أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 أبريل 2014

رحلة أفوقاي الأندلسي: منزلة أبي القاسم الحجري في تاريخ الاستشراق


ورقة مقدمة لـمؤتمر: 
أدب الرحلات ودوره في التواصل الحضاري،
جامعة مؤتة، الأردن، في 28-30/4/2014 

تمتد ظاهرة الاستشراق لقرونٍ عدةٍ خلت، كان من أبرز ملامحها دراسة الحضارات واللغات الشرقية، ولئن كان من الشائع أن هذه الظاهرة قد نشأت ونمَتْ بجهود أبناء أوربا من المهتمين بدراسة اللغة العربية، إلا أن هؤلاء – وخاصة رواد الاستشراق الحديث منهم- لم يكونوا بمعزل عن الاختلاط بأهل اللغة التي يدرسونها، وقد أفادوا من اتصالهم بأهل العربية فوائد جمة، عادت على أعمالهم بعوائد طيبة.
تمثل ( رحلة أفوقاي الأندلسي: مختصر الشهاب إلى لقاء الأحباب ) واحدة من الرحلات التي سجلت بنصّها وبفعلها جانباً من التواصل الحضاري بين الشرق والغرب في مطلع القرن السابع عشر، وهو القرن الذي شهد ما يمكن تسميته العصر الذهبي للدراسات العربية في أوروبا، وقد نالت هذه الرحلة مؤخرا اهتمام الباحثين لغِناها والجوانب المتنوعة التي تشتملها.
وتسعى الورقة إلى استجلاء الدور الذي قام به مؤلف الرحلة أحمد بن القاسم الحجري -المعروف بـ أفوقاي- في تاريخ الاستشراق وذلك من خلال رحلته إلى بعض البلدان الأوربية: فرنسا وهولندا، إذ التقى في أثنائها عدداً من رواد الاستشراق على هامش الغرض الأساسي من رحلته الذي كان يتصل بأمور تهم الموريسكيين الأندلسيين المهجّرين من الأندلس إلى شمال أفريقيا.
 فقد كان لقاؤه -وهو ابن الثقافة العربية الإسلامية الموريسكية- بتلك الشخصيات المعروفة في تاريخ الاستشراق عاملاً في إغناء معرفتهم باللغة العربية، كما كانت له بعض إسهامات في دراسات المستشرقين، لم تنل ما تستحق من تسليط الضوء عليها، بحيث ظلت تلك الصلات مجهولة نوعاً ما حتى أعيد توجيه الأنظار إليها من جديد.

وتأتي هذه الدراسة في إطار الحديث عن إسهامات عربية وإسلامية في تاريخ الدراسات الاستشراقية، التي شهدت رواجاً وفي القرن السابع عشر لظروف عديدة يأتي تفصيلها في موضعه، وإنصافا لبعض الرواد المجهولين ممن كانت لهم يد الفضل في تاريخ الاستشراق.