدفعنا إلى التفكير في النقاط المثيرة للجدل والنقاش، والتفكير بطريقة جديدة للإقناع.

 

ثم حان موعدنا مع الخطبة الأولى خطبة كسر الجمود لميادة الصالحي، التي بدأت بقولها:

اسمي ميادة ولدتُ في الأردن ثم هاجرت إلى أمريكا ودرست هناك حتى سن السادسة عشرة، ثم تزوجت وذهبت للعيش في كولورادو بطبيعتها الجبلية وهي جنة الله على الأرض، ثم انتقلنا إلى تكساس والفرق بين الولايتين كبير من حيث طبيعتهما.. وهناك وبرغم متاعب الحياة أكملت دراستي الثانوية ثم الجامعية ..

أميل إلى الأطفال كثيراً وأحبهم وأحس بالسعادة معهم، ثم حصل معي موقف جعلني أفكر في مستقبلي الدراسي: كان عندي أربعة أطفال وكان طفل الصغير المدلل في العائلة وكان عمره آنذاك 3 سنوات وكأنه حاكم البيت المسيطر عليه، حتى إنه ربما يستيقظ في السادسة ويجبر جدته أو جده على الخروج ليتمشى... وكنت وقتها لم أقرر بعد ما نوع الدراسة التي يمكن أن أدرسها، وذات يوم كنتُ أتسوق وطلب ابني شيئا ولم أشتريه له فأخذ يبكي وأخذ الجميع ينظر إليّ بعتب؛ لأنني قاسية عليه وكأني أضربه.. وإذا بامرأة تنظر إليّ بقوة وسارت لتتحدث للشرطة وفعلا ذهبتْ إلى الهاتف ... فتركتُ أشيائي في السوق وحملت ابني وهربت به إلى السيارة خائفة جدا نتيجة لهذا الموقف ولقصص أخرى سمعناها عن الأمريكان إذ أنهم ربما يأخذون الأولاد من أهاليهم إذا لم يحسنوا التعامل معهم .

وبعد هذا الموقف قررتُ أن أختار تربية الأطفال  موضوعا لدراستي..

تقييم رشأ الخطيب للخطبة الأولى للخطيبة المستفيدة ميادة الصالحي: تألقت الخطيبة في خطبتها الأولى وحققت الهدف المطلوب ألا وهو الوقوف أمام الجمهور للمرة الأولى وكسر الجمود، أما عن تفصيلات التقييم فهي من ناحيتين: الخطبة والخطيبة، فمن ناحية الخطبة بدا الجهدُ واضحا في إعدادها والتدرب عليها، كما أنها قسمت خطبتها إلى مقدمة عرَّفت فيها بنفسها سريعاً ثم انتقلت إلى موضوعها وهي جوانب من حياتها وعلاقتها بالأطفال، لكن الخاتمة جاءت مفاجئة وسريعة..، أما أداء الخطيبةُ نفسها فامتاز بعدد من نقاط القوة أهمها: الطلاقة في الكلام والأفكار الجميلة التي اختارتها الخطيبة من محطات حياتها، التي تمثل المرأة المكافحة في سبيل نفسها وأسرتها، كما كان الصوت واضحاً للمستمعين إلى جانب الالتزام بالوقت المحدد لخطبة الأولى.

أما نقاط التطوير المقترحة للمرت القادمة: فالابتعاد عن قراءة نص الخطبة قراءةً ؛ فإذا كنا في تحضيرنا عادةً للخطبة نكتبها إلا أنه عند إلقائها امام الجمهور يفضل أن لا نقرأها قراءة.. ولا بأس بحفظ الخطبة إذا كان ذلك أسهل للخطيب، لكن المهم أداؤهها أمام الجمهور بعفوية. ومن النقاط الأخرى ضرورة التحرك على المنصة وعدم الوقوف في نقطة واحدة.

وفي الختام تحية كبيرة لميادة القادمة إلينا من أمريكا ببضاعة عربية متواضعة، ونشجعها في أولى خطواتها على درب استعمال اللغة العربية، لتكون من الخطيبات المتميزات في النادي المتميز نادي أبجد.

 

وبانتهاء فقرة تقييم الخطب المعدة انتقلنا إلى فقرة الخطب المرتجلة خطب الساحة، وكان عريفها في هذا الاجتماع شيخ معاوية: الذي افتتح الفقرة بتعريف موجز بأن فقرة مواضيع الساحة تسعى إلى وضع الأشخاص في مواقف تحاكي ما قد يتعرض له الإنسان في حياته الحقيقية من مواقف تتطلب منه إلقاء خطبة قصيرة في موضوعٍ لم يكن مستعداً له.. لذا فهذه الفقرة تعين أعضاء التوستماسترز وضيوفهم على خوض تلك التجربة الفريدة، أن يُطلَب منك أن تتحدث في موضوع ما فجأة دون سابق إنذار..

وكانت المواضيع المطروحة في الفقرة جميلة ومتنوعة وخفيفة الظل، تقع في قلوبنا أجمل موقع. وإليكم العبارات التي انتقاها شيخ معاوية لتكون محاور فقرة مواضيع الساحة لهذا اليوم:

·        من الصعب أن ندرك ما هو سر السعادة فالثراء والفقر كلاهما فشلا في جلبها إلينا.

·        لا شيء أرخص في الحياة من فكرة جميلة لا يتم تطبيقها.

·        ما رأيك في مقولة: الحرب الوحيدة التي ينام فيها الأعداء معاً في المكان نفسه هي معركة الحياة الزوجية!

·        العدو يطعنك من الخلف والصديق يطعنك من الأمام.

 

وفي نهاية الفقرة عادت المنصة إلى عريف الاجتماع الذي اختتم عمله بالطلب إلى أصحاب الأدوار تلاوة تقاريرهم: المدقق اللغوي والميقاتي ومختبِر الإنصات وعداد التلكؤات .. وصولاً إلى التقييم العام الذي كان اليوم بإدلاء جميع الحاضرين بآرائهم حول سير الاجتماع والإعداد له وطرح نقاط التطوير المناسبة..

ثم اختتم الاجتماع برئيس النادي الذي أثنى على روح الفكاهة والروح الأخوية التي اتسم بها الاجتماع. ثم بإعلان نتائج التصويت للخطباء، ونظراً لتقارب الأصوات فاز اليوم بلقب أحسن خطيب: نادر أحمد وعائشة الرميثي .

وإلى اللقاء في الاجتماع المقبل بإذن الله.