tag:blogger.com,1999:blog-38912175063509715412024-02-19T10:37:33.047+03:00عطر الكلمات وشذا الحروف مدوَّنة رشــأ الخطيب
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comBlogger244125tag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-31251846466625999672021-02-03T21:24:00.006+02:002023-04-08T10:14:08.724+03:00 قيمة "طوق الحمامة" عابرة للعصور<p><span style="color: #0b5394;"><span style="font-size: medium;"> <a href="https://bit.ly/2NYkrjr">https://bit.ly/2NYkrjr</a></span></span></p><p><span style="color: #0b5394; font-size: medium;">حوار تيسير النجار مع رشأ الخطيب</span></p><p><span style="color: #0b5394; font-size: medium;">على موقع ضفة ثالثة، العربي الجديد</span></p><p><span style="background-color: white; font-family: inherit; text-align: left; white-space: pre-wrap;"></span></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlEiEnF90XRmNrSEchTwceaFbnQ6eFD4bNDEf6_MMthVInFz_ZeXN5LzEIj7VNvdJA57eazJM4SEh-Z7rWeS77hFmlCJeNIDi5TTgV6opWZnGxpC58JZvDBSdUQO_bFFbtbqj_Ji1WMnQ/s2048/%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A9-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2586%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586+ar.927_17.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img alt="صورة الورقة الأولى من مخطوط طوق الحمامة المحفوظ في مكتبة جامعة لايدن بهولندا" border="0" data-original-height="2048" data-original-width="1490" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlEiEnF90XRmNrSEchTwceaFbnQ6eFD4bNDEf6_MMthVInFz_ZeXN5LzEIj7VNvdJA57eazJM4SEh-Z7rWeS77hFmlCJeNIDi5TTgV6opWZnGxpC58JZvDBSdUQO_bFFbtbqj_Ji1WMnQ/w291-h400/%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25A9-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2586%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586+ar.927_17.jpg" width="291" /></span></a></div><p></p><p><span style="color: #0b5394; font-size: large; text-align: center;"> </span><span style="text-align: justify;"><span style="color: #38761d; font-size: large;">كتابٌ فريد، في نسخةٍ مخطوطةٍ فريدة، وصل إلينا بعد رحلةٍ نجهل معظم محطاتها، لكننا نعرف منها إسطنبول التي احتضنت النسخة المخطوطة في محطتها قبل الأخيرة، وقبل أن يستقرّ بها المقام، بخاتمة الرحلة، في مكتبة جامعة لايدَن في هولندا في النصف الثاني من القرن السابع عشر، إنه كتاب الإمام والفقيه ابن حزم "طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف"<span></span></span></span></p><a name='more'></a><span style="text-align: justify;"><span style="color: #38761d; font-size: large;">.</span></span><p></p><blockquote style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px;"><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">أكمل كتاب "طوق الحمامة" ما يقرب من ألف سنة منذ خرج للوجود، ورغم ذلك لا يزال الأثر الذي كتبه ابن حزم الأندلسي سنة 1022 نبعًا لا ينضب في فنون العاطفة، وما تزال ثقافة ابن حزم الموسوعية الواضحة في مؤلفاته، تُلقي بظلالها على أخباره وحكاياته وتأملاته ونظَراته التي قام عليها "طوق الحمامة"، وفق منهج علمي منضبط ألزمَ المؤلف نفسه به ولم يَحِد فيه عن الصدق والصراحة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">أستاذة الأدب الأندلسي رشأ الخطيب، المحاضرة غير المتفرغة في عدة جامعات أبرزها الجامعة الألمانية الأردنية، والجامعة العربية المفتوحة في عمان، تصف هذا الكتابُ بأنه علامة حضارية مضيئة في التراث العربي الإسلامي وفي التراث الإنساني العالمي، على حدٍّ سواء.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">للدكتورة الخطيب المتخصصة في الأدب الأندلسي عدة كتب منها: "هذا أبي: عبد الله الخطيب- سيرة وذكريات"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2020، "أحمد بن قاسم الحجري، أفوقاي الأندلسي: المترجم والرحالة والسفير"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، "الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقية البريطانية"، 2013، "تجربة السجن في الشعر الأندلسي"، 1999.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">عبر هذا الحوار تؤكد لنا الخطيب أن قيمة كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف" لابن حزم الأندلسي لا تقف عند العصر الذي كُتب فيه ولا عند المجتمع الذي يصوّره؛ ذلك أن أخبار الحب وحكايات المحبين التي تحفل بها صفحاته ما زالت إلى يوم الناس هذا تمتِّع القارئ العام، والباحث المدقق، وما زالت مصدرًا لا يمكن استبعاده لعصرٍ كثير الاضطراب من عصور تاريخ الوجود الإسلامي في الأندلس.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">حول كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأُلّا<span></span>ف" الذي يعتبر مرآة عصره كان لنا هذا الحوار الخاص معها:<span></span></span></p><!--more--><p></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>النكبة والاعتقال والتشرد والرحيل</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">(*) </span><span style="color: #38761d; font-size: large;">ماذا كان تأثير ثقافة ابن حزم وحياته في تشكيل كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف"؟</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">- ينتسب ابن حزم إلى أسرة أندلسية تعود إلى أصول غير عربية لا تنتمي في عقيدتها إلى الإسلام، وذلك اعتمادا على عبارة للمؤرخ المعروف ابن حيان القرطبي (ت469هـ/1076م)، قال فيها عنه: "فقد عهِدَهُ الناس خامل الأبوة، مولَّد الأرومة، من عجم لبلة، جدُّه الأدنى حديث عهد بالإسلام".</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">بينما يرى الحميدي (ت488هـ/1095م) وهو تلميذ لابن حزم، أن أستاذه من أصول فارسية تعود إلى جدِّه البعيد الذي كان مولى ليزيد بن أبي سفيان (ت18هـ/639م).</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومهما يكن من أمر أصوله العائلية فقد حققت عائلته مجدًا رفيعًا وجاهًا وثراءً واسعًا في أواخر عهد الخلافة الأموية بقرطبة؛ وكان والده (ت402هـ/ 1012م) واسع العلم قوي البلاغة متمكنًا من ثقافة عصره وتاريخ بلده، وما إلى ذلك. إذ كان أبوه وزيرًا للحاجب المنصور بن أبي عامر (ت392هـ/ 1002م) منذ سنة381هـ، وكان صاحبَ مجلسٍ يختلف إليه عِلية القوم من السياسيين والوجهاء والأدباء. فقضى ابن حزم سنواته الأولى من الطفولة والصبا في ظل نعيم وافر ظن أنه لا ينقطع، كان من أبرز علاماتها أنه أمضى شطر طفولته وصباه بين الجواري: اللاتي قمن على تربيته وتأديبه. وقد أورثَتْهُ هذه النشأةُ رقةً وحياءً وحبًا للجمال ومعرفةً دقيقة بالنساء، كما أتاحت له تجارب عاطفية مبكرة، حدَّثنا بجرأة وصدق ببعض أخبارها في طوقه، وكانت متكَّأ له في كثير من تأملاته وآرائه.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وتنطبع آثار نشأته في سمات بارزة على شخصيته التي اتصفت تارةً بالثقة بالنفس والاعتداد بالرأي والحدّة والعنف، وتارة أخرى، بالنزاهة والموضوعية وإنصاف الخصوم، وحرية الفكر التي عرفناها عند ابن حزم، مما أوقعه في الخصومة والعداوة مع كثيرين. وعلى الرغم من ذلك فقد أنصفوه ولا نجد بينهم ممن قرأوا أخباره وبعض سيرته واعترافاته الشخصية الجريئة في الطوق، يتهمه بالكذب أو يجرح في دينه ومعتقده، على الرغم من خوضهم في سيرته!.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإذا ما أخذنا بالحسبان أن ابن حزم بدأ مستهل حياته وقبل انشغاله بالفقه والخصومات في تأليف "طوق الحمامة" بين الأعوام 417هـ-419هـ، فذلك يعني أنه كتبها وهو يعاني النكبة والاعتقال والتشرد والرحيل؛ بعد خروجه من قرطبة وانقضاء الفتنة التي أطاحت بخلافة بني أمية في قرطبة وانفراط عقدها في بقية المدن الأندلسية. إذ احتُلَّت منازل أهله فخرج منها وتنقل بين المدن، ومنها شاطبة شرق الأندلس، التي نزلها ساكنًا شابًا على أبواب الثلاثينات من عمره، وقد أصاب حظًا وافرًا من المعارف والعلوم السائدة امتدّت بسببها ثقافته إلى ضروب متنوعة ومتشعبة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وتنتظم ثقافةُ ابن حزم في الكتاب، مصادر عديدة أخرى مكتوبة وغير مكتوبة، يتوِّجها القرآن الكريم والسُّنّة النبوية، والمؤلفات المعروفة التي اطلع عليها، كغيره من المؤرخين والعلماء، لكنه اكتفى بالإشارة إليها في الطوق أو في غيره من مؤلفاته الأخرى. إلى جانب إحاطته بضروب العلم القديمة من المنطق والفلسفة والكتابات الدينية لدى اليهود والنصارى.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ويمكننا أن نقول إن ثقافة ابن حزم الموسوعية الواضحة في مؤلفاته، تُلقي بظلالها على أخباره وحكاياته وتأملاته ونظَراته التي قام عليها "طوق الحمامة"، وفق منهج علمي منضبط ألزمَ ابن حزم نفسه به لم يَحِد فيه عن الصدق والصراحة قيد أنملة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>تجلية صورة المجتمع الأندلسي</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #38761d; font-size: large;">(*) يعدّ كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأُلّاف" وثيقة تاريخية على أحوال الأندلس وما مرّت به من أحداث سياسية واضطرابات وفتن في عصره فكيف تشكلت كل هذه العاطفة فيه؟</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">- يعدّ "طوق الحمامة" وثيقة تاريخية على عصر مليء بالاضطرابات: من الحجابة، والفتنة، وانتهاء عصر الخلافة إلى ابتداء عصر ملوك الطوائف. إذ يضم الكتاب أخبارًا لجوانب من الحياة العاطفية لبعض أعلام العصر، كما يكشف كثيرًا من جوانب الحياة الاجتماعية في الأندلس في القرن الخامس الهجري، أغفَلَتْها كتب التاريخ السياسي الأخرى، وهو بذلك يعد مصدرًا لا غنى عنه في تجلية صورة المجتمع الأندلسي، من الرفاهية التي بلغتها الطبقات الاجتماعية الأندلسية، واختلاط الأجناس والأقوام الذي كان سمة أولى من سمات المجتمع الأندلسي وعاملًا من عوامل غنى الحضارة الأندلسية ورفعة نتاجها وإرثها الحضاري والثقافي، تأثيره العميق في الحضارات والشعوب الأخرى.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">كما تتجلى في الكتاب صورة للحياة اليومية في المجتمع الأندلسي تجمع بين ما قد نظنه كل الظن أنْ لا جامع بينها، مثل حرية المرأة التي فاقت بمراحل الحرية التي أصابت بعضًا منها المرأةُ في المشرق الإسلامي، والمحافَظة والتديُّن التي ميزت كثيرا من العائلات والأفراد من أهل الأندلس.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومن جهة أخرى، فإن النظرة الأولى إلى "طوق الحمامة" تجعلنا نطمئن إلى تصنيف جانبٍ من الكتاب في جنس السيرة الذاتية، لأن دوافع تأليف الكتاب لا تقف - كما أفصح عنها ابن حزم في مقدمته- على مجرد الامتثال لطلب صديقه الذي سأله تصنيف "رسالة في الحب ومعانيه وأسبابه وأعراضه وما يقع فيه وله على سبيل الحقيقة"، بل تتعداه إلى أن هذا السؤال وقَعَ في نفس ابن حزم ووافق هواها، فأراد أن يعرض في كتابه "صورة واقعية من حياته ومن حياة الناس في موضوع الحب" كما عرفَه المجتمع الأندلسي، إذ قام منهج ابن حزم في تأليف "طوق الحمامة" على ما مرَّ عليه في حياته من تجارب ذاتية وخبرات شخصية، ووقائع سمعها أو عاينَها أو نقلها إليه مَن يأنس إلى صدقه وعدالته.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهكذا انقلب ابن حزم في تأليفه الطوق من "تسلية الصديق إلى تعزية النفس" على ما يرى أستاذنا د. إحسان عباس رحمه الله.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا تفوتنا الإشارة إلى أن الكتاب في جانب منه وثيقة نفسية تحلل عاطفة الحب وما يتصل بها تحليلًا نفسيًا لطيفًا، يتوافق مع كثير من الآراء النفسية المعاصرة والتحليلات التي تسبر أغوار النفس البشرية في انفعالاتها المتنوعة. حتى أن الناشر العربي الأول لكتاب "طوق الحمامة" في دمشق 1930 رأى أنه "خير كتاب في وصف الحب.. وأحسن أثر في تراثنا الأدبي يثبت للناس أن في أدبائنا من أوتي ملَكَةَ التحليل النفسي، ومن استطاع أن يفهم الحب قبل عشرة قرون كما يفهمه الأدباء اليوم"، ثم تعجب من اعتناء المستشرقين به وجَهْـلِنا له، والظن به أنه كتاب مجون ودعارة، وأن صاحبه يستحق الثلب والتعريض، فقد قامت ضجة بعد نشره بدمشق في 1930م تزعم أن الكتاب مدسوس على ابن حزم الفقيه! وأن نسبة الكتاب إليه ليست أكثر من تشويه لاسمه.</span></p></blockquote><p> </p><blockquote style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px;"><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>المخطوط ونسخه في مدينة صفد</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #38761d; font-size: large;">(*) أكمل كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأُلَّاف" ما يقرب من ألف سنة منذ خرج للوجود، رغم ذلك لا يزال الأثر الذي كتبه ابن حزم الأندلسي سنة 1022 نبعًا لا ينضب في فنون العاطفة. كيف ينظر له المستشرقون في إسبانيا؟</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">- كان للمستشرقين فضل اكتشاف المخطوطة الفريدة الباقية من "طوق الحمامة"، وتعريف القرّاء بهذا الكتاب وتحقيقه ونشره لأول مرة، إلا أن المستشرقين الذين قاموا على ذلك كله لم يكونوا من إسبانيا كما قد نظن للوهلة الأولى!</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وليس في العالم حتى اللحظة سوى هذه النسخة الفريدة التي وصلت إلينا من كتاب "طوق الحمامة"، وقد جرى نسخُها بخطٍّ مشرقي واضح - بعد نحو ثلاثة قرون من تأليفها- العام 738هـ/1338م، في مدينة صفد بفلسطين، على يد ناسخ مشرقي مغمور لا نعرف عنه إلا اسمه، الذي طمست الرطوبةُ جزءًا منه بأقصى الزاوية العليا اليمنى من صفحة العنوان، وهو محمد بن ...؟ ابن عثمان النهاوندي الصوفي، والذي قد يكون مالكًا لتلك النسخة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ويظهر أن الناسخ قام بعمله لا يبتغي من وراء ذلك إلا تحسين رسالة "طوق الحمامة" وإظهار محاسنها وتصغير حجمها تسهيلًا على القرّاء ليفهموا معانيها - حسب رأيه-، فكان عمله هذا قد فوَّتَ علينا مقاطع كثيرة اختصرها الناسخ من أصل "طوق الحمامة" الذي نقل عنه، ولم يضع بين أيدينا أي تفصيلات عن النسخة التي كان ينقل منها! وهكذا وصلتنا رسالةُ الكتاب ناقصةً عن أصلها، مقدارا لا نعلمه.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقد بقي هذا الكتاب لابن حزم في نسخته المخطوطة مجهولًا ولا يُلتَفَت إليه، بل إنه لم يأتِ على ذكره إلا قلة من المؤرخين الذين نقلوا عنه مثل المقري ولسان الدين بن الخطيب. ومثلما كان الكتاب مهمَلًا من جانب المؤرخين العرب كانت المخطوطة الفريدة قد لاقت المصير نفسه.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا بدَّ أن هذه النسخة الفريدة كانت قد رحلت بطريقةٍ لا نعرفها من الأندلس حتى وصلت إلى ناسخها في المشرق، لكننا نعرف مصيرها بعد ذلك؛ فقد وصلت إلى المكتبة الخاصة للمثقف والمؤرخ العثماني الشهير حاجي خليفة (كاتب جلبي) (1609-1657م)، صاحب "كشف الظنون" الذي عُرِف بجمع الكتب، وكانت إسطنبول في القرن السابع عشر مدينة يقصدها الدبلوماسيون والتجار الأوروبيون، كان منهم السفير الهولندي ليفينوس وارنر، الذي عمل دبلوماسيا في إسطنبول منذ عام 1645 حتى وفاته في 1665، وكان قد درس من قبل اللغات الشرقية في جامعة لايدن، وأُشرِب حب جمع المخطوطات الشرقية من أستاذه المستشرق الهولندي ياكوب خوليوس (ت1667).</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكان وارنر هذا هو الذي اشترى النسخة الفريدة من "طوق الحمامة" من مكتبة حاجي خليفة، ضمن مجموعة كبيرة اشتراها تزيد عن 900 كتاب مخطوط، ثم وهَبَـها وارنر بعد وفاته إلى مكتبة جامعة لايدن.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهكذا وصلت هذه النسخة الباقية إلى هولندا منتصف القرن السابع عشر، لكنها استقرت هناك لنحو قرن ونصف قرن لم يلتفت إليها أحد، حتى عرَّف بها رائدُ الدراسات الأندلسية المستشرق الهولندي رينهارت دوزي (ت1883م) في أول فهرس مطبوع للمخطوطات العربية في جامعة لايدن، ثم نشر دوزي مقاطع جميلة من الطوق مترجمةً إلى الفرنسية عام 1841 في كتابه "تاريخ مسلمي إسبانيا"، وعنه ترجمها عدد من المستشرقين إلى لغات أوروبية عديدة، فعرف الناسُ الكتابَ لأول مرة، لكن ذلك لم يشفع لابن حزم الأندلسي، فبقي الكتاب فوق الرفوف حتى مطلع القرن العشرين، عندما قام المستشرق الروسي الشاب ديميتري بتروف (ت1925) بتشجيع أحد أساتذته في بطرسبرغ، بتحقيق "طوق الحمامة" ونشر النص العربي مطبوعا لأول مرة عام 1914 في مطبعة بريل في مدينة لايدن.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">أثارت تلك الطبعةُ منذ ظهورها الاهتمامَ بكتاب "طوق الحمامة"، وظهرت له طبعات عربية أخرى، وتُرجم الكتاب إلى لغات أوروبية عديدة، ونُشِرت عنه دراسات متنوعة لم تنته إلى اليوم- سواء على يد المستشرقين الأوروبيين، أو على يد الباحثين والمهتمين في العالم العربي.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">بل إن ذيوع أمر الكتاب كان دافعًا لبلدية قرطبة كي تحتفي به على طريقتها؛ فقامت عام 1963 بنصب تمثال تذكاري لابن حزم الأندلسي على مقربة من باب إشبيلية/ باب العطارين -أحد الأبواب السبعة لقرطبة القديمة- بمناسبة الذكرى المئوية التاسعة على وفاته التي كانت في عام 1064م.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">أما المستشرقون الإسبان فلم تكن لهم عناية كبيرة بـ"طوق الحمامة" أو بمؤلفه أو بالدراسات الأندلسية عامة؛ لأنها كانت مهملة في إسبانيا لقرون عدة ويقفون من الإرث الإسلامي في إسبانيا موقفًا عدائيًا، في حين كان المستشرقون في البلدان الأوروبية الأخرى منغمسين فيما بينهم منذ القرن السابع عشر في الاهتمام باللغة العربية وآدابها وتراث شعوبها الناطقة بها والأراضي التي تمتد على رقعتها، وكان من جوانب ذلك الاهتمام جمع المخطوطات الإسلامية ونشرها وطباعتها.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولم يمض وقت طويل حتى واكبت إسبانيا غيرها في العناية بالدراسات الأندلسية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المستشرق الإسباني الشاب فرانسيسكو بونس بويج (ت1899) كان من أوائل الذين أشاروا إلى "طوق الحمامة" بعد الهولندي دوزي.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم اهتم آسين بلاثيوس (ت1944) بالمفكرين والفلاسفة المسلمين ومنهم ابن حزم، فكان أول من درس كتاب الطوق في مخطوطته الوحيدة - قبل أن ينشره بتروف- وكان ذلك في أثناء زيارته لمكتبة جامعة لايدن عام 1907، مع أن بلاثيوس لم يكن يحب السفر وكان يتجنبه قدر ما أمكنه ذلك ليتفرغ لأبحاثه ودراساته وعمله في الجامعة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">واهتم بلاثيوس بأعمال أخرى لابن حزم، فألقى محاضرته الافتتاحية مستهل عضويته بالأكاديمية الملكية للتاريخ عام 1924 عن ابن حزم، وأتبعها بترجمة إسبانية لكتابه الفِصَل في المِلَل والأهواء والنِّحَل مع دراسة عن حياة ابن حزم نشرها بين 1927-1932. كما ترجم كتابه في الأخلاق، وقدَّم دراسات أخرى عن ابن حزم الفيلسوف والمفكر والمتكلم.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم قام المستشرق الإسباني إميليو غارثيا غوميث (ت1995) بترجمة إسبانية لـ"طوق الحمامة"، كانت هي السادسة بعد خمس ترجمات إلى اللغات الأوروبية بدأت منذ 1931. وقد قدَّم لهذه الترجمة الفيلسوف الإسباني أورتيجا إي جاسيت (ت1955) نظر فيها في فكر ابن حزم وآرائه في الحب.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وللمستشرقين آراء عديدة في "طوق الحمامة" قامت عليها دراساتهم وبحوثهم المستمرة إلى اليوم، فقد رفض بلاثيوس مثلا أن يعد الطوق وثيقة نفسية ورأى أن قيمته الحقة هي في الجانب التاريخي الذي يقدمه. بينما رأى غوميث أن الكتاب دراسة نفسية معتمدة على الوقائع التاريخية، وبين هذا الرأي أو ذاك يتفق كثير من المستشرقين - الإسبان وغيرهم- في أن الأصول غير العربية لابن حزم هي التي تفسر آراءه ورقَّته وأفكاره وجرأته تجاه قضايا الحب التي عرضها في الكتاب.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">فقد استكثر الهولندي دوزي على ابن حزم حديثه عن معاناة الحب وآلامه التي اختبرها ابن حزم بنفسه وكشف عن تجربته إياها في كتابه، وردَّ دوزي ذلك إلى أصول ابن حزم الإسبانية المسيحية التي أورثَتْهُ طباعًا بعيدة عن طباع الشرقيين. وهذا الرأي قد لا يعجب مستشرقًا آخر؛ إذ نقض بلاثيوس رأي دوزي هذا؛ معللا له بأن ظاهرة الحب العفيف ومعاناته تعود إلى ما في الإسلام من نوازع زهدية.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وما زال كتاب "طوق الحمامة" بعد نحو ألف سنة على تأليفه، وبعد نحو مئة سنة على طباعته، يثير شهية الباحثين لدراسة جوانب خفية أو جليّة متعددة منه. وهو على ما يبدو أول كتاب أُخرج للناس في الحب، "وعلى كثرة ما أُلِّف بعده في موضوعه، لا يزال ينفرد بمحاسن ويعتصم بخصائص تقضي له بالمكانة العليا بين هذه الكتب". (من تقديم الشاعر محمد البزم لطبعة الطوق في دمشق 1930).</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>ماهية الحب وأحوال المحبين</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #38761d; font-size: large;">(*) تأثّر ابن حزم بكتابات السابقين عن الحب: أفلاطون، الجاحظ، ابن داود الأصبهاني، أبو بكر الرازي، إخوان الصفا (رسالة في ماهية العشق) وغيرهم، فما هي قيمة كتابه في عصرنا الحديث؟</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">- ربما يصح أن المؤلف لا بد أن يأتي فيما يؤلّف على مثال سابق، فهو لا يبتدع من فراغ ولا يعدم أن يجد لدى سابقيه فكرة أو كلمة بها تكون الشرارة التي تضيء الخيط الأول من النور الذي يهبه لقرّائه. وهذا لا يعني أن ابن حزم نهج على كتب سابقيه ولم يخالف طريقتهم.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقد عرف المشرق الإسلامي آراء ونظراتٍ في الحب دوَّنها أصحابُها في كتب سابقة اطلع عليها ابن حزم، ربما كان كتاب الزهرة لابن داود الأصبهاني (ت296هـ) أهمها، وهو كتاب عرفه ابن حزم معرفة تمكُّن واستلهام، ويرى د. إحسان عباس أنه لو لم يطّلع ابن حزم على المصادر الشرقية الأخرى، لكان كتاب الزهرة كافيا له في هذا المجال، ولكنْ من دون شك فإن ابن حزم اطلع على المصادر الأخرى التي تحدثت عن الحب.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا يخرج ابن حزم صاحب الثقافة الواسعة والمعرفة الممتدة عن هذا، لكنه أراد في كتابه الإتيان بجديد والابتعاد عمّا عرضت له بعض المصادر التي اتخذت الحبَّ موضوعًا، من أمثلة وأخبار وشواهد وأشعار ووقائع تحكي ماهية الحب وأحوال المحبين. وقد اتكأ في كتابه على ما اختبر من تجارب، وما سمع من أخبار، وما عايَنَ بنفسه من أحوال أصدقائه وبعض أعلام عصره، لاستبطان أصول الحب وأعراضه وصفاته وما يدخله من آفات.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولابن حزم تفسير لطيف في ابتعاده عن أخبار الحب عند أهلِ زمانٍ من غير زمانه وبلادٍ من غير بلاده؛ تظهر فيه معالم منهجه في تأليف الكتاب، وطريقته في ابتداع التآليف بمجافاة تقليد طرائق الآخرين، والابتعاد عن تكرار أخبار العشاق والمحبين مما حفلت به المصادر الشرقية السابقة عليه، فهو يشعر أن الأندلسيين لا تستقيم طرقهم في الهوى وطرق الأعراب في جزيرة العرب، وهو يدرك اختلاف المجتمعات والأذواق باختلاف المكان والزمان. وفي ذلك يفسر طريقته في إجابة طلب صديقه بتأليف رسالةٍ في الحب، قائلًا في خاتمة صدر رسالة "طوق الحمامة":</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: inherit; font-size: large;"><i>"... والذي كلَّفْتَــنــي فلا بدَّ فيه من ذِكر ما شاهدَتْهُ حضرتي، وأدركَتْهُ عنايتي، وحدَّثَني به الثقاتُ من أهلِ زماني... والتزمتُ في كتابي هذا الوقوف عند حدّك، والاقتصار على ما رأيتُ أو صحَّ عندي بنقل الثقات، ودعني من أخبار الأعراب المتقدمين، فسبيلهم غير سبيلنا، وقد كثرت الأخبار عنهم، وما مذهبي أن أنضي (أركب) مطيَّة سواي، ولا أتحلى بحليٍ مستعار، والله المستغفَر والمستعان، لا ربَّ غيره".</i></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">وعلى الرغم من هذا الرأي الحادّ الذي يُقصي فيه ابنُ حزمٍ تجربةً إنسانية كالحب ويفصلها من المجتمع الأندلسي عن الحب في المجتمع الشرقي، فإن قيمة كتابه لا تقف عند العصر الذي كُتب فيه ولا عند المجتمع الذي يصوّره؛ ذلك أن أخبار الحب وحكايات المحبين التي تحتفل بها صفحات "طوق الحمامة"، ما زالت إلى يوم الناس هذا تمتِّع القارئ العام، والباحث المدقق، وما زالت - كما أشرنا آنفًا- مصدرًا لا يمكن استبعاده لعصرٍ كثير الاضطراب من عصور تاريخ الوجود الإسلامي في الأندلس.</span></p></blockquote>رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-88341564827655141112021-01-08T22:54:00.003+02:002021-01-08T22:54:58.198+02:00مراجعة كتاب (هذا أبي عبدالله الخطيب: سيرة وذكريات)<p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana;"> https://thaqafat.com/2021/01/93266</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">موقع ( ثقافات )</span></p><p style="text-align: justify;"></p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgAqBrwHS6prQuubFEM3CtYKS6ed0MVKplyIjKTLvJhLUjO94cxqnmJk7cBaxNtvCJCL4NvXoaeohgnxXWdfeLUSN9SMnvnmNU7KXTAc1l_q3Q695kafxrTFY_pD5ffZ79O5au3hebL7C8/s1440/115756262_10223580863368313_3383031118369295200_o+%25281%2529.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="967" data-original-width="1440" height="269" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgAqBrwHS6prQuubFEM3CtYKS6ed0MVKplyIjKTLvJhLUjO94cxqnmJk7cBaxNtvCJCL4NvXoaeohgnxXWdfeLUSN9SMnvnmNU7KXTAc1l_q3Q695kafxrTFY_pD5ffZ79O5au3hebL7C8/w400-h269/115756262_10223580863368313_3383031118369295200_o+%25281%2529.jpg" width="400" /></a></div><br /><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;"><br /></span><p></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">بقلم: مجد حمد</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">هذه السيرة التي كتبتها رشأ الخطيب عن والدها بعنوان: هذا أبي، عبد الله الخطيب سيرة وذكريات، ليست سيرةً لشخصٍ مشهور أو مؤثر، كما اعتدنا في السِّيَر الغيرية المعروفة، إنها سيرة إنسانٍ عادي عاش كما عاش غيره على أرضنا هذه، لم يكن يعرفه إلا أهلُه وأصدقاؤه ومعارفُه وجيرانه.. ممن صادف مرورُهم في حياته رابطة من دم أو صداقة أو جيرة أو رفقة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">تكمن أهمية هذا النص الصادر مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2020، في أهمية قراءتنا لذواتنا، إذ ربما استطاع الشابُّ منا أن يرى في هذه السيرة ما يجعله يدرك أن جميع القصص تستحق فعلًا أن تروى، كي تكون جزءًا من حيوات الآخرين ولحظاتهم القادمة، فلكلٍّ منا قصةٌ يرويها.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">في هذا النص، الذي ينتمي إلى السيرة من جانب، وإلى الذاكرة والذكريات من جوانب أخرى، نقف على القصص التي مرَّت في حياة عبد الله الخطيب، أحد أبناء شمال الأردن، مروراً بجزءٍ من سيرة أبيه وجدّه، تجعلنا نشرف على بعض ملامح الحياة التي مرَّت على الأردن منذ مطلع القرن العشرين حتى مطلع القرن الذي يليه.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">يبدأ النص من سيرة الجدّ الأكبر لعائلة المؤلِّفة، الشيخ محمد بن السيد المصري، الذي هجر بلاده مصر، أواخر القرن التاسع عشر، انتقل بين أراضي سوريا الطبيعية، التي لم تكن تعرف الحدود، وأقام في فلسطين زمناً، يعمل خطيباً ومدرِّساً في قرى القدس حيث تزوج أنجب أولاده فيها، ثم شدَّ رحاله من جديد، منتصف القرن العشرين إلى شرق الأردن، فنزل لواء عجلون، واستقر في منطقة الكورة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">وفي أثناء سرد هذه القصص تمسُّ المؤلفة بعضَ تفاصيل الحياة اليومية البسيطة لنموذج من العائلات الأردنية وتقاليدها في رحلة للبحث عمّا يسد الرمق ويحفظ لها العيش الكريم. دون أن يمنعها شظف العيش من أن تكون حياتهم مليئة بالعطاء. وفي المقابل تمسُّ السيرة جوانب من بعض الظواهر السلبية التي سادت المجتمع الأردني مع الفتيات خاصة، والمواقف التي تكشف الوعي المجتمعي تجاه التعليم والتدين والسلوك الاجتماعي.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">ربما تروي السيرةُ حياةً عاش مثلها كثيرون في المنطقة نفسها، من ترحالٍ وسفرٍ وضيقٍ وبناءٍ للذات على الرغم من ذلك كله، ولكنها قصص الحياة التي تستمر لتطوير النفس وتأمين مطالب الحياة الأساسية، فتستمر السيرة لتحكي قصة عبد الله الخطيب وكيف انتقل من قريته إلى إربد، ثم في مستهلّ شبابه إلى العاصمة عمّان، سعياً وراء العمل ولقمة العيش، وكيف بنى حياته خطوةً خطوة، حتى حصل على وظيفة في مطار عمان المدني، وأنشأ أسرته الصغيرة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">وقد التحق عبد الله الخطيب بالجامعة متأخرًا عشر سنوات بعد الانتهاء من المدرسة لأسباب متعددة ما بين عدم وجود جامعات في الأردن أواخر الخمسينيات، وضيق اليد عن إكمال الدراسة في دمشق أو بيروت أو القاهرة، ولكنه حين استطاع ما تردد، ووقع اختياره على اختصاص التاريخ، وبدأ الدراسة عن طريق الانتساب إلى جامعة بيروت العربية، ومعها وقع في حب بيروت التي ما غادرت قلبه، وكان الأمل يحدوه بمتابعة دراساته العليا لكن الحرب الأهلية اللبنانية منتصف السبعينيات حالت دون تحقيقه.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">وبين كل هذا يقف القارئ على بعض تفاصيل الحياة اليومية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، للسفر بين بلاد الشام والزيارات الجميلة بين الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، زيارات قصيرة لكن بطلنا اختار أن يعيش الحياة بكامل تفاصيلها واستغلال كامل لكل أوقاته، كما لو كان بطل فيلم خاص به.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">بعد أن تنتهي المؤلفة في كتابها هذا أبي: عبد الله الخطيب من سرد سيرة والدها، تعود لتروي سيرته عبر آثار أخرى باقية ومكتوبة بقلمه، وهي انطباعاته التي كتبها عن رحلة الحج التي قام بها في 2006. والرسائل التي كان يرسلها لابنته رشأ في أثناء إقامتها وأسرتها في بريطانيا بين 2000-2002، التي تروي من خلالها جانباً من سيرة الجد وعلاقته بأبنائه وأحفاده؛ التي تكشف لنا بعض ما كان يؤمن به من أسس التربية ويقوم به من واجب العناية والاهتمام والحنيّة تجاه الأبناء والأحفاد.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">وبتمام كتاباته تنقلنا المؤلفة لنقرأ بعضاً من سيرته بعيون الآخرين؛ بأقلام أحفاده وعيونهم، وبكلمات أبنائه، لتُختَتَم السيرة ويكتمل التشكيل بصور من محطات مختلفة من حياته.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">هذا النص التذكاري هو حالة استرجاع طويل المدى لحياة شخص عادي، لكنه لامس حياة الآخرين بشخصه وبـ”عاديّته” وبحياته التي تكمل جزءًا من فسيفساء ذاك الزمن الممتد حتى الآن، وتروي سيرة أبٍ وجدٍّ ورفيقٍ وجار… كان مهمًا في حياة كل من عاصروه؛ إذْ لكلٍّ منا قصصٌ تستحق أن تُروى وستُروى.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: large;">*******</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: medium;"><b><br /></b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: medium;"><b>هذا أبي، عبد الله الخطيب، سيرة وذكريات</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: medium;"><b>تأليف: رشأ الخطيب</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: medium;"><b>الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2020</b></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="color: #0b5394; font-family: verdana; font-size: medium;"><b>عدد الصفحات: 269</b></span></p>رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-28042625930362258472020-08-16T09:23:00.001+03:002020-08-16T09:23:29.898+03:00كتاب " هذا أبي: عبدالله الخطيب، سيرة وذكريات "<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0c343d; font-size: large;">كتابي الجديد </span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<b><span style="color: #0c343d; font-size: large;">" هذا أبي : عبدالله الخطيب ، سيرة وذكريات " </span></b></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0c343d; font-size: large;">الصادر في بيروت، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2020 </span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أردت لهذا الكتاب أن يكون وفاءً لذكرى أبي في حياتي، وتذكاراً لمروره على هذه الأرض، التي مرَّ عليها ما لا نحصيه من الناس.</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فهو كتاب في سيرة عبدالله الخطيب، التي امتزجت بسيرة مَن عرَفَهُ عن قُرب، ومَن كان قطعة من حياته.</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgnM4E_WS8u2NPTR2KPsZLxy2vVTXIYRhts1Z1m7_P4GisU5PTwe1D5u7P91_gx3JpyKJQUPtPxFkXh9-T5Pa_roZiQsURqiuI1McutMmh8aK-gykj2I-Qh6M7caYe_k1CireP1UnN_594/s1600/117914384_10223810799876582_885956576688109642_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="675" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgnM4E_WS8u2NPTR2KPsZLxy2vVTXIYRhts1Z1m7_P4GisU5PTwe1D5u7P91_gx3JpyKJQUPtPxFkXh9-T5Pa_roZiQsURqiuI1McutMmh8aK-gykj2I-Qh6M7caYe_k1CireP1UnN_594/s1600/117914384_10223810799876582_885956576688109642_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqFNWSXiTNADbAZvKZfgcb4b-f72QuFaSVqqiSA7AnLQRFJjWxIGjFy9L0qTuVw-oTkg3spCutCimpTgJtekzOXlqVJSCgX4rxXx2aiZV5EGX03Pz1rtwDuNoRT4GcMZhxG6zJCS0Bejo/s1600/117872227_10223810800196590_6600521006053917502_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="685" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqFNWSXiTNADbAZvKZfgcb4b-f72QuFaSVqqiSA7AnLQRFJjWxIGjFy9L0qTuVw-oTkg3spCutCimpTgJtekzOXlqVJSCgX4rxXx2aiZV5EGX03Pz1rtwDuNoRT4GcMZhxG6zJCS0Bejo/s1600/117872227_10223810800196590_6600521006053917502_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgwbBpBw-DJN6lEgwq1ViOWRAqnDnlfjMi6TLj30oKKd_nah38ww3qO3DO5Xiu3406VU6rsl_E93-UskawjKpo8tvNpPDDA2qvpBUsIlvXLDgNK2KoVjYta7Ri0MAnjRariDyNWQCMMTUo/s1600/118010586_10223810800516598_290124233571528381_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="675" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgwbBpBw-DJN6lEgwq1ViOWRAqnDnlfjMi6TLj30oKKd_nah38ww3qO3DO5Xiu3406VU6rsl_E93-UskawjKpo8tvNpPDDA2qvpBUsIlvXLDgNK2KoVjYta7Ri0MAnjRariDyNWQCMMTUo/s1600/118010586_10223810800516598_290124233571528381_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUuBbCE0QoVQoPseTOqicxyjIRQvFhVzllc_nOtsDaPHi6dCQZ8NE46JQ0c9GriUE66RP5SzhW7Qb1Jr1LZDVf920itYa2uCWXeyXJgyQheZg_m5c2U7oLp5giF4qtOAbiM4MmGb0EhkQ/s1600/118086425_10223810799636576_9162541313501898416_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="658" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUuBbCE0QoVQoPseTOqicxyjIRQvFhVzllc_nOtsDaPHi6dCQZ8NE46JQ0c9GriUE66RP5SzhW7Qb1Jr1LZDVf920itYa2uCWXeyXJgyQheZg_m5c2U7oLp5giF4qtOAbiM4MmGb0EhkQ/s1600/118086425_10223810799636576_9162541313501898416_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuEGdwvXc8wuHlzpiZJLa-ImnDrKaaD5MPmCPDIuCT9Wvu480W5oqF15Uag30ctIrPmRIAzyfC1GMZuWJeB0UKZ6e9ijsX5V-hQXbi6np8ADZzBCJ-AFWaFqMDULe5fB9DlDUqqwAtjDk/s1600/1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="696" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuEGdwvXc8wuHlzpiZJLa-ImnDrKaaD5MPmCPDIuCT9Wvu480W5oqF15Uag30ctIrPmRIAzyfC1GMZuWJeB0UKZ6e9ijsX5V-hQXbi6np8ADZzBCJ-AFWaFqMDULe5fB9DlDUqqwAtjDk/s1600/1.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi9MHRzagkoYXhPKMHpYKI5NMyDx-I99F2QnG1Ny82X1oUHtCKlU51la-SWZjO4qlqvGC1tik27iGlw12jA8Q0_JgZIXUM05ZYL3pywm2kIoIZmVK_F5aM7_mH-OjL7Gk5qp9X28OWfZ9w/s1600/2.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="681" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi9MHRzagkoYXhPKMHpYKI5NMyDx-I99F2QnG1Ny82X1oUHtCKlU51la-SWZjO4qlqvGC1tik27iGlw12jA8Q0_JgZIXUM05ZYL3pywm2kIoIZmVK_F5aM7_mH-OjL7Gk5qp9X28OWfZ9w/s1600/2.jpg" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhC0POEGVyoWg0XppT5G5IW_tApVQ0l2oNBtTXYdvOyOpTy_mtlX0986rk5thWOZZ0IZ5zuhoLP9nsWImxEm9Oqb3dAZ5tEpiS_p2DV29wqUFN-nHdezzIzbtGrb-Xx7Fl4nWY23qqZK6Y/s1600/3.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="657" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhC0POEGVyoWg0XppT5G5IW_tApVQ0l2oNBtTXYdvOyOpTy_mtlX0986rk5thWOZZ0IZ5zuhoLP9nsWImxEm9Oqb3dAZ5tEpiS_p2DV29wqUFN-nHdezzIzbtGrb-Xx7Fl4nWY23qqZK6Y/s1600/3.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiXUtuDI8EuHKzcusxJFtsyGPaLQRtHZHZGATt1huEwkKE-JfeYp1lebpbB4CymmTs-PUjx97pJ28Vqi-y5wgVqo9ZAIY4Vps4runp5bENNJ522Fwwqiq4gkjN6X5VYqrkn0aC8p_Bj8Ig/s1600/5.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="645" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiXUtuDI8EuHKzcusxJFtsyGPaLQRtHZHZGATt1huEwkKE-JfeYp1lebpbB4CymmTs-PUjx97pJ28Vqi-y5wgVqo9ZAIY4Vps4runp5bENNJ522Fwwqiq4gkjN6X5VYqrkn0aC8p_Bj8Ig/s1600/5.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiMqUiyGwG-kImN15K62154SAxW-5uFhyphenhyphenAihEyfutolrwYB_UXyar6k4iGa2ss_jt5XsiKHgeRKvDuHVNErDdir3xf_IuSqLhFd1wRKIb0ytwpQBndaCMQqCtdKT9yV1kfvSGDIOIuCnUU/s1600/4.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="643" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiMqUiyGwG-kImN15K62154SAxW-5uFhyphenhyphenAihEyfutolrwYB_UXyar6k4iGa2ss_jt5XsiKHgeRKvDuHVNErDdir3xf_IuSqLhFd1wRKIb0ytwpQBndaCMQqCtdKT9yV1kfvSGDIOIuCnUU/s1600/4.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjQaBYLw4dilHSkl0l6uZMQxh2riV6_km0nQe1Fav8pu1LeyBl7anmigaJEszJ7Z-ozJ1C1lRak58CCy1nLUo6NSdGaCBIMhKnX5TWktrqGYNrpEAzvE7dGYxZ9PXvIK4E2ZIBbijtpsY/s1600/117949034_10223810790996360_145957254340043362_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="679" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjQaBYLw4dilHSkl0l6uZMQxh2riV6_km0nQe1Fav8pu1LeyBl7anmigaJEszJ7Z-ozJ1C1lRak58CCy1nLUo6NSdGaCBIMhKnX5TWktrqGYNrpEAzvE7dGYxZ9PXvIK4E2ZIBbijtpsY/s1600/117949034_10223810790996360_145957254340043362_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-33786635709894382042020-05-30T14:22:00.004+03:002023-04-08T10:15:14.518+03:00البيت: إلهام يُفضي إلى الذات<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://bit.ly/36I25sx" target="_blank"><span style="color: #0b5394;">https://bit.ly/36I25sx</span></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: وفيقة المصري</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="float: left; margin-right: 1em; text-align: left;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgcSL5oBOgxz6fPeoVf_HJjENLUg_q7LLV0pJWjZ5af0XWyaP-oiuOTTSPzZZ72pn91iHFjv-hInaSnm-SoPUe5Deb3mSlAizczx9G6RabemzJqPNT7dCSwoo09Rm3iu33HuUJ8hVbTS30/s1600/2b413d47-91d4-449c-98d7-0450266c1e9d-1.jpg" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="913" data-original-width="1600" height="227" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgcSL5oBOgxz6fPeoVf_HJjENLUg_q7LLV0pJWjZ5af0XWyaP-oiuOTTSPzZZ72pn91iHFjv-hInaSnm-SoPUe5Deb3mSlAizczx9G6RabemzJqPNT7dCSwoo09Rm3iu33HuUJ8hVbTS30/s400/2b413d47-91d4-449c-98d7-0450266c1e9d-1.jpg" width="400" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">لوحة بعنوان «Fried potatoes» للفنان الروسي فيكتور بيفوفاروف، 2006</td></tr>
</tbody></table>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لم يعتبر المكوث في البيت بالنسبة للبعض خلال الفترة الأخيرة إجراءً احترازيًا ضد خطر الإصابة بفيروس كورونا فحسب، بل فرصة منقطعة النظير للتصالح أخيرًا مع رغبات دفينة ومؤجلة، والتباهي بها أمام من ينتقدون البيتوتية باعتبارها دلالة على شخصية مملة أو تعاني من بعض الاضطرابات النفسية. وإن كان انتشار الوباء قد أرجع البصر إلى بعض ما انحسر عنه، كتلك المسلّمات والمفاهيم المغلوطة التي يغرق العالم بها، فإن رغبة البقاء في البيت واحدة من تلك المفاهيم التي تقتضي إعادة النظر.<span><a name='more'></a></span> إذ ليس بالضرورة أن يكون المكوث في البيت إكراهًا أو اكتئابًا وانعزالًا عن العالم، ولا ينبغي أن يبحث المرء عن مبرر لرغبته في أن يتّخذ من البيتوتية أسلوب حياة، بل يبدو الحديث عن عواقب المكوث في البيت حديثًا لا طائل منه أمام اللذة والسلام الداخليّ اللذيْن يتمتّع بهما أولئك الأشخاص الماكثون في بيوتهم، فيما يضطرهم الضغط الاجتماعي إلى التفريط بهما من وقت لآخر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يمثل البيت كيانًا فريدًا بنوافذه المُطلّة على العالم الخارجي بحذر، وجدرانه الهندسية المنكفئة على عالم داخلي خاص بعيدًا عن أعين الآخرين. فيما تمثّل الحياة في أرجائه حالة محبّبة من التكرار؛ يغلّفها ما نألف ونعرف ونحفظ جيدًا من أركان وقطع أثاث ورائحة مميزة، وفي لحظات أخرى يتحول البيت إلى حالة من التأهُّب أمام الخطر المحتمل، أو حالة من الضجر المجدي تدفعنا نحو الخارج الآخر، ثم تعيدنا إلى الداخل مرة ثانية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">البيت، كما يراه غاستون باشلار في كتابه «جماليات المكان» عام 1957، «ركننا في العالم، إنه كما قيل مرارًا، كوننا الأول، كون حقيقي بكل ما للكلمة من معنى».[1] وإذا ما انطوت هذه الرؤية على شيء من الطوباوية، حيث أنّ البيوتات لا تستوي مثلًا، فإن باشلار يتدارك تلك الرؤية بالتركيز على ما يجعل أكثر البيوت تواضعًا وبؤسًا لا يخلو من الجمال؛ العنصر الذي يجمع بين كل البيوت «غنيها وفقيرها» وهو الخيال.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>العودة إلى بيت الطفولة</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في ذلك الحيز الرحيب حيث تتداخل ذكريات الطفولة مع الخيال، تولد أحلام اليقظة وتجول في أرجاء البيت وأركانه، ولأن «ذكريات العالم الخارجي لن يكون لها نسق ذكريات البيت» فإن فائدة البيت الرئيسية تبعًا لباشلار تكمن في قدرته على أن «يحمي أحلام اليقظة، والحالم، ويتيح للإنسان أن يحلم بهدوء». من هنا احتل البيت مكانة أصيلة عند الكثيرين من الأدباء والفنّانين وحتى المخرجين السينمائيين حول العالم، وكان في رجوعهم إلى ذكريات بيت الطفولة إلهامًا يصبّ في إنتاجية إبداعية استثنائية في النهاية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن قراءة وصف بيوت الطفولة كأمكنة باعثة للألفة في نفوس الآخرين تذكّرنا كذلك بأماكن ألفتنا، ولكن ما من أحد يستطيع رؤيتها بالألوان والتفاصيل والذكريات ذاتها كما نستطيع نحن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تعكس سلسلة مارسيل بروست الضخمة «البحث عن الزمن المفقود» تركيزًا مكثّفًا للحظات الحياة الراسخة في الذاكرة الإنسانية من خلال المكان والزمان. وفي تلك الفترة الزمنية التي عاش فيها منعزلًا لأسباب صحية في غرفة باريسية، ارتكز بروست على عنصر الخيال المتداخل في الذاكرة لإنجاز سلسلته الشهيرة. يتعمق الجزء الأول من السلسلة «جانب منازل سوان» عام 1931 في ذكريات طفولة بروست، تحديدًا في بيت جدّه في ريف كومبريه الفرنسي. ومن زوايا المكان الأليف، تتداعى الذكريات بأدق تفاصيلها في مطلع الجزء الأول جرّاء تذكر بروست لجزء روتيني بسيط عند استلقائه على السرير بانتظار أمه التي لم تأت، على غير عادتها، لتقبّله قبل النوم: «كان جسمي والجانب الذي أنام عليه، وهما الحارسان الأمينان على ماضٍ، ما كان لفكري أن ينساه في يوم، يعيدان إلى ذهني لهب «النواصة» المصنوعة من زجاج بوهيميا على شكل جرّة تتدلّى من السقف (..) وذلك في غرفة نومي في كومبريه في منزل جدي، ولأيام بعيدة الآن أتخيلها في هذه اللحظة حاضرة دون أن أتصورها بالضبط وسوف أعود فأراها عما قليل حين أستفيق تمامًا».[2] تتداخل لحظات اليقظة مع النوم والحاضر مع الماضي في وصف بروست لغرفة نوم طفولته، وحيث يرتكز بروست على عناصر الألفة في «كتابة الحجرة» والتي بدورها تمكّن القارىء من «قراءة الحجرة» حسب تعبير باشلار، «فإن قيم الألفة تمتلك جاذبية تجعل القارىء يتوقف عن قراءة (حجرة الكاتب)، فهو يرى حجرته مرة أخرى». إن قراءة وصف بيوت الطفولة كأمكنة باعثة للألفة في نفوس الآخرين تذكّرنا كذلك بأماكن ألفتنا، ولكن ما من أحد يستطيع رؤيتها بالألوان والتفاصيل والذكريات ذاتها كما نستطيع نحن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">غالبًا ما تشكّل رحلة العودة إلى بيت الطفولة رغبة في استرجاع الزمن الذي كان يغلّفه وتذوّق السعادة ذاتها مرة أخرى، وإن كانت أحلام اليقظة تعيدنا إلى ذلك البيت مجازًا، فإن العودة إليه في الواقع ستكون ناقصة دون الذكريات. يصوّر الكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي في كتابه «رأيت رام الله» دوافع الفلسطيني لتكثيف الزمن وتثبيته في المكان كوسيلة مقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي الذي يدمّر الأماكن المأهولة، سعيًا لمسح ذاكرتها. ومن خلال رحلة عودته إلى قريته «دير غسّانة» وتحديدًا إلى الدار التي ولد فيها، يحاول أن يقبض على بعض اللحظات في ذاكرته:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">«علاقتي بالمكان هي في حقيقتها علاقة بالزمن. أنا أعيش في بقع من الوقت بعضها فقدته وبعضها أملكه لبرهة ثم أفقده لأنني دائمًا بلا مكان… دار رعد ليست مكانًا. هي أيضًا زمن. زمن النهوض مع صلاة الفجر من أجل التين المقطوف على ضوء الفجر… زمن جرار الزيت القادم للتو واللحظة من بابور أبو يوسف إلى رغيف الطابون الساخن في يدي قبل الذهاب إلى المدرسة…أماكننا المشتهاة ليست إلا أوقاتًا».[3]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وبينما يفتح الأدب أبوابًا سرّية وأخرى مواربة لكتابة وقراءة بيوت الطفولة، فإن الفنّ والسينما يفتحان أبواب البيوت على مصراعيها ويتيحان التفرّج على دواخلها بحرية. يعتبر فيلم «المرآة»[4] عام 1975 لشاعر السينما والمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي حلم يقظة شاعري طويل يدور حول خسارة بيت الطفولة ومحاولة التحرّر من تلك الرغبة الملحّة في استرجاعه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تصحبنا كاميرا تاركوفسكي المعروفة بالشعريّة البصرية إلى عالم الطفولة السوريالي ومكنوناته الأثيرة، فيضحي من الصعب أن نقبض على ذاك الحدّ الفاصل بين الذاكرة والخيال. ومن قطع أثاث البيت صغيرها وكبيرها والحديقة وحتى الريح التي تحُرّك أشجارها والنار التي تحرق البيت أخيرًا، يخلق تاركوفسكي شخصيات ثانوية للفيلم، وإذ يبدو الطفل بطلًا للفيلم للوهلة الأولى، إلا أن البطل الحقيقي الذي تدور حوله كل الشخصيات الأخرى ويعتبر وجودها رهينًا به هو البيت.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وليس بالضرورة أن تكون العودة إلى بيت الطفولة دائمًا ذكرى سعيدة، بل قد تعبّر عن رغبة التحرّر من ذكرى ملحّة وإنهائها كليًا. يقول تاركوفسكي بعد إنجازه للفيلم: «اختفت فجأة كل ذكريات الطفولة التي كانت تقضّ مضجعي وكأنها ذابت تمامًا، وتوقفت أخيرًا عن الحلم بالبيت الذي عشت به لسنوات طويلة».[5]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>البيت تجسيدًا لساكنيه</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بعد أن نؤثث فراغ البيت بما يحلو لنا، نتكّىء على جدران الداخل، ونتعرّى مما يثقلنا وراءها. وفي محاولة لاستعراض دواخلنا أمامنا وأمام الآخرين، نثبّت الصور واللوحات التي تعكس ذوقنا على جدران البيت، ونضع في أركانه تحفًا وتذكارات قد لا تعني شيئًا للآخرين بقدر ما تعنيه لنا، أما في أدراجه وخزاناته فنُخبّىء ما يُهمّنا أو ما أهملته عيوننا. إننا نتآخى مع جسد البيت وروحه بشكل يومي وندخل في حالة من التماهي مع هذا المكان الذي نسكنه فيسكننا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولأن «البيت ينحّي عوامل المفاجأة ويخلق استمرارية»،[6] فإن المكوث داخله يمثل حالة من الاستقرار ونوعًا خفيفًا من الحياد؛ راحة من أن يكون الشخص شخصًا، ويوم عطلة من تلك الذات التي نلبسها أمام الآخرين. وكما يقول درويش في قصيدته «يوم الأحد»:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">«في البيت أجلسُ، لا سعيدًا لا حزينًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بين بين، ولا أبالي إن علمتُ بأنني</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">حقًا أنا… أو لا أحد!»[7]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">على شاكلة ساكنيه، قد يتّخذ البيت وظائف وصفات إنسانية، فحسب تعبير باشلار: «إن البيت الذي يواجه بالعدوانية الوحشية للعاصفة والإعصار، تتحول فضائل الحماية والمقاومة التي يمتلكها إلى فضائل إنسانية». ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا الجاثمة على العالم، أدرك البعض أن البيت كان وما زال بطلًا فاضلًا، نظرًا لدوره الذي لا بديل أو غنى عنه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أمّا في قصائد الغزل العذري، تصير دار الحبيبة جسدها وروحها الغائبة، وما كان في وسع الشاعر الأموي القيس بن الملوّح حين يشتاق إلى ليلى إلا أن يزور منازلها قائلًا:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">«أمرُّ على الدّيار، ديار ليلى</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أُقبِّل ذا الجدار وذا الجدارا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وما حبُّ الديار شَغَفن قلبي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولكن حبُّ من سكن الديارا»[8]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فالخيال يحلّ محلّ البيت ويصير مكانًا بديلًا عنه تبعًا لنظرية باشلار. وعليه، يمكن القول كذلك إن القصيدة الطللية[9] في العصر الجاهلي وما يتخلّلها من وقوف على ديار المحبوبة والبكاء على أطلالها تمثل عملية إحلال للشعر والذاكرة في حيز المكان الذي أفقده مرور الزمن صلاحية ما كان عليه يومًا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>غرفة للانغماس في الذات والعالم</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يُطلق على غرفة النوم في بعض اللهجات المحكية مثل المغربية والتونسية والجزائرية «بيتًا» أو «دارًا» كما في اللهجة الليبية والكويتية. وفيما يبدو منطقيًا -من ناحية لغوية- أن يُسمّى المكان الذي يبيت فيه المرء بيتًا، فإن اختزال المُسمّى بالوظيفة هنا يضفي على الغرفة رونقًا أكثر خصوصية وحميمية، ويجعل منها بيتًا صغيرًا داخل البيت الأكبر، تمامًا كالدور الذي تمثله البيوتات في هذا العالم على نطاق أوسع. وعندما يتعدّد الأشخاص الذين يسكنون في البيت ذاته، يضحي من الضروري أن يكون للمرء مساحة فردية وزاوية حميمية يلجأ إليها عندما تحلو له الخلوة مع نفسه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا تتخذ الغرفة أبعادًا داخلية فحسب، بل تحدّد حالة المرء داخلها علاقته مع العالم الخارجي؛ فالغرفة بمثابة حجر الأساس الذي ترتكز عليه الذات، وكل ما يمكن أن تقدّمه للعالم عند خروجها إليه. في مقال الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف «غرفة تخصّ المرء وحده» عام 1929، تشدّد وولف على أهمية الغرفة، خاصة بالنسبة للمرأة التي تريد أن يكون لها شأن في عالم الكتابة قائلةً: «ينبغي على المرأة أن تملك المال وغرفة خاصة بها إذا أرادت الكتابة».[10] ورغم أن غرض وولف من هذا المقال هو التأكيد على أهمية التعليم بالنسبة للمرأة، فإن توظيف الغرفة هنا يعدو كونها مجرد ركن المرء الخاص في البيت، بل يعكس استقلالية ورؤية وهدفًا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما كان انكفاء المرء على ذاته في الغرفة أو البيت مُلهمًا، فإن عدم تتويج هذا الإلهام بالخروج إلى العالم ما هو إلا عزلة عقيمة في النهاية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومع ذلك، مهما كان انكفاء المرء على ذاته في الغرفة أو البيت مُلهمًا، فإن عدم تتويج هذا الإلهام بالخروج إلى العالم ما هو إلا عزلة عقيمة في النهاية، ولا بد للعنصر الداخليّ أن يستمدّ غايته وعظمته من العنصر الخارجي. يرى الفيلسوف الألماني بيتر سلوتردايك أن الحيّز الداخلي لا يمكن أن يكون في معزل تام عن الخارجي، ولذلك فهو في حالة اتصال دائم مع عناصره. وتبعًا لنظريته حول «الفقاعة»، فإن سلوتردايك يعتقد أن حالة تعايش المرء مع العالم الخارجي لا تقل أهمية عن وجوده في الحيز الداخليّ الذي يشغله، ولذا مهما كانت الفقاعة في مأمن من العالم الخارجي، فإنها وُجدت «عبر إلهام العالم وحركته».[11] وباعتقادي فإن الجهد المبذول في نطاق الحيّز الداخلي، والعمل على التأكد من استدارته واكتماله قبيل الخروج به إلى العالم، لا يحدّد مسار الذات فحسب، بل يساهم -ولو قليلًا- في التأثير في العالم الذي تخرج إليه في النهاية. وكما يقول باشلار: «كلما ازداد تكثيف الطمأنينة واكتمل انغلاق القوقعة، كان الكائن الذي ينبثق مختلفًا كلما عظم تمدّده وكبر».</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن السؤال هنا: إلى أي حد يمكن أن يكون الانغلاق مُحكمًا؟ إذ لا بدّ أن يرشح وجع العالم وبؤسه إلى الداخل مهما علت أسوار البيت وطابت العزلة في أرجائه. وفي حين أدرك الكثيرون نعمة البيت، وضجِر آخرون من البقاء خلف جدرانه في الفترة الأخيرة، فإن الجائحة قد أدارت رؤوسنا نحو الجانب المظلم، حيث لا بيت ولا وقت لرفاهية الضجر في تلك الأثناء. تعكس رواية فرجينيا وولف «رحلة الخروج» عام 1915 هذا الصراع القائم بين الانعزال عن العالم وقرار الخروج إليه على لسان إحدى الشخصيات: «عندما أكون مع الفنّانين أستشعر بهجة أن يغلق المرء على نفسه في عالم خاص به؛ عالم مليء بالصور والموسيقى وكل ما هو جميل، ولكن عندما أخرج إلى الشوارع ويصادفني أول طفل فقير وجائع بوجهه المتّسخ، أدرك أنني لا يجب أن أعيش في عالمي الخاص، وأنني يجب أن أوقف الرسم والموسيقى حتى يتوقّف كل هذا».[12]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يمثّل البيت، والغرفة على وجه التحديد، اختزالًا للكون على اتساعه، وكل ما يدور في العالم الخارجي لا تسلم منه الغرفة مهما أُحكم إغلاقها، ولكنها في تلك الأثناء تُلهم الذات وتصحبها في رحلة من الداخل إلى الخارج سعيًا لإضاءة ركن صغير ومعتم من هذا العالم. أمّا عندما يضيق الكون على اتّساعه، فلا شيء يصلحُ أكثر من بيت صغير أو حتى غرفة صغيرة يحلم المرء فيها ويتخيّل ويعيد خلق ما تآكل وصَدِىء من حقائق ووقائع بائسة. وكما يقول الشاعر السوري رياض الصالح الحسين في قصيدته «غرفة صغيرة وضيّقة ولا شيء غير ذلك»:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">«ومنذ أن ولدت بلا وطن</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ أن أصبح الوطن قبرًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ أن أصبح القبر كتابًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ أن أصبح الكتاب معتقلًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ أن أصبح المعتقل حلمًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ أن أصبح الحلم وطنًا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بحثت عن غرفة صغيرة وضيِّقة</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أستطيع فيها التنفُّس بحريَّة».[13]</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>الهوامش</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[1] جماليات المكان، غاستون باشلار، ترجمة غالب هلسا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[2] البحث عن الزمن المفقود: جانب منازل سوان، مارسيل بروست، ترجمة إلياس بديوي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[3] رأيت رام الله/ مريد البرغوثي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[4] Zerkalo, Andrei Tarkovsky. https://www.youtube.com/watch?v=0P3qtwqtLfU</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[5] Johnson, Vida T. & Petrie, Graham. The Films of Andrei Tarkovsky: A Visual Fugue.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[6] جماليات المكان، غاستون باشلار، ترجمة غالب هلسا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[7] الأعمال الكاملة، محمود درويش.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[8] ديوان مجنون ليلى، شرح يوسف فرحات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[9] انظر/ي مقدمة المترجم غالب هلسا في كتاب جماليات المكان، غاستون باشلار.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[10] Woolf, Virginia. “A Room of One’s Own”. اعتبر المقال فيما بعد بمثابة «المانيفستو» في مجال الدراسات النسوية وهو في الأصل مبني على محاضرتين ألقتهما فيرجينيا وولف في جامعة كامبردج عام 1928.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[11] Sloterdijk, Peter. Spheres I: Bubbles. Translated by Wieland Hoban.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[12] Woolf, Virginia. The Voyage Out.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">[13] الأعمال الكاملة، رياض الصالح الحسين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-61963594809831620002020-05-05T11:07:00.004+03:002023-04-08T10:19:58.402+03:00لو كان لدينا مدن حقيقية.. لو كان!<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="https://bit.ly/3chg4qU" target="_blank">https://bit.ly/3chg4qU</a><div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: إبراهيم غرايبة</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span id="goog_1892366268"></span><a href="https://www.blogger.com/"></a><span id="goog_1892366269"></span>جريدة الغد</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkfLZcfyvAMgvqeWPL5wz_G5sI13M5hXycvzvucMo0r5crBVeHEtoBT9CubEMitBqVWWBFvvp-n8TKsPT6ZvPdsbTZEbCbSuzjq6y4_phMZXuyOg07KqENQgrKr1JlqGzbhvQPnTf2rUs/s1600/26220126_2163204850566529_7683413386831196245_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="793" data-original-width="720" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkfLZcfyvAMgvqeWPL5wz_G5sI13M5hXycvzvucMo0r5crBVeHEtoBT9CubEMitBqVWWBFvvp-n8TKsPT6ZvPdsbTZEbCbSuzjq6y4_phMZXuyOg07KqENQgrKr1JlqGzbhvQPnTf2rUs/s320/26220126_2163204850566529_7683413386831196245_n.jpg" width="290" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أظهر منع استخدام السيارات عيوب التخطيط العمراني والاجتماعي لمدننا وأحيائنا، وبدا في غاية الأهمية ما كان يقال عن المدن والبلدات والأحياء والشوارع والأرصفة في بلدنا وأنها مصممة على نحو عدائي مع المواطن أو على الأقل تتجاهل وجود الناس واحتياجاتهم.<span><a name='more'></a></span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لقد ردتنا الجائحة أو يفترض أن تردنا إلى الحقائق الأساسية، فالمدن في روايتها المنشئة هي أطفال يمشون إلى المدرسة ويعودون إلى بيوتهم، ورجال ونساء يذهبون مشيا على الأقدام إلى أعمالهم ومصالحهم ويعودون إلى بيوتهم، وفي ذلك يجب أن يكون في حدود دائرة قطرها ألف متر معظم ما يحتاج إليه الساكنون في هذه الدائرة، من مدارس وأسواق وخدمات واحتياجات، وهذا ليس اختراعا جديدا، فالعالم على مدى آلاف السنين ينظم حياته على هذا النحو. ما الذي حدث لنا لتكون مدننا وبلداتنا كأنها هباء منثور؟ في جميع أنحاء العالم وعلى مدى التاريخ والجغرافيا ترتبط حياة الناس اليومية بالمشي على الأقدام، وهكذا أيضا تخطط الشوارع والأرصفة والمرافق والمباني والحدائق والأسواق وتتشكل القرى والبلدات والأحياء، ثم الانتخابات العامة والجمعيات والأندية والقيادات الاجتماعية،.. وبغير ذلك لن يكون في مقدور الناس أن يعيشوا معا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فالعيش معا في المدن هو قدرة الناس على معرفة بعضهم بعضا والتعاون والتنافس والتشاور، وأن يلعب الأطفال والفتيان معا في أمان ويشكلون فرقا رياضية وفنية وأعمالا تطوعية، ثم يكون في مقدور الناس أن يعرفوا على نحو دقيق احتياجات بعضهم بعضا ويوفروها بكفاءة ودون كلفة أو جهود إضافية، وسوف يدبرون أيضا الرعاية الاجتماعية والصحية ويلاحظون احتياجات المرضى وكبار السن والمعوقين، ويديرون معظم حياتهم واحتياجاتهم بمواردهم الذاتية أو بحصة من الموارد العامة وسوف يحققون وفرا في المال العام وتفعيلا للإنفاق وضمانا وترشيدا للعمل والخدمات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن وعلى أي حال فإن الجائحة فرصة مهمة للتفكير وإعادة التفكير في التنظيم الاجتماعي للمواطنين ليكونوا أكثر قدرة وفاعلية في المشاركة وفي تحمل المسؤولية، بل هي أيضا مراجعة شاملة واستراتيجية للمؤسسات والأفكار والفلسفات المؤسسة والمنظمة للدولة الحديثة المركزية. هي لحظة وعي تاريخية قد نحتاج إلى مائة سنة حتى نستعيدها مرة أخرى، وإذا لم تتغير الذهنية العامة المحركة والمؤسسة لأفكارنا ورؤيتنا لما نحب أن نكون عليه وما يجب فعله لنكون ما نحب، ونتساءل بجرأة ووضوح حول كل فكرة أو مؤسسة هل بقى لها حاجة، هل ثمة حاجة للاستغناء عنها أو تغييرها، ولا بأس أن نتذكر متى وكيف نشأت المؤسسات والأعمال والمهن والوظائف والسلع والخدمات ومتى وكيف جرى تنظيمها على هذا النحو، ذلك أن تحويل واقع عملي ومعيشي أو تنظيمي أو سياسي إلى مبادئ مقدسة وثوابت وطنية يمنع التفكير الصحيح ويحمي طبقات ومصالح لم يعد لها حاجة أو أهمية، نحتاج ليس أقل من أن يجتمع الناس جميع الناس حسب أمكنتهم وأعمالهم ومصالحهم ويتساءلوا من جديد ماذا يريدون وماذا يحتاجون وماذا لا يريدون وماذا لا يحتاجون. وأن يبدأوا من لحظة الخوف والبقاء السائدة ليفكروا في مستقبلهم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ففي ظلّ الخوف الذي يكتسح عالمنا الآيل للسقوط، والعالم المقبل غير الواضح، لم تعد الفلسفة السائدة والمنشئة لعالمنا ومؤسساتنا وواقعنا قادرة على حماية وعينا بذاتنا، ولا تشكيل وعي جديد، ولا نملك أيضاً القدرة على انشغالات تتقدمها انشغالات البقاء، ومواجهة الخوف على وجودنا وأعمالنا ومصائرنا، لكنّها، بطبيعة الحال، مرحلة انتقالية محدودة؛ إذ سوف تبدأ الموارد الجديدة بالتشكل، ومعها أسواقها ونخبها وأفكارها وفلسفتها.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-25026694715917150662020-03-23T19:37:00.002+02:002023-04-08T10:20:42.735+03:00الرسائل الورقية.. عن الحنين الذي لا يفهمه أبنائي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: جعفر العقيلي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2843513092374954&set=a.679443972115221&type=3&theater" target="_blank"><span style="font-size: x-small;">https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2843513092374954&set=a.679443972115221&type=3&theater</span></a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في زمن ليس بالبعيد، عبّرت سيدة الغناء العربي فيروز عما تحمله (المراسيل) الخاصة من قيمة وجدانية تخلدُ وتبقى في الذاكرة: (يا مرسال المراسيل ع الضيعة القريبه، خدلي بدربك هـالمنديل واعطيه لحبيبي، عالداير طرّزتو شوي بإيدي والإسوارة، حيكتلو اسمو عليه بخيطان السنارة).</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj1bjXWqtlem0i1xelR4bYaZlhz_U_qSLICJ94Eh4ENwNG0gQLDQpZhE73-ny66loxmNvRpuQ-HAtTUFGMlHDJrPS9z3d_IGHAkc9y33d8gY-4pbGpxbY4kXm8erzCuYXN8kEUJqtXo8Wg/s1600/b717f2645efa2428646dae8a28eaca23147ef98a.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1000" data-original-width="1600" height="200" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj1bjXWqtlem0i1xelR4bYaZlhz_U_qSLICJ94Eh4ENwNG0gQLDQpZhE73-ny66loxmNvRpuQ-HAtTUFGMlHDJrPS9z3d_IGHAkc9y33d8gY-4pbGpxbY4kXm8erzCuYXN8kEUJqtXo8Wg/s320/b717f2645efa2428646dae8a28eaca23147ef98a.jpg" width="320" /></a></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> هذه الكلمات البسيطة والعميقة في آن، يعيش معناها جيلٌ عاش زمنين مختلفين تماماً؛ الماضي الذي نحمل له ولصوره بالأبيض والأسود نوستالجيا شفيفة، والحاضر، صنيعة وحش التكنولوجيا وثورة الاتصالات اللاهثة.<span><a name='more'></a></span></span><br />
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أنتمي أنا إلى هذا الجيل الذي يمكن وصفه بـ(المخضرم)، وبين هذا وذاك أرقب الآن المشهد فيبدو ما سأرويه لأبنائي غريباً حدّ أنهم لن يصدّقوا أن الهاتف الأرضي ذا السلك المثبت في الحائط كان موجوداً قبل ولادتهم، وأن ساعي البريد الذي كان يجوب الأحياء ويطرق الأبواب كالدوّاج شخصية حقيقية وليس قادماً من الخيال.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان عمّي ساعي بريد، وربما كان هذا دافعاً إضافياً -إلى جانب شغفي الخاص- لأقيم علاقات صداقة بالمراسلة مع شباب عرب يتوزعون في أصقاع الأرض، وعبر استقبال رسائل (ورقية) وبطاقات بريدية تشكّلت لدي معرفة طيبة بالمعالم الحضارية والسياحية في بلدان مختلفة، فكنت كمن يتجول فيها بمجرد تأمّل تفاصيل البطاقة التي تحمل صورةً بليغة!.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فصورة برج إيفل التي أرسلها لي صديق سوري مقيم في باريس قبل أكثر من ربع قرن، كانت كافية لأن أصعد درجات البرج وسلالمه وأُطلّ على باريس من علياء! تشجعني على ذلك عبارة الصديق على الجهة الأخرى من الصورة وهو يخاطبني: (تمنّيتك معي هنا)!.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وبوحيٍ من الرسائل والبطاقات البريدية، أصبح لدي اهتمام بالطوابع البريدية، وأصبحت أقصّ الطوابع عن مغلفات الرسائل وأحفظها، ورجوت عمّي أن يطلب من الأشخاص الذين يحمل لهم الرسائل، أن يعطوه الطوابع لإثراء ألبومي! وهو ما تحقق لي بسهولة!.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقد قادني هذا الأمر إلى تلبية فضولي المعرفي، وذلك بتتبع التفاصيل في كل طابع: الصورة التي يحملها، المناسبة التي صدر بها، عام إصداره، سعره بعملة بلده، نوع العملة... إلخ. وهذا ما قادني أيضاً إلى هواية أخرى تتمثل في جمع العملات النقدية المعدنية والورقية لدول مختلفة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكثيراً ما أعتز وأزهو بالمجموعة الفريدة من البطاقات التي أحفظها في ملفات خاصة بي، والتي كثيراً ما أخذتني معها في رحلات شيّقة إلى مدن ساحرة تطلّ على البحر، أو تربط الجسورُ أوصالَها، أو تنفتح على الصحراء، أو تملأ ساحاتها التماثيل والمنحوتات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtTBJPxOZik1bE1fyfz2Avt59XSPjjQXRVa2kU23Se7jzTCEdVr7bXsgwr24xYPD_uLoXBmBC3nsknDeJ6D90qaJAucc8oBKH1eNL6X9ZZeoBGfL-nQgHnUap1lVDRUEdEW-SwJhtYdAs/s1600/9b4740d30ac00317f8908b7ab31009ff.jpg" style="clear: right; float: right; font-size: x-large; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="252" data-original-width="236" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtTBJPxOZik1bE1fyfz2Avt59XSPjjQXRVa2kU23Se7jzTCEdVr7bXsgwr24xYPD_uLoXBmBC3nsknDeJ6D90qaJAucc8oBKH1eNL6X9ZZeoBGfL-nQgHnUap1lVDRUEdEW-SwJhtYdAs/s1600/9b4740d30ac00317f8908b7ab31009ff.jpg" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">أدرك أنني أكتب الآن بشيء من الحنين، وهو حنين لا يفهمه أبنائي أو على الأقل لا يجدون مسوغاً له، هم الذين اعتادوا على إيقاع آخر فرضته معطيات العصر عليهم، فبدأتْ وظيفة ساعي البريد بالتلاشي، وتقاعدَ عمّي قبل عقدين! لكني ما أزال أصرّ على أن يكون لي صندوق بريد أزوره مرة كل شهر، بانتظار رسائل الأصدقاء الذين أراسلهم ويراسلونني بين حين وآخر.. وفي هذه الرحلة، أصطحب ابني كي أربطه وجدانياً بماضٍ أحبّه، لكنه –للأسف- لا يبدو مهتماً، وقد يبالغ في مناكفتي فيخاطبني: (يا أبتي؛ أنتم تصعّبون الأمور، بإمكان صديقك أن يرسل لك رسالة إلكترونية أو بطاقة مصمّمة فنياً على بريدك الإلكتروني وتصلك في ثوانٍ، فلماذا يغلّب نفسه ويغلّبك معه. هذا زمن السرعة!).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ابني معه حقّ نسبياً، ولكن ما هكذا تورَد الإبل، فأنا أؤمن أن الصديق الذي بذل جهده لشراء بطاقة من أجلي وكتب عليها عبارة لطيفة ووضع طابعاً اختاره بعنايةٍ لمعرفته بشغفي في الطوابع، هو صديق مخلص، وفي هذا قمة التواصل والحرص عليه. أما البطاقة الجاهزة التي يتم إرسالها عبر إحدى (وسائل التواصل الاجتماعي) كـ(الفيس بوك) و(الواتس أب)، فقد لا يكون الباعت لإرسالها سوى المجاملة أو رفع العتب، ولهذا غالباً لا يردّ أحدنا على رسالة من هذا النوع لمعرفته أنه تم إرسالها للكثيرين بكبسة زر، في مناسبةٍ ما، وإنها بالتالي لا تخصّه وحده، أو ليست موجهة له تحديداً.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أقصد أن الأشياء التي نبذل وقتاً وجهداً من أجلها تقدَّر عند الآخرين عالياً، والأشياء التي نقوم بها من دون جهد أو تخصيص ستقابَل باللا اكتراث في الغالب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يتأرجح أبناء جيلي؛ بين زمنين؛ ماضٍ سحيق، وحاضر يحمل كل يوم مفاجأة في مجال الاتصال البشري (وليس التواصل الإنساني)، ورغم تورطنا بمعطيات العصر ومحاولاتنا اللحاق بالركب، إلا أن حنيننا الأول هو إلى ذلك الزمن الذي تربّينا فيه على احترام العلاقة مع الورق؛ سواء الكتاب أو الرسائل أو دفاتر اليوميات، لهذا نحتفظ بالورقيّ ونشعر أنه حميمٌ أكثر من سواه، نعود لأوراقنا ونقلّب الصفحات بمتعة، وفي خلد الكثيرين منا أن هذه الأوراق ستبقى نافذة لأبنائنا أو المقربين منا ليطلّوا منها على جزء من حياتنا وتاريخنا الشخصي الخاص بعد رحيلنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قد نتحفظ على طرق التواصل الحديثة التي تميل إلى جعل العلاقات والمشاعر معلّبة أو مسلّعة قابلة للاتجار بها، حتى إن عدداً من المواقع الإلكترونية متخصصة في تصميم بطاقات جاهزة تبثها في المناسبات العامة ليتم تناقلها عبر الضغط عليها ثم الإرسال، لكن رغم هذا التحفظ إلا أنه لا بد أن نقرّ بأن هذا التطور هو قانون من قوانين الحياة، فالإنسان سعى منذ فجر التاريخ إلى إيجاد أساليب جديدة للتواصل، وكان من الطبيعي أن يقوده تفكيره إلى تطوير وسائل التخاطب؛ فقد استخدم إنسان الكهف الأصوات والصيحات المرتفعة، ثم استُخدمت النارُ في مرحلة لاحقة من حياة البشرية، ثم توصل الإنسان إلى اختراع الكتابة برموزها التصويرية القديمة التي تطورت فيما بعد إلى الكتابة المسماريّة ثم الهيروغليفيّة.. والتي تطورت معها بالضرورة طرق الاتصال بين البشر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفي مراحل متقدمة استُخدم المراسلون الذين كانوا ينقلون الرسائل المكتوبة من مكان إلى آخر راجلين أو عبر استخدام الحيوانات كالأحصنة والحمير، ومن الطريف أن أجدادنا اعتمدوا قديماً على العدائين في الجري السريع لإيصال الرسائل بسرعة، ومنهم من كان يلجأ لتقسيم المسافة بخاصة إن كانت طويلة، حيث يجري أحدهم لمسافة معيّنة ثم يلاقيه آخر ويكمل عنه وهكذا، كما اكتُشف الحمام الزاجل وكانت الرسائل تُربط في أرجله ليقوم بنقلها إلى المكان المراد، بعد أن يخضع لتدريب على ذلك.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وبالطبع هناك العديد من الوسائل التي استُخدمت للتراسل والتخاطب بين البشر عبر التاريخ لا يتسع المجال لذكرها هنا، لكن المؤكد أن الذهن يعجز عن التفكير بما تحمله هذه التكنولوجيا من جديد، وهل يمكن أن يأتي يوم يكتفي فيه إنسان العصر القادم بشريحة صغيرة تُزرع في جسده وتكون مسؤولة عن تنظيم كل مجريات حياته وحتى مشاعره وانفعالاته!</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-20943245665279803152020-02-13T10:26:00.004+02:002023-04-08T10:21:05.926+03:00ما هو الحب؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: ديك الجن</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjPkzNusmlLnYYsIX2-xErcUhTI1hyphenhyphenjR-tuftyTWQim7OCWksK4DD75tq184QwRizBRx5ORaCXrpJ-mCGbHzMTNxT40yRYwNko5x8Ts683dLptkGVJltKaGZMMDM4-tMtsFYTFnolE4k8/s1600/valentinesday-red_br+%25281%2529.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="160" data-original-width="600" height="105" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjPkzNusmlLnYYsIX2-xErcUhTI1hyphenhyphenjR-tuftyTWQim7OCWksK4DD75tq184QwRizBRx5ORaCXrpJ-mCGbHzMTNxT40yRYwNko5x8Ts683dLptkGVJltKaGZMMDM4-tMtsFYTFnolE4k8/s400/valentinesday-red_br+%25281%2529.jpg" width="400" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">عندما رأيتك لأول مرة.. تدخلين عبر ذلك الباب الزجاجي كغزالة بيضاء.. أدركت ما معنى أن يصعق الإنسان.. أن يضربه سحر ما فيستلبه من وجوده.. ويحوله إلى مجرد عينين شاخصتين ذاهلتين.. لا أذكر فعلا ما الحوار الذي دار بيننا وقتها.. ربما كان كلاما عابرا متلعثما.. لكنني عندما عدت إلى منزلي، عدت وأنا أخبئ تلك الكلمات في راحتيّ كمن يخبئ كنزا.. وأمضيت تلك الليلة الشتائية كاملة وأنا<span><a name='more'></a></span> أعيد رسم ملامحك في ذاكرتي وعيني.. أستعيد نغمة صوتك.. ضحكتك.. شعرك الأسود القصير كشعر صبيّ مدلل.. حضورك الطاغي.. كل تفصيل صغير فيك.. استعدته مرات ومرات ومرات.. ولم يأخذ ذلك التكرار من حلاوته شيئا.. واعتقدت وقتها أن تلك السعادة التي تفيض في ضلوعي، هي ذاتها الحب الذي يتغنى به الشعراء والكتاب.. كانت تلك إجابتي عن الحب فيما لو سئلت عنه.. لكن حين قبلت دعوتي للغداء بعد ذلك بأيام.. تغير كل شيء..</span><span style="text-align: right;"> </span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان ذلك أول لقائي مع تلك النار التي تستعر في الصدر والقلب والعقل والبطن وتحت الأرجل دونما حمىّ أو مرض ظاهر ويسميها العارفون الشوق.. أولى تجاربي مع الضياع في المكان.. عرفت معنى أن يتواجد الإنسان في غرفة صغيرة ومع ذلك يحس أنه ضائع في الفراغ.. يريد أن يذهب إلى كل مكان وأي مكان.. أن ينطلق بأقصى سرعة في الاتجاهات الأربع في الوقت نفسه.. لكنه مقيد بشيء لا يراه.. ويدور ويدور حول نفسه دون جدوى.. وقتها عرفت معنى أن يستيقظ الإنسان عدة مرات في الليل لينظر إلى الساعة.. ويلعن الساعة.. وعقارب الساعة.. وبطء الساعة.. ومن اخترع الساعات أساسا!! حينئذ فقط أدركت أن إجابتي الأولى عن الحب كانت خاطئة.. وأن ما سميّته حبا في لقائنا الأول لم يكن سوى انبهار المحروم.. وأن كل أولئك الشعراء الذين تغزلوا بعيون المها وجيد الغزلان، وكنت أظنهم سادة العشق وأساتذته، لم يكونوا في حقيقة الأمر إلا مراهقين مبهورين محرومين.. مثلي تماما.. وأنه لا يحلّ لمن لم يجرب الشوق.. ويعرف كيف يمكن للإنسان أن يحترق من داخله أن يصف نفسه بالعاشق!!</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgx-YKYT6teY0hJdFIffRSkmKEjZX4mmTGb3rgVdofgH1uKHZWFYbB48MkaG3NRkkykcTpzFWXsf19OJ2ZBzmKHdLR7ptvTD3k74zaRYmXCHFZYw9-PXKF7tUuDQ-I-qaL0Z6rKZRulzSA/s1600/14925696_1144578592284336_2802592722193750852_n+%25281%2529.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="526" data-original-width="526" height="200" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgx-YKYT6teY0hJdFIffRSkmKEjZX4mmTGb3rgVdofgH1uKHZWFYbB48MkaG3NRkkykcTpzFWXsf19OJ2ZBzmKHdLR7ptvTD3k74zaRYmXCHFZYw9-PXKF7tUuDQ-I-qaL0Z6rKZRulzSA/s200/14925696_1144578592284336_2802592722193750852_n+%25281%2529.jpg" width="200" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم التقينا.. ولمست السماء بيدي.. فوجدتها ملئت سحرا شديدا وألقا.. وأدركت حينها معنى أن يجالس الإنسان غيمة.. أو أن يتشارك طعامه مع غزالة.. وبماذا يحس الإنسان عندما يصافح ملاكا بيديه.. وتغيرت مفاهيم الزمان والمكان لدي.. فرأيت كيف لوجودك قي مكان ما، أن يحول الشوارع السوداء والأراضي الجرداء إلى جنة عدن.. وكيف أن الاستغراق في سماع كلماتك يجعل تلك الساعة السلحفاة تنهض على ساقيها وتعدو كحصان هارب.. وأدركت حينئذ ما كنت فيه من جهل حين ظننت أن الشوق هو الحب.. ولم يكن ذلك إلا لجهلي بالوصل ولذيذ الوصل..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhH_narucbSwz8b2N9H-P3ZHwNUJoq77cCpzFAd_EDXzIzAdlEZ-wLdZ-o91Dk09fOVa2wb2Qo-aXJoIGzFYn1fXe9dH-pLRy2ddFEtt5avSv-dfApOQSimt6mTBWcnRfbkYa2O5OxSzuU/s1600/11017486_10207418090109083_8353563498522551958_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="720" data-original-width="480" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhH_narucbSwz8b2N9H-P3ZHwNUJoq77cCpzFAd_EDXzIzAdlEZ-wLdZ-o91Dk09fOVa2wb2Qo-aXJoIGzFYn1fXe9dH-pLRy2ddFEtt5avSv-dfApOQSimt6mTBWcnRfbkYa2O5OxSzuU/s320/11017486_10207418090109083_8353563498522551958_n.jpg" width="213" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم تزوجنا.. ولم يعد هناك من ليال شوق أو لحظات وصل.. بل نهر دافق من سكينة تسكبينه في روحي.. فوقر في قلبي أن هذه الصلة الصلاة التي جمعتنا هي جنة المأوى وسدرة المنتهى وآخر محطات الحب.. وأنني قد أخذت من الهوى قسمتي ونصيبي.. وبلغت أقصى ما يمكن لعاشق أن يبلغه.. إلا أن ما حدث بعد ذلك قد غير رأيي..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إذ أنني بدأت اكتشف.. أنني أصبحت لا أتناول إفطاري إلا عندما تتناولين أنت إفطارك.. وإن حدث وأكلت، فلقيمات باهتة لا طعم لها.. ولا تسمن ولا تغني من جوع.. وأنني لا أنام إلا بعد أن أتأكد أنك نمت.. وإن حدث وغفوت للحظات، أكلني قلقي وكوابيسي.. وظننت في البداية أن هذه قد تكون عوارض حمى أو نتيجة لتغير الطقس أو شيئا مما يعرض للناس ولا يلبث أن يزول.. لكنني كنت مخطئا.. فقد بدأ هذا الشيء ينتشر في دمي كالسمّ.. وأصبحت لا أجد الشيء مضحكا إلا لو أضحكك أنت.. ولا أبسم إلا لو تبسّمت أنت.. وإن كدّر شيء ما خاطرك.. اسودّت الدنيا في عينيّ حتى ترضي.. أصبحت لا أرى الحياة إلا من خلالك.. ولا أدرك الأشياء إلا عبر علاقتها بك.. وحبّك الذي تصورته يوما ما شيئا جميلا أستمتع به ساعة من نهار.. تغلغل في روحي وأضحى صبغتها وطابعها وسرّها.. إلى الدرجة التي عجزت فيها عن تعريف نفسي بدون أن أذكرك..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الآن .. وبعد كل تلك الأعوام من دخولي هذا الأسر الجميل.. أجد من الضروري يا سيدتي، أن تسمحي لي بأن أشطب كل إجاباتي القديمة عن تعريف الحب.. فكلّها خاطئة.. لأنه إن لم يكن هذا التدمير اليومي والممنهج لقدرتي على البقاء حيا بدونك هو الحب.. فما هو الحب إذن؟ قولي لي.. ما هو الحب؟</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-73264434194985310562020-02-02T07:50:00.005+02:002023-04-08T10:21:31.541+03:00حجابي في حياتي (في اليوم العالمي للحجاب)<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">رشــأ الخطيب</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>حجابي في حياتي (1)</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiDClDuXHYppZJZlXr7p8J1mFgI0L5_Bror49iYCgq2EWELVMgixbYha8aglk5kLS32eN6lMUw9kkSiemWlBQ3jqzr-_ji97874V3k-y5M5rzlRBR7hOTr6uMT7xasHQcOgGlawTQtZ7R0/s1600/1619625_10203160848120694_1458880337_n1.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="695" data-original-width="647" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiDClDuXHYppZJZlXr7p8J1mFgI0L5_Bror49iYCgq2EWELVMgixbYha8aglk5kLS32eN6lMUw9kkSiemWlBQ3jqzr-_ji97874V3k-y5M5rzlRBR7hOTr6uMT7xasHQcOgGlawTQtZ7R0/s320/1619625_10203160848120694_1458880337_n1.jpg" width="297" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">في نهاية الأسبوع الاعتيادية التي نقضيها في إربد، لعبتُ مع ابن عمي ذي الثلاث سنوات في شرفة بيتنا الواسعة، وما زالت ابتسامته مطبوعةً في ذاكرتي، بأسنانه البيضاء الصغيرة وشعره الأسود.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> وصل الخبر بعد يومين؛ سقط عليٌّ من الطابق الأول في بيت جدي، ليستقر رأسه الجميل على الرصيف، ويغيب أياماً.. ثم قيل: رحمه الله!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان رحيله مفاجئاً وحزيناً، جعلني أقرِّر ارتداء الحجاب، وأنا التي أعشق البنطلون وأؤجل فكرة الحجاب وأقول: "سأتركه إلى أن أصيرَ في الأربعين".. وكنتُ أظن الأربعين بعيدة!! فإذا هي تأتيك في عشيةٍ أو ضحاها!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قررتُ ارتداء الحجاب في سنتي الجامعية الثانية،<span><a name='more'></a></span> أخبرتُهم بقراري، ولم أسمع إلا من والدي عبارة: "المهم ألا تلبسيه اليوم وتشلحيه بكرة"! هذا فقط كان التوجيه الذي سمعتُه، والبقية تركوا الأمرَ لي. وخلال أيام كنتُ اشتريتُ ملابس مناسبة وأغطية للرأس.. وانتهى!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في الحقيقة حين أفكرُ اليومَ، وأنا على بُعد نحو ربع قرن من ذلك القرار، أجدُني أزدادُ شكراً لله على هذا الرزق، وعلى ذلك القرار؛ فبعضُ القرارات في حياتنا لا تحتمل التأجيل، وتحتاج منكَ أن تكون سريعا.. وحاسما.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن الأمر لم ينتهِ بارتداء الحجاب وكفى، كما يعتقد كثيرون، بل إن الحجاب ينمو يوماً فيوماً في نفس المسلمة، ولحظة ارتدائه هي البداية فقط.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> كان ارتداءُ غطاء الرأس والملابس الطويلة- يسيراً نوعاً ما على فتاةٍ مثلي، التزمتْ أداء الصلوات في أوقاتها في أثناء الدراسة الثانوية، بفضل الله وبفضل معلمة التاريخ في الأول الثانوي، جزاها الله عني خيراً في كل ركعةٍ أؤديها، والصلاة تجلو القلوب وتعينُ على الأصعب منها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت تلك الخطوةَ الأولى، وكانت ميسَّرةً إلى حدٍّ كبير؛ لم تواجهها اعتراضاتٌ خارجية من العائلة، ولا انتكاساتٌ فكرية من داخل نفسي، أضف إلى ذلك أن الجوَّ العام في الحياة الجامعية – أواخر عقد الثمانينات وأوائل التسعينات في الجامعة الأردنية– كانت مشجِّعة بصعود نجم الاتجاه الإسلامي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لم أكن أعلم وقتَها أن الحجاب سيكون اختباراً في محطاتٍ قادمة من عمري...</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولكل فتاة تعتقد أن قرار ارتداء الحجاب وحشر جمال شعرها وجسدها تحت أغطية قماشية، هو الخطوة الأكثر صعوبة والأشد وطأة على نفسها، أقول لها: بل إن ما يلي هو الأصعب والأشد، إنّ ما يلي هو الاختبار الحقيقي لمعنى الحجاب الذي ترتدينه.. ويبدو أنه كلما تقدَّم العمرُ والتجارب بالفتيات الشابات، تزداد الاختباراتُ التي يقعْنَ أمامها بسبب ارتدائهنّ الحجاب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لم تواجهني طوال حياتي الجامعية الأولى اختباراتٌ حقيقية يفرضها الحجاب، ولم تواجهني كذلك صعوباتٌ تُذكَر حين خروجي إلى الحياة العملية، إلا من باب أن العمل في بلادنا العربية يكون عادةً مقسوماً بين المحجبات وغير المحجبات في المؤسسات المختلفة؛ فيحبِّذ بعضُها المحجبات وبعضها يفضلُهُنّ بلا حجاب، وحتى هذه القسمة تكون خاضعةً هي الأخرى لشروطٍ معينة يتواطأ عليها أصحابُ العمل بمواصفاتٍ خاصة لملابس المحجبات أو لملابس غيرهنّ.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أذكر أنني عملتُ في إحدى دور النشر في بداياتي المهنية، وكان صاحبُ الدار رجلاً ذا هيبة وقدر في نفسي، احترمتُ فيه صراحته حين أبلغني ذات يوم –وقد كنتُ مخطوبة- أنه لا يحب توظيف متزوجات، فأشار عليّ أن أتقدم لمقابلة عملٍ في إحدى المدارس الإسلامية وقد أوصى بي هناك.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ذهبتُ للمقابلة التي لم أوفَّق فيها لسببٍ فهمتُه لاحقاً من صديقتي: "تأتين إلى المقابلة بفستانٍ حريري بلونٍ ورديّ، وتريدين أن تفوزي بالوظيفة بعد كل هذا؟!"</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت تلك التجربةُ الاختبارَ الأول الذي كان الحجابُ فاصلاً فيه، وهذه تجربةٌ قد تمرُّ بها أخريات، ولا يبقى منها إلا ذكرى، ربما تستدعيها الظروف من حين إلى حين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم حانتْ تجربةٌ أخرى واختبارٌ جديد كان الحجاب فيه حاضرا؛ لكنه لم يكن في سياق الدراسة أو العمل، إنه في سياق المواجهة مع الآخر!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كنتُ انتهيتُ من دراسة الماجستير، وقطعتُ شوطاً من العمل في التدريس، حين انتقلتْ عائلتُنا الصغيرة للإقامة في بريطانيا، وهناك كان للحجاب مذاقٌ آخر لم أعهده في بلادنا العربية، وكان للحجاب تحدياتٌ أخرى ما شعرتُ بمثلها من قبل. للمرة الأولى أشعر بأن الحجاب هو هُويَّتي التي تعرِّفني إلى الآخرين، التي تجعلني متميزة، هُويَّتي التي لا أخجل منها، وهُويَّتي التي أفتخر أنني أتميز بها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت إقامتُنا في مدينة إدنبرة في أقصى الشمال البريطاني، وكأيِّ غريبٍ يحاول أن يشتمَّ رائحة الوطن والأهل في ديار الغربة في كلِّ إشراقةِ شمس، هي هي الشمسُ التي أشرقت منذ قليل على بلادي تشرق الآن أمام عينيّ هنا، هو هو النسيمُ المسافرُ عبر المسافات يحمل عبقَ البلاد ورائحة أهلها يمر أمام بيتي، كنتُ أسيرُ في شوارع المدينة الجديدة بحجابي، الذي لم يكن يثير فضولاً ولا استغراباً لدى سكانها؛ لأننا كنا نسكن المنطقة المحيطة بالجامعة، وهي تضمُّ طلبةً من وراء البحار، وفيهم نسبةٌ معقولة من المسلمين وعائلاتهم يألفهم أهلُ المدينة، التي جعلت من وسط المدينة يضم كذلك مسجداً جميل المعمار يسمى المسجد المركزي لمدينة إدنبرة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان التجوال وسط المدينة وفي الشوارع المحيطة بالجامعة، هو الذي جعلني أشعر بميزة الحجاب الذي يغطي شعري وجسدي، كنتُ أُلقي تحيةَ الإسلام على كل محجَّبةٍ أصادفُها في طريقي، وغالباً ما كنَّ من الهنديات والباكستانيات المحجبات، يَسِرْنَ في وسط إدنبرة بأثوابهن التقليدية المزركشة الزاهية الألوان.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان إلقاءُ السلام على أي محجبة في طريقي يملأ نفسي بتلك الروح التي ترشدُ إليها السُّنةُ النبويةُ الشريفة بإفشاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف، بكل ما توحي به حروفُ كلمة (إفشاء) من إصرار على نشر التحية في الأرض، لتعمَّ المحبةُ القلوبَ وتطغى وتزيد، ويمنحني كذلك نوعاً من الألفة في هذه المدينة الغريبة أول استقراري بها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت كلمةُ السر بيني وبينهنّ: الحجاب، وكلمة السر الأخرى: اللغة العربية في عبارة (السلام عليكم).. إنها مفاتيح يمكنك أن تحملها معك في كل مكان... كم سعدتُ بتلك اللغة الصامتة المشتركة التي تخلقُها قطعةُ قماشٍ لا تتجاوز متراً، لكنها إذا أُلقِيتْ على الرأس كانت تعبيراً لا ينتهي عن محمولاتٍ (هُويَّاتية).. حينها أدركتُ حقاً معنى "الحجاب هُوية المسلمة". لم أكن بحاجة إلى أطروحاتِ الهُوية واللغة والأمة والدين والثقافة...وغيرها التي يلوي بها أساتذةُ الجامعات ألسنتَهم! ولكنني أعترف أنني –للأسف- حين ألِفتُ المكان، ونمَتْ صداقةٌ بيني وبين الأزقة والأمكنة المجاورة- ما عدتُ قادرةً على تلك العادة، وما عاد الحجابُ يغريني بإلقاءِ التحيةِ على صاحبته، وما عادت الدهشةُ تغزو قلبي حين أصادف في إدنبرة محجبةً مثلي في السوق أو في الباص أو في...المسجد!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>حجابي في حياتي (2)</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b><br /></b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من الأشياء الحلوة التي ما زلتُ أحتفظُ بها لمدينة إدنبرة في نفسي- احتضانُ المدينة للغرباء، وتفكير أهلها والجامعة بأشياء كثيرة يحتاجها الطالبُ الجامعي الذي تغرَّب عن بلاده ليطلب العلمَ في بلادهم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ونادي السيداتWomen`s Club هو واحدٌ من تلك الأشياء، كان اكتشافاً ظريفاً دلَّتْني عليه إحدى الصديقاتِ العربيات المقيمات في المدينة، وهو نادٍ يقوم على فكرةٍ قابلةٍ للتنفيذ في أيّ زمان وبكل مكان إذا توافرت القلوبُ والإرادة، إنه ببساطة نشاطٌ اجتماعي أسبوعي تقدمه بعضُ المتطوعات لمساعدة زوجات الطلبة الأجانب الدارسين في الجامعة- على قضاءٍ وقت مفيد صباح كل ثلاثاء، ويساعدهنّ في معرفة أسرار المكان وعادات أهله والاطلاع على أنشطة وبرامج منوَّعة تنتشر في المدينة... باختصار إنه شيء جديد لم نعرف مثله في بلادنا!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">سررتُ جداً لهذا الاكتشاف؛ خاصة أنّه يضم حضانة، وكان أطفالي صغاراً، مما يسمح للأم أن تقضي نحو ساعتيْن –وهي مطمئنة- في أنشطةٍ لتعلُّم اللغة والثقافة الإنجليزية، فيما يقضي أطفالُها وقتهم يلعبون ويتعلمون في غرفةٍ أخرى بعيداً عن الأمهات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في النادي كانت هناك زوجات لطلبةٍ من أدنى الأرض إلى أقصاها، وكنتُ في الحقيقة تهيَّبْتُ أولَ الأمر من كوني عربية مسلمة؛ نظراً للصورة النمطية السائدة في العالم عن بلادنا، فما بالك بالصورة النمطية عن امرأة من تلك البلاد، وفوق ذلك محجَّبة؟! لكني استجمعتُ قواي واندفعتُ إلى النادي بانتظام استمر لأكثر من سنتيْن رائعتيْن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان الحجابُ اللافتةَ الأولى التي تعرِّفُني للأخريات، فالجميع هنا – وأنا منهنّ- يرتدين الملابس الأوروبية الدارجة، كالقميص والجاكيت والتنورة والبنطلون، لكن حجابي يجعلني مختلفة، فيما كان بالإمكان تمييز اختلاف الأخريات بسهولة؛ فمن كانت من اليابان والصين بالعيون مثلا، ومن كانت من أفريقيا بلون البشرة، ومن كانت من غيرها بالملابس التقليدية...وهكذا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تلك كانت سبيلُ الوهلة الأولى للممايزة بين السيدات في النادي، وهي حقيقةٌ لا يمكن إنكارها حتى لدى أكثر الناس انفتاحاً على الآخر؛ فما زال للون وللمواصفات الجسدية الفارقة بين الأجناس البشرية- منزلة مقدمة لهذا التمايز، دون قصد أحياناً، وإنْ كانت تبقى في الخاطر، وفي الغالب لا تَعْدوها. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كنتُ أعي الصورةَ النمطيةَ التي تحملها هؤلاء عن العرب والمسلمين عامة، وعن نسائهم خاصة، لذا حرصتُ دوماً بقصد وبغير قصد، على تقديم الصورة التي تَحكينا حقيقةً أمامهنّ: بشراً لا ملائكة ولا شياطين! لكنّ ذلك ما كان ليعفيني من مواقف طريفة ومؤلمة كان للحجاب يدٌ فيها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">( الحجابُ قهر).. هذه فكرةٌ سائدةٌ عنه حتى في بلادنا؛ هو نوع من العنف يمارَس تجاه المرأة، ويستحق بسببه أن تُلاحِق المحجبةَ نظراتُ الشفقة من هذا الظلم الواقع عليها؛ حين يرى كثير من النخبة والعامة أنّ الحجاب صورةٌ من صور القهر الاجتماعي أو الديني، لهذا كانت الدروس الأولى التي حضرتُها في النادي موتورة، حتى أخذت النسوةُ الحاضرات يعتَدْنَ وجودَ هذه المختلفةِ بينهنّ على طاولة واحدة، وأنها كغيرها -رغم حجابها- امرأةٌ من هذا الكوكب، لا قطعةً سقطت من الفضاء!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كنتُ أحرص على خلع غطاء الرأس حين يكون الحضورُ نسائياً فقط؛ وقد احتجتُ أن أمسح حيرتهنّ من هذا التصرف بشرحٍ موجز لفكرة الحجاب في الإسلام وفرضية ارتدائه أمام الأجانب من الرجال، سواء في الشارع أو في البيت، وأنّ المسلمة كغيرها من نساء الأرض تحيا.. تتجمل.. تتأنق.. تعتني بجسدها وبعقلها وبروحها، والحجابُ لا يمنع شيئا من هذا، ولكنْ ينظمه ضمن ضوابط.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت مسز ويندي -مدرِّسةُ اللغة الإنجليزية- سيدةً لطيفة، ذات بشرة بيضاء، وشعر فضي، وعينين زرقاويْن، وأناقةٍ كلاسيكية محببةٍ إلى قلبي، وقد أحسستُ أنني حجزتُ مكاناً لي في خاطرها، إنْ لم يكن لأجل المحبة خالصاً، فلأجل فضولٍ تملَّكَها تجاه هذه المرأة المحجبة القادمة من بلاد ألف ليلة وليلة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> وفي أحد صباحات الثلاثاء المشمسة في تلك المدينة التي لا ترى الشمس إلا قليلا، كنّا نجلس قرب النافذة الواسعة (الجورجية) الطراز، وقد اعتدنا من معلمتنا في كلِّ جلسة أن تحضِّر لنا مجموعةً من التمرينات اللغوية تصقل مهارات التواصل العامة بالإنجليزية، ومازلتُ أذكر من ذلك التمرين مثاليْن كان الأولُّ منهما عن قصة سندريلّلا.... عندما التفتت المسز ويندي ونحن جلوسٌ بين يديها، التفتتْ إليّ دون بقية السيدات معنا في المجموعة -وكان من بينهنّ اليابانية والتشيكية والمكسيكية والصينية..- لتسألني بملامحَ جَديَّة تبدو على وجهها: هل تعرفين سندريلّلا؟؟!! فوجَّهْتُ إليها النظرةَ الجديةَ ذاتَها وردَدْتُ على سؤالها الاستفهامي بسؤالٍ استنكاري ملءَ فمي: وهل هناك أحدٌ في الدنيا لا يعرف قصةَ سندريلّلا؟!!! وحالي يقول بعاميةٍ ساخرةٍ في سرِّي: "هيَّ بتِحكي عن جَدّ ولّا بتِحكي عن جَدّ؟!".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم مرَّت جملةٌ أخرى عن لاعبي يوفنتوس، فالتفتتْ إليّ المسز ويندي مرة أخرى بالجدية نفسها البادية على وجهها، لتسألني: هل تعرفين ما هو يوفنتوس؟؟ وعلى الرغم من أني لستُ متابِعةً جيدةً لدوري كرة القدم عالمياً ولا حتى محلياً، إلا أنني ردَدْتُ على الاستفهام باستنكار وتقرير: نعم أعرفه!! إنه النادي الرياضي الإيطالي المشهور.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذا موقف طريف ومؤلم في آنٍ معاً، ما زلتُ أعاني منه، فتلك النظرةُ التي ترمينا بها العيونُ من كل جانب، حتى من بنات جنسنا ومن بنات بلادنا! النظرة التي ترى المحجبةَ امرأةً غابَ عقلُها تحت حجابها لتغدو ساذجةً، بعيدة عن الثقافة، تؤمن بالغيب، تركن إلى الدين مسطرةً تقيس بها الأمور، لا تعرف من أمور حاضرها إلا توافه وقشورا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كنتُ أرى الإشفاق تجاهي في عينيّ مسز ويندي أول الأمر، لكني أظن –وبعض الظن الآخر ليس إثماً- أن الصورة النمطية تغيرت في نفسها بأسرعَ مما كنتُ أشتهي، أو على الأقل صورتي أنا، وهي الصورة النمطية التي ينظر فيها كلُّ من لا يؤمن بالحجاب بأن المحجبات واقعات تحت قهر ما يجبرهن على ارتدائه، وأن ارتداءه هو مقدمة ممهِّدة كي يضاف إلى المجتمع عناصر غير فاعلة، ضحلة الثقافة، سطحية التفكير، محدودة الأفق. ومهما اجتهدت النساء المحجبات بنجاحهنّ وتميّزهنّ - ولدينا نماذج لا تُعَدّ – لتغيير هذه الصورة، يبقى لدى بعضهم ما يريدون أن يبقى ضد الحجاب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">استطعتُ بعد مواقف عدة وأحاديث جانبية متعددة في تلك الصباحات، أن أقول لمعلمتي ورفيقاتي- بمظهري وجوهري- إن المحجَّبة هي إنسانٌ كغيرها من نساء هذا الكوكب، لا يعيقها حجابُها عن الحياة، ولا يحوِّلها إلى سامريٍّ لا نقدر على الاقتراب منه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم تعرفتُ إلى مجموعةٍ أخرى مشابهة للنادي، كان المشترك بينهما أنني كنتُ أبحث لأطفالي -في سنّ ما قبل المدرسة- عن بشرٍ يختلطون بهم في أجواء طبيعية، وهم يعيشون في غربةٍ أبعدتْهم عن الأجداد والعائلة الممتدة، التي لا غنى عنها في سبيل نشأة إنسانٍ سوي، وهكذا كان لي في صباحات الأربعاء رفقة صديقتي المصرية –جلسةً خاصة للأطفال في روضة تستقبلهم وأمهاتِهم .. يقضون فيها وقتاً في اللعب والتعلم، وتقضي الأمهات كذلك وقتاً في الاجتماع بأمهات من بلاد أخرى.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت الثرثرة النسائية الصباحية تلك، تجذبنا نحن الأمهات إلى مناحي شتى باختلاف الثقافات والمجتمعات التي ننتمي إليها، كانت بيننا الإنجليزية المسيحية، والهندية الهندوسية، واليابانية المجوسية، والباكستانية والعربية المسلمة وغيرها من قوميات وطوائف.. وفي الوقت نفسه تتيح لأطفالنا أن يرسخ فيهم اختلافُ البشر بألوانهم وألسنتهم وعاداتهم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفي هذه المجموعة اجتمعْنا مرةً لمرافقة الأطفال في زيارة إلى حديقة الحيوانات التي تشتهر بها إدنبرة، وكانت إلى جانبي المشرفة الإنجليزية فتجاذبنا أطراف الحديث عن الطبيعة الأخّاذة للمدينة في ذلك الصيف الربيعي، وقادتْنا أحاديثنا إلى فن الرسم الذي كانت لي فيه تجربة أيام الشباب الأولى، وأخذتُ أشرح لها تجربتي وميولي الفنية ومنها إعجابي الشديد بأعمال المدرسة السريالية، ورائدها سلفادور دالي و و و... وحين نطقتُ اسم دالي واسم مدرسته، التفتتْ المشرفةُ إليّ ووجمت، ثم أردفت: وهل لديكِ أنتِ فكرة عما هي السريالية؟؟ وما وراءَ خطابِها يقول: من أين لامرأةٍ من بلاد العرب والإسلام بحجابها أن تعرفَ هذه المدارسَ الفنيةَ الراقية؟؟!!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">حين كنتُ أكلمها عن ميولي الفنية، لم يكن يخطر ببالي سوى محاولة ترتيب كلماتي لتخرج بحُلَّةٍ إنجليزية لائقة، تساعدني على تجاوز عقدة اللغة. لكنَّ وجومَها وسؤالها وحيرتَها أمام هذه المرأة المحجبة القادمة من الشرق، التي من المفترض أنها لا تعرف سوى أعمال البيت وإنجاب الأطفال، أعادني ثانية إلى سؤال الحجاب والآخر، وأعادني مجدَّداً إلى الواقع بأننا نحتاج وقتاً أطول ومعاناةً أشدّ كي نقول إن الحجاب لا يحجب الشمس عن العقول!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قد يرى بعضُهم هذه المسألةَ في سياق النظرة الأوروبية للآخر غير الأوروبي ومن منظور المركز والهامش، في حين إنَّ ذلك يتضاءلُ حقاً لو كنتَ أنتَ في ذلك الحجاب، وكنتَ أنت مع أولئك الآخرين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإذا كانَ من عذرٍ ألتمسُهُ للمواقف التي صادفَتْــني في بريطانيا بسبب حجابي، فإن هذا العذرَ لا يعودُ قادراً على إقناعي، حين صادفتْــني مواقفُ شبيهةٌ في بلادنا العربية الإسلامية، التي تعرفُ الحجابَ قبل أن يفرضَه الإسلامُ بقرونٍ متطاولة! ومواقفُ بعضِ خاصَّتِها من الحجابِ أشدُّ بأساً مما قد تلاقيه المحجبةُ في بلادِ مَن لا يعرفون للحجاب سبيلا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>حجابي في حياتي (3)</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b><br /></b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">انقضت السنواتُ التي أنفقتُها في إدنبرة، حملتُ ما بقي لي من العمر في طريق العودة إلى البلاد، بلادنا العربية الإسلامية، التي لم يكن خَطَرَ على قلبي من قبلُ أنها قد ترى - يوماً- في الحجاب تهديداً لقيم الحرية، أو سَـمِّه ما شئت مما صرنا نختبره من حينٍ لآخر في بلادنا على امتدادها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكيف يخطر على القلب أن الحجابَ في بلاد الإسلام وفي بلاد المسلمين يمكن أنْ يصبح مسألةً فيها نظر؟! وأنْ يصبح مسألةً خاضعةً للنقاش ولاتخاذ موقفٍ نحوك بسببه؟! أعترفُ أنَّ هذا شيءٌ تجاوَزَ تصوري آنذاك.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا يقع في نفسك أيها القارئ أنني أحدِّثك عن دولةٍ تحارب الحجابَ مثلاً وتمنعه وتزدريه قانوناً وعُرفا، بل عن بلادٍ ما زال الحجابُ فيها منتشراً –بحمدالله- لأسبابٍ تتراوح بين الإكراه والرضا، بين التديُّن الحقيقي والزائف، بين التقوى والتقاليد، وبين أشياء وأشياء أكبر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثمة مسألةٌ أخرى قد لا يختبرها الجميعُ في أمر حجاب المرأة هي مشاركتها العامة وتقدمها العلمي والمهني. إنَّ امرأةً محجبةً -مجاراةً للعادات أو التزاماً بالدين- قنعت بالجلوس في البيت والقيام على تربية الأولاد والانسحاب من الحياة العامة، على عِظَم هذا الدور وأهميته، فإنه لن يعترض سبيلَها أصحابُ الدعوات التي ترفض الحجاب وتتصدى لانتشاره، وربما لا تثير أمثالُها انتباهَهم. أما الذي يؤلم حقاً فهو تلك الحربُ الخفية التي تواجهها خياراتُ النساء المتميزات علمياً ومهنياً بل حتى وجمالياً، اللائي يخترْنَ الحجاب بكامل إرادتهنّ، ويعبِّرْنَ عن هذا الاختيار الحرِّ علناً.. فلا يقدرُ عقلُ أولئك الذين قد لا يستوعبون أن المرأة يمكن لها أن تكون ناجحة ومتعلمة وجميلة... وفي الوقت نفسه تُقبِلُ على اختيار الحجاب بملءِ إرادة قلبِها إيماناً. وهذا يعيدُنا إلى مسألةٍ قديمةٍ جديدة: لَبوس العلم ولبوس الإيمان: لماذا يجب أن نراهما على طرفَيْ نقيض؟! على الرغم من أن الحياة نفسَها هي روحٌ وجسد، عَرَضٌ وجوهر، قلبٌ وعقل.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وتحضرني هنا الحادثةُ التي مرَّ بها الرحالةُ الأندلسي الموريسكي أفوقاي في القرن السابع عشر، لقد كان أفوقاي واسعَ الثقافة والاطلاع، متحدثاً بلغاتٍ عديدة، لبقاً دبلوماسياً، تجتمع فيه صفاتُ الـ(جنتلمان)! وإلى جانب ذلك كله كان فقيهاً عالماً حافظاً للقرآن، تــنــقَّل سفيراً للمغرب في بعض الدول الأوروبية، وفي أثناء زيارته لأحد الأديرة في فرنسا قيل له بعد نقاشات وحوارات: " تعجَّبْنا منكَ؛ تحفظُ الألسن، وتقرأ الكتب، وسِرْتَ في المدن وأقطار الدنيا، ومع هذا تكون مسلماً؟!" وكأن تعدد اللغات والمعارف، أو سِعَة الأفق والثقافة، أو السياحة في أقطار المعمورة، لا يـتـناسـب مقامُها والإسلامَ أو المسلمين؟!!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذه الحادثة التي تنتمي إلى القرن السابع عشر، لا تختلفُ عن حادثةٍ تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين؛ فقد كنتُ في الاستماع لبرنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة منذ ما يزيد على عشر سنوات، من تقديم المرحوم ماهر عبدالله وضيافة الشيخ يوسف القرضاوي، حين ردَّ المقدم على تساؤل أحد المشاهدين: لماذا لا تكونُ في الجزيرة مذيعاتٌ محجبات؟ فتعلَّل المذيعُ الشاب بأن العملَ الإعلاميَّ يحتاج إلى دراسات جامعية وخبرات عملية، وإتقان لغات ومهارات.... وغير ذلك. وحين كان يعدِّد المؤهلات المطلوبة في المذيعات كنتُ أسائلُ نفسي: هل عدمت النساء أن تكون بينهنّ (محجبةٌ) تحمل مثل هذه المؤهلات (غير المستحيلة)؟!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكأني بالفكرة نفسها التي صادفها أفوقاي في فرنسا منذ ثلاثمئة سنة هي هي لم تتغير: المرأةُ المحجبة المؤمنة لا يمكن أن يُتصوَّر أنها تكونُ صاحبةَ مؤهلاتٍ عصرية، وكأنَّ الحجابَ معناه أن أعيش خارج هذا الزمان!.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكنْ وللحق.... إننا بحمدِ الله ما نزال ننعم في بلادنا بقبولٍ اجتماعي للحجاب وانتشار، لا أسأل كثيراً ما هي أسسه: هل هو تقليد اجتماعي أم عقيدة إيمانية، أو حتى لغايات إجرامية؟!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكلِّ ما سبق، ما خطرَ على قلبي في يومٍ أن يكون الحجابُ حين تخوض المرأةُ سباقَ الترقي الوظيفي، أو التعليمي- عقبةً، هي أصعبُ أحياناً من الوصول للهدف العملي أو العلمي المبتغى.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">***</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">عدتُ إلى مقاعد الدراسة من جديد والتحقتُ ببرنامج دكتوراه اللغة العربية في الجامعة الأردنية، وأقسامُ اللغة العربية تغلب عليها صفةُ (المحافظة) طلبةً وأساتذة؛ ربما هي هيبةُ اللغة االعربية المستمدة من هيبة القرآن الكريم انتقلت كذلك إلى المقبلين على دراستها والاشتغال بها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في أثناء الدراسة اضطررنا لحضور دروس الأدب في بيت الأستاذ نظراً لظروفه الصحية، كان أستاذُنا الفاضل حاضراً لاستقبالنا في بيته كل أسبوع، وسأترك الحديث عن مشاعر الجلوس إلى الشيوخ والعلماء في بيوتهم الخاصة ومكتباتهم الحميمة إلى وقت آخر، فهو شعور لا يدانيه شعور.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الحجابُ ليس مجرد قطعة قماش بها تغطي المرأةُ شعرَها وجسدها، بل إنَّ له من المعاني القلبية اللطيفة التي لا يسعها إلا حسُّ التي تراه كذلك، وقد كان عهدي منذ ارتديتُ الحجاب أنْ أحاول إلزامَ نفسي بحدوده رغم عيوبي الكثيرة ونواقصي الأكثر، ومن تلك الحدود عدم المصافحة، وكان أستاذُنا يستقبلنا كل أسبوع جالساً في مقعده مرحِّباً بنا حال وصولنا. فيسلِّم عليه الزملاءُ الشباب وينحنون لمصافحته .. وحين يأتي دوري أسلِّمُ عليه بالكلام مع انحناءة احترام وإكبار، ولكن لا أمدُّ له يدا، ولم يكن يعجبه ذلك مني، وقد أبدى نوعاً من الامتعاض من هذه العادة التي ما زال بعضُ الناس يتمسك بها في زمننا! وأنا شخصياً أتعرض لهذا الامتعاض من كثيرين لعدم المصافحة، وهو شيء أتقبله أحياناً بروحٍ رياضية خاصة من الكُبَراء مقاماً وعلماً ومنزلة. وأحياناً أخرى بنوعٍ من الجفوة التي يخلقها عدم قبول الآخرين لاختياري هذا؛ ففي النهاية وفق منطقهم في الحرية: هذا جسدي ولي مطلق الحرية في منع الآخرين منه حتى ولو بمصافحة! لهذا كنتُ في الغالب أعُدُّ هذا الامتعاض والتعليقات – منه ومن غيره- مجرد مداعبات يمكن احتمالها وعدم التوقف عندها.... حتى مضى الفصلُ الدراسي وحلَّت المحاضرةُ الأخيرة، وعندما انتهينا قمنا لمغادرة المكان فسلَّم الزملاءُ على أستاذنا الشيخ، وحين جاء دوري قال لي بلهجةٍ أبويةٍ معاتِبة جادة: "والله مش عارف كيف بدِّك تصيري دكتورة وأنتِ ما بتسلِّمي"!!.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> لامسَتْ عبارتُه مسمعي، ومضيتُ لأركب سيارتي عائدةً إلى منزلي مضطربةً ذاهلة!! ويا للمفارقة أنّ عبارتَه تلك ظلّت تقفز إلى ذهني في كل مناسبةٍ تجمعني وزملائي حين صرتُ (دكتورة)، وظلّت عبارتُه في عقلي تروح وتجيء، وأنا أقول: لماذا لا يقبَلُ الناسُ أنَّ امرأةً يمكن لها أن تكونَ رفيعةَ التعليم أو رفيعة الوظيفة، وفي الوقت نفسه مقتـنعةً بما تؤمن به من دينها؟ لماذا يجب أن تتناقضَ صورةُ أهلِ العلم وأهل الإيمان؟؟! لماذا يجب أن يكون أهلُ الإيمان دوماً في خندقٍ مقابل أهل العلم؟؟ ألا يلتقيان؟! ألا توجد سبيلٌ توافقية بينهما؟ ألا نتغنَّى ليلَ نهار بابن رشد الذي سرقَتْه منّا أوروبا، ونندبُ إحراقَنا كلماتِه، وعقلانيته، فلمَ لا نتغنَّى بـ ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال؟!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولمَ لا يقنعُ أصحابُنا من أهلِ العقل والفكر والحرية- أن التديُّنَ بمختلف مظاهره وطقوسه قد يزورُ قلوبَ العلماء ويطيبُ له المقامُ فيها؟ بل إنَّ اللهَ نفسَه يُخشى من عبادِه العلماءِ هؤلاء، الذين يَعمُرُ العلمُ قلوبَهم وأرواحَهم قبل عقولهم، ويرون في كل ذرة في الكون صورةً من عظمة الله وبديع قدرته، وأنَّ الإيمانَ بالله ومحاولةَ اتباعِ أوامره واجتناب نواهيه من أهل العلم، يعني أنْ نعبدَ الله على يقين، لا على مجرد خوفٍ أو طمع!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لهذا لا أنسى تلك الأمسيةَ التي جمعتْني وصديقةً رفيعةَ القدْرِ علمياً وثقافياً، وتختلف عني –تماماً- عقائدياً، وقد كنتُ بانفعالٍ أحدِّثها ولا أعِظُها، كيف أنني أستشعرُ في كلِّ وضوءٍ ما علَّمنا رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الخطايا تخرجُ حينَ الوضوءِ من الجسد حتى لتخرج مع آخر قطرة ماء من تحت الأظافر، وأنني أستشعرُ أنَّ الذنوبَ تتساقطُ حين الركوع وحين السجود عن عاتـقَيْ المصلِّي وعن رأسِه؛ حيث يُؤتَى بالذنوبِ إلى الرأس والكتفيْن في كلِّ صلاة، فسارعتْ صديقتي إلى تأنيبي: "لا تقولي هكذا كلام! أنتِ امرأةٌ مثقفة متعلمة"!! وهي التي حين هنَّأتْــني بحصولي على الدكتوراه، قالت –وأظنها لم تكن تمزح-: " خلص! الآن صرتِ دكتورة، إذن ...... اخلعي الحجاب!".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لماذا يستهجن كثيرون يقينَ الإيمان في قلبك، ومظاهرَهُ في جوارحك إذا كنتَ ممن قطعوا شوطاً من التحصيل العلمي؟! ألهذه الدرجة صرنا نعبدُ إلهَ العقل وإلهَ العلم، حتى كفرْنا بالروح وبالغيب؟ وهي في وجهٍ من الوجوه صورةُ العقل الذي إليه يحتكمون.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولماذا حين تلتقي في المحافل العلمية بقاماتٍ لامعةٍ أسماؤها في عالم الأكاديميا العربية أو العالمية، كنتَ تحلم طوال عمرك بلقياهم على الأرض لا على الورق فقط- لماذا تصدمك حقيقة كم هم من الإيمان بعيدون، وكم هم من الهزء بمظاهره قريبون؟ خاصة مظهر الحجاب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لماذا وهم الذين يدَّعون الحريةَ والليبرالية وقبولَ الآخر المختلف؟ لماذا عندما يصل الأمرُ إلى الحجاب أو مظاهرِ التديُّن إجمالاً- لا يعرفون من الليبرالية إلا قشرة فارغة! وتصدمك كذلك تصريحاتُ بعضِهم على مرأىً منكَ ومسمع، إذا حدَّثوا بأخبارِ الكاتب الفلاني قالوا بتلقائية: "أمعقولٌ أن هذا فلان الفلاني الكاتب المعروف بـكذا وكذا وتكونُ زوجتُه محجَّبة؟!".... تماماً كما لو أنهم يقولون إنها عاهرةٌ أو وضيعة الأخلاق. وكأنَّما أمسى الحجابُ تهمةً على المرأة أن تدفعَها عن نفسها، كما تدفعُ النارَ الحارقة، أو تدفعُ الأذى الصريحَ بإلقائه بعيدا، أو التخلص منه بأي ثمن!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كثيرةٌ هي المواقفُ التي تمرُّ في حياة المحجَّبات المتميزات علمياً ومهنياً واجتماعياً..، اللواتي كان الحجابُ قراراً نابعاً عن اختيارهن الحر وقناعاتهنّ الشخصية، ولم يكن لهنّ يوماً عائقاً في دروب التميز العلمي أو المهني أو الاجتماعي، وربما تملكُ كلُّ واحدةٍ منهنّ تجربتَها التي تعرضُها على الآخرين لتقولَ فيها إن الحجابَ لا يغطي عقل المرأة ولا روحَها، وإن ارتداءَه هو دليل عافية لا دليلَ مرض. ونجاحهنّ هو خير شاهد على حصافة اختيارهنّ.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: red; font-size: large;">هذه المادة منشورة سابقا على مدونتي هذه في 2015</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-50013574666787473172020-02-01T21:00:00.001+02:002023-04-08T10:21:48.027+03:00⧼ في يوم الحِجاب العالميّ ⧽ : لستِ لؤلؤة مكنونة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">بقلم آلاء حمدان</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://www.facebook.com/photo.php?fbid=590787574410342&set=a.104854119670359&type=3&theater" target="_blank">https://www.facebook.com/photo.php?fbid=590787574410342&set=a.104854119670359&type=3&theater</a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg1D-fmayGPNGjki30FUZp-5KyB0TC_sJx1b87Y64duKWi8bwn6-Sg58mTMXkoxlwIJhtlMsbt_geYeVip8RQjgPHLtlQ2aSt8xYOnM5rZ6RO0RzVwidHVKx9A8hj9hDowg8byhws_5Fx4/s1600/12633579_590787574410342_6258503027303215341_o.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="984" data-original-width="1500" height="261" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg1D-fmayGPNGjki30FUZp-5KyB0TC_sJx1b87Y64duKWi8bwn6-Sg58mTMXkoxlwIJhtlMsbt_geYeVip8RQjgPHLtlQ2aSt8xYOnM5rZ6RO0RzVwidHVKx9A8hj9hDowg8byhws_5Fx4/s400/12633579_590787574410342_6258503027303215341_o.jpg" width="400" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يصادف الأوّل من فبراير من كلّ عام يوم الحجاب العالمي. قرَّرَتْه مسلمة أمريكية بهدف زيادة الوعي حول الحِجاب وأنّه ليس اضطهاداً للمرأة، بعيداً عن تفاصيل الحجاب الشّرعي والتي نجدها في أول عملية بحث في محرّك جوجل.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإن سألت نفسي لماذا ألبس الحِجاب؟ سأجيب..<span><a name='more'></a></span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- لأنّني عندما أصلّي في مطار أثناء سفري، وأوضّب سجادة الصّلاة بعد التّسليم، أريده أن يبقى هناك ليذكّرني لمن صلّيت.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- لأنّني أريد عندما أُقدِم على خطيئة ما أن أتذكر انَّ الحجاب على "عقلي" يذكّرني "كيف تجمعين هذا وذاك؟"، فينتصر الخجل من الحجاب على الخطيئة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- أنا لست لؤلؤة، لأنّه من غير أخلاق الإسلام أن نرى كلّ غير محجّبة "غير نظيفة" أو "مُنتهكة"، نعم هناك إثم لمن عصت أمر الله تماماً كباقي المعاصي، ولكن من قال إنّك لؤلؤة وهنّ تُراب؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- أريد الحجاب تذكيراً أحمله أينما ذهبت. أريده أن يكون مفتاحاً للابتسامة وطريقاً للدّعوة. نعم أريد أن يكون صدقي دعوة دون الاضطرار لإثبات ما هي ديانتي. وأريد أن تكون أمانتي دعوة، وإتقاني لعملي دعوة، وحبّي للخير دعوة، واجتهادي دعوة، وحبّي للتّصوير دعوة، والكتابة والطّعام والطّهي،و أيّ أمر كان.. كلّ ذلك وحجابي معي وتلك دعوة صامتة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- أريد أن أشعر بالجهاد. أريد ثغراً دائماً، حبلاً قويّاً، مهما عصيت ربّي أعادني إليه. أريد أمراً واحداً في حياتي أتأكد أنّني لا أُخِلّ به، ولا أتركه يوماً وأعود له في اليوم التّالي. الصّلاة قد أنام عنها، وإتقان العمل قد أتغاضى عنه يوماً، وحبّ الخير، قد تنتصر عاطفتي يوماً على العقلانية في موقف ما، أمّا الحجاب؟ فكيف أنسى ارتداءه يوماً؟ إمّا أن تكوني محجّبة أو لا تكوني..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- أريد أن أضمن لقاء ربّي بأمرٍ واحدٍ على الأقل أتقنته يوميّاً حتّى آخر نَفَس.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من الصّعب جدّاً لي شخصياً، أن ألبس الحجاب كلّ يوم فقط حتّى يستطيع زميلي في العمل التّركيزفي عمله، برأيي أن يبقى هو بالمنزل ويجعلني ألبس ما أريد، أسهل لي وله. فإذاً هناك فجوة ثقافيّة زُرِعت في عقولنا وكأنّ الرّجال يسقطون أمام كلّ فتاة غير محجّبة، وهو ما دعى الشّباب إلى التّهوّر أحياناَ في المعاصي عند السّفر والغُربة. أخي، أنا ألبس الحجاب لا لأنّك لا تستطيع كبت جماح شهوتك والتي ليست من شأني، بل لأنّني أراه كالصّلاة والصّوم، هو عبادة. فلا تُلقِ بإثم أهوائك على ملابسي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- نعم فُرِض الحجاب لحكمة. فمثلاً الحجاب يساعد في غضّ البصر، ويساعد في تنظيم العلاقات بين الكثير من الشّباب والشّابات، ولكنني لا ألبس الحجاب حتّى يحصل هذا التّنظيم. لانّني قد أغادر بيئتي يوماً، وأجد أنّ العلاقات لا زالت منظّمة في بعض الدول والأماكن دون حجاب. إذاً التّنظيم وغضّ البصر هي نتائج، وليست أسباباً. البسي الحجاب للسّبب الصّحيح حتى تستشعري جماله.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- ارتداء الحجاب منعاً "للأفكار الجنسيّة" من الجنسين، سيجعل المحجبة تفكر في ذلك طيلة الوقت وكيف تحمي نفسها من ذلك، وسيجعل كل من يراها يتذكّر تلك الفكرة وكيف يجد حلّاً لذلك، طيلة الوقت. أنا ألبسه تقرّباً لله. أليس أجمل تذكيرٍ لنفسي ولغيري بهذه النّطقة، طوال الوقت؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حبّي لحجابي جعلني أريد تصميم ملابسي بيدي، أختار القماش والألوان والنّقوش، استمتع به كلّ صباح. لو لبسته فقط "للحماية" من العيون وليس حبّاً وإيماناً، للبست أيّ قطعة قماش عريضة ولففتها حولي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- لنقل أنّه في يوم ما أصابني الشّك في ارتدائه في بلد لا ينظر الماشي للآخر، فلماذا ألبس عنهم الحجاب؟ أقول لنفسي حينها "حتّى وإن لم أفهم مغزى الحِجاب، أريد أمراً واحداً أقابل به ربّي وأقول له أطعتُكَ في هذه رغم ضيق صدري، أطعتك رغبةً في جنّتك، وثقةً في حكمك، وخضوعاً لأمرك". وأذكّر نفسي "وهل فرض الله أيّ أمرٍ قط مؤذٍ للإنسان؟ أَأَترك كلّ أمر وأخوض في الحجاب؟"، هو ثغري ..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- أتدركون قوّة تلك الفتاة التي تمشي متجهة لعملها محققةً نجاحاتها رغم كلّ العيون السّوداء التي تحدّق بِها؟ تلقّبها بالمتخلّفة؟ بالزّوجة الخامسة؟ بالعقليّة القديمة؟ بالرّجعيّة؟ أتدركون أثر هذه القوّة على كلّ تفاصيل حياة تلك الفتاة؟ قوّتها في الدّفاع عن مبدئها، ورغبتها، وإيمانها أو حتّى عن فكرة مشروع جديد تحمله. فهي تنفّست التّحدي، وعاشت بِه، ويجري بِها مجرى الدّم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الصّدق، الأمانة، الإخلاص .. أخلاق موجودة قبل الإسلام .. و"تمّمها" الإسلام وأضاف إليها.. هي ليست حكراً على المسلم دون غيره ولا المحجّبة دون غيرها..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولكنّ لكلّ منّا أسلوبه في التّقرّب إلى الله.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-1564796438389067752020-02-01T16:00:00.001+02:002023-04-08T10:22:12.995+03:00لماذا يثير ترك الحجاب ضجة أكبر من ترك الصلاة؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://bit.ly/31eUajC" target="_blank">https://bit.ly/31eUajC</a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">بقلم ديمة مصطفى سكران</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">مدونات الجزيرة</span></div>
<div>
<span style="color: #0b5394;"><div>
لماذا يثير ترك الحجاب ضجة أكبر من ترك الصلاة؟</div>
<div>
<br /></div>
<div>
18/8/2018</div>
<div style="text-align: justify;">
ليس تعليقا على حادثة خلع الفنانة حلا شيحة للحجاب نفسها، فمن الطبيعي أن تأخذ فنانة مشهورة كحلا شيحا كل هذه الضجة، ولكن تعليقا على بعض القناعات التي كشفت عنها ردود أفعال الناس على حادثة خلع حلا لنقابها أو ما يشابهها من حوادث.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="float: left; margin-right: 1em; text-align: left;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjAynhTlzVm5DWeHWTk7wAgPyY_boSFq2VuRh2dLfNZ2VdpCehio6lpLtiiXLCOH7-HFtL9VHOO4fyemcuAfePazOnjE1LgvfXXnzI4r6RvU_UtNlPnH5fOL3afV1ft3YS1knIygFkjmMs/s1600/28168029_933333660166520_2543024104955729997_n.jpg" style="clear: left; margin-bottom: 1em; margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="719" data-original-width="719" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjAynhTlzVm5DWeHWTk7wAgPyY_boSFq2VuRh2dLfNZ2VdpCehio6lpLtiiXLCOH7-HFtL9VHOO4fyemcuAfePazOnjE1LgvfXXnzI4r6RvU_UtNlPnH5fOL3afV1ft3YS1knIygFkjmMs/s320/28168029_933333660166520_2543024104955729997_n.jpg" width="320" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">الكاتبة: ديمة مصطفى سكران</td></tr>
</tbody></table>
<div>
<br /></div>
<div>
<span style="font-size: large; text-align: justify;">تبعات خصوصية فريضة الحجاب:</span></div>
</span></div>
<div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لحجاب المرأة خصوصية غير موجودة في باقي العبادات وهو أنه ظاهر للناس على مدار الوقت بخلاف الصلاة أو الصيام وغير ذلك، ولذا يعتبره الكثيرون مقياسا شديد الوضوح سهل الاستخدام لدرجة تدين المرأة وإيمانها، علما أنهم يستخدمون مقياسا واحدا فقط بين مئات المقاييس الأخرى التي لا يستطيع أحد سوى الخالق سبحانه وتعالى الجزم بحقيقتها.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن وضوح هذا المقياس عند المرأة جعل التركيز عليه كبيرا جدا في الحركة الدعوية<span><a name='more'></a></span> لأن النتائج التي ستثمر عن ذلك هي نتائج مرئية ستولد إحساسا بالإنجاز لدى الداعية ووهما بإيصال المرأة إلى درجة إيمانية تتكامل فيها كل الفضائل الأخرى كتحصيل حاصل. وأما لو بقيت بدونه فهذا ينسحب كتقصير على جميع الفضائل الأخرى التي لا يُستطاع قياسها إلا من خلال الحجاب. وكنتيجة أخرى لسهولة الحكم على الالتزام بفريضة الحجاب بأدق تفاصيلها زادت التدخلات في حياة المرأة، وأعطى الجميع أنفسهم الحق في الحكم على النساء أو نصحهن أو حتى إيذائهن في حال كن في نظرهم بعيدات عن هذه الفضيلة، وذلك مهما كان موقعهم بالنسبة للمرأة، أقرباء أم غرباء.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأذكر جيداً كيف كنت أحيانا بفعل الدوام الطويل وكثرة التنقل في الطقس السيء شعثاءَ المنظر وقد أفلتت شعيرات من طرف حجابي دون انتباه، ليفاجئني رجل غريب تماماً في الشارع فيقول بلهجة آمرة: "أختي شعرك ظاهر عدلي حجابك!!" وللنساء أيضا مبادرات من هذا النوع من باب التناصح، وهذا أمر كنت أقبله برحابة صدر، لكن من الضروري التأكيد على أن هناك حدودا للتدخل بالمرأة سواء من قبل الأقرباء أو الغرباء.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">التقاليد هي اللاعب الأقوى:</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تُرى حادثة خلع المرأة للحجاب على أنها خروج عن جميع الفضائل وإعلان تمرد على الدين والمجتمع عوضا عن أن تؤخذ على أنها تقصير في فرض من الفروض</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تداخل حجاب المرأة كشعيرة دينية مع منظومة التقاليد التي تكون دائما أقوى في تأثيرها من الدين أعطى للحجاب أبعادا أكثر من أن يتحملها، فصار أهم من أركان الإسلام الخمس أجمعها لدى معظم الناس وبه تعلق مفهوم "الشرف" الإشكالي، وأصبح خلع امرأة واحدة للحجاب قادرا على تحطيم العائلة بأكملها معنويا. وبذلك خرج الحجاب من أن يكون فريضة لها غاية نبيلة يفهمها الناس ويسعون إلى تطبيقها في سبيل الله إلى قطعة قماش يدرؤون بها عارا كبيرا.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولذا تُرى حادثة خلع المرأة للحجاب على أنها خروج عن جميع الفضائل وإعلان تمرد على الدين والمجتمع عوضا عن أن تؤخذ على أنها تقصير في فرض من الفروض لا يمس العقيدة والإيمان وقد لا تتعلق أسبابه بانحرافهما أو نقصهما بقدر ما تتعلق بظرف نفسي أو زماني أو مكاني معين. لكن ردة الفعل المجتمعية العنيفة تهدم مع المرأة كل جسور العودة وتدفعها إلى أقصى الطرف الآخر. وعلى النقيض من ذلك تحضرني حالات توقفت فيها المرأة عن ارتدائها للحجاب فما نبذها أهلها بل بقيت تحت مظلة محبتهم حتى عادت إليه وحدها وبدون كثير من الضجيج في الحالتين.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الأكثر ليس دائما الأفضل:</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولأن الحجاب فضيلة يظن البعض أن الأكثر هو الأفضل، بينما قد يكون الأكثر أحيانا أسوأ، لأن الوسطية شعار ديننا الحنيف، ولذا أتخوف من بعض الانقلابات المفاجئة التي تتحول فيها المرأة من السفور إلى النقاب التام من أجل الاستزادة من الفضل، لكن هذا الأمر في الحقيقة يولد صعوبات كبيرة في الحياة بالنسبة للمرأة غير المعتادة عليه ويحرمها فرصة ممارسة الجوانب المشرقة من حياتها السابقة. فالحجاب حين يدخل حياة المرأة يجب أن يكون إضافة إلى هذه الحياة وليس اختصارا كاملا لها.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفي بعض التوجهات الفكرية نجد في مسألة الحجاب خيارين لا ثالث لهما إما أبيض أو أسود، أما أنا فإنني لا أدافع فقط عن ضرورة وجود تدرجات الرمادي بل إنني أدافع عن ضرورة وجود كل ألوان قوس المطر الجميلة. فتحت مظلة الحشمة الواسعة تستطيع المرأة أن تمارس كل نشاطات الحياة مرتدية كل ما تريد مما يتحقق به تحييد الأنوثة لا إلغاؤها الكلي تحت ظلال آيات القرآن. أحترم خيار المرأة في الحجاب الكلي والتزام السواد، لكنني أرى في الترويج لهذا الأمر على أنه الشكل الأوحد أو الأكمل للحجاب اختطافا لمفهوم الحجاب وسلبنا حقنا كمحجبات "عاديات" بأن نفخر باختيارنا لطريقة حجابنا وحياتنا.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الحجاب بمفهومه الحالي يخلق علاقة إشكالية لا واعية بين المرأة وجسدها تشعر فيها أن من العار انكشافه وأن من العار اطلاع رجل على لون شعرها أو بشرتها، فهي إذ تتحجب تستر عارها.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والحجاب يترك بصمته الصغيرة في كل أمر تأتيه المرأة أثناء التعامل مع الرجال، أثناء العمل، أثناء الظهور في المجتمع، ويذيل كل حركاتها وسكناتها بتوقيع لطيف دون أن يتغول فيبتلع حياتها كلها. وهي طريقة حياة قد تتبعها المرأة دون أن ترتدي الحجاب، وقد لا تتبعها حين تكون مرغمة على ارتداء الحجاب أو ملتزمة به بدون فهم أو قناعة. ولذا تختلط المفاهيم أحيانا وتتداخل طرق حياة غير متلائمة، فيصبح الحجاب مثلا جزءا من حياة امرأة تهوى الاستعراض وإبراز الأنوثة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الحجاب والعار:</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والحجاب بمفهومه الحالي يخلق علاقة إشكالية لا واعية بين المرأة وجسدها تشعر فيها أن من العار انكشافه وأن من العار اطلاع رجل على لون شعرها أو بشرتها، فهي إذ تتحجب تستر عارها الكبير عوضا عن أن تدخل في علاقة قبول مع جسدها وامتنان لخالقها على نعمة الأنوثة.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهذا العار يتجلى مثلا حين يدخل رجل خطأ على جمع من النساء أثناء تكشفهن فتنتشر بينهن حالة من الهيستيريا والصراخ ويهرعن إلى أغطية الطاولات أو أقمشة الستائر ليغطين رؤوسهن. قد يفسر البعض رد الفعل هذا على أنه عفة محمودة لكنني أراه يعبر عن فهم خاطئ للحجاب يعتبر جسد المرأة عارا كبيرا. والأمر مماثل لما يحدث عند بروز شعيرات صغيرة من طرف الحجاب أو ظهور جزء من رقبة المرأة بفعل انزياح الملابس، وهذا يحصل دوما، والحرص جميل، لكن مثل هذه الأمور ليست مسببة للإغراء، والتعامل معها بشدة تصل إلى التعنيف أحيانا فيه جهل جلي بمفهوم الحجاب وترسيخ لعار المرأة المتعلق بجسدها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
</div>
<div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الإنسانية قبل الذكورة والأنوثة:</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">المرأة مهما فعلت فلن تستطيع أن تحجب كل أنوثتها، وكذلك الرجل، وتبقى مهمتهما معا ضبط النفس وغض البصر، علما أن هذا الانجذاب الذي لا بد سيبقى سيكون سببا للحب</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والحجاب بمفهومه الشائع يركز على جنسانية المرأة والرجل حين يظل الدعاة يرددون أنه يحجب فتنة المرأة حتى لا يشتهيها الرجال، وأنهم لو رأوها متكشفة لما استطاعوا تمالك أنفسهم. وعلى قسوة هذا الكلام في حق الرجال أثبتت التجارب الإنسانية في مجتمعات أخرى أن الرجل قادر على ضبط نفسه مهما بالغت المرأة في تكشفها، ولذا نرى النساء في بعض المجتمعات يتجولن في الشوارع ببناطيلهن القصيرة دون أن يحركن في الرجل ساكنا، يعود ذلك إلى صرامة القوانين بل والأهم من ذلك إلى التعود. لكننا لسنا هنا في مقام المديح، فأي إهانة للمرأة في ثقافتنا أن تتكشف لزوجها ثم يعرض عنها كأن لم تر عينه شيئا، وهذا بالضبط ما أراه من حكمة في تشريع الحجاب، فغايته ليست منع افتتان الرجل بالمرأة كلياً، بل الحفاظ على جذوة هذا الافتتان بألا تُعرض مفاتنها أمام عينيه باستمرار فيزهد بها.</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والمجتمعات المحافظة تبقى فيها جذوة الرغبة الجنسية كالجمر تحت الرماد دون أن تعيق سير الحياة، لكنها تتأجج عند الزواج فتقوي ارتباط الزوجين وتزيد الأسرة متانة. أما كثرة تعرض الجنسين لبعضهما دون ستر للمفاتن فإنه يطفئ هذه الجذوة ويؤدي إلى البرود الجنسي أو البحث عن مثيرات جديدة غير مألوفة من خلال الإباحية أو الشذوذ. وهذا أمر لا نريده أن يشيع في مجتمعاتنا، لأن الرغبة الجنسية عامل من عوامل الترابط بين الزوجين، وبفقدان هذا الانجذاب يصبح الزواج مهددا</span></div>
</div>
<div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكما أن كثرة التكشف تجعل المرأة باهتة في عين الرجل، فإن المبالغة في التستر تفعل به النقيض، بحيث تجعله لا يرى فيها إلا الجسد، ويتحول ميله الفطري إلى وسواس لا يفارقه، فلو انكشف جزء من ساعدها أثارته، ولو سمع ضحكتها أثارته، وفي هذا إلغاء لإنسانية الرجل والمرأة واختصار لهما بجسديهما، وتشويه للعلاقة السليمة بينهما، تلك التي يجب أن تحقق توازنا مقبولا بين جميع نواحي الوجود الإنساني. لذا تتحجب المرأة بستر أنوثتها التي تتميز بها عن الرجل فتبرز إنسانيتها أكثر، ويتم التركيز على عقلها وفكرها وجهودها مع الاحتفاظ بهذه الأنوثة الجذابة في موضعها الصحيح. ولكن المرأة مهما فعلت فلن تستطيع أن تحجب كل أنوثتها، وكذلك الرجل، وتبقى مهمتهما معا ضبط النفس وغض البصر، علما أن هذا الانجذاب الذي لا بد سيبقى سيكون سببا للحب والخطوبة والزواج والإنجاب وهو الذي سيسير الحياة على السنة التي خلقها الله عز وجل عليها.</span></div>
</div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-88465098534121423862020-01-08T12:38:00.000+02:002020-01-08T12:39:12.674+02:00غرناطة.... رمانة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTu6_ugSQREI5_gIeiEdPj5V0L8QMCHmuQOYMP6RSE5s4w5H6CzerhAkL65g2pRb5ibBw9Er92FLgWxRI9lXte2haIkx8_fXz3N99PMPnsyEGmb3_Tl2UOKpYRtHGm46Ly7LfOLCIlGhk/s1600/81902731_10221497745451667_8136151033521897472_n.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="640" data-original-width="480" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTu6_ugSQREI5_gIeiEdPj5V0L8QMCHmuQOYMP6RSE5s4w5H6CzerhAkL65g2pRb5ibBw9Er92FLgWxRI9lXte2haIkx8_fXz3N99PMPnsyEGmb3_Tl2UOKpYRtHGm46Ly7LfOLCIlGhk/s320/81902731_10221497745451667_8136151033521897472_n.jpg" width="240" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><span style="font-size: large;">غرناطة أو أغرناطة هي كلمة ترجع إلى الأصل اللاتيني granatum وتعني شجرة الرمان، سميت المدينة بها نسبة لشجر الرمان الذي تكثر زراعته في المنطقة، وشجرة الرمان موطنها الأصلي منطقة إيران ويطلق على أزهار الرمان بالفارسية لفظ (جُلَّنار) ، والرمان من شجر الجنة وقد وصفها الله عز وجل في سورة الرحمن عند حديثه عن الجنتين بأن " فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)" كأن الفاكهة صنف والرمان صنف آخر متميز بذاته!!.</span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإذا ما كانت هناك فاكهة ترمز رمز لشعب أو لمكان فإن الرمان قد أصبح رمزاً لغرناطة، فاستقرت الرمانة على شعار مملكة غرناطة، وما زالت الرمانة رمزاً لها حتى اليوم كذلك في شعار المملكة الظاهر على العلم الإسباني...</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiglpQedzIqTHECbXmR5LXpLJ_n3_PN5XqAPTnlAezdZ3KSTwD0SKcg7PxyZS1vB0BzTIHnAY_qNyTI0qB9_STk8e-XG38AOLkAOilCuSUclyz3wCkBYYeXI-I35aRSeYyVprh-eTFsZO8/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B9%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25BA%25D8%25B1%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B7%25D8%25A9.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="900" data-original-width="491" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiglpQedzIqTHECbXmR5LXpLJ_n3_PN5XqAPTnlAezdZ3KSTwD0SKcg7PxyZS1vB0BzTIHnAY_qNyTI0qB9_STk8e-XG38AOLkAOilCuSUclyz3wCkBYYeXI-I35aRSeYyVprh-eTFsZO8/s320/%25D8%25B4%25D8%25B9%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25BA%25D8%25B1%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B7%25D8%25A9.png" width="174" /></a></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpxxLbr6jMPixHWifxK28AxmL2p6SjQE8icHH7oOPJ2v3ECpmhrHSYMhrTeTVx9vxxk_PGlZOGSQlQSHG_SVcxTwBPWjlqgI-ICimOw7CDebW25rz9q40UgMeXbY_LOhS5zuYDgwgqfCg/s1600/375px-Escudo_de_Espa%25C3%25B1a_%2528mazonado%2529.svg.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="375" data-original-width="375" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgpxxLbr6jMPixHWifxK28AxmL2p6SjQE8icHH7oOPJ2v3ECpmhrHSYMhrTeTVx9vxxk_PGlZOGSQlQSHG_SVcxTwBPWjlqgI-ICimOw7CDebW25rz9q40UgMeXbY_LOhS5zuYDgwgqfCg/s320/375px-Escudo_de_Espa%25C3%25B1a_%2528mazonado%2529.svg.png" width="320" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitSK3dAuI0fH0mOedgZ8c3T1TbkLjOcR_TmXhBsVKhv9DT1mw1gkzu6jqfHyv05jJ8yUEyOZgc4lYbd6etsqvsaLq05orvIm5DF1akEzETXWr2lnBrvsXAwecGKfixqJ-rBA5UYwIiLXU/s1600/300px-Flag_of_Spain.svg.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="200" data-original-width="300" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitSK3dAuI0fH0mOedgZ8c3T1TbkLjOcR_TmXhBsVKhv9DT1mw1gkzu6jqfHyv05jJ8yUEyOZgc4lYbd6etsqvsaLq05orvIm5DF1akEzETXWr2lnBrvsXAwecGKfixqJ-rBA5UYwIiLXU/s1600/300px-Flag_of_Spain.svg.png" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEirbHabpnmX8AeGxhYN6oZFGUyLvmR8OnEbDJzgTO79MNWhCCAvyhKXM9sIE77IGkWYbxMFrvKyUxMpKXJgG6q1oUjC9B37AD7ofYGlKGoz0BTEiy2SgG7jCFJk4bSwcvz_SiUi8tzPtUk/s1600/800px-Coat_of_Arms_of_the_Castilian_Realm_of_Granada.svg.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1124" data-original-width="800" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEirbHabpnmX8AeGxhYN6oZFGUyLvmR8OnEbDJzgTO79MNWhCCAvyhKXM9sIE77IGkWYbxMFrvKyUxMpKXJgG6q1oUjC9B37AD7ofYGlKGoz0BTEiy2SgG7jCFJk4bSwcvz_SiUi8tzPtUk/s320/800px-Coat_of_Arms_of_the_Castilian_Realm_of_Granada.svg.png" width="227" /></a></div>
</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> وتنتشر في كثير من الزوايا والأمكنة وحتى الهدايا التذكارية التي تحملها معك من هناك.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgp3jcwjVcr6fo8lJWWtc2m6TiN0FtiYMb4kcdhWaEX4wkWtaU0VTLh2mHTkIGzWXa6jjRZS5Y3yCtD9r2w_VQKLd6h4LI_-n89deK3xrS7Snra9-ItymoNeKkXJzztxSsBcZRPr3YPmvY/s1600/JHBA5T.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="956" data-original-width="1300" height="235" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgp3jcwjVcr6fo8lJWWtc2m6TiN0FtiYMb4kcdhWaEX4wkWtaU0VTLh2mHTkIGzWXa6jjRZS5Y3yCtD9r2w_VQKLd6h4LI_-n89deK3xrS7Snra9-ItymoNeKkXJzztxSsBcZRPr3YPmvY/s320/JHBA5T.jpg" width="320" /></a></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjGrm5_NlKrOKjG4iflSjUJDwPXtumvO1QtrR3pEduu5OtNfH3ZkeXdsXOkITpQqcNCr83xh9OzGsv4T3xIqbZ8SlKJAKSyoeVPxPYVuA63gj2MM62geTwIAdKY-1nh2H7mEgJCWuI4mOE/s1600/81536100_10221517076294926_301892370767544320_o.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="919" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjGrm5_NlKrOKjG4iflSjUJDwPXtumvO1QtrR3pEduu5OtNfH3ZkeXdsXOkITpQqcNCr83xh9OzGsv4T3xIqbZ8SlKJAKSyoeVPxPYVuA63gj2MM62geTwIAdKY-1nh2H7mEgJCWuI4mOE/s320/81536100_10221517076294926_301892370767544320_o.jpg" width="306" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjP_yYYXhQ974gJ375ocwR7v3VqQdjZv4EJ7tosLnhj0tMHLvIfZhCX3k6VEUpJ0nFUZf2NcnQMo1L4zR30l192vQzKLbXTdd0h-Tq7vP79Ck1lOF81SfgUcyD0bo3MUM9UiO2slhznj9E/s1600/82918412_10221517076934942_5601246844203040768_o.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="704" data-original-width="1360" height="165" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjP_yYYXhQ974gJ375ocwR7v3VqQdjZv4EJ7tosLnhj0tMHLvIfZhCX3k6VEUpJ0nFUZf2NcnQMo1L4zR30l192vQzKLbXTdd0h-Tq7vP79Ck1lOF81SfgUcyD0bo3MUM9UiO2slhznj9E/s320/82918412_10221517076934942_5601246844203040768_o.jpg" width="320" /></a></div>
</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وتقع المدينة في موطنٍ إيبيريٍّ قديم يسمى Elibyrge (ومنه كانت إلبيرة) يعود إلى أيام السيطرة الرومانية على شبه الجزيرة الإيبيرية، فيما صار يعرف بالبيّازين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjeSFQhnl-1MZgtIGJ7XjNbE7P1TkCQjOk2zezmYS11_n4J5Ox0m6ldXf06-w1FEooju9e1Ub7rYdHL1zDMgmN7yoV-7hNMnrWleojQydnSxtL5iLCSPCeuj6weK2vWbZARW5juaZetO8E/s1600/1582587951_ff0620787c.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="500" data-original-width="500" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjeSFQhnl-1MZgtIGJ7XjNbE7P1TkCQjOk2zezmYS11_n4J5Ox0m6ldXf06-w1FEooju9e1Ub7rYdHL1zDMgmN7yoV-7hNMnrWleojQydnSxtL5iLCSPCeuj6weK2vWbZARW5juaZetO8E/s320/1582587951_ff0620787c.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت غرناطة أول نزول المسلمين الأندلس بلدة صغيرة في كورة إلبيرة قرب العاصمة التي تدعى بالاسم نفسه، وقد خربت قاعدة كورة إلبيرة مع انهيار الدولة الأموية، فانتقلت عاصمتها وأهلها إلى مدينة غرناطة مع بداية القرن الخامس الهجري، وتراجعت أهمية إلبيرة لتصبح قرية صغيرة تابعة لمدينة غرناطة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhEgpUlgQX0ioq63ZNQfSFX6P0-osebl0-1__9RfPvWGEIvwSq1ToZzRnTa2ig-nZ7-HkuRTyJYcbfJbRmlDlXv5CF49eDw1tXZneZ_pJYpTBcmMo1vqFbJWU8xTwOXzmCUyeu0AU7hpcU/s1600/33316014-pomegranate-fruit-monumental-fountain-of-carlos-v-granada-andalusia-spain.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="1300" data-original-width="865" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhEgpUlgQX0ioq63ZNQfSFX6P0-osebl0-1__9RfPvWGEIvwSq1ToZzRnTa2ig-nZ7-HkuRTyJYcbfJbRmlDlXv5CF49eDw1tXZneZ_pJYpTBcmMo1vqFbJWU8xTwOXzmCUyeu0AU7hpcU/s320/33316014-pomegranate-fruit-monumental-fountain-of-carlos-v-granada-andalusia-spain.jpg" width="212" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفي نفح الطيب : "غرناطة دمشق بلاد الأندلس ... وتسمى كورة إلبيرة التي منها غرناطة، دمشق، لأن جند دمشق نزلوها عند الفتح، وقيل إنما سميت بذلك لشبهها بدمشق في غزارة الأنهار وكثرة الأشجار .... وكانت إلبيرة هي المدينة قبل غرناطة، فلما بنى الصنهاجي مدينة غرناطة وقصبتها وأسوارها انتقل الناس إليها، ثم زاد في عمارتها ابنه باديس بعده".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقيل: " ... غرناطة دمشق الأندلس لأنها أشبه شيء بها. يشقها نهر حدره ويطل عليها الجبل المسمى بـ شلّير الذي لا يزول عنه الثلج شتاءً وصيفاً. قال عنها ابن بطوطة :.. قاعدة بلاد الأندلس وعروس مدنها وخارجُها لا نظير له في الدنيا ، وهو مسيرة أربعين ميلاً، يخترقه نهر شِنيل المشهور، ... ومن عجيب مواضعها عينُ الدمع وهو جبل فيه الرياضات والبساتين لا مثيل له بسواها".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفيها قد قيل:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">غرناطة مالها نظيـــــــــــــرُ.... ما مصرُ ما الشامُ ما العراقْ؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ما هي إلا العروسُ تُجلَى وتلك... من جُملة الصَّداق!!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhzu9knnafR3XgdD8obphLRFFsKkA3rcL3O08czv2rjJv2YHe4-tEHdRJBqGEh5gYY3q8dNCYsPhf91gkTGKTwTkmLM_SLgFEQSE3wvR2X2k3rmDs8lZ2zANFt3Wgt0pvZ_g6HF8XepAQw/s1600/a2c45973cf236f94dda0d9136d48de80.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; font-size: x-large; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="564" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhzu9knnafR3XgdD8obphLRFFsKkA3rcL3O08czv2rjJv2YHe4-tEHdRJBqGEh5gYY3q8dNCYsPhf91gkTGKTwTkmLM_SLgFEQSE3wvR2X2k3rmDs8lZ2zANFt3Wgt0pvZ_g6HF8XepAQw/s320/a2c45973cf236f94dda0d9136d48de80.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
ولتمام الجمال... أضفتُ إلى الصور الغرناطية مجموعة من التصميمات الجميلة التي كان وراءها الرمانة أو بالأحرى:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">🌿💖غرناطة💖🌿<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj3qY-qXP4gN_somH9D9STIhUKiWAN6YdAuMyRbZG-MOFku_h31K53k7t-7J2yFTCgmzm1gZuhi2KUbXKkoQXM3UqAuI1FuYS9vtBwz_kIYEdp53xmci48b4uSHT36INZ1U_yu7yhMuaZ8/s1600/86822f0d536865dada53bad818d9a773.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="375" data-original-width="500" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj3qY-qXP4gN_somH9D9STIhUKiWAN6YdAuMyRbZG-MOFku_h31K53k7t-7J2yFTCgmzm1gZuhi2KUbXKkoQXM3UqAuI1FuYS9vtBwz_kIYEdp53xmci48b4uSHT36INZ1U_yu7yhMuaZ8/s320/86822f0d536865dada53bad818d9a773.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw1vu1fufPB6oc_nqyQB3O_fNLe8yWgSrg4eXi_Kue_F5pocLGOEECfoRdlNh7J-Aw0cQjZ41CblzOHP8GR5BtRsyF7nO-5bBo4KBmVF3FZd0mL7jHgYxUY7APeRrzc1guS9O5Zk6rpig/s1600/2bfd727ed0db729d37d45f8a7b7baefa.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="776" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw1vu1fufPB6oc_nqyQB3O_fNLe8yWgSrg4eXi_Kue_F5pocLGOEECfoRdlNh7J-Aw0cQjZ41CblzOHP8GR5BtRsyF7nO-5bBo4KBmVF3FZd0mL7jHgYxUY7APeRrzc1guS9O5Zk6rpig/s320/2bfd727ed0db729d37d45f8a7b7baefa.jpg" width="232" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh2W7j_gpOihyphenhyphenmcig0oSRKqOP8K0hvh-6NkrnJJgd00cYbRIlAOJpfsjoON0fSYuiCln7INJr8K8rgIJOKJcTaZDciTL3WQtdVlVlo7OpsXzHasWtlnUuSAZuuB578LWHV-cNJXIZdbl6A/s1600/a0ce3604b00ca05fe50993d14e0082ab.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="440" data-original-width="500" height="281" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh2W7j_gpOihyphenhyphenmcig0oSRKqOP8K0hvh-6NkrnJJgd00cYbRIlAOJpfsjoON0fSYuiCln7INJr8K8rgIJOKJcTaZDciTL3WQtdVlVlo7OpsXzHasWtlnUuSAZuuB578LWHV-cNJXIZdbl6A/s320/a0ce3604b00ca05fe50993d14e0082ab.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiaN93BgSkpJwxOvPe3CTK_wo64bermuTATJYOWmJ5L4zMJQfFh67KtSXBamH7_M0SBCYH6FHV06YBWwepDV52TPca7wbfdsvvqcN5Dxr6_leIjw57f5pt6s5JmouhWRNnYGMPvhIEq1vM/s1600/7f5b190c57ffd8a616354d4cce79a990.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="752" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiaN93BgSkpJwxOvPe3CTK_wo64bermuTATJYOWmJ5L4zMJQfFh67KtSXBamH7_M0SBCYH6FHV06YBWwepDV52TPca7wbfdsvvqcN5Dxr6_leIjw57f5pt6s5JmouhWRNnYGMPvhIEq1vM/s320/7f5b190c57ffd8a616354d4cce79a990.jpg" width="240" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVIF6vYBzuSd7oGGylErEsPNMqsl4-8XZETNjyc3SBynOkv7mBdOWFt8BhVKkEqNsS1QJ39j78GYGbpPrYCXsE-sfYYaiy6Lk6f_lWO7qidWGM1sotnltNttY4HU-gQjxJw4qbNElochY/s1600/c60c65edbf5f2e0baa05678b7a2ac797.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="500" data-original-width="500" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVIF6vYBzuSd7oGGylErEsPNMqsl4-8XZETNjyc3SBynOkv7mBdOWFt8BhVKkEqNsS1QJ39j78GYGbpPrYCXsE-sfYYaiy6Lk6f_lWO7qidWGM1sotnltNttY4HU-gQjxJw4qbNElochY/s320/c60c65edbf5f2e0baa05678b7a2ac797.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwmjoVwSGXn9rI1z2HVla44aKBDLLJ1SKI1ECkLSh1j8zkLb3jrwQtoYHOfYRbrG5Tzk_Cx7sg1O5aw6A_ugxw7KvHd6ozAWq-DfgiH5PIheVFsB_uc48AxW9Od73z417oPWQkV26iNOc/s1600/c7922cf2a7ac86a1a0a7e1135e5ed0f4.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="564" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwmjoVwSGXn9rI1z2HVla44aKBDLLJ1SKI1ECkLSh1j8zkLb3jrwQtoYHOfYRbrG5Tzk_Cx7sg1O5aw6A_ugxw7KvHd6ozAWq-DfgiH5PIheVFsB_uc48AxW9Od73z417oPWQkV26iNOc/s320/c7922cf2a7ac86a1a0a7e1135e5ed0f4.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjeJj8nmcF_Q7tS6wrdMlASsG6mevS_WpckbuB2nM2f6DLJR3Kw9TIgJHk_jMSTF0HNnn1p4pENB14YQ5TOBaHyy7iwn2vbH1Jz8qgB-u6L6frZpHCD7190EMsN9HLaN7o0K-VoA6O21MU/s1600/9095ad5c958b80540c79b03110006c67.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="564" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjeJj8nmcF_Q7tS6wrdMlASsG6mevS_WpckbuB2nM2f6DLJR3Kw9TIgJHk_jMSTF0HNnn1p4pENB14YQ5TOBaHyy7iwn2vbH1Jz8qgB-u6L6frZpHCD7190EMsN9HLaN7o0K-VoA6O21MU/s320/9095ad5c958b80540c79b03110006c67.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFKm8wpV-VQakqeHzayZjsFLf1l0CIAr931C05PnwGrfU3xxnlDXuRW4Bd4pr53YRUXSOQtF7Ii7E_bZPnC13l6JeDa9lexXR-NMVsD6MuFL0p7Om1kQaX4VEEXMdOKukN-KXWBAbr9Yg/s1600/ff7f0ae11fbf2c8cf536bf36fffb6571.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="564" data-original-width="563" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFKm8wpV-VQakqeHzayZjsFLf1l0CIAr931C05PnwGrfU3xxnlDXuRW4Bd4pr53YRUXSOQtF7Ii7E_bZPnC13l6JeDa9lexXR-NMVsD6MuFL0p7Om1kQaX4VEEXMdOKukN-KXWBAbr9Yg/s320/ff7f0ae11fbf2c8cf536bf36fffb6571.jpg" width="319" /></a></div>
</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-30860534993666926602020-01-07T09:03:00.001+02:002023-04-08T10:25:53.802+03:00تصوير الآثار الأندلسية<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="background-color: white; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg2YWPGiTSSbLsKnbwt5b8B6f5OsDPeqpovmLe-G9spTcIgoyrMna2496xH4rh0S8uVhK6AlrkL0A8zBf9Va1SAkri8HXjBGWW9l1qUJH1-_U9wyNaYCAzviOAfeEgxVe3aEKlFTjzCHUQ/s1600/Henry+Swinburne+died1803.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="811" data-original-width="597" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg2YWPGiTSSbLsKnbwt5b8B6f5OsDPeqpovmLe-G9spTcIgoyrMna2496xH4rh0S8uVhK6AlrkL0A8zBf9Va1SAkri8HXjBGWW9l1qUJH1-_U9wyNaYCAzviOAfeEgxVe3aEKlFTjzCHUQ/s320/Henry+Swinburne+died1803.jpg" width="235" /></span></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت الرومانسية قد غمرت -في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر- عالم الفن والأدب في أوروبا، وكانت الآثار الأندلسية في إسبانيا قد لحقت بكل ما غدا محل تقدير الرومانسية وعلا كعبُها في هذا الشأن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفي الفن والعمارة والآثار غدا العمران الأندلسي بمختلف حقبه ونماذجه- موضوعاً للفنانين والرحالة والأدباء...، واستُلهمت الحمراء في غرناطة وغيرها من الأماكن الأندلسية لتكون عنصراً فنياً أصيلاً في أعمال عدد من المبدعين الروّاد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أقدم لكم في هذا المنشور عددا من الأعمال الفني<span class="text_exposed_show" style="display: inline; font-family: inherit;">ة المعمارية المعبرة عن هذه الحركة،<span><a name='more'></a></span> وهي تقدم شهادة بصرية لتوثيق الآثار العمرانية الأندلسية في زمان إبداعها، قبل أن تتربع الكاميرا والصور الفوتوغرافية مجال التوثيق البصري.</span></span></div>
<br />
<div class="text_exposed_show" style="background-color: white; display: inline;">
<div style="margin-bottom: 6px; text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: inherit; font-size: large;">والأعمال المقدمة هنا هي أولاً نماذج من رسومات هنري سوينبرن (ت1803) الرحالة الإنجليزي، ابن السير جون سوينبرن،</span><span style="color: #0b5394; font-size: large; text-align: right;"><span style="font-family: inherit;">الذي شغل نفسه بدراسة الأدب والفن في فرنسا وجنوة وفلورنسة، وزار إسبانيا في 1775-1776، وصوَّر بعض آثارها الأندلسية والرومانية في كتاب رحلته </span><i><span style="font-family: "times" , "times new roman" , serif;">Travels Through Spain</span></i><span style="font-family: inherit;"> ؛ الذي يعد أول كتاب في إنجلترا عن آثار إسبانية. ومن الجدير ذكره أن سوينبرن شهد إنزال عقوبات محاكم التفتيش لبعض العائلات الموريسكية بتهمة ممارسة الشعائر الإسلامية في أثناء رحلته، -أي أنه بعد أكثر من مئة وخمسين عاماً على تنفيذ قرار طرد الموريسكيين من إسبانيا وأكثر من مئتين وخمسين عاماً من سقوط غرناطة- كان الإسلام ما يزال حيا في نفوس بقايا الأندلسيين على الرغم من كل شيء!.</span></span></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh5vty22JxODlzfXgbjaDCq8Pnq-bQHvLOIIJE3TCMRGPmdQxvKvWORdWcyi3sII2h2QRA6wXpF-565vHn-YFy3nMDKXcTTvKe_uC1myhSI9i11lmCDwPR2WhLV4sQqa3viyy8jRpKvDaE/s1600/Travels+through+Spain1.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1360" data-original-width="946" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh5vty22JxODlzfXgbjaDCq8Pnq-bQHvLOIIJE3TCMRGPmdQxvKvWORdWcyi3sII2h2QRA6wXpF-565vHn-YFy3nMDKXcTTvKe_uC1myhSI9i11lmCDwPR2WhLV4sQqa3viyy8jRpKvDaE/s320/Travels+through+Spain1.jpg" width="222" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjmdx75F17CSWQWZtEpT2zk4VUtdE4SYofRv9KfOmPFQzPMGbI5xY63GsS7CIGF0GNJwAPPOXjCP3DJMOpJwnH6CCloUimKZ8irncDx40Vrm_Qj8Mt5zCbOuwc-jZvVBqUdAofVMZTRYPU/s1600/Swinburne4.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1180" data-original-width="1600" height="236" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjmdx75F17CSWQWZtEpT2zk4VUtdE4SYofRv9KfOmPFQzPMGbI5xY63GsS7CIGF0GNJwAPPOXjCP3DJMOpJwnH6CCloUimKZ8irncDx40Vrm_Qj8Mt5zCbOuwc-jZvVBqUdAofVMZTRYPU/s320/Swinburne4.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitxBnJ_jj1KLeLcyTb_k2vt486WBnONu3bAF-oL2evned1WNgDW_UQoS4jIaMY9YmHT3GbyejuMlOLNuxRIdggRJHy49tLavpR3JOXyTZO55V7ruKQ68yO_D5oFdSqz7aoevRye1LUXbY/s1600/henry+swinburne4.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1440" data-original-width="1012" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitxBnJ_jj1KLeLcyTb_k2vt486WBnONu3bAF-oL2evned1WNgDW_UQoS4jIaMY9YmHT3GbyejuMlOLNuxRIdggRJHy49tLavpR3JOXyTZO55V7ruKQ68yO_D5oFdSqz7aoevRye1LUXbY/s320/henry+swinburne4.jpg" width="224" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkiioANjGEW6uWC3AU8I2OBHhW-jwflEUaFl1QjsPnU2Di5WtnKEmn2aUW72r2UnhbZkC0OcrXEU8jKA8dd2cUUVheTAXdQmgoZVLLUmoWkZeRmaaZkbgcd0GAj6B3zpX6WP_zdJN3mLU/s1600/Idealized+view+of+the+East+front+of+the+Mesquita+in+Cordoba+%2528Swinburne+1779%252C+facing+p.+300%2529..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1181" data-original-width="1000" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkiioANjGEW6uWC3AU8I2OBHhW-jwflEUaFl1QjsPnU2Di5WtnKEmn2aUW72r2UnhbZkC0OcrXEU8jKA8dd2cUUVheTAXdQmgoZVLLUmoWkZeRmaaZkbgcd0GAj6B3zpX6WP_zdJN3mLU/s320/Idealized+view+of+the+East+front+of+the+Mesquita+in+Cordoba+%2528Swinburne+1779%252C+facing+p.+300%2529..jpg" width="270" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div style="margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></span></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPjck-PlXtZQyzFL-JncVnG3AEIWkEBLGjjjIhumLSdm7WqJ3dON0H1Ye1cfpz3wIG_j0yD4VmPnvV0XBOCORy6W90RZtYPUeXcN4rBp6HfmhYPKDrX6x-mhO7g6tdQ7Spmf_W0C2l-CI/s1600/James+Cavanah+Murphy+%25281760%25E2%2580%25931814%2529.jpg" style="clear: left; float: left; font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="457" data-original-width="330" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPjck-PlXtZQyzFL-JncVnG3AEIWkEBLGjjjIhumLSdm7WqJ3dON0H1Ye1cfpz3wIG_j0yD4VmPnvV0XBOCORy6W90RZtYPUeXcN4rBp6HfmhYPKDrX6x-mhO7g6tdQ7Spmf_W0C2l-CI/s320/James+Cavanah+Murphy+%25281760%25E2%2580%25931814%2529.jpg" width="231" /></a><span style="font-family: inherit;">أما العمل الثاني فهو للمعماري جيمس ميرفي كافاناه (ت1814) وهو مهندس إيرلندي الأصل درس الرسم في دبلين وهو في سن الخامسة عشرة زار البرتغال في العام 1788 ثم زار إسبانيا في العام 1802؛ وبقي هناك سبع سنوات عاكفاً على دراسة العمارة الإسلامية وتسجيل تفاصيلها المعمارية المتقنة الصنعة في 11 لوحة، وقد عمل على تدوين ملاحظاته ومشاهداته عن العمارة الإسلامية التي نُشرت بعد وفاته في كتابه:</span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="font-family: "times" , "times new roman" , serif;"><i> The Arabian antiquities of Spain</i><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPjck-PlXtZQyzFL-JncVnG3AEIWkEBLGjjjIhumLSdm7WqJ3dON0H1Ye1cfpz3wIG_j0yD4VmPnvV0XBOCORy6W90RZtYPUeXcN4rBp6HfmhYPKDrX6x-mhO7g6tdQ7Spmf_W0C2l-CI/s1600/James+Cavanah+Murphy+%25281760%25E2%2580%25931814%2529.jpg" style="clear: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><i><span style="clear: left; color: #0b5394; font-size: large; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"></span></i></a></span></span></div>
<br />
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large; margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjv-lW7yC5Ji2wJm960-LJDt3Ahq8YGjJLNzvjyKxRloLhgN9CW6m-UZfvk63OBQdWxUsRxq698MxTF8Riikq3MLjK0V4V89CvT3fnCnP5FZAhaXC-bRCf29XWixAU9SKU5y0eT3kupxg/s1600/Arabian+antiquities+of+Spain.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="400" data-original-width="266" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjv-lW7yC5Ji2wJm960-LJDt3Ahq8YGjJLNzvjyKxRloLhgN9CW6m-UZfvk63OBQdWxUsRxq698MxTF8Riikq3MLjK0V4V89CvT3fnCnP5FZAhaXC-bRCf29XWixAU9SKU5y0eT3kupxg/s320/Arabian+antiquities+of+Spain.jpg" width="212" /></a></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVwZ4j9qXQobB65BeDLfDAL6lk5_VcZmExOX4L2Li2hE_icSepMPw7E5W-nmA3zkmS8T2B_2TVBP4P3c-xOS4a1VYMUs0oiPwRl-tkxMz3PEo54q3SYEWsF1ZXHk3V7sSOCgu3iYsHCyA/s1600/James+Cavanah+Murphy+1815.jpeg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1578" data-original-width="1200" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVwZ4j9qXQobB65BeDLfDAL6lk5_VcZmExOX4L2Li2hE_icSepMPw7E5W-nmA3zkmS8T2B_2TVBP4P3c-xOS4a1VYMUs0oiPwRl-tkxMz3PEo54q3SYEWsF1ZXHk3V7sSOCgu3iYsHCyA/s320/James+Cavanah+Murphy+1815.jpeg" width="243" /></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjkS8hRBkfKG5JYtgpM-u4pMZ6hxN3FeGaQHsh7PXTc2lADKVDutC7Fy19avObRjrRWgacvIuKMuFfszVTIK-mArbnMP7VDAg0HTpLeQWB87b3WYNt8S3JJKFBry9N5sAXBNlOZBF0cTE4/s1600/Elevation+of+the+Gate+of+the+Sanctuary+of+the+Koran.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+James+Cavanah+Murphy+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="750" data-original-width="555" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjkS8hRBkfKG5JYtgpM-u4pMZ6hxN3FeGaQHsh7PXTc2lADKVDutC7Fy19avObRjrRWgacvIuKMuFfszVTIK-mArbnMP7VDAg0HTpLeQWB87b3WYNt8S3JJKFBry9N5sAXBNlOZBF0cTE4/s320/Elevation+of+the+Gate+of+the+Sanctuary+of+the+Koran.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+James+Cavanah+Murphy+1815..jpg" width="236" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiv59CiMNaGp9IHUyIvkym9C1xd0_JQrpcjewuQ9DYSQN0QSWaUR4jYUwN91SNaQ5wROTzZl2rqto_pxdD8ZITmdQFcdxtho1x5bmzJEHASuKgqDk3mze6-rkfTuCjQvm3zHbOSV2Ke3Mw/s1600/Alhamra%252C+Elevation+of+A+Small+Portico+near+the+Chapel.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="456" data-original-width="564" height="258" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiv59CiMNaGp9IHUyIvkym9C1xd0_JQrpcjewuQ9DYSQN0QSWaUR4jYUwN91SNaQ5wROTzZl2rqto_pxdD8ZITmdQFcdxtho1x5bmzJEHASuKgqDk3mze6-rkfTuCjQvm3zHbOSV2Ke3Mw/s320/Alhamra%252C+Elevation+of+A+Small+Portico+near+the+Chapel.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjACd_MZsQ8eCZgvSxHf0w_P__liv4s87iPxDvPQhEl1FRK_OnTpq6tNSLxBjtzkH-S1fchkr7cONk6kE46bO4emJUqcQvPJ-khp6GEKvJoCnNLVcBvWiSPcwnGbNmQUC7aF4Bng13Vzcg/s1600/Murphy+1815.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1488" data-original-width="1000" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjACd_MZsQ8eCZgvSxHf0w_P__liv4s87iPxDvPQhEl1FRK_OnTpq6tNSLxBjtzkH-S1fchkr7cONk6kE46bO4emJUqcQvPJ-khp6GEKvJoCnNLVcBvWiSPcwnGbNmQUC7aF4Bng13Vzcg/s320/Murphy+1815.jpg" width="215" /></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgnKPBFalsOH5co2w9eKJGCeH3kHDghtzguJIWpfqFa78FmSBCA2L1CZyTb68RLSlpQ-5W0hBk_DWdSJmVM9lcAZBJ0sqLeZ2OFv-j1pEQfG3-CtW0eKiYucizwDDWWIar-Exhals7L5Is/s1600/ornamet+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="707" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgnKPBFalsOH5co2w9eKJGCeH3kHDghtzguJIWpfqFa78FmSBCA2L1CZyTb68RLSlpQ-5W0hBk_DWdSJmVM9lcAZBJ0sqLeZ2OFv-j1pEQfG3-CtW0eKiYucizwDDWWIar-Exhals7L5Is/s320/ornamet+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" width="255" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh11qMQTHSe52s3bq7ZNw6YPkyRU-UiK7D_vHriOOG3g_PhyphenhyphenMaNhUz-MHjCmChVRToctqVGwOIS9maq0ZsFpj4DA0mQv8kDY_tkv8biRs1fHIm89LARGY8nqxbzcw8K566V7kri5-lyuG8/s1600/Fountain+of+Lions%252C+Alhambra+James+Cavanah+Murphy+1815.jpeg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgq4pGff_tsgvfKVD1SwYU76aEd1fwLqaq6VQyrQjndihAmmD7LDHzhiPvMwc9as1HkU-b-nM_1fs6k3y81KSIsXJ37I9RSRF6yqma04iWagD0zSxM3ABkw5akzbKkt3Cf40ujsQ90R_Uw/s1600/James+Cavanah+Murphy.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="812" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgq4pGff_tsgvfKVD1SwYU76aEd1fwLqaq6VQyrQjndihAmmD7LDHzhiPvMwc9as1HkU-b-nM_1fs6k3y81KSIsXJ37I9RSRF6yqma04iWagD0zSxM3ABkw5akzbKkt3Cf40ujsQ90R_Uw/s320/James+Cavanah+Murphy.jpg" width="222" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjssb-xaUj9J_84KRvZeI6P9zVd2_tsDmBeWbZHRfMHVfV2VfiT6x5gjgd69AtcoOUOhIGGE4xOKn258IrzkEwtgNeKjPUG7fuc5JaEsjup15wAAY1qlP8HikN1sKaYME30sOxh22z6ttU/s1600/Alhamra%252C+Elevation+of+An+Alcove+in+the+Pateo+del+Agua.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="750" data-original-width="514" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjssb-xaUj9J_84KRvZeI6P9zVd2_tsDmBeWbZHRfMHVfV2VfiT6x5gjgd69AtcoOUOhIGGE4xOKn258IrzkEwtgNeKjPUG7fuc5JaEsjup15wAAY1qlP8HikN1sKaYME30sOxh22z6ttU/s320/Alhamra%252C+Elevation+of+An+Alcove+in+the+Pateo+del+Agua.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" width="219" /></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjssb-xaUj9J_84KRvZeI6P9zVd2_tsDmBeWbZHRfMHVfV2VfiT6x5gjgd69AtcoOUOhIGGE4xOKn258IrzkEwtgNeKjPUG7fuc5JaEsjup15wAAY1qlP8HikN1sKaYME30sOxh22z6ttU/s1600/Alhamra%252C+Elevation+of+An+Alcove+in+the+Pateo+del+Agua.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0cTjNaJEoWppCf_UwbvdvfqnzhGtr7aGLz7tM5shpbcSXZDWgNe1zdNLdvHXUiW8AtbjwpR0YbfC7K-mubNMxtQ7yfgBBABMxeiUA8IXr7WKCcAD7EynxnN698uTr7qmx0Syiv4Q8sVM/s1600/Alhamra%252C+An+Arabian+Vase+and+Niche.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="750" data-original-width="488" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0cTjNaJEoWppCf_UwbvdvfqnzhGtr7aGLz7tM5shpbcSXZDWgNe1zdNLdvHXUiW8AtbjwpR0YbfC7K-mubNMxtQ7yfgBBABMxeiUA8IXr7WKCcAD7EynxnN698uTr7qmx0Syiv4Q8sVM/s320/Alhamra%252C+An+Arabian+Vase+and+Niche.+The+Arabian+antiquities+of+Spain%252C+1815..jpg" width="208" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjx8zX0KyoxCh9AjTK7Xah6YBJvjIXWerTf4-Aml7a3BjQJhgHMBBJAIFZkrgRSban8Ys5I53vZDOet87DyakUkUQncu1JKfiMrhQJfxa6hyphenhyphenCdwDptjVQcTakpfbl94OqQ2_i9pd06rPM8/s1600/James+Cavanah+Murphy+The+Hall+of+the+Baths%252C+Alhambra+1815.jpeg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1381" data-original-width="1200" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjx8zX0KyoxCh9AjTK7Xah6YBJvjIXWerTf4-Aml7a3BjQJhgHMBBJAIFZkrgRSban8Ys5I53vZDOet87DyakUkUQncu1JKfiMrhQJfxa6hyphenhyphenCdwDptjVQcTakpfbl94OqQ2_i9pd06rPM8/s320/James+Cavanah+Murphy+The+Hall+of+the+Baths%252C+Alhambra+1815.jpeg" width="278" /></span></a></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhkn0JDd5iyi6kjKHCPanf0_qZnJByT_DBGdj4-cTTeZC8JOuSIeOaEbYspsg8m-VHDN4paOC_RrrmiXJajKdKNKwwJDaIpr8SYeRzBXPf-5WZzOQqzvYzo5rEs1Ibi3cjmiYryg2aWZiQ/s1600/alexandre_de_laborde_large.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></a></div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhkn0JDd5iyi6kjKHCPanf0_qZnJByT_DBGdj4-cTTeZC8JOuSIeOaEbYspsg8m-VHDN4paOC_RrrmiXJajKdKNKwwJDaIpr8SYeRzBXPf-5WZzOQqzvYzo5rEs1Ibi3cjmiYryg2aWZiQ/s1600/alexandre_de_laborde_large.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="450" data-original-width="329" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhkn0JDd5iyi6kjKHCPanf0_qZnJByT_DBGdj4-cTTeZC8JOuSIeOaEbYspsg8m-VHDN4paOC_RrrmiXJajKdKNKwwJDaIpr8SYeRzBXPf-5WZzOQqzvYzo5rEs1Ibi3cjmiYryg2aWZiQ/s320/alexandre_de_laborde_large.jpg" width="233" /></a><span style="color: #0b5394; font-family: inherit; font-size: large;">أما العمل الثالث فهو للفرنسي ألكسندر دي لابورد (ت1842) وهو كاتب وآثاري عمل تحت إمرة نابليون فذهب في سفارة لإسبانيا، بين سنتي 1800-1801 وتمكن فيها من متابعة شغفه في دراسة فن إسبانيا وتاريخها، فعكف على دراساته لسنوات عدة، وبمعاونة فريق من الرسامين وبتمويله الخاص أصدر كتابه:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><i><span style="font-family: "times" , "times new roman" , serif;"> Voyage Pittoresque et Historique de l'Espagne .</span></i></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><i><span style="font-family: "times" , "times new roman" , serif;"><br /></span></i></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="font-family: inherit;">ويُصَنَّف الكتاب في أدب الرحلة التي تميز بها القرن التاسع عشر، ولكن تتجلى قيمة الكتاب في تأثيره على الصورة النمطية السائدة للرحالة الأجانب الذين يزورون إسبانيا في ذلك الوقت. بينما كان إسهام الكتاب من وجهة النظر المعمارية والفنية- أكبر بكثير؛ فهو يوفر تفصيلات دقيقة لكثير من الأماكن التي تغيرت مع الوقت ، وهو بحق شهادة بصرية لعصرٍ لم يكن يعرف التصوير الفوتوغرافي.</span></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEd4taoSPZmEa9l8uEiVSD3t2Qxpl192R1SPe8SHlywGPiCOQxZZDSONpRxxagJqpXB5LS-TKx5opi3eNrxF3N0X8Fxt5M-kzaE3UanyjKSgyhxynakzMlXNTO2yHsUW_D3ybBR-7Z74k/s1600/Alexandre+de+Laborde%252C+died+1842.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="467" data-original-width="349" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEd4taoSPZmEa9l8uEiVSD3t2Qxpl192R1SPe8SHlywGPiCOQxZZDSONpRxxagJqpXB5LS-TKx5opi3eNrxF3N0X8Fxt5M-kzaE3UanyjKSgyhxynakzMlXNTO2yHsUW_D3ybBR-7Z74k/s320/Alexandre+de+Laborde%252C+died+1842.jpg" width="239" /></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj4Hl2Bwz632y0gMsJlKKnlm1uZBSOyTfGmUyV9EvuiHkbUfjUd6-vheF3tl4zVPsk6ttibFW5rTirlZ-HkDL7xsnZ3Vq3kMELGmu5qNHkJkQ5aw-IRXguuFWaUa9UHwo_Fuy9EoGpd4oA/s1600/Laborde+1812..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="692" data-original-width="1000" height="221" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj4Hl2Bwz632y0gMsJlKKnlm1uZBSOyTfGmUyV9EvuiHkbUfjUd6-vheF3tl4zVPsk6ttibFW5rTirlZ-HkDL7xsnZ3Vq3kMELGmu5qNHkJkQ5aw-IRXguuFWaUa9UHwo_Fuy9EoGpd4oA/s320/Laborde+1812..jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjEt7lb44HcIih-3HeAvBuUsRbEn5WSE8gU_IFg17ewZT2HX5zk2c9vRT1OtphHdfsQryEysbdYK5-3gc4Sym59zst6HIY3SPlmsWvosxZFtQkIlQe19Aq8atWXZt3mtaVX1ccyAOXzVfk/s1600/laborde.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="448" data-original-width="620" height="231" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjEt7lb44HcIih-3HeAvBuUsRbEn5WSE8gU_IFg17ewZT2HX5zk2c9vRT1OtphHdfsQryEysbdYK5-3gc4Sym59zst6HIY3SPlmsWvosxZFtQkIlQe19Aq8atWXZt3mtaVX1ccyAOXzVfk/s320/laborde.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgy1U5EYBDSo5zgVHpolx8XLwIySAJoSeAzJPfZdjN38kK3QsWVGeE8ZPySgu4fDAa3sxE_WLCabDxQaC4iJkECRyiTMoJTAgGfpiePmlpnPjF7SfBsQYKyb-o0A34zKUfGaS1__Q5Qrz4/s1600/Laborde21.png" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="477" data-original-width="572" height="266" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgy1U5EYBDSo5zgVHpolx8XLwIySAJoSeAzJPfZdjN38kK3QsWVGeE8ZPySgu4fDAa3sxE_WLCabDxQaC4iJkECRyiTMoJTAgGfpiePmlpnPjF7SfBsQYKyb-o0A34zKUfGaS1__Q5Qrz4/s320/Laborde21.png" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUGxRp62pnrN7QQLgVGhnuhVvIZTBB-D6NNZqy61nS9csG4kKxxi29mzbc8OOGHWBiqSz2TZwZ2ONwfy6_Fuc6aiJC6KbvDavwM5EN0HKUf1NTXOVW6-Lu-xUmhL3iFJHPfrn3HGw6atU/s1600/laborde%252C+1812..jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="692" data-original-width="1000" height="221" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUGxRp62pnrN7QQLgVGhnuhVvIZTBB-D6NNZqy61nS9csG4kKxxi29mzbc8OOGHWBiqSz2TZwZ2ONwfy6_Fuc6aiJC6KbvDavwM5EN0HKUf1NTXOVW6-Lu-xUmhL3iFJHPfrn3HGw6atU/s320/laborde%252C+1812..jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgxg4lS8-rGkHQ1SYnqbFal5D0U4ZDQbcOkbkAW1-81p_oa6ox-kVuMDKH49-9ZQVBXhJIHNxZ7ibqhU4BkJCSAhPnWgwcj4daVbTiQkj2Jy6c-E7YvoMcB54svKfF-BR3v39chLdCNwoQ/s1600/Laborde+1812.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="1600" data-original-width="915" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgxg4lS8-rGkHQ1SYnqbFal5D0U4ZDQbcOkbkAW1-81p_oa6ox-kVuMDKH49-9ZQVBXhJIHNxZ7ibqhU4BkJCSAhPnWgwcj4daVbTiQkj2Jy6c-E7YvoMcB54svKfF-BR3v39chLdCNwoQ/s320/Laborde+1812.jpg" width="182" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjAp1merb3RWaxRF98TYdAxyQKWFZJ2mW80Zda56CF8PH5NTa-yIfHqHGPR0hGgaf5kLSq4Dr3NPApUYqnGh1uwNvlr6FmWkcHQy0nHURBzcxupiyrd3YyAcZuHYO4PDtdkaO6_KcNZZAI/s1600/laborde+1820.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><img border="0" data-original-height="426" data-original-width="570" height="239" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjAp1merb3RWaxRF98TYdAxyQKWFZJ2mW80Zda56CF8PH5NTa-yIfHqHGPR0hGgaf5kLSq4Dr3NPApUYqnGh1uwNvlr6FmWkcHQy0nHURBzcxupiyrd3YyAcZuHYO4PDtdkaO6_KcNZZAI/s320/laborde+1820.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;">
<br /></div>
</div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-14392086013135803142020-01-05T09:11:00.001+02:002023-04-08T10:25:26.978+03:00سقوط غرناطة .... في لوحات فنية<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="_5pbx userContent _3576" data-ft="{"tn":"K"}" data-testid="post_message" id="js_4kz" style="line-height: 1.38; margin-top: 6px; text-align: start;">
<div class="_5wj-" dir="rtl" style="text-align: right;">
<div class="_5pbx userContent _3576" data-ft="{"tn":"K"}" data-testid="post_message" id="js_4kz" style="line-height: 1.38; margin-top: 6px; text-align: start;">
<div class="_5wj-" dir="rtl">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من الأمور التي تلفت انتباه المتابعين لذكرى سقوط غرناطة، أن الكثير من المواقع والصفحات، بل المقالات الصحفية والرصينة- ترفق كلماتها بلوحات مكررة لمشهد تسليم آخر ملوك بني الأحمر أبي عبدالله الصغير - مفاتيح غرناطة للملكَــيْن الإسبانيـيْن إيزابيلا وفرديناند.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولو أنعمنا النظر في هذه اللوحات والرسومات المنتشرة، <span><a name='more'></a></span>وجدنا أنها في معظمها تعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي تعبر عن رؤية استشراقية ورومانسية لمشهد تسليم غرناطة، ولم أستطع العثور على لوحات معاصرة سجلت ذلك الحدث التاريخي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وعليه فاللوحات المنتشرة ليست تسجيلاً معاصراً بالريشة والألوان للّحظة التاريخية لسقوط غرناطة ولا لتسليمها؛ ذلك أن أشهر صورة متداولة لتسليم غرناطة هي لوحة للفنان فرانسيسكو باراديّا أورتيز Francisco Pradilla Ortiz، وتعود إلى العام 1882.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiGF0Gq3k1BdRc28FqV_Ae_2v7XPGFKTW7t_z-b4AyzV78SdzW-ihjqhIi9o9dKiRtUln8kwHEqAbAaoRyo1zY5-gWyeEutArgGfFZhRu31bZMkH7K6ocW11862Wgjqj9eSVjf4tDxkU-w/s1600/la-caida-de-granada_++by+Francisco+Pradilla+in+1882..png" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="861" data-original-width="1476" height="232" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiGF0Gq3k1BdRc28FqV_Ae_2v7XPGFKTW7t_z-b4AyzV78SdzW-ihjqhIi9o9dKiRtUln8kwHEqAbAaoRyo1zY5-gWyeEutArgGfFZhRu31bZMkH7K6ocW11862Wgjqj9eSVjf4tDxkU-w/s400/la-caida-de-granada_++by+Francisco+Pradilla+in+1882..png" width="400" /></a></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
</span></div>
<div>
<div style="background-color: white; font-family: inherit;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
</span></div>
<div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهناك لوحة أخرى محفوظة في متحف برقش تصور حصار غرناطة، وهي للفنان كارلوس لويس ريبيرا Carlos Luis Ribera ، رسمها في العام 1890، تعود أيضا للحقبة نفسها من القرن التاسع عشر التي تميزت بظهور موضة وتيار ينجذب إلى قصر الحمراء، وهو التيار الذي عرف بــ Alhambraism ...</span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhgrUkOVAf5tg0TZ4Yq3dX5lF4alhxX_In8lFzJEBAyCnDvz22AzhDLzgw7JWa6wBrGIzPO6EthRWS2YDM24CGd0OAxC86HzyDCJZSKsWqr7mfzrKG2fNPlD24l2vwojgkENRyr1wzkQB0/s1600/The+fall+of+Granada+in+1492%252C+Carlos+Luis+Ribera%252C+1853-1890.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="900" data-original-width="1148" height="312" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhgrUkOVAf5tg0TZ4Yq3dX5lF4alhxX_In8lFzJEBAyCnDvz22AzhDLzgw7JWa6wBrGIzPO6EthRWS2YDM24CGd0OAxC86HzyDCJZSKsWqr7mfzrKG2fNPlD24l2vwojgkENRyr1wzkQB0/s400/The+fall+of+Granada+in+1492%252C+Carlos+Luis+Ribera%252C+1853-1890.jpg" width="400" /></a></div>
<br /><div style="text-align: justify;">
حتى اللوحة التي تصور خروج عائلة أبي عبدالله الصغير ومغادرتهم غرناطة للفنان مانويل غوميث-مورينو غونزاليس Manuel Gómez-Moreno González تعود للعام 1880..</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgExAm7r2OpHIi2EBEovJS945lRp8f3SiMVCAv3tYBskjK216O-3MXEHeJshawVIraje-PV_Z1AMhmnOsjz8RU1V5-ovMBkoArlCUmPfG7dnfISHpzvzC9ZrI41CCmUOUfKT5_b7TFQmf4/s1600/Muhammad+XII%2527s+family+in+the+Alhambra+moments+after+the+fall+of+Granada+in+1492%252C+by+Manuel+G%25C3%25B3mez-Moreno+Gonz%25C3%25A1lez%252C+c.+1880.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="830" data-original-width="1200" height="276" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgExAm7r2OpHIi2EBEovJS945lRp8f3SiMVCAv3tYBskjK216O-3MXEHeJshawVIraje-PV_Z1AMhmnOsjz8RU1V5-ovMBkoArlCUmPfG7dnfISHpzvzC9ZrI41CCmUOUfKT5_b7TFQmf4/s400/Muhammad+XII%2527s+family+in+the+Alhambra+moments+after+the+fall+of+Granada+in+1492%252C+by+Manuel+G%25C3%25B3mez-Moreno+Gonz%25C3%25A1lez%252C+c.+1880.jpg" width="400" /></a></div>
</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقد خرجتُ بعد البحث السريع عن أعمال فنية معاصرة لسقوط غرناطة ببضعة أعمال فنية من لوحات ورسومات جصية وخريطة لغرناطة من رسم ريس بيري- لكنها جميعا تعود إلى القرن الخامس عشر والسادس عشر، وأقربها إلى ذلك الحدَث لوحات تصور مدينة غرناطة وتصور معركة La Higueruela (شجرة التين) التي دارت في وادي نهر شنيل بالقرب من غرناطة في 1 /7/ 1431 بين خوان الثاني ملك قشتالة، ومحمد التاسع بن نصر سلطان غرناطة الذي انهزم فيها على مشارف غرناطة قبيل سقوطها بنحو ستين عاماً، واللوحة محفوظة في معرض المعارك في دير الإسكوريال بضواحي مدريد، ويعود تاريخ إبداعها إلى العام 1582على يد ثلاثة من الفنانين هم:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">Fabrizio Castello, Orazio Cambiaso, Lazzaro Tavarone .</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiDpiXXsuqioZzy1cB1ITBxg-0VMCLYtCjd4R3fZCTDckDzCPCnQj4OL9YG_n2mEpzXRJ77ssrk46ZulFBIAZZiM7TKCTCYvmz6TKavi1lOJHjC01JbQwUHK3izoHAbOXvtkIELewV6t2w/s1600/Forces+of+Muhammed+IX%252C+Nasrid+Sultan+of+Granada%252C+at+the+Battle+of+La+Higueruela%252C+1431-+created1582.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="891" data-original-width="800" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiDpiXXsuqioZzy1cB1ITBxg-0VMCLYtCjd4R3fZCTDckDzCPCnQj4OL9YG_n2mEpzXRJ77ssrk46ZulFBIAZZiM7TKCTCYvmz6TKavi1lOJHjC01JbQwUHK3izoHAbOXvtkIELewV6t2w/s400/Forces+of+Muhammed+IX%252C+Nasrid+Sultan+of+Granada%252C+at+the+Battle+of+La+Higueruela%252C+1431-+created1582.jpg" width="358" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj51VaCa0xAj6jCO4PvlprM_NkJkMuOwiomMG1fYfPBxuvB34FiirY0GJ-m5Vkp3EhKwDJBESuDezdXF6PrwBqriMlnrnpcUyb7FGA54_uBl8zx66pB8iqya-5ZYfl56Db4rdT2GEliXaA/s1600/c6a0c6cf458426ac72024b4244be8ce6.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="500" data-original-width="940" height="212" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj51VaCa0xAj6jCO4PvlprM_NkJkMuOwiomMG1fYfPBxuvB34FiirY0GJ-m5Vkp3EhKwDJBESuDezdXF6PrwBqriMlnrnpcUyb7FGA54_uBl8zx66pB8iqya-5ZYfl56Db4rdT2GEliXaA/s400/c6a0c6cf458426ac72024b4244be8ce6.jpg" width="400" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgANVyZ1MvrbchD7C0mQu-zKp4t4dxDdP8Nu-JQPjWZlj0lWROZLWB1wd6yQfzQyFpAxiZeeyKO4ehbpDRaUbKDo4A4rTgEJppOrVwweOPF_iTY7BTmhjT5LrOIWsoScidQlaZE9oC8vGw/s1600/akg246468.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="344" data-original-width="516" height="266" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgANVyZ1MvrbchD7C0mQu-zKp4t4dxDdP8Nu-JQPjWZlj0lWROZLWB1wd6yQfzQyFpAxiZeeyKO4ehbpDRaUbKDo4A4rTgEJppOrVwweOPF_iTY7BTmhjT5LrOIWsoScidQlaZE9oC8vGw/s400/akg246468.jpg" width="400" /></a></div>
<div class="separator" style="background-color: white; clear: both; text-align: center;">
</div>
<div style="background-color: white;">
<br /></div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-81326728966365949302019-12-29T22:21:00.001+02:002023-04-08T10:36:57.688+03:00وليد سيف ساحر الفن والتاريخ <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم : محمد إلهامي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://melhamy.blogspot.com/2009/03/1.html?fbclid=IwAR1E5nfa1mIxXJszslHgSeyFA1kH5yI-guIEPMMsGdl5LzyMbD7rsLF1ojQ" target="_blank"><span style="font-size: x-small;">https://melhamy.blogspot.com/2009/03/1.html?fbclid=IwAR1E5nfa1mIxXJszslHgSeyFA1kH5yI-guIEPMMsGdl5LzyMbD7rsLF1ojQ</span></a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لـو كـان يخلد قـوم بمجدهمـو *** أو ما تقدم من أيـامهم خلـدوا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أو كان يقعد فوق الشمس من كرم *** قـوم بأولهـم أو مجـدهم قعدوا</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(1)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كنت على أحر الشوق في رمضان الماضي (1429هـ) لأن أشاهد مسلسل "سقوط غرناطة"، وهو المسلسل الأخير في سلسلة تاريخ الأندلس التي كتبها المبدع الموهوب، نادرة الزمان بحق الدكتور وليد سيف، وهي تبدأ بمسلسل (صقر قريش) ثم مسلسل (ربيع قرطبة) ثم مسلسل (ملوك الطوائف).. غير أن المسلسل لم يعرض، وتضاربت حوله الأخبار على الإنترنت برغم أن المسلسل<span><a name='more'></a></span> بحسب كثير من الأخبار كان جاهزًا للعرض منذ رمضان (1428هـ)، ولكن خريطة الإنتاج لم تسمح بعرضه في تلك الفترة، ثم اختفت حتى الأخبار الأكيدة حول مصير المسلسل في رمضان (1429هـ).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ترى هل انتبه الرقيب العربي أخيرًا إلى خطورة ما يكتبه وليد سيف من دراما، خصوصًا بعد مسلسل (ملوك الطوائف)؟ لعل هذا ما قد حدث، فإن الذي لا شك فيه أن (ملوك الطوائف) وإن كان عرض لتلك الفترة البائسة من تاريخ الأندلس -وهي تشبه إلى حد كبير حاضر دولنا العربية المتفرقة- فإن (سقوط غرناطة) سيكون أبلغ في المأساة، إذ لن يفوت الكاتب الكبير أن يحكي فيه سقوط بغداد وكابول وإن كان يتحدث عن غرناطة.. إنها النتيجة التي يخبرنا بها التاريخ، والتي لا أشك لحظة أن عقل وقلم الدكتور وليد سيف لن يمسك بها فيبدعها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في أمر الكتابة عن الدكتور وليد سيف، لا بد من الإمساك بعدة محاور رئيسية، ثم التفرع فيها إلى فرعيات كثيرة.. ودائمًا حَيَّر الجمالُ الأدباءَ والشعراءَ، فقد يكتب الشاعر بيتًا جميلاً لكن حين يثني أديب أو شاعر على هذا البيت فقد يستغرق الوصفُ صفحات وصفحات.. الجمال بطبيعته مُكْتَنِز، كشعاع النور مثلاً، مهما بدا لك واضحًا وجليًّا فإن جماله محير، ووصف جماله محير أكثر، ومعجز أكثر وأكثر.. ومحاولة تحليل جماله وتعديد مظاهره أمر عسير بل ومحال.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومن المذهل المثير للدهشة حقًّا أن اسم الدكتور وليد سيف ما يزال مغمورًا في بحر الإعلام، والبحث على الإنترنت لا يعطيك عنه إلا مواد قليلة برغم أنه يعد بحق أعظم كاتب للدراما التاريخية بإطلاق، وبلا منافس، وإذا حاولنا أن نضعه في المرتبة الأولى لأرهقنا البحث عمن يمكن وضعه في المرتبة الثانية.. إن الفارق بين نصه التاريخي لا يكاد يقارن بالمرة مع أي نص آخر، وأحسب أن هذا من الوضوح بحيث يعترف به كل أحد.. فلا أدري هل تلك الغفلة الإعلامية عنه محض صدفة أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ وإن كنت أميل إلى أن علاقة الإعلام بالفن بتوجهات رأس المال هي التي توجه التيار نحو الفن الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">اشتَعَلَت في رمضان (1429هـ) معاركُ فنية بين المصريين والسوريين؛ المصريون يصرون على أنهم الأعظم والأقدر والأقدم، وأنه وإن وافقنا جدلاً على تراجع مستوى الدراما المصرية فإنها استراحة المقاتل وكبوة الجواد ونبوة السيف لا أكثر ولا أقل، السوريون يرون أن زمان التفوق المصري قد انتهى وأن الريادة الآن في دمشق، وعلى المصريين إن أرادوا استرجاع مكانتهم أن يتركوا الطنطنة بتاريخهم وأمجادهم وليتواضعوا ويقبلوا بمقاعد التلاميذ لأساتذة هذه الأيام (السوريين)، فلربما إن أحسنوا التعلم استعادوا مجد الماضي في مستقبل الأيام.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لست في معرض المساهمة في هذه المعركة الآن، ولكني لا أجيز أن تكون مسلسلات وليد سيف من عوامل تفوق الجانب السوري، وذلك لأن النص هو بطلها الأكبر والأول، وهذا النص كاتبه أردني من أصل فلسطيني -طالما يحب البعض أن يفرق بين العرب حتى فيما يجمعهم-.. والدليل المتين أن المسلسلات التاريخية السورية التي لم يكتبها وليد سيف تحفل بفضائح علمية، ورداءة فنية لا تخطئها العين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(2)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تحمل المسلسلات التاريخية طابعًا خاصًّا، فهي ليست قصة من الخيال، بل ولا لها "مجرد علاقة" بالواقع، إنما هي قصة حدثت بالفعل، ويصير نقلها إلى الدراما والحكاية المصورة تلفزيونيًّا أمرًا يتطلب -فوق صنعة الفن والسيناريو- أمانة علمية ومجهودًا بحثيًّا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وبعد الأمانة العلمية والمجهود البحثي ستوجد عدة ثغرات تاريخية، فالكتابة عن أحداث وقعت قبل ألف سنة ليس كالكتابة عن أشخاص ماتوا قبل سنين، فالذي سيكتب فيلمًا أو مسلسلاً عن عبد الناصر أو السادات أو قاسم أمين أو أسمهان أو أم كلثوم يجد أيضًا ثغرات وفجوات تاريخية، ولكنه لن يعاني كمن يكتب عن القديم، فإن لكل الشخصيات الحديثة حواريين ومعجبين اجتهدوا بحثيًّا فملئوا تلك الثغرات بمجهود بحثي وأكاديمي، فصار على الكاتب مهمة نقل هذا التاريخ -المكتمل والمتناسق إلى حد كبير- إلى ساحة الدراما.. ثم أضف إلى هذا قرب الزمان، ووجود المواد المصورة والفيلمية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ليس هذا متيسرًا في حال الكتابة عن تاريخ قديم، ففضلاً عن أن كثيرًا من كنوز التراث الإسلامي أغرقت أو أحرقت أو أتلفت على يد همج ليس لهم في الحضارة نصيب، في اجتياحات التتار أو حروب الصليبيين في المشرق، وخصوصًا حين طرد المسلمون من الأندلس.. وهذا بدوره أضاع كتبًا كثيرة تحمل لا شك تفاصيل تاريخية مهمة عن التاريخ الإسلامي عمومًا، وتاريخ الأندلس خصوصًا. فضلاً عن هذا، فإن القدامى لم يكونوا مولعين بالتأريخ اليومي للحوادث، الذي بدأه -على حد علمي- الجبرتي في تاريخه، بل كانوا يؤرخون بالسنين.. فطبيعة العصر وقتها لم تكن بالسرعة التي نعرفها الآن، ووصول الأخبار نفسها كان يستغرق أيامًا وربما شهورًا. قد تمسك بالكتاب القديم فلا تجد في بعض السنين من الحوادث المهمة شيئًا، أو قد يكون فيها حدثًا أو اثنين فقط يراهما المؤرخ مستحقين للتأريخ.. وكان البعض من المؤرخين يؤرخون بـ"التراجم"، حيث يجعل الشخصية التاريخية هي المحور، فيؤرخ لها ويروي التاريخ من خلالها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكلما أردنا صناعة تاريخ متماسك ومتقصٍّ للتفاصيل كانت حاجتنا إلى مجهود بحثي أكبر وأعظم، وقد قام بهذا كثير من المؤرخين المسلمين المُحْدَثين؛ فيمكننا أن نجد تاريخًا مفصّلاً للحروب الصليبية مثلاً في موسوعة الدكتور سهيل زكار (موسوعة الحروب الصليبية - طبعت في خمسين مجلدًا)، وكذلك نجد أفضل تأريخ لمرحلة الأندلس في موسوعة الدكتور محمد عبد الله عنان (دولة الإسلام في الأندلس). وهذه مجهودات بحثية ضخمة جمعت أشتات التاريخ المتفرق من المصادر العربية والأجنبية وجعلتها في كتاب واحد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولكنها -وحدها- لا تغني في رصد كل جوانب الحياة التاريخية، ومنها الجانب الأدبي مثلاً، وهو جانب لا يستغني عنه كاتب الدراما المجتهد، بل هي أيضًا لا تجيب عن كل الأسئلة إذا نظرنا إليها من منظور من سيحكي قصة مصورة، ففي التاريخ قد تختفي شخصيات فاعلة في خضم الأحداث ولا يعرف على وجه الدقة كيف كانت تلك النهاية، وكذلك تولد شخصيات فاعلة ولا يعرف على وجه الدقة كيف كانت البداية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إذن.. رصد التاريخ القديم بشكل متماسك هو مجهود بحثي وحده.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم محاولات رصد الجوانب الأخرى التي لا علاقة لها -بشكل ما- بالتاريخ السياسي مجهود آخر، ويتطلب دون شك الرجوع إلى المصادر القديمة أو الدراسات الحديثة المتخصصة في هذه الجوانب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم الإجابة على هذه الأسئلة التي لا بد ستثار إذا انتقلت الحكاية إلى الصورة، ومن ثم لا بد من الإجابة عليها مجهود ضخم آخر.. وهو هنا مجهود يتحمله كاتب القصة بالكامل -إن لم يكن في التاريخ إجابة واضحة- ويتحمل مجهودًا أكبر إن اختلفت الروايات التاريخية في بعض الإجابات، أو اختلفت تحليلات المؤرخين وإجاباتهم.. هنا يوضع الكاتب على محك كبير.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فإما أن يهرب من الحادثة أساسًا، وهذا كالذي خرج من الدنيا لا له ولا عليه، وإما أن يبذل مجهودًا عقليًّا وبحثيًّا في اختيار وتفسير أقرب الروايات إلى رؤيته لتلك الفترة، وهنا يصير مجهوده هو الحاكم عليه فسيرضى عن اجتهاده بعض الناس وسيغضب آخرون، وهذا طالما التزم بالصحيح من التاريخ وتحركت تفسيراته في إطار ما هو ثابت يكون أفضل الحالات، وإما أن يدع كل هذا جميعًا ويبحث عن "حبكة" درامية ولو خرجت عن إطار "التأريخ" إلى إطار "التأليف" (وهو في الحقيقة تزوير وتزييف).. وهذا أسوأ الجميع، وغالبًا ما تكون هذه المسلسلات فضيحة علمية. وشخصيًّا أرى أنه لا يجب أن يسمح بعرضها، لا من قبيل تقييد الإبداع بل من قبيل احترام المنهج العلمي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(3)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كانت السطور الماضية تتحدث عن الإشكالية ما بين النزاهة والأمانة العلمية، وما بين "ضرورات" الحبكة الدرامية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فإذا دخلنا إلى تفاصيل القصة التاريخية، سيجد الكاتب نفسه على محك آخر، وهو تحليل وتفسير الشخصيات الفاعلة، شخصيات الأبطال، وشخصيات الأقزام، وكذلك شخصيات الخونة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والبشر ليسوا خيرًا خالصًا، وليسوا شرًّا خالصًا كذلك. ومنهم من ينتقل من البطولة إلى الخيانة، ومنهم من ينتقل من الخيانة إلى البطولة. وقد صار مملاًّ وكئيبًا وفضائحيًّا أن تتحول المسلسلات التاريخية إلى شخصيات هي إما خيرٌ مصفى أو شرٌّ مكثف.. فإذا وجدت شخصية من كان بطلاً ثم تحول إلى الخيانة فلا بد حينئذ أن تفسر على أنه كان متآمرًا منذ أول لحظة ويصطنع البطولة، كما تفسر شخصية الخائن الذي تحول للبطولة بأنه بطل منذ أول لحظة، ولكنه "بذكائه" كان يقف منحازًا للعدو ثم سيختار اللحظة المناسبة للانقلاب عليه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">حياة البشر ليست بهذه السذاجة والسطحية.. ولم تكن كذلك يومًا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهذا ما يجعلنا نُصِرُُّ ونؤكد على أن يكتب التاريخ كما نقلته المصادر التاريخية التي تَوَفَّر عليها باحثون مجتهدون فقدموا أفضل ما استطاعوا من مجهود لاحتواء تفاصيل الفترة التاريخية، وألا يُترك هذا لكاتب يجتهد وحده دون امتلاك الأدوات، فإن كان يمتلك الأدوات البحثية فربما اضطرته ظروف الإنتاج إلى "سلق" المسلسل (وهذا لا يغفر له).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن الكاتب سيجتهد لا محالة في ملء الثغرات التاريخية لأنه يكتب للصورة، ويجب أن يكون اجتهاده في إطار التاريخ الموجود لا أن يصنع تاريخًا من رأسه، ولو بحسن نية.. حسن النية هذا الذي دفع من قبل أناسًا لتأليف أحاديث نبوية؛ لكي يحثوا الناس على فعل الخير وترك المعاصي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا يطلب أحد أن يكون الكاتب محايدًا، فهذا لا يستطيعه بشر ولا حتى الباحث العلمي، ولكن كما نطلب من الباحث الالتزام بمقاييس البحث العلمي، يجب أن نطالب كاتب التاريخ خصوصًا بالالتزام بالتاريخ؛ لأنه يعيد تقديم التاريخ الذي وقع ولا يؤلف قصة من خياله.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لم أصدق نفسي حقًّا حين شاهدت مسلسل صلاح الدين، الذي لم يتردد كاتبه أن يذكر أن صلاح الدين مثلاً شرب الخمر في شبابه، أو أن البطل الكبير عماد الدين زنكي غدر بحامية قلعة حارم بعد أن أعطاهم الأمان، أو أن عبد الرحمن الداخل قتل أسرى في بعض حروبه مع اليمنية، أو أن البطل الكبير المنصور بن أبي عامر -ذروة تاريخ الأندلس- كان يشرب الخمر قبل أن يتوب عنها.. وهكذا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذا هو المطلوب فعلاً، أن نقدم أبطالنا بشرًا كانت لهم أخطاؤهم وفي السياق الطبيعي الذي لا يجعل هذه الأخطاء تأخذ كل الصورة، كما يفعل مزورو التاريخ لأغراضهم، ولا أن تختفي من الصورة، كما يفعل مزورو التاريخ منا بحسن نية، وأن تقدم الشخصية التاريخية بأقرب ما يمكن لحقيقتها التاريخية لا بأفضل ما يمكن ولا بأسوأ ما يمكن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأُطَمْئِن الجميع أن هذا لن يخدش لأبطالنا بطولتهم، ولكنه سيجعلهم مثالاً قريبًا من الناس وقابلاً للتكرار والوجود، بل سيُعَوِّد الناس على أن يفهموا أنهم ليسوا شر خلف لخير سلف، بل هم من الأمة التي كالغيث لا يدرى أولها خير أم آخرها، وعلى أن يحكموا بالموضوعية والعدل فيقبلوا الخير، ويرفضوا الأخطاء، ويزنوا الناس بحسناتهم وسيئاتهم، فكل بني آدم خطاء.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكذلك يجب أن نحاول فهم أولئك الذين خانوا، لماذا خانوا؟ وما هي حججهم وأفكارهم؟ وكيف استطاعوا أن يغلفوا هذه الخيانة بعبارات وشعارات وحجج إسلامية؟ سنرى في التاريخ أمثال صدام وعبد الناصر... وغيرهما الكثير ممن ذبحوا الأمة وقدموها لعدوها لقاء أن يظلوا على كراسيهم (وإن كنت أعتبر أن تاريخنا لم يعرف ملوكًا كملوك هذه الأيام في الخيانة أبدًا، ولهذا حديث وتفصيل آخر).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إنه من الضروري أن نفهم الشر والفساد والاستبداد؛ كيف يتغطى بـ"الوطنية والعروبة ومصلحة الأمة"، وقديمًا كان سيدنا حذيفة بن اليمان t يسأل النبي عن الشر مخافة أن يقع فيه، ومسلسل (ملوك الطوائف) خير من قدم هذه الأمثلة من الطغاة: المعتضد بن عباد، والوزير أبو بكر بن عمار وزير المعتمد. وما يمكن أن يجنيه هذا على الأمة التي تساقطت -في عهدهم- عواصمُها، كما سقطت في عصرنا القدس وكابول وبغداد، وعواصم أخرى مهيأة للسقوط.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقيت شخصيات ترددت بين الخير والشر، أو وقفت في مناطق بينهما فلا يغلب عليها الخير أو الشر إلا في الأهوال وبعض الأحوال، أو لنقل بدقة أكثر: ترددت بين الصواب والخطأ، بين مثالية الأخلاق وضرورات الواقع، بين المفترض والمفروض. وستبقى هذه شخصيات يختلف فيها المؤرخون أبد الدهر، وإنها حقًّا مهمة جسيمة لرجل يريد أن ينقل التاريخ عبر الصورة، وهو مهما فعل فلن يرضي جميع الأطراف، وإني أشهد أن ذلك الساحر المبدع د. وليد سيف قد قام برسم هذه الشخصيات خير قيام، وحاول أن يقدم لها الصورة المتماسكة التي تتراوح بين الخيانة والبطولة أو تقف فيما بينهما أو حتى لا تتبين أحيانًا قرار الصواب من قرار الخطأ، بل أحيانًا كان يذكر اختلاف المؤرخين في ثوب درامي بديع. وهو رسم للشخصية يراعي أحوالها وأهوالها وإمكاناتها وطريقة تفكيرها ومواقع مصالحها، مما يجعلك تشعر أنك ترى تاريخًا حيًّا نابضًا لا مجرد سرد لما في بطون الكتب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فمن هذه الشخصيات مثلاً: الأمير الشاعر أسامة بن منقذ ومعين الدين أنر حاكم دمشق والعاضد خليفة مصر الفاطمي (مسلسل صلاح الدين)، أبو مسلم الخراساني وأبو سلمة الخلال وعبيد الله بن أبان والمغيرة بن الوليد وعبد الملك المرواني (مسلسل صقر قريش)، وغالب الناصري وجعفر المصحفي الحاجب وعبد الله بن الملك المنصور (مسلسل ربيع قرطبة)، ويزخر مسلسل ملوك الطوائف بهذا النوع من البشر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وخلاصة القول: أنك ترى تاريخًا حيًّا نابضًا، ورسمًا بديعًا للشخصيات بعيدًا عن حدية الأبيض والأسود، وحدية الخير والشر، وحدية البطولة والخيانة، وهذه النقطة تحديدًا -في نظري- أكبر مزية في مسلسلات الدكتور وليد سيف عن غيرها، حتى إننا كثيرًا ما نختلف في التقييم -أصدقائي وأنا- لبعض الشخصيات، تمامًا مثلما نختلف -في الواقع- في تقييم شخصيات معاصرة. ذلك أننا رأينا تاريخًا يقدم صورة أقرب إلى المتكاملة وأقرب إلى البشرية، حيث الأخطاء لها أسباب ولها مبررات ولها تفسيرات، وكذلك البطولة قد تكون سمعة ومفخرة وليست عملاً خالصًا لوجه الله والأمة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولعلي قد أطلت في هذا الجانب، جانب الأمانة العلمية في العمل الدرامي التاريخي، وهي إطالة بعضها مقصود؛ لما أرى من فضائح في مسلسلات أخرى، وبعضها غير مقصود لانبهاري بما يكتبه الدكتور وليد سيف.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل تصدق مثلاً أن مسلسل (هارون الرشيد) المصري -وأنتج تقريبًا منذ 12 سنة- كان هارون الرشيد (قام بدوره نور الشريف) يلبس الأخضر والأصفر والأزرق من الثياب، بينما طالب التاريخ المبتدئ يعرف أن الدولة العباسية منذ نشأتها وحتى عصر المأمون كان شعارها السواد، وكانت تلبس الثياب السوداء؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهل تصدق كذلك أن مسلسل (أبو جعفر المنصور) السوري الذي عرض في رمضان الماضي (1429هـ/ 2008م) قدم العباسيين وكانوا يلبسون السواد حتى قبل أن يظهروا الدعوة ويحوزوا الدولة؟ في خطأ يعد فضيحة حقيقية لكاتب السيناريو أولاً، وللمخرج ثانيًا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">على أية حال، بقيت نقطتان في جانب الأمانة العلمية هذا نذكرهما بإيجاز:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">1- الأمانة العلمية في نقل معسكر الخصم أو العدو</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كان الصليبيون أعداءنا.. نعم، وذبحوا الآلاف.. لا شك في هذا، وكان تخلفهم الحضاري وتوحشهم الحيواني لا شبهة فيه، ولكن هذا لا يمنع أن يكونوا أبطالاً صناديد في القتال، وأن منهم من كان يؤمن بعقيدته إيمانًا يبذل فيه النفس والنفيس، كما كان منهم خونة وقتلة وأهل بطش وقسوة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ليس من الواقعي أبدًا أن نصور كل الأعداء، كلهم وفي سلة واحدة، بأنهم أحط أهل الأرض أخلاقًا ونفوسًا وطباعًا، فهذا -فضلاً عن أنه ضد الطبيعة البشرية- فإنه مخالفة لحقائق تاريخية، ونحن نرى في عصرنا هذا نشطاء السلام الصهاينة ولهم حقًّا فعاليات ونشاطات مهمة ومشكورة، فلا هذا يحببنا في الكيان الصهيوني ولا هو يمنعنا من مقاومتها، ولا هو يحذف من عقولنا الصورة الوحشية الدموية للكيان الصهيوني.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وفضلاً عن تلك الأمانة العلمية في الوصف، فإني لا أعرف كاتبًا آخر اهتم بتفاصيل معسكر الخصم وما يدور فيه كما فعل الدكتور وليد سيف، حتى لو كان المسلسل يناقش فترة تاريخية مزدهرة لا يأخذ فيها الأعداء نصيبًا كبيرًا من المشهد مثل مسلسل ربيع قرطبة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">2- تنبيه مهم</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أخشى بعد هذا أن يُفهم أحد أني أريد أمانة علمية تبحث عن أخطاء أبطالنا وعن بطولات أعدائنا، وأن يكون هذا هو "الأمانة العلمية". وقد مورس هذا ضدنا في مجال الفكر والتأريخ يوم أن سيطرت على بلادنا حكومات الاستعمار ثم عملاؤهم، وصعد "مثقفون" إلى مناصب التعليم والثقافة لأنهم لم يكونوا يفعلون إلا هذا، بل أشد منه.. كانوا يزورون التاريخ تزويرًا فاحشًا، بل ويزورون التاريخ القريب لا البعيد فقط، وقد منَّ الله علينا في هذا الزمن بحرية نسبية للإعلام من خلال الفضائيات والإنترنت، فصار الكذابون لا يحوزون ما كان لهم من سطوة فيما مضى. ولئن كان كل مهتم بالفكر الآن يعلم من هم المنافقون والكذابون من المرتبطين بالحكومات أو الاستعمار، فيُشْبِعهم لعنة واحتقارًا.. فلم يكن هذا متاحًا لمن كان قبلنا، فارتفعت نفايات الفكر وأصبحت أسماء كبرى، ولو قُدِّر لهم ما قُدِّر لخَلَفِهم ما صنعوا فتيلة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">القصد أن يقدم التاريخ كما هو، لا تاريخ المناقب ولا تاريخ المثالب، حتى نعمق بطولاتنا ونستفيد من أخطائنا، وهي بطولات بشرية ولهذا تستحق التعظيم، وهي كذلك أخطاء بشرية؛ ولذا تستحق التقويم. ويظل التاريخ الإسلامي أفضل تاريخ بشري، ويظل المسلمون حقًّا وصدقًا أعظم أمة صنعت حضارة إنسانية أخلاقية لم تتكرر حتى يومنا هذا، فالمنهج العلمي النزيه هو من يحكم بهذا ويُصَدِّق عليه، وشهادة التاريخ هذه تُقَدَّم لمن لم يؤمن بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(4)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أزعم أن مسلسلات الدكتور وليد سيف كانت ستحتفظ بأوليتها وميزتها وتفردها عن باقي المسلسلات التاريخية لو أنها اكتفت بميزة التحقيق العلمي الممتاز، وباستبطانها العميق والرائع لنفوس شخصيات العمل التاريخي، لكنها زادت على هذا ثوبًا ولا أورع ولا أبدع من لغة فخمة جذلة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يحز في نفسي أن كثيرًا من عمالقة الفكر ضاعوا أو نُسُوا أو لم يكن لهم جمهور؛ لأنهم لم يمتلكوا الأدب، وأكاد أقول: إن من خلدوا من العلماء والمفكرين كانوا واحدًا من اثنين: من امتلك الفكر والأدب معًا، فاستطاع أن يصوغ فكره في عبارات بليغة ومؤثرة، فَخَلَد فكره عبر لغته العذبة، أو مفكر أحدث نقلات نوعية في الفكر وقدم لعصره أو للأجيال بعده ما لم يقدمه أحد ممن قبله من نظرات وتفسيرات ورؤى احتاجها عصره أو عصر من بعده.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأتذكر دائمًا في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان عظيمًا لم يمتلك الأدب، بينما كان تلميذه ابن القيم عظيمًا كذلك لكن أدبه أفخم وأقوى وعبارته أحلى وأحسن، وبرأيي أن خلود ابن تيمية نصيب الفكر منه أكبر، وخلود ابن القيم نصيب الأدب منه أكبر. وفي عصرنا هذا أخشى أحيانًا أن ينسى -بعد حين- رجال عظام كان حظهم من الأدب قليلاً.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا أظن يخفى على أحد أن البلاغة وحدها خَلَّدت فكرًا فاحشًا وأخلاقًا ماجنةً، فكم خَلَد في الشعر شعراء فاحشون حقًّا! بل ولا أحسب محبًّا للأدب لا يحفظ أبياتًا ماجنة من فرط بلاغتها وإن كان لا يرددها إلا مع نفسه برغم استنكاره لمعناها تمامًا؛ فأبو نواس وبشار بن برد وعمر بن أبي ربيعة وسلسلة طويلة ربما انتهت بنزار قباني، كل هؤلاء صنعوا أسماءهم ببلاغتهم التي كانت ثوبًا جميلاً لأفكار فاحشة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإن هذا يلفت الأنظار إلى أن القرآن لم يكن حقًّا فحسب، ولكنه كان حقًّا بليغًا، حقًّا أعجز أساطين البلاغة أن يأتوا بمثله أو بسورة منه. الحق الذي لما فاجأ قريش في منتدياتهم ببلاغته ثم قال: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62] لم يملكوا أنفسهم فسجدوا، سجدوا انبهارًا، فلقد سلبت بلاغة القرآن إراداتهم على نفوسهم.. وحتى نبي الله محمد لم يؤت الحق فقط، بل أوتي معه (جوامع الكلم).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأتذكر في هذا كلمة للأستاذ محمد قطب في كتابه (منهج التربية الإسلامية) حين قال: "إن الجبال لا تكتفي بأن تكون جبالاً.. ولكنها تكون جميلة ورائعة، مكسوة بالثلوج، أو مكسوة بالغابات! إن السحاب لا يكتفي بأن يكون سحابًا يحمل الماء.. ولكنه كذلك يكون جميلاً بأشكاله وألوانه، ثم ينتشر عليه في بعض الأحيان، طيف الشمس (قوس قزح) في منظر رائع جميل! إن النبات لا يكتفي بأن يكون نباتًا، ولكنه يورق ويزهر، ويستمتع منه الإنسان بزهره الأريج وشكله البهيج! إن الطير لا يكتفي بأن يكون طيرًا، ولكنه يسقسق ويغرد ويلعب ويقفز، وتزهو منه الألوان! إن الحيوان لا يكتفي بأن يكون حيوانًا، ولكنه يقفز ويمرح، و(يتخابث) في لطف ويستألف للإنسان"[2].</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ورحم الله شيخنا محمد الغزالي الذي كان يردد بلا ملل: معنا الحق الذي لم نحسن عرضه، وغيرنا معه باطل تفنن في عرضه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولهذا أجزم يقينًا بأن مسلسلات الدكتور وليد سيف خالدة بإذن الله، وإذا كانت المسلسلات التاريخية بطبيعتها مستمرة ويمكن إذاعتها بعد إنتاجها بعشرين سنة أو أكثر دون أن يمثل هذا عيبًا، فإن اللغة الفخمة التي كُسِيَت بها هذه المسلسلات ستجعلها دائمًا مطلوبة ومرغوبة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والدكتور وليد سيف شاعر أصلاً، وهو أستاذ أدب في الجامعة الأردنية، وهو حقًّا ممن يمتلك ناصية اللغة فأنت تسمع في مسلسلاته اللغة العربية الباهرة التي تقرؤها في كتب الأدب القديم، اللغة التي تنقلك لذلك العصر البعيد، فتشعر أنك تشاهد التاريخ حقًّا كما كان.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولهذا فلن تسمع الألفاظ العربية التي ولّدها العصر الحديث، وهذا شيء لم يسلم منه أحد من المؤلفين الآخرين الذين يعانون من الكتابة بالفصحى في الأصل، ولذا فلا يمكنهم أن يعرفوا أن مثل هذه الكلمات لم يعرفها بنو الزمان القديم الذين يكتبون تاريخه.. ومن هنا تحفل نصوصهم بكلمات وتعبيرات مثل "الوقت المناسب" و"الوقت الحالي" و"تصفية الحسابات" و"خلف خطوط العدو" و"من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا" و"أمر غامض" و"القوة الكافية"... إلخ، ولولا أن يصير المقال مَذَمَّةً لأطلت في هذا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولم يكن يُنْتَبَه إلى هذا الأمر حتى سمعنا اللغة الفخمة في مسلسلات وليد سيف، فَبِضِدِّها تتميز الأشياء، وإذا طلعت البدر غارت النجوم، وإذا جاءت الشمس طغى نورها على كل نور.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن واحدًا من أسباب معاناتي مع المسلسلات الأخرى أني سمعت مسلسلات وليد سيف، فصار كل مشهد يجبرني على أن أتخيل كيف كان سيصوغه وليد سيف. إن هذه المسلسلات قد أحدثت طفرة في هذا الجانب، فلغة المسلسلات التاريخية بعده بعامة أفضل منها قبله، فمسلسلات (الحجاج، المرابطون والأندلس، أبناء الرشيد، خالد بن الوليد (بطولة باسم ياخور)، خالد بن الوليد (بطولة سامر المصري)، قمر بني هاشم، أبو جعفر المنصور..) أفضل لغة من المسلسلات فيما قبل بشكل عام، ولا أستثني من هذا إلا مسلسل (الظاهر بيبرس/ السوري) فلغته ركيكة إلى حد يثير الاشمئزاز.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وشخصيًّا كنت أظن أن جمهور الأمة لا يفهم اللغة العربية القوية، فعلمت من تلك المسلسلات أن الأمة أقرب إلى روحها وتراثها مما كنت أتصور. وبالمناسبة، فإن الأمة أقرب إلى روحها وتراثها كثيرًا مما يتصور كثير من السياسيين وحتى كثير من العلماء والدعاة، ودائمًا تكون الانتخابات هي الكاشف عن هذه المفاجأة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(5)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الحب في مسلسلات وليد سيف</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ما نراه في مسلسلات وليد سيف يؤكد أن لهذا الرجل تجربة في الحب، ففي مشاهده ما لا يمكن أن يعرفه إلا عاشق قديم، أو عاشق قديم مقيم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والحب أمر عجيب، وهو لغزٌ وسيظل هكذا، وهو من أدلة إعجاز الله في خلقه، فهو شيء لا يوصف ولا يفسر ولا يُعرف كيف يبدأ وكيف يثور ثم كيف يذبل وينتهي، ومن حاول أن يفسر الحب فليعلم أنه سيفشل حتمًا، وما من نظرية في الحب إلا ونستطيع أن نسوق قصصًا تؤكد فشلها وعجزها عن التفسير.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأرى أن لا يتكلم في الحب من لم يعرفه، ولو كان عالمًا أو داعية، فإن كلامه يؤخذ منه على أنه كلام الله وحكمه، ومن قال لا أدري فقد أفتى.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإنك لتجد في مسلسلات وليد سيف الحب الذي لا يخدش العفة، فلن تبتئس كثيرًا من حب صلاح الدين لعصمت الدين خاتون أرملة الملك العادل نور الدين، ولن تبتئس أيضًا من حب الملك المنصور محمد بن أبي عامر لصبح جارية الحكم وأم الخليفة هشام، ولن تعتبر حب المعتمد بن عباد لزوجته اعتماد الرميكية ضعفًا في شخصيته.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهذه الأمثلة وغيرها ليس للتاريخ فيها رأي قاطع أكيد، فنحن لا نعرف على سبيل اليقين إن كان جرى حب بين صلاح الدين وعصمت الدين خاتون أو بين الملك المنصور والسيدة صبح، فإن أحداث التاريخ تجعل هذا احتمالاً واردًا ويمكن أن يكون قويًّا، ولكن يمكن أن نفسر كل الأحداث كذلك من منظور آخر غير الحب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إنما الإبداع يكمن في أن وليد سيف حين يقدم رواية الحب هذه فإنه يقدمها في إطار العفاف والأخلاق، في إطار أنه قد حدث فعلاً حب عظيم وعميق، لكن هذا ليس مظنة السوء أبدًا ولا يمكن أن يكون موضع ريبة، وهو في ثنايا المسلسل يهاجم بشدة من يعتبر هذا الحب ريبة ودنسًا، ويظن فيه السوء ويجعله تهمة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وما يؤكد اهتمامه بهذا اللغز المسمى بالحب هو أنه أحيانًا يصنع قصة حب قد لا يحتاجها المسلسل، صحيح أنه يستعملها في بيان معان أخرى في صلب المسلسل، لكن تلك المعاني كان يمكن أن تؤدى بغير قصة الحب، وذلك أسهل على كاتب محترف مثل وليد سيف.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">سترى في مسلسلات وليد سيف أعاجيب المحبين:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- زواج سياسة ينقلب إلى حب عميق (نور الدين وعصمت الدين خاتون - مسلسل صلاح الدين).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب وكفاءة يتحولان زواجًا (صلاح الدين وعصمت الدين خاتون - مسلسل صلاح الدين).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب رغم العذاب والإيذاء (الوليد بن يزيد وجاريته وَرْد - مسلسل صقر قريش).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب الصعاليك (بدر خادم عبد الرحمن الداخل وزوجته زينب - مسلسل صقر قريش).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب الملك لجاريته (عبد الرحمن الداخل و جاريته حَلَل - مسلسل صقر قريش - والحكم المستنصر لجاريته صبح - مسلسل ربيع قرطبة).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب من لا يملكون ولا يستطيعون ولا يملون (المنصور بن أبي عامر وصبح - مسلسل ربيع قرطبة).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب الزوجة التي تعلم أن قلب زوجها لغيرها فتفضل حبه على نفسها رغم ألمها (المنصور بن أبي عامر وزوجته عائشة - مسلسل ربيع قرطبة).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب النظرة الأولى (المعتمد بن عباد واعتماد الرميكية - مسلسل ملوك الطوائف).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- حب المستبد الطاغية الذي بقوته استطاع أن يتزوج من لا تطيقه (الوزير ابن عمار ولبنى - مسلسل ملوك الطوائف).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- المصالح التي تطرد الحب القديم الملتهب (زيد ولبنى - مسلسل ملوك الطوائف).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- الكره العميق الذي ينقلب حبًّا عميقًا (الوزير ابن عمار وزوجته لبنى - مسلسل ملوك الطوائف).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">- الحب الملتهب الذي يذبل وينتهي عند تغير الحال (ابنة المعتمد وزوجها - مسلسل ملوك الطوائف).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وكل هذه المشاهد واقعية جدًّا، ونراها في حياتنا المعاصرة، وإن كنت أكرر أنها كلها ليس مقطوعًا بها على سبيل اليقين التاريخي -ما عدا حب المعتمد للرميكية وحب الحكم لصبح وحب الداخل لحلل-، وأكثرها مؤلَّف لخدمة الدراما.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأراني مضطرًّا هنا لذكر انتقادين في هذا الجانب، وما كنت أحب أن انتقد في هذا المقال أبدًا لعلمي أنها اجتهادات سنختلف حولها، وقد أختلف معه في بعض الوقائع والروايات التي يقويها بينما أراها ضعيفة، أو بعض التفسيرات لبعض الأحداث، وكذلك بعض التركيز على أمور وإغفال أخرى، فكل هذا هو في نطاق الاجتهاد الذي يسع كل الناس الاختلاف فيه دون أن يؤثر هذا على الإجلال والتقدير لهذا الإبداع الكبير.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن جانب الحب هذا لا بد من قول كلمتين فيه:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">1- أن كثيرًا من المشاهد بين المحبين، خصوصًا في مسلسل ربيع قرطبة، فيما بين ابن أبي عامر وصبح لا يمكن أن تكون حدثت، فهي غنية بكلام الحب الذي لا يتصور أن يقال بين جارية بل وأم ولد الخليفة وبين عامل لها. وقد كان يمكن أن يستعيض عن هذا الكلام الصريح بكثير من المشاهد الصامتة التي تعبر عن المعنى، والتي ستصاحبها موسيقى تصويرية مناسبة. فإنه لا يمكن أن تكون قد حدثت خلوة بينه وبينها أبدًا، حتى ولو كانت جارية تبرز للناس ولا يحوطها ما يحوط الزوجة الحرة من تقاليد، فهذه ستخدش نطاق الأمانة التاريخية التي عودنا الكاتب على احترامها.. هذه نقطة ضعف في السيناريو كنت أتمنى ألا تحدث.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">2- الكارثة العظمى هي التي أحدثها الإخراج، أو ربما المسئول عن الملابس، (لست خبيرًا في فنون الكواليس) فلقد كانت تظهر الجواري عاريات تقريبًا، بل ويمشين عرايا هكذا في طرقات القصر وبين العمال والوزراء، بل سيدات القصر أنفسهن تظهرن عرايا وأمام غير المحارم مثل دور صبح في ربيع قرطبة ودور اعتماد الرميكية في ملوك الطوائف. ولئن كنا لا نقبل أبدًا تلك الملابس التي أُلبست لصبح في ربيع قرطبة وهي جارية، فلا مكان أبدًا لقبول ملابس اعتماد الرميكية في ملوك الطوائف.. ومن كان لديه دليل من التاريخ يقول غير هذا فليخرجه لنا. وإن كان أغلب الظن عندي أنها من صنع المخرج الذي أفسد كثيرًا -بتلك المشاهد- الصورة التاريخية التي يعبر عنها السيناريو أفضل تعبير. وسنتكلم عن هذا بعد قليل بمزيد تفصيل.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(6)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">المخرج حاتم علي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يُحسب للمخرج حاتم علي أنه يحافظ على السيناريو ولا يتدخل فيه، هذا ما صرح به الدكتور وليد سيف، وما صرحت به كذلك الدكتورة لميس الحديدي مؤلفة مسلسل (الملك فاروق)، ويشهد من تابع هذه المسلسلات أن نصها قوي ومحبوك من الجانب التأريخي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وشخصيًّا لا يعجبني إخراج حاتم علي، ولست كذلك ناقدًا فنيًّا، وإنما مجرد متذوق، وكنت أود لو توفر لمسلسلات وليد سيف مخرج مصري متمكن، فكثيرًا كثيرًا من المشاهد المؤثرة لم يستطع الإخراج أن يخدمها كما ينبغي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن هذا يظل في إطار المقبول أو ما يسعنا فيه الخلاف، أما الكارثة الحقيقية فهي في هذا الكم الهائل من العري والرقص في المسلسلات التاريخية، وهو عري أقطع بأنه لم يكن موجودًا لا على هذا النحو ولا بهذه الكثرة في تلك الأيام، ولا أعرف تحديدًا مدى موافقة الدكتور وليد سيف على هذا الإخراج لهذه المشاهد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مئات المشاهد تحفل بعري لا حاجة له مطلقًا، ولا دخل له في خدمة النص ولا الصورة، إلا أن يكون البعض ما يزال يعتقد أن الجمهور العربي ما زال متشوقًا لرؤية العري حتى في الأعمال الدينية والتاريخية، وهي مشاهد تمثل صدمة بالغة للمشاهد الملتزم، وخصوصًا أنها تعرض في رمضان فيتضاعف الحرج ويكون ترك المسلسل هو الحل الأفضل بالنسبة لشريحة الملتزمين، فما بالك وهذه الشريحة هي التي تهتم بهذه النوعية من الأعمال وتحرص عليها، أي أن هذه الشريحة هي الجمهور الأثير لهذه النوعية من المسلسلات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وطالب المشاهد العارية لم يعد يجلس أمام التلفاز، وإن جلس فهو لن يذهب إلى مسلسل ناطق باللغة العربية الفصحى انتظارًا لبغيته. فلماذا هذا الإكثار العجيب وغير المبرر من هذا التعري والرقص؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن كفاءة النص الذي كتبه وليد سيف، وكذلك كفاءة الإخراج الذي لم يتدخل في النص جعلت الإسلاميين يحرصون على هذه المسلسلات ونشرها للناس، لكن هذا العري المتناثر كان عقبة شديدة القسوة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من يصدق أن السلفيين الذي لا يعتبرون أساسًا بجانب الفن كانوا ممن حرص على نشر هذه المسلسلات، وهذا شيء لم يحدث لعمل فني -على حد علمي- منذ فيلم عمر المختار، لكنهم –كالعادة- حذفوا كل مشاهد النساء من هذه المسلسلات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والحق أنه وإن كان يجوز نقدهم في تشويش صور النساء في فيلم عمر المختار، فإنه لا بد من التماس العذر لهم فيما حذفوا من مشاهد من مسلسلات وليد سيف. برغم أهمية وحيوية هذه المشاهد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وقد شاهدت نسخًا كثيرة من هذه المسلسلات أول الأمر، فصعقت حين شاهدت النسخ الأصلية؛ لأن المشاهد التي حذفت مهمة في غاية الأهمية في السياق التاريخي، بل فيها أحداث تاريخية أو تفسيرات لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن كيف يمكن أن تلومهم؟ لقد أعطاهم المخرج سببًا قويًّا لأن يحذفوا دون أي اعتبار لأهمية المشهد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بعض النسخ حذفت كل النساء، حتى ما كان من نساء يلبسن الحجاب، وهذا تشدد مرفوض قطعًا، ولكن لا مجال للحوار مع هؤلاء وأنت تعرف أن مشاهد النساء في أغلبها عارية مستفزة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومقارنة بين مسلسل (ملوك الطوائف) ومسلسل (المرابطون والأندلس) تكشف بجلاء أن هذا العري غير مبرر أبدًا، فهذان المسلسلان ناقشا نفس الفترة التاريخية (عن غير قصد فلقد أنتجا في عام واحد) فلا تجد مقارنة بين العري هنا وهناك، واعتماد الرميكية التي قامت بدورها سلاف فواخرجي في ملوك الطوائف فَتَعَرَّت بشكل بشع، قامت بدورها مرح جبر في المرابطون والأندلس فلم يؤثر هذا على الدور ولم يظن أحد من الناس أنها صعلوكة؛ لأنها لا تلبس العاري المكشوف.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قد خسرت هذه المسلسلات جمهور الإسلاميين في جانب الدعاية، وإن كسبتهم في جانب الإعجاب، والإسلاميون كما يعرف الجميع جمهور يتطوع بالدعاية والنشر والدعم لكل ما يحبه وكأنه ينشر عملاً له هو، ويدعمه كأن ربحه عائد عليه هو. وما أخشى من شيء في مسلسل (سقوط غرناطة) إلا أن تزيد فيه هذه الجرعة "الإباحية" (وأسميها الإباحية عامدًا)، خصوصًا وهي تناقش فترة انهيار وضياع الأندلس.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فإني أناشد كل صانعي الأعمال التاريخية أن يحرصوا على جمهور سيكون أقوى من شركات الإنتاج قطعًا، جمهور متطوع لا يطلب إلا أن تُرَاعَى أخلاقه، ثم سيكون جنديًّا مخلصًا في نشر هذه الأعمال، وخيرها عائد على صانعيها في المقام الأول، ولن يطلب جزاء ولا شكورًا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن هذه المسلسلات بهذا الشكل لا تجرؤ الفضائيات الإسلامية على عرضها، وقد اضطرت قناتي اقرأ والرسالة إلى حذف كثير من المشاهد حين عرضت صلاح الدين وصقر قريش، ولم تستطع اقرأ أن تواصل عرضها لصلاح الدين لكثرة ما اضطرت أن تحذف مشاهد مستبدلة إياها بمنظر ساكن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وهذه قنوات لا تعرض الأعمال الأخرى، أي أنها ساحة خالية من المنافسة لعرض الأعمال التاريخية، بينما القنوات الأخرى ساحات تتصارع على أوقات البث فيها كلُّ أنواع الأعمال الدرامية، فلماذا يضحي صانعو المسلسل التاريخي بهذه المساحة الخالية وبهذا الجمهور العريض؟! خصوصًا إذا كان لحساب مشاهد تتنافس عليه مسلسلات خليعة أخرى على باقي القنوات؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لعلهم يستيقظون.. آمين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">(7)</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقي في هذا الموضوع شكر لأبطال العمل من الممثلين..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فتيم حسن موهبة تجلت واضحة من أول أدوراه (العاضد خليفة مصر الفاطمي) في مسلسل صلاح الدين، وهو بهذا الدور أجبر كل متابع على الإعجاب به، وهو حقًّّا موهبة لا محدودة، وإن كان الآن لا يحتاج ثنائي فهو ملء السمع والبصر عن حق وجدارة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فأدواره في كل مسلسلات وليد سيف تستحق ثناء بلا حد، فهو الخليفة الذكي المغلوب على أمره في صلاح الدين، وهو الخليفة العابث الماجن المستهتر في صقر قريش، ثم هو البطل العظيم الملك المنصور ابن أبي عامر في ربيع قرطبة، ثم هو الملك الذي يجمع بين البطولة والخيانة في ملوك الطواف.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا أوضح ذكاء وإمتاعًا من جمال سليمان في كل أدواره: صلاح الدين، عبد الرحمن الداخل، الحكم المستنصر، الشاعر ابن زيدون.. ولا أقل منه تألقًا النجم الموهوب الفلتة محمد مفتاح في أسد الدين شيركوه، وبدر خادم الداخل، وإبراهيم عريف الحدادين، والوزير ابن عمار.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ونجم آخر يتألق بشكل فريد، ويظل له طعمه الخاص دائمًا، هو نجاح سفكوني في دور نجم الدين أيوب، وفي دور غالب الناصري، وفي دور باديس ملك غرناطة.. ومثله باسم ياخور الذي لا ينسى دوره في صقر قريش وهو شخصية أبو مسلم الخراساني، فضلاً عن دوره في شخصية نور الدين وجعفر بن حمدون.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ورجل أحب أن أسمع منه اللغة العربية وإن لم يكن من نجوم الصف الأول ذلك هو ناصر وردياني، فهو عز الدين كمشتكين، وسليمان بن كثير، وأبو يحيى التجيبي، ويحيى بن عمر اللمتوني. ومثله في إجادة العربية عبد الرحمن آل راشي، فهو عماد الدين زنكي في مسلسل صلاح الدين، وهو إسماعيل بن عباد قاضي الجماعة في إشبيلية ومتولي أمرها وقت الفتنة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وثمة دور تأثرت به بشكل خاص، وبما أنني الذي أكتب فلي حق أن أعبر عن مشاعري الخاصة، ذلك هو دور زينب الذي قامت به أمل عرفة فأبدعت بما لا يوصف في مسلسل صقر قريش، حتى صار أصدقاؤنا الشباب يتمنون زوجة كهذه الزوجة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">***</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لا شك أن الدكتور وليد سيف يمثل نقطة فارقة في الكتابة الدرامية التاريخية، وهو فاصل بين مرحلة قبله ومرحلة بعده. وأعلام أمتنا كثير ولكنهم كالعادة لا يأخذون حقهم، وهم كاللؤلؤة يحبسها قشرة صلدة صدأة غبية فيمنعونها من التوهج، وذلك -دائمًا- حال لآلئ عصور "ملوك الطوائف".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ما زال في الصدر كلام كثير، وهو كلام يثقلني الآن رغم أني أعرف أنه ما كان بالوسع الحديث عن الجمال المكتنز حديثًا مُحيطًا، ثمة مشاهد تستحق وحدها أن توصف لما فيها من علم بالتاريخ وبالأدب وبالشعر، ثم هو منسوج في ثوب من لغة ممتعة ومتمتعًا بتطور درامي مثير، ثم هو مشهد يمثل حلقة وصل محكمة بين المشهد الذي قبله والمشهد الذي بعده.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">حقًّا إن المهارة لا توصف، وكما أنك لا تستطيع أن تصف جمال الصورة -ولو كانت مهارة لاعب كرة- فلن تستطيع وصف هذه الأعمال الفنية، وهي كائنات حية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إنها دعوة للاهتمام بهذا الرجل ولو بسماع مسلسلاته وقراءة مقالاته، فهو أيضًا كاتب في هموم السياسة لا سيما الفلسطينية، وهذا واجب من لا يملك أن يفعل إلا هذا، أما من يملك فوق هذا فليؤد أمانة ما أعطاه الله من قدرة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">***</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كثيرًا ما تخيلت الدكتور وليد سيف وهو يقف وحيدًا في ساحة الدراما، فيقفز إلى الذهن شخص المتنبي وهو يقول:</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فؤاد ما تسليه المدام *** وعمر مثل ما تهب اللئام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ودهر ناسه ناس صغار *** وإن كانت لهم جثث ضخام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وما أنا منهمو بالعيش فيهم *** ولكن معدن الذهب الرغام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولو حيز الحفاظ بغير عقلٍ *** تجنب عنق صيقله الحسام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وشبه الشيء منجذب إليه *** وأشبهما بدنيانا الطغام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولو لم يعلُ إلا ذو محلٍ *** تعالى الجيش وانحط القتام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولو لم يرع إلا مستحق *** لرتبته أسامهم المسام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولم أر مثل جيراني ومثلي *** لمثلي عند مثلهم مقام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-44205764784706586582019-12-12T22:24:00.003+02:002023-04-08T10:24:59.158+03:00ما هو يوم العمر؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل هو يوم الزفاف؟ أو هو يوم التخرج؟ أو يوم شراء البيت الجميل؟ أو يوم شراء السيارة الفارهة؟<span><a name='more'></a></span></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">
<div style="text-align: justify;">
- لم يكن ذلك الرجل يعلم أن اليوم الذي أماط فيه الشوك عن طريق الناس، كان أفضل أيام حياته إذ غفَر الله له به.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- ولم تكن تلك المرأة البغي تتوقع أن يكون أسعد أيام حياتها ذلك اليوم الذي سقت فيه كلباً أرهقه العطش، فشكر الله صنيعها وغفر لها.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- إن يوم العمر ليوسف عليه السلام كان ذلك اليوم الذي وقف فيه في وجه امرأة العزيز قائلاً لها: {مَعَاذَ اللَّهِ}، فارتقى في معارج القُرب من الله، وحظي بجائزة: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGAQhZdA6FqBjYDe29WfmY03xt4DTVTmH_Yfzl7Ej80VOh8HIJA3yFGkqfiYplUkrWJgr2Hy-Z6r1RbhAE6rEzndlY5tths4SG5zoLaYNEDSK1vMEuBc059JTwb_hXJQLYEwD_mc3CTs0/s1600/FB_IMG_1547183893393.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1080" data-original-width="1080" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGAQhZdA6FqBjYDe29WfmY03xt4DTVTmH_Yfzl7Ej80VOh8HIJA3yFGkqfiYplUkrWJgr2Hy-Z6r1RbhAE6rEzndlY5tths4SG5zoLaYNEDSK1vMEuBc059JTwb_hXJQLYEwD_mc3CTs0/s320/FB_IMG_1547183893393.jpg" width="320" /></a></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- يوم العمر للصحابة رضي الله عنهم الذين شهدوا بدراً، كان لما اطلّع الله عليهم وقال لهم: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- ويوم العمر لما طأطأ طلحة رضي الله عنه ظهره للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد ليطأه بقدمه فقال له: (أوجب طلحة) أي وجبت له الجنة.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
إن العبد قد يُكتب له عِزُّ الدهر وسعادة الأبد، بموقف يهيئ الله له فرصتَه، ويقدِّر له أسبابه.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhha2mgqkchW1KI4NqD9udS-exnq6ajloJx9QtP3uFDZAbwchQ75hcAoaG6TCxmHoUTAoTytNljW6QwWMUXWomdc44hyphenhyphenyGQGtgerx9PzCW0X4sWsQsqbXB830zr0tRtoS2m-PDhOmyXmY4/s1600/13671945_315197078870851_1493464743_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="640" data-original-width="640" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhha2mgqkchW1KI4NqD9udS-exnq6ajloJx9QtP3uFDZAbwchQ75hcAoaG6TCxmHoUTAoTytNljW6QwWMUXWomdc44hyphenhyphenyGQGtgerx9PzCW0X4sWsQsqbXB830zr0tRtoS2m-PDhOmyXmY4/s320/13671945_315197078870851_1493464743_n.jpg" width="320" /></a>أين يوم عمرنا؟ هل أدركناه أم ليس بعد؟</div>
<div style="text-align: justify;">
يمكن أن يكون بدمعةٍ في خلوة،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو مخالفة هوى في رغبة،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو في سرورٍ تدخله على مسلم،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو مسح رأس يتيم،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو قبلة يد أم،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو إبتسامة في وجه مسلم،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو قول كلمة حق،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو إغاثة ملهوف،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو نُصرة مظلوم،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو كظم غيظ،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو إقالة عثرة،</div>
<div style="text-align: justify;">
أو ستر عورة...</div>
</span></div><span><!--more--></span>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-62573860470803761532019-12-09T22:09:00.002+02:002023-04-08T10:26:22.011+03:00كتاب " وليد سيف أديباً ومفكراً" للأستاذ زياد أحمد سلامة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 107%;"><span style="font-size: large;">لقاء إشهار كتاب:</span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 107%;"> </span></b><b style="text-align: center;"><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 25.68px;">" وليد سيف أديباً ومفكراً" للأستاذ زياد أحمد سلامة</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<b><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 107%;"><span style="font-size: large;"> <span style="color: #0b5394;">
</span></span></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">في المكتبة الوطنية
بعمّان- مساء الأحد 8/12/2019</span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">بقلم: رشـــــــــــــــأ الخطيب</span></span> </span></div>
<br />
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhsr6QoujuJScc2rzdRmuuQU-GHM-IrOa1g9jb1d2BKyEaa23gdStxoCplVgHvx473jOogsyX2R06uvuss8w6IPl4dFaB0LxWfqjilYIpYU56SLn9JJIKcEspSltTh29S13ubKUSAyJXKk/s1600/78688171_10217982414286689_1015000453940772864_o.jpg" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="527" data-original-width="1600" height="130" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhsr6QoujuJScc2rzdRmuuQU-GHM-IrOa1g9jb1d2BKyEaa23gdStxoCplVgHvx473jOogsyX2R06uvuss8w6IPl4dFaB0LxWfqjilYIpYU56SLn9JJIKcEspSltTh29S13ubKUSAyJXKk/s400/78688171_10217982414286689_1015000453940772864_o.jpg" width="400" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">إشهار كتاب (وليد سيف: أديباً ومفكراً) في المكتبة الوطنية بعمّان</td></tr>
</tbody></table>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">كان غرضُ الكتابة الأول
تقييدَ العلوم كي لا تُنسى، ثم صار للتأليف مقاصدُ وأغراضٌ أُخَر، فلا يؤلِّفُ
عاقلٌ كتاباً إلا وفي نفسه شيءٌ منها، ومن تلك المقاصد أن يعمد إلى متفرق فيجمعَه
ومختلط فيرتبَه، وهذا الذي كان من مؤلفنا الأستاذ زياد أحمد سلامة في كتابه عن
الدكتور وليد سيف أديباً ومفكراً؛ فقد نهض أ.زياد لجمع أعمال د.وليد سيف على مدى
سنيّ عمره وترتيبها وعرضها في تأريخ سردي بين دفّتيْ كتابه هذا، الذي أراده سيرةً
في أدب الدكتور وليد وفكره وأعماله.<span><a name='more'></a></span><o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;"> فكان أنْ انتظمت الكتابَ فصولٌ أربعة تحدث فيها المؤلفُ
عن :</span></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjedbPkFBFAy2L-KD2Hn7u1d4ly_NyPkIwEunzw1fG9FMEOVo2xpzJF6q1bJpnmaJw3KTSXFdaqBqndpaBd_8t4HLpKOZPXJ5Q7_ONJy1dAoiVc4xaDzMQGegaZ8oqAZXNGvHbikbhkeyo/s1600/%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2581+%25D8%25A3%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%258B+%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2583%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%258B.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="636" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjedbPkFBFAy2L-KD2Hn7u1d4ly_NyPkIwEunzw1fG9FMEOVo2xpzJF6q1bJpnmaJw3KTSXFdaqBqndpaBd_8t4HLpKOZPXJ5Q7_ONJy1dAoiVc4xaDzMQGegaZ8oqAZXNGvHbikbhkeyo/s320/%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2581+%25D8%25A3%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%258B+%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2583%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%258B.jpg" width="212" /></a></span></div>
<span style="color: #0b5394;"><o:p></o:p></span><br />
<div class="MsoListParagraphCxSpFirst" dir="RTL" style="margin-right: 27pt; mso-add-space: auto; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<!--[if !supportLists]--><span style="color: #0b5394;"><span style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">1-<span style="font-family: "times new roman"; font-size: 7pt; font-stretch: normal; line-height: normal;"> </span></span><!--[endif]--><span dir="RTL"></span><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">مشوار حياة د.وليد سيف :
النشأة والتعليم والعمل.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoListParagraphCxSpMiddle" dir="RTL" style="margin-right: 27pt; mso-add-space: auto; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<!--[if !supportLists]--><span style="color: #0b5394;"><span style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">2-<span style="font-family: "times new roman"; font-size: 7pt; font-stretch: normal; line-height: normal;"> </span></span><!--[endif]--><span dir="RTL"></span><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">وليد سيف شاعراً</span><span dir="LTR" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoListParagraphCxSpMiddle" dir="RTL" style="margin-right: 27pt; mso-add-space: auto; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<!--[if !supportLists]--><span style="color: #0b5394;"><span style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">3-<span style="font-family: "times new roman"; font-size: 7pt; font-stretch: normal; line-height: normal;"> </span></span><!--[endif]--><span dir="RTL"></span><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">وليد سيف والدراما (وهو
أكبر فصول الكتاب حجماً وهو المجال الذي اشتهر به سيف لدى الجمهور)</span><span dir="LTR" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoListParagraphCxSpLast" dir="RTL" style="margin-right: 27pt; mso-add-space: auto; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<!--[if !supportLists]--><span style="color: #0b5394;"><span style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">4-<span style="font-family: "times new roman"; font-size: 7pt; font-stretch: normal; line-height: normal;"> </span></span><!--[endif]--><span dir="RTL"></span><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">وليد سيف مفكراً.</span><span dir="LTR" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وقد قدمت للكتاب د.رزان
إبراهيم الأستاذة الجامعية والناقدة المعروفة وهي ذات صلة قربى بالدكتور سيف. ثم
ألحَقَ المؤلفُ بالكتاب مقالةَ (ستون عاماً على النكبة/2009) بقلم وليد سيف نفسه.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">***** ********<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">ومما أحبُّ أن أبدأ به
كلامي على هذا الكتاب القولُ إن هذا النوع من التأليف الذي قام به أ.زياد سلامة هو
خطوة من خطوات كثيرة تتزاحم يوماً بعد يوم في طريق "<b>التاريخ الجديد</b>"
الذي ينحّـي وراء ظهره الرواية الرسمية التي يكتبها المنتصرون ، ويغوص في أحوال
عموم الناس؛ لأن هؤلاء يمثلون محركاً أساسياً وحقيقياً للتاريخ أكثر ربما من
الشخصيات الرسمية التي تملأ سيَرها صفحات كتب التاريخ! فتاريخ الفرد العادي له
دلالته ودراميته -إن شئت- تماماً مثل تاريخ الأبطال والعظماء.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">ومثلما كان سعيُ المؤلف
لإرساء هذه اللبنة في صرح التاريخ الجديد، كذلك كان سعيُ صاحب السيرة د.وليد سيف، فقد
كان من خلال أعماله الدرامية- يبسُطُ المعرفة التاريخية ويشيعها بين الناس، ويعيد
الحياة والحيوية إلى الماضي، فيبلّغه لهم عبر وسائل تلائم العصر وتلائم المعاصرين،
حيث تنفتح تقنيات الاتصال الحديثة على التاريخ الجديد أكثر من غيرها من وسائل
وتقنيات حفظت لنا الموروث الذي نعرفه من قبل.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">إن التاريخ في وجهٍ من
وجوهه هو مجموع سيَر الناس وحكاياتهم، لذا فإن هذا الكتاب هو إسهام في كتابة
التاريخ الحقيقي والتاريخ الذي يبقى. وإذا كان الكتاب في خطِّه العام يُعَدُّ
كتاباً في <b>السيرة الغيرية</b>، فمن الصعب -في عرض مثل هذا الكتاب – الحديثُ عن موضوعه
ونوعه ومؤلفه دون أن يسيطر صاحبُ السيرة على معظم حديثنا، وبذلك قد نقع في ظلم
المؤلِّف والمؤلَّف! لذا سأحاول قدر
الممكن -وإن تعسَّر- الخروجَ من عباءة وليد سيف لنقف على جهد أ.زياد سلامة صاحب
فكرة الكتاب التي شغفتْهُ بحثاً وتنقيباً حتى خرج إلينا بهذا العمل، الذي يكشف
منقِّباً وباحثاً مستقصياً لما قد يخطر بالبال ونحن نطالع صفحاته الـ500 عن "<b>وليد
سيف أديباً ومفكراً</b>"، حتى لكأنه استوفى كلَّ ما يمكن للمرء أن يتساءله عن
شخصيةٍ مثل شخصية صاحب السيرة المحتفى به في هذا الكتاب.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">*********** <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">معظمنا لم يقرأ لوليد سيف،
لكننا جميعاً بلا شك أصغَيْنا إلى كلماته وسكناته ينطق بها ويصمت أبطالُ أعماله
الدرامية المحببة إلى قلوبنا، والمؤلف أ.زياد سلامة لم يكتفِ بالإصغاء إلى تلك
الحوارات بل إنه تتبَّع أعمال د. سيف الإبداعية والجادة في مظانها المختلفة مكتوبة
ومسموعة ليخرج إلينا بهذا الكتاب.<o:p></o:p></span></span></div>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="float: right; margin-left: 1em; text-align: right;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKLhWCyRVytG1KZQ0TgV8Nk8xlSnNAGGSrtXFKh_fXM3VgU7Me1qiSPYZ0hb0z2DqWWVzuom7XlzkoW0C9HsPmY4icJVqBDxeTRKr8Ge-S001VogxzxEKjRpdIRexdmhhGOeNKve2um6w/s1600/78170674_10217982415646723_6349554237361356800_o.jpg" style="clear: right; margin-bottom: 1em; margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="720" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKLhWCyRVytG1KZQ0TgV8Nk8xlSnNAGGSrtXFKh_fXM3VgU7Me1qiSPYZ0hb0z2DqWWVzuom7XlzkoW0C9HsPmY4icJVqBDxeTRKr8Ge-S001VogxzxEKjRpdIRexdmhhGOeNKve2um6w/s320/78170674_10217982415646723_6349554237361356800_o.jpg" width="240" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">مؤلف الكتاب أ.زياد سلامة </td></tr>
</tbody></table>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وهذا يقودنا إلى واحد من
الأسرار التي تقف وراء الكتاب ألا وهو <b>شغف المؤلف بموضوعه</b>، وهو شغفٌ ظاهر وإعجابٌ
لا يخفى تنطق به الحروف، وما خفي منه تفضحه السطور.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">فالمؤلف يحب ما يكتب عنه؛
لا يبتغي من ورائه ترقية أكاديمية ولا شهرة دنيوية، ومثل هذا العمل الذي يقف وراءه
سرُّ الشغف -برأيي الشخصي- هو من الأعمال التي تبقى؛ فالعمل الصادق الذي يصدر عن
قلب صاحبه وروحه حقيقٌ بأن يكون له وقعُه المختلفُ جداً في وجدان القرّاء
وأرواحهم. فهو كتاب للمتعة المعرفية أولاً وربما آخراً.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">كما يمكن للكتاب باستعراضه
أعمال وليد سيف وإبداعه الفني والفكري، يمكن له أن ينزل منزلاً حسناً في المكتبة
التاريخية التي قد تفتقد أحياناً إلى التجرد والموضوعية، فإنْ كان التاريخُ يكتبه
المنتصر وقد لا يكون صادقاً دائما، فإن الحقيقة يكتبها المخلصون وهي الباقية
أبداً، لذا لا بد للأصوات الأخرى أن تعلو في فترة زمنية كانت تموج بأهلها موجاً؛
وهذا ما تتيحه لنا أعمال د.وليد سيف المتنوعة والتاريخية منها خاصة.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وسرُّ الشغف بموضوع الكتاب
كان هو الذي دفع المؤلف إلى التتبع والاستقصاء الذي غلب على منهج العمل فيه، فإن
إعجاب أ.زياد سلامة بإبداع د.وليد سيف حملَهُ على تتبُّع أعماله المختلفة في
بواكير نشأته ومتابعتها، بل حتى تلك الأعمال التي يفكر في تقديمها ولما تتم!! واستقصى
كذلك أفكاره المختلفة في شؤون عديدة في التربية والسياسة والثقافة والنهوض والتخلف
....وما ترك المؤلفُ صغيرةً ولا كبيرةً عن أعمال سيف وأفكاره إلا وأتى عليها في
إشارةٍ أو عبارة. ودعا في ختام جهده إلى جمع أدب د.وليد سيف ونشره من جديد في
أعمالٍ كاملة تتاح للمعجبين.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">ويبدو الشغفُ أيضاً في قرب
صاحب السيرة من نفس المؤلف، فهو قريبٌ من صاحب السيرة قرباً أكبر من مجرد إعجاب
بأعماله، بل إنني توهمتُ أنني رأيتُ بينهما بعض التوافق -رغم أنني لا أعرف المؤلف
شخصياً- بما يجعل انجذاب المؤلف تجاه صاحب السيرة مفهوماً.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">ويغدو "حارسُ
الذاكرة" مسلسلُ "<b>التغريبة الفلسطينية</b>" ومن ورائه القضية
الفلسطينية بمحمولاتها ورموزها- علامةً بارزة وسرّاً من أسرار الكتاب؛ فهو كلمة
مفتاحية في استعراض أفكار عديدة حول د.وليد سيف وأعماله. إذ تستقبلك عتبةُ الكتاب
الأولى بصورة تعلو الغلاف لمشهدٍ من مسلسل "التغريبة الفلسطينية" يحيلك
إلى رأيٍ تستبطُنه الصورة: بأن المقاومة هي طريق التحرير، كما كانت التغريبة أيضاً
أول ما افتتح به المؤلفُ كلامه في تقديم الكتاب، فكانت سرّاً حاضراً وراء إخراج
هذا العمل التوثيقي لمسيرة د.سيف الإبداعية والفكرية. <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وقد حضرت "<b>التغريبةُ
الفلسطينية</b>" في مواضع عديدة من الكتاب أحياناً عفو خاطر المؤلف، كأنه لا
يملك منها فكاكاً فكانت مضربَ المثل وموضعَ الاستشهاد والتمثيلِ في صفحات عديدة،
حتى عند الحديث عن الحياة العائلية للدكتور سيف تحضر شخصياتٌ من "التغريبة
الفلسطينية" تطابق شخصيات مرَّت في حياته. فكانت التغريبة حقاً القمرَ الذي كاد يسقط في
البئر. .. وانتشله د.وليد سيف من الهلاك. <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">*************** <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">أما مصادر الكتاب فغنية
ومثيرة، وقد استقصى فيها المؤلفُ موضوعَ كتابه، وقاربت مئة وخمسين ما بين مصادرَ
ومراجعَ ومقالاتٍ ومقابلاتٍ ولقاءات... هذا مع الإشارة إلى حوار المؤلف مع صاحب السيرة
د.وليد سيف ومراجعته الشخصية للمسوّدة قبل نشر الكتاب.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">ومن المفيد هنا التذكير بأن
الكتابة الجديدة للتاريخ التي أشرتُ إليها آنفاً تستدعي أيضاً المصادر الجديدة؛
فقد وسَّع التاريخ الجديد أفق التوثيق لأبعد من النصوص المكتوبة فقط، فغدت
المقابلات الصحفية مع الشخصية موضع الدرس، واللقاءات التلفزيونية وحوارات
المنتديات بل وحتى المنشورات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي –بدتْ كلُّها
جديرةً بالاهتمام والمرجعية في بناء هذا العمل.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">بل إن الكتاب في تنوُّع مصادره قد اقترب من "<b>الرواية
الرقمية</b>" لكنه بقي على الورق؛ فالرواية الرقمية تفتح لك آفاقاً قد لا
تنتهي من الروابط الإلكترونية التي تأخذك من نافذة عبر أخرى إلى نوافذَ جديدة،
لكنها جميعا في كتاب "<b>وليد سيف أديباً ومفكراً</b>" تنفتح على فضاءٍ متّسق،
وتدفعك هذه المصادر الغنية إلى التوسع في البحث عن وليد سيف وأعماله، فكل إحالةٍ
في حواشيه تزيدك فضولاً لمزيد من المعرفة، بقراءة مقالةٍ عن د.وليد سيف، أو متابعة
برنامجٍ وثائقي عن أعماله، أو الإنصات إليه في لقاء تلفزيونيّ، أو ربما العودة
-بفضل اليوتيوب- لمشاهدة أعماله الدرامية التاريخية المتميزة مرةً تلو مرة.. وهو
ما حصل معي شخصياً قبل أربع سنوات..إذ تفرّغت في بضعة أيام خلال إجازة الصيف فقط
لمعاودة متابعة حلقات الثلاثية الأندلسية الرائعة، التي يعُدُّها بعض النقاد أبرز
عملٍ فني تاريخي في العالم العربي اليوم- ولا أنسى أن وقعها في قلبي كان لذيذاً
وطيباً كمثل وقعها أول مرة .. وكمثل وقعها كلَّ مرة.<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhBSMn2cW21t47OK0KjZ-2-Cobm0XATMiQtpjlHLC2xhfQuUTn7fDOeJvLbmBw0wEVtl-6bQxPNsgyifRdvxv1Il7VVqAuo6kHTaXb3UkBkYJSWQvQ9mbMNI3yx75DXkl39k9awr5pAfNA/s1600/78891908_2464506910469330_5465767770207551488_n.jpg" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="855" data-original-width="1600" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhBSMn2cW21t47OK0KjZ-2-Cobm0XATMiQtpjlHLC2xhfQuUTn7fDOeJvLbmBw0wEVtl-6bQxPNsgyifRdvxv1Il7VVqAuo6kHTaXb3UkBkYJSWQvQ9mbMNI3yx75DXkl39k9awr5pAfNA/s400/78891908_2464506910469330_5465767770207551488_n.jpg" width="400" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">المتحدثون في إشهار الكتاب (من اليمين): د.رائد عكاشة، أ.فداء الزمر، المؤلف أ.زياد سلامة، د.رشأ الخطيب</td></tr>
</tbody></table>
<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وهكذا يصح أن نقول في
الكتاب إنه <b>يؤسس لقاعدة معرفية شاملة عن شخصية د.وليد سيف وأعماله</b>، ويقدم
للمهتمين مفاتيح لبحوثٍ لاحقة جديدة حول شخصية تزيدك جوانبُها المنكشفةُ أمامك
رويداً رويداً- تقديراً وامتناناً لكل هذا الإبداع والجمال الذي سكبتْهُ على
تاريخنا فعادت إليه الحياة.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;"> ***********
<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وهو ما يدفع بي إلى تأكيد ما
عرضَ له الكتابُ في صفحته الأولى، من أن الأعمال الدرامية (17عملاً) التي قدَّمها
د.وليد سيف- وجمع فيها بين الأدب والتاريخ والدراما- <b>تعد علامة فارقةً وفتحاً
جديداً في الأدب التلفزيوني أو الأدب الدرامي</b>، ونحن نعلم تحديات التأليف في
الأدب الدرامي؛ فليس من اليسير الجمعُ بين الكلمة المكتوبة -والمقروءة التي يقوم
عليها الأدب، وبين التمثيل-والمشاهدة التي تقوم عليها الدراما، وقد نجح د.وليد سيف
وفريق العمل التمثيلي في هذا نجاحاً لا يدانيه نجاح. والشواهد على هذا النجاح ما
تزال ساطعة ببيانها.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">مما يجعل سؤال أ.زياد
سلامة مؤلف الكتاب : <b><i>هل خسرنا شاعراً وكسبنا كاتب دراما</i>؟</b> تقريراً
لحقيقةٍ يميل إليها كثيرٌ من جمهور الشاشة والدراما، وقد طغت الصورة المتحركة والتقنيات
البصرية السينمائية على معظم الجوانب الإبداعية في الأجناس الأدبية والإبداعية
الأخرى. وتأكيداً لحقيقة ازدحام المواهب الفنية لدى د.سيف الذي اختار طوعاً مغادرة
الشعر، الذي لا يحتمل منافسة نشاط إبداعي آخر!<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وعلى الرغم من أن <b>سيف قد
غادر الشعر إلا أن لغة الشعر لم تغادره</b>، وهي ساكنة في عبارات الشخصيات التي
قدمتْها أعمالُه الدرامية. وقد حقق من خلالها هدفاً عصياً من حيث وصول اللغة
العربية الرفيعة الأدبية إلى جمهور الناس، على اختلاف مشاربهم وأذواقهم، حتى غدا
الحوارُ عنده يتطلب متلقّياً -من طراز خاص- متلقّياً حريصاً على ألا تفوته كلمةٌ
أو تفصيلٌ من تفصيلات المشهد... فكان أن غادر الشعرَ إلى الدراما، لكنه حمل الشعرَ
إليها.. في السيناريو والحوار لكل ما أبدع.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">وليس هذا فقط، بل لقد نجح
وليد سيف في أن يجعل <b>الشخصياتِ تنطق بعباراتِ عصرها وتُضْمِرُ مفاهيمَ عصورِ
غيرِها:</b> فهي تنطق بلغة عصرِها هي لكننا نفهمها بمنطق عصرنا نحن. بل إنه أنطقَ
أبطالَه من مختلف العصور بأفكاره هو، ومن يتمعن في عبارات شخصياته يدرك أن كاتبها
يقدّم أفكاره لا بل إنه يقدم نفسه بقوة في أعماله! فلا يعود الممثلون هم نجوم
العمل فقط، بل يزاحمهم في هذا كاتبُ المسلسل أيضا.. وهكذا صرنا نرى شهرةً لكُتّاب
الأعمال الدرامية بين الجمهور، تعادل نجومية الأبطال الذين يؤدون عباراته وأفكاره
على الشاشة وشهرتهم. <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span style="color: #0b5394;"><b><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;">ولم تعد الأعمال الدرامية
التاريخية مجرد متحفٍ للمادة المعرفية التاريخية</span></b><span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"> <b>الميتة</b>، بل دبَّت الحياةُ فيها، وصار العملُ
الدراميُّ التاريخي على يديه يمنح المشاهدين قيماً فنية تتجاوز الزمان والمكان،
إلى الأفق الإنساني الرحب دون تعسُّفٍ وبلا فجاجة! <o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">إن نجاح وليد سيف في هذا
الجنس الأدبي على <b>نحوٍ متفرد</b> - فعلى حد علمي ليس هناك كاتب يساويه في إبداع
الحوار والسيناريو في الأعمال التاريخية العربية بهذا الإتقان- إن هذا النجاح
يردُّنا إلى <b>أن سرَّ الفن الجميل لدى سيف هو امتلاكُهُ لموهبةٍ حقيقية، إنها إبداعُ
الكتابة...</b> وهي جوهر تجليّاتها التي تُبـهرنا وتزيدُ إعجابَنا بما يُقدِّم.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">
<span lang="AR-AE" style="font-family: "sakkal majalla"; font-size: 22pt; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394;">************</span><o:p></o:p></span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-62894304058473080812019-12-03T10:45:00.003+02:002023-04-08T10:26:40.292+03:00يوماً ما ...<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="color: #0b5394;">بقلم: أحمد خيري العمري</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك..</span><br />
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiNfynavIfHNXz3PZ6S61s44AGrLpNOUU5Ue0iwZC4mgk2gQ4_RU-rf3-Gb9ag-v2MeFs7QQeLYkNnhOR81TPAHG1xI3MbJ_naQcopla8x5GZ3Z4XkDp5b5yHOdGlISCBCiX7UZCMntsqk/s1600/14322544_10210605361188868_5071990533430437091_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="386" data-original-width="540" height="228" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiNfynavIfHNXz3PZ6S61s44AGrLpNOUU5Ue0iwZC4mgk2gQ4_RU-rf3-Gb9ag-v2MeFs7QQeLYkNnhOR81TPAHG1xI3MbJ_naQcopla8x5GZ3Z4XkDp5b5yHOdGlISCBCiX7UZCMntsqk/s320/14322544_10210605361188868_5071990533430437091_n.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">سيفاجئك وجه ما في المرآة!</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ستقف عنده..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأنت تدرك أنه وجهك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكنك لوهلة، ستسأل نفسك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل هذا أنا حقا ؟</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بين الثلاثين والأربعين، عندما يكون ما قد ذهب من عمرك -على الأغلب- أكثر مما سيأتي،<span><a name='more'></a></span> ستقف لتشاهد وجهك في المرآة، كما لو أنك تراه للمرة الأولى..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">سيداهمك شعور غريب..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كما لو أنه ليس الوجه فقط هو الذي تراه لأول مرة، بل الشخص الذي خلف الوجه أيضا.. كما لو أنك تتعرف على هذا الشخص الذي هو أنت لأول مرة..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك، وأنت تقف أمام المرآة، ستدرك أنك استنفذت الحد الأعلى من خياراتك، وإن كل شيء من الآن فصاعدا، سيكون أقل، وأقل.. وأقل..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك، ستلاحظ أن الزمن بدأ يترك بصماته على ذلك الوجه في المرآة..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ربما لا يكون ذلك واضحا جليا للجميع..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لكن، ها هو الزمن، الذي كنت تعتبره حليفا قبل فترة قصيرة، ها هو يتخلى عنك، ويترك نذره كما لو كانت توقيعا على وجهك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما كان نجاحك كاسحا..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أو فشلك كسيحا..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ستقف أمام المرآة، وسيداهمك ذلك السؤال الصعب..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل هذا هو الشخص الذي كنت تريد أن تكونه قبل عقد أو أكثر من الزمان؟</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">عندما كنت أول الطريق..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أول شبابك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما كابرت..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما أنكرت...</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما كنت قد حققت وأنجزت..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">مهما كنت تحب أولادك وأسرتك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فإن ذلك كله لن يشبه ما كنت تريد أن تكون عندما كنت لا تزال في البداية..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ذلك الوجه في المرآة، سيقول لك بلا مجاملة، أنك ابتعدت كثيرا عما أردته.. وأن إنكارك لذلك محض مكابرة، وأنك لو التقيت بذلك الشاب الذي كنته لأنكرك ولرفض الاعتراف بك</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يوما ما في حياتك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">سيكون كئيبا، لا لشيء، إلا لأنك التقيت بشخص ما في المرآة، وكدت أن لا تعرفه..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">*****************</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ويوما ما في حياتك، ستشيح بوجهك عن الوجه الذي في المرآة.. وستقول لنفسك، أن هذه كانت مجرد أحلام شباب وانتهت..</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEN0dvVSKpiZiQcK_EoKMj5pH-Rk1AN9-xYQypQKiCNneOLa3Q1Qpjftg0GXOyF3utpDveyODAIKrdoi4WFcHeGx0-dakdVsaqaE062U6Zu6rWaPNbZtF2N7MCNEgqxcecCysSNS7SdTM/s1600/%25D8%25A3%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A2%25D8%25A9.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="606" data-original-width="600" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEN0dvVSKpiZiQcK_EoKMj5pH-Rk1AN9-xYQypQKiCNneOLa3Q1Qpjftg0GXOyF3utpDveyODAIKrdoi4WFcHeGx0-dakdVsaqaE062U6Zu6rWaPNbZtF2N7MCNEgqxcecCysSNS7SdTM/s320/%25D8%25A3%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A2%25D8%25A9.jpg" width="316" /></a></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">المشكلة الحقيقية ليست هنا، إذا كنت قد اكتأبت عند رؤيتك للتناقض والاختلاف، بين ما أردت أن تكونه قبل عقد أو عقدين من الزمان، وبين ما أنت عليه فعلا الآن، فالمشكلة ستكون أكبر وأكثر مدعاة للكآبة، إذا قارنت بين ما أنت عليه الآن، وبين ما كان يجب أن تكونه...</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لا أقصد ما أردت أن تكون..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بل أقصد ما أُريد منك أن تكون..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أقصد المراد أصلا من كونك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من خلقك..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من أن تكون على الإطلاق..</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> </span><span style="color: #134f5c;"> من: "القرآن لفجرٍ آخر"</span><br />
<br /></div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-78687682301152978762019-11-29T08:17:00.003+02:002019-11-29T08:17:53.527+02:00قراءة في كتاب «أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي/ أفوقاي»<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">بقلم : ماجد ذيب غنما</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;">جريدة الدستور</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394;"><a href="https://bit.ly/35KKChf" target="_blank">https://bit.ly/35KKChf</a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg8N27wb_3gF1ueqm4MMD8bmSHxds61ybb0JJkjaT0rxmBAttBYLBQTMIB99ByW4JiqX1fLIgH3P4N-IMAMKGE6y2fDjyZxwBQNBJcG5VnkNr0gSDeA3caSitULdgUJ6wRgRwIA9wIJoYE/s1600/26731356_10215439560920840_3637247808596273861_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="640" data-original-width="960" height="265" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg8N27wb_3gF1ueqm4MMD8bmSHxds61ybb0JJkjaT0rxmBAttBYLBQTMIB99ByW4JiqX1fLIgH3P4N-IMAMKGE6y2fDjyZxwBQNBJcG5VnkNr0gSDeA3caSitULdgUJ6wRgRwIA9wIJoYE/s400/26731356_10215439560920840_3637247808596273861_n.jpg" width="400" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذا الكتاب للدكتورة رشأ الخطيب هو دراسة تاريخية لسيرة أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي «أفوقاي» الشخصية الأندلسية الموريسكية، المترجم والرحالة والسفير الذي عاش في المرحلة التاريخية الحرجة والمؤلمة التي اعقبت سقوط غرناطة وانحسار الحكم العربي عن الأندلس، والكتاب محاولة جادة لملء فجوة في المكتبة العربية حول هذه الشخصية الموريسكية الشهيرة .</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يضم الكتاب فصولا متعددة من سيرة أحمد بن قاسم ومصادر دراسته ومنزلته في تاريخ الاستشراق وعن ثقافته ونشاطاته العلمية والجدلية وعن أعماله العربية التي تعد تمثيلاً للنشر الموريسكي العربي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">احمد بن قاسم هو اكثر الشخصيات الموريسكية شهرة بين الباحثين اليوم، وقد عرفه المغاربة باسم الشهاب وعرفه الإسبان باسم بيجيرانه وهو الاسم الذي عُرف به في اسبانيا؛ إذ اضطر الموريسكيون إلى ان يحملوا اسماء اسبانية يعرفون بها بين الناس إلى جانب اسمائهم العربية التي كانوا يتعارفون بها فيما بينهم في الخفاء من السلطات الاسبانية بعد القرارات الملكية الاسبانية التي صدرت وكانت تمنعهم من استعمال اللغة العربية والمظاهر الاسلامية كالأزياء والاسماء وغيرهما.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تذكر المؤلفة في كتابها أن احمد بن قاسم الحجري ولد في قرية من قرى غرناطة اسمها الحجر الاحمر التي ينتسب إليها، ونشأ في الاندلس وعانى ما عانى منه الموريسكيون بعد نحو قرن من سقوط غرناطة. وقد تنقل في عدد من المدن منها اشبيلية ومدريد وغرناطة ثم رحل مهاجراً بدينه كما تقول المؤلفة إلى المغرب على الرغم من مكانته عند الاسبان وذلك عام 1598م -1007هجرية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بعد وصوله إلى المغرب وكان في الثلاثين من عمره تزوج من ابنة أحد قادة ثورة البشرات وله من الأولاد ولدان وبنتان، وقد عمل في الترجمة في بلاط السلطان المغربي بعد استقراره في مراكش زمناً طويلاً من العام 1598 وحتى عام 1636 ميلادية. وكان ابرز حدث له في تلك المرحلة من حياته سفارته لنحو سنتين عن السلطان المغربي إلى فرنسا وهولندا بصفته ترجماناً في بلاطه وبصفته اندلسياً يفصل في قضية نهب حوائج للموريسكين تعرضوا لها من بعض السفن الفرنسية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> وقد التقى اثناء رحلاته في اوروبا إلى جانب مهمته الرئيسية لاسترجاع حقوق الموريسكيين المنهوبة، ببعض العلماء والمستشرقين الأوروبيين وجرت له معهم مناظرات ومحاورات دينية كانت مثار اعجاب من استمعوا إليه، وقد ذهب الحجري سفيراً في هذه الرحلة برفقة خمسة رجال من الأندلسيين المنهوبة حوائجهم من أهل الخير والدين كما يقول والتقى بأحد أمراء هولندا في مدينة لاهاي الذي منح كلا منهم توصية خاصة للسفر وهدايا فاخرة حتى تمت عودتهم إلى المغرب بأمان.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بعد ذلك شد الرحال إلى الحرمين الشريفين سنة 1046 وتوقف في طريق عودته إلى المغرب بمصر والتقى بعلمائها من الازهر ومنهم شيخ المالكية الذي اشار عليه بتدوين رحلاته، وبعد اقامة فترة في مصر ارتحل إلى تونس التي استقر فيها كثير من الموريسكيين الذين اتخذوها موطناً جديداً لهم، وتنقطع اخباره بعد هذا التاريخ وعمره قد تجاوز السبعين.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> من آثار احمد بن قاسم الحجري الاندلسي – أفوقاي – الباقية مختصر رحلته السفارية التي قام بها إلى فرنسا وهولندا 1611-1613 وسماها ناصر الدين على القوم الظالمين، والترجمة العربية التي قام بها لكتاب «في فن المدفعية» وبجانبها بعض رسائل شخصية له تكشف للقارئ صورة من اعمال الحجري بخط يده ونصوصا حية باقية من نثر ذلك العصر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا يعرف باي مكان مات أو دفن، وعلى الارجح أن ذلك كان بتونس التي استقر بها آخر ايامه ووصفها بأنها (مطهر الغرباء) وذلك في رسالته التي وجهها في آيار 1615م من باريس للموريسكيين في القسطنطينية كتب فيها أنه في كل الاوقات وبأي حال من الاحوال وحتى اليوم تونس هي افضل مستقر للأمة، وتقول المؤلفة أنه يقصدأمة الأندلسيين المهجرين من بلادهم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ما ذكرته سابقا عن احمد بن قاسم هو غيض من فيض، وعلى من يرغب بالمزيد من المعلومات والحقائق عن هذا الرجل وسيرته عليه أن يعود إلى فصول الكتاب: الفصل الأول بعنوان (احمد بن قاسم الحجري أفوقاي الأندلسي في الدراسات العربية والغربية) والثاني بعنوان (منزلة أحمد بن قاسم الحجري في تاريخ الاستشراق) والثالث بعنوان (ثقافة احمد بن قاسم الحجري أفوقاي الاندلسي من رحلته) والرابع بعنوان (من النثر العربي الموريسكي) وذلك لأن المقال والمجال لا يتسعان لذكر ذلك كله في هذه الكلمة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقيت ملاحظتان الأولى ان كلمة الموريسكي وتعني المسلم هو الاسم الذي صار يطلق على مسلمي الاندلس الذين آثروا البقاء وعدم الرحيل بعد سقوط غرناطة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والملاحظة الثانية ان كلمة أفوقاي التي عرف بها احمد بن قاسم تعني بالإسبانية المحامي، وهنا نكتشف ان احمد بن قاسم الحجري الاندلسي هو اول محام عربي في تاريخنا الحديث ولعل من واجب اتحاد المحامين العرب ان يقيم له نصباً تذكارياً كأول محام عربي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والجدير بالذكر أن كتاب الدكتورة رشأ الخطيب هذا حائز على جائزة ابن بطوطة للدراسات لعامي 2017-2018م في أدب الرحلة، وهو جهد وعمل رائع وإسهام في كشف بعض الجوانب الخافية من تاريخ الاندلس، ومحاولة ممتازة لإعطاء أكمل صورة ممكنة لافوقاي المحامي العربي رقم «1» كمثقف اندلسي من طراز خاص، وكل هذه أعمال رائعة تستحق المؤلفة الفاضلة عنها كل تقدير وثناء.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-91057236002975629232019-10-28T21:08:00.001+02:002023-04-08T10:28:07.878+03:00ولادة الفرد والصحافة والرأي العام: من المطبعة إلى الإنترنت<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">بقلم منى فياض</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">14 أكتوبر، 2018</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span id="goog_1477929790"></span><a href="https://www.blogger.com/"></a><span id="goog_1477929791"></span><a href="https://arbne.ws/2lzHhjg" target="_blank">https://arbne.ws/2lzHhjg</a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">يقصد بالصحافة المكتوبة، عموما، مجموع وسائل النشر والإعلام المكتوب، أي الصحف والمنشورات الدورية إضافة للمنظمات المهنية المرتبطة بها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">واقعتان خلف ولادة الصحافة؛ اختراع المطبعة ونشر الدوريات. لكن المنشورات الأولى التي ظهرت في البداية قبل الصحافة كما اعتدنا عليها، لم تكن أخبارا، بل<span><a name='more'></a></span> كتيبات من أربع صفحات تصدر بالمناسبات، للتشهير والهجاء وأخبار القيل والقال والمذكرات، وإعلانات وتقاويم وأجندات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">منذ بداية الأنوار وحتى القرنين السابع عشر والثامن عشر، ظل جزء من الأنباء منسوخا باليد، خصوصا الصحافة السرية. ولم يكن نشر مقالات تحليلية معمقة مع تعليقات ومواقف سياسية أو دينية معروفا؛ فقط ملخصات من كل نوع وأخبار آتية من أوروبا كأخبار القرصنة في المتوسط. فقبل اكتشاف الطاقة البخارية لم يكن انتقال الأخبار بسرعة ممكنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">ما يميز الديموقراطية الأميركية أيضا معيار هيكلية الأدوار وفصل السلطات الذي يحفظ درجة الاستقلال الذاتي لوسائل الإعلام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">عندما ظهرت الدوريات في نهاية القرن السادس عشر، كانت في معظمها شهرية وهدفت لإشباع عطش المعرفة والاطلاع لقراء تلك الحقبة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">أول دورية مطبوعة، صحيفة من أربع صفحات اسمها Relation صدرت في ستراسبورغ عام 1605 بالألمانية. لكن القرن التاسع عشر هو قرن انطلاق الصحافة المكتوبة بامتياز؛ فإذا كانت مطبعة غوتنبرغ (1438) سمحت بإطلاق النصوص المطبوعة في جميع أنحاء أوروبا، فإن الثورة الصناعية وتطوير تقنياتها هي التي سمحت بنمو الصحافة، خصوصا مع ظهور الطباعة الدوارة 1860. وهو ما حول الصحافة إلى صناعة حقيقية. فظهرت مهنة الصحافي والوكالات الصحافية. وازداد سحب الصحف من 36.000 عام 1800 في باريس إلى مليون عام 1870.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">دور المطبعة: القراءة الصامتة وبروز الفرد</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">لا بد هنا من الإشارة إلى أن التغيير العميق الذي أحدثته الطباعة في جعل الكتاب في متناول القارئ العادي بعد أن كان حبيس الأديرة والمكتبات الخاصة، ساهم بانتشار الكتب وشيوع القراءة. الأمر الذي كان له التأثير العميق على البنية النفسية للإنسان الغربي. فتوسع الألفبائية سمح بانتشار القراءة الصامتة، التي تعتبر الشرط الضروري لظهور الحميمية الفردية ولإيجاد علاقة شخصية بالنص المكتوب فيتحرر الفرد من الوسائط القديمة المعتمدة على الشفهي والسمع. تخلص الفرد من رقابة الجماعة سمح له بالانعكاف على الذات وبالقراءات السرية والممنوعة واستطاع تكوين فكرته الخاصة عن العالم واكتساب معارف تجريبية وشخصية. تخلص الفرد بذلك من الآراء المسبقة والتأويل المعتاد والجماعي، ما ساعده على تشكيل ثقافة واسعة وثقة بالنفس وإحساسا بالنضج. وهذا ما ينمي الحس النقدي والاستقلالية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">لذلك، تعامل القراءة الصامتة كأداة تهديد تطاول نسيج الجماعة وجسدها وتهدده بالتمزق: ماذا تفعل وحدك في عزلتك مع كتاب؟ ألا تضجر؟ العزلة مخيفة ومثيرة للشك! ومصدر الخوف منها أنها منبع قوة هائلة! القراءة الصامتة تعد أحد شروط بروز الفرد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">ارتباط الصحافة بالفرد والرأي العام</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">كوّن بروز الفرد عاملا أساسيا في تشكّل الرأي العام الذي تعد حرية الصحافة أحد أهم شروط وجوده. فأحد عناصر بروز الديموقراطية في المجتمع الأميركي الخام يكمن في ظهور الحياة الخاصة للفرد المتميزة عن الحياة العامة. وكما أن للصحافة، برأي المؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل، دورا مهما في المجتمع الأميركي الشاب في تصويب الديموقراطية، كذلك فإن تدفق الحياة السياسية في جميع أنحاء البلاد ينعش الصحافة، التي تقوم بوصل "السياسي" بالآراء الفردية. وذلك يعود إلى اللامركزية الإدارية التي جعلت المساواة متجذرة في العادات الفردية؛ فالفرد يمارس المواطنية والرقابة انطلاقا من أصغر بلدية إلى الدوائر الأعلى. يربط توكفيل بين هذه اللامركزية والحرية؛ لأن الحرية السياسية لا يمكن أن تعيش إلا عندما تمارس على المستوى المحلي. وقد يضعف العدد الكبير للصحف تأثيرها الفردي، لكنها بمجموعها تصبح القوة المؤثرة الأولى.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">والمقصود بالمساواة هنا ليس المادية فقط بل الفكرية أيضا. الإنسان ـ الفرد في الديموقراطية يثق بحكمه الخاص. ولهذا يكتسب رأي الآخر أهمية أقل ويجد المنطق الديموقراطي نفسه مرتبطا بنفسه فقط. وتتموضع السلطة القوية في الرأي العام. ولا تفهم الديموقراطية حينها كنظام سياسي بل كحالة اجتماعية، في عادات السكان وتقاليدهم وفكرهم. وهذا هو دور الصحافة المحوري.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">فالمشاركة السياسية المباشرة كما كانت معروفة في المجتمعات القديمة لم تعد هي معيار الحرية السياسية التي تحولت إلى حرية فردية. وجد توكفيل أن روح الصحافة في فرنسا هي النقاش بعنف أو بلاغة، لكن لمصالح الدولة العليا. بينما في أميركا تهاجم الصحافة السلطة بجرأة ودون هوادة لأنها مستقلة عن السلطات.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">ما يميز الديموقراطية الأميركية أيضا معيار هيكلية الأدوار وفصل السلطات الذي يحفظ درجة الاستقلال الذاتي لوسائل الإعلام. ومن هنا تأتي قوة الصحافة في أميركا وتأثيرها في ممارسة الرقابة على السلطات السياسية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">لذا لا يأبه الصحافي للإغراءات ولا التهديدات طالما أن قانون دولته يحميه ويكفل له حرية نقل الحقائق والآراء كما هي لا كما يشتهيها البعض.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">كلما انفتحت المجتمعات وتحولت نحو الديموقراطية الحقيقية، كلما احترمت حرية التعبير وتسهيل الاتصال، ما يمكّن من الضغط من أجل شفافية أكبر ومن أجل إلزام جميع المسؤولين باحترام إرادة الناخبين وإخضاعهم للمحاسبة الدائمة، وليس فقط عبر صناديق الاقتراعات التي تجرى دوريا وتخضع لحسابات المصالح.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">الإنترنت هو أكثر من أداة جديدة للاتصال. إنه أداة تحول العالم وهذا التحول لم ينته بعد</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">في المقابل، لا يزال الإعلام العربي يفتقد إلى بديهيات الحرية ولاسيما في ما يتعلق بالشأن السياسي. فالصحافي مقيد في معظم الدول العربية لأن الصحافة تخضع لرقابة السلطات المحلية وطالما كانت أقرب إلى البروباغندا منها إلى الصحافة الحرة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">فبعد أن فطنت الأنظمة لأهمية الإعلام، كونه جزءا من صناعة القرار، في المؤسسة السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ سوقت لأيديولوجيتها ولسياساتها وعمدت إلى اعتماد الإعلام الموجه والتشهير بخصومها. فوظيفة الإعلام الموجه حظر الحريات وتكميم الأفواه وغسل الأدمغة؛ وعند وجود صحف معدودة مسيطر عليها تزرع الأفكار نفسها في ذهن الملايين، فعلى الحرية السلام.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">والهدف من كل ذلك خنق إمكانية التأثير في الرأي العام. فكلما ضاقت الفجوة بين الإعلام والرأي العام كلما عبر ذلك عن صدقية الإعلام والعكس صحيح. فالإعلام انعكاس للواقع السياسي، ولا يمكن أن تقدم وجبة صحية إذا كان مطبخك تعوزه المواد الجيدة والتجهيز الجيد. ولا زال محمد سعيد الصحاف وقبله أحمد سعيد حاضرين في ذاكرتنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">لكن التقنيات الرقمية غيرت جذريا أنماط المشاركة وأشكال الحركة؛ فوسعت المجال العام، وخلخلت الهرميات المستقرة والبطريركية وفتحت ثغرات في جسم التجمعات ذات الامتيازات وشجعت التواصل وكونت كتلة رأي عام في المجتمعات ما فتح المجال للفاعل السياسي والمدني.. إنها حركية مجتمعية تنقلنا لا شك إلى زمن جديد. فسرعة تبادل الاتصال والمعلومات تجعل العالم أصغر فأصغر، ولهذا تأثيره الكبير على سلوكنا الشخصي والمهني.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">تفتح الوسائط المجال العام أمام الجميع، دون تمييز، لإسماع أصواتهم وما تحمل من أفكار وتصورات. ووجهات نظر ظلت مهمشة، خصوصا في الفضاء التقليدي لأنظمة الاستبداد ومن هنا يشار إلى دورها في الثورات العربية. فعندما ينعدم وجود رأي عام فعلي يشارك في السلطة عبر الآليات الديموقراطية ويؤثر فيها، تصبح الثورات هي التي تعبر عن عدم الرضا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;"><br /></span></div>
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-family: "noto naskh arabic" , "verdana" , serif; font-size: large;">الإنترنت هو أكثر من أداة جديدة للاتصال. إنه أداة تحول العالم وهذا التحول لم ينته بعد.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-26381873376892713702019-10-16T09:33:00.002+03:002023-04-08T10:28:27.761+03:00رحلة في " أسرار باريس"<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #660000; font-family: "georgia" , "times new roman" , serif; font-size: large;">بقلم: رشأ الخطيب</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> لم تعد الكلمات اليوم كافية للتعبير عن الارتحال فيما نطلق عليه (أدب الرحلة)...<br />إن رحلة اليوم كما يمارسها الناس لا تكون مكتملة بلا (كاميرا)...يلتقط الرحالة اليوم صوراً في رحلاتهم أكثر مما يكتبون عنها، حتى الكُتَّاب منهم، فكيف يمكن للكاميرا أن تحلَّ محل القلم في أدب الرحلة اليوم؟<br />إن هذا كله يدعونا إلى أن ننظر إلى أدب الرحلة بعين نقدية جديدة.. ويدعونا إلى أن نرى أدب الرحلة في أعمال إبداعية متنوعة منها مثلا هذا البرنامج، فإنه<span><a name='more'></a></span> استغرق معظم جوانب أدب الرحلة في كشفه لـ"أسرار باريس" وأسرار مدنٍ أخرى..</span><span style="color: #660000; font-family: "georgia" , "times new roman" , serif; font-size: large;"> </span><span style="color: #0b5394; font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe allowfullscreen="" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/WiFwShgtEFQ/0.jpg" frameborder="0" height="266" src="https://www.youtube.com/embed/WiFwShgtEFQ?feature=player_embedded" width="320"></iframe></div>
<br /></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large; text-align: justify;">منذ أكثر من سنة استوقفني برنامجٌ ممتع جذاب على القناة العربية لـ فرانس24، تمتد الحلقة الواحدة منه لاثنتي عشرة دقيقة تقريبا تُقَــدَّمُ فيها أسرارُ العاصمة الفرنسية كأنها قطعة شوكولا فاخرة تأخذك بمذاقها الساحر، إنه "أسرار باريس" التي تحكيها لنا الإعلامية تاتيانا خوري. وهو برنامج بدأ بثُّه عبر القناة في أغسطس/آب 2014، وهو من البرامج الباهرة شكلاً ومضموناً ومن برامج ما يمكن وصفها بـ"السهل-الممتنع" التي تستعصي غالباً على العاملين في حقل الإعلام الثقافي إلا المبدعين.</span><br />
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2emqnqhA75p6zxpkHPPKTr7X2weX2E0MdA-SP-Ei2SwxlYdEZCpPjuBkomrfskucpR53ZKv-0XwQP81FFOO1zK3pa92oovR_O02vb06d5fdKr_RMpYM0PsIdyjSRgy99chCNLPfJ1U3M/s1600/921G-N4i_400x400.jpeg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" data-original-height="400" data-original-width="400" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi2emqnqhA75p6zxpkHPPKTr7X2weX2E0MdA-SP-Ei2SwxlYdEZCpPjuBkomrfskucpR53ZKv-0XwQP81FFOO1zK3pa92oovR_O02vb06d5fdKr_RMpYM0PsIdyjSRgy99chCNLPfJ1U3M/s320/921G-N4i_400x400.jpeg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;"> تقوم كلُّ حلقةٍ فيه على تقارير عدة عن الموضوع، وزيارات لأماكن ومعالم تتصل به، ومقابلات مع متخصصين ذوي صلة فيه، إلى جانب أرشيف ضخم وثريّ من الصور والأفلام الحقيقية والتصويرية، إلى جانب الصور المحرَّكة بتقنية لطيفة تشفع الحدث فتجعله قارّاً في الذاكرة .</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والأسرار الباريسية الغامضة التي تقدمها تاتيانا- هي حفرٌ لذيذ ساحر في التاريخ الاجتماعي للمدينة التي يحلم كثيرون بزيارتها، وقد تُغنيـهم متابعةُ الحلقات عن زيارتها حقيقةً، أو ربما تأخذهم إلى إنفاق ما يملكون في سبيل رحلةٍ يكتشفون فيها أسرار باريس بأنفسهم.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولا أظن أن البرنامج قادر على ذلك التأثير الساحر- لولا الإعداد والإنتاج والإخراج الاحترافي المتميز، والتقديم الرشيق الذي تُضفي فيه تاتيانا خوري على البرنامج برقّة أدائها- خفةَ ظلٍ في الحضور، وفخامةً في المعنى، وعمقاً في المحتوى يليق ببرنامج ثقافي قريب من قلوب المتابعين. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إذ سرعان ما تأخذك أجواء البرنامج الممتع الذي لا يسمح لك بالإنصات إليه وأنت مشغول بشيء آخر، بل أنت مدعوٌّ إليه كلُّك كي تتابعه بحواسك جميعا؛ فلا تفوتك ملاحقة الأماكن والمشاهد بعينيك، والاستمتاع باللوحات المنتقاة بعناية وبحركتها المنتجة بحرفية عالية لتدعم الفكرة المعروضة، ولا يفوتك الاستماع بأذنيك إلى الألحان الفرنسية، ولا يفوتك فوق ذلك مذاقُ حلاوة منطق تاتيانا وأدائها الإذاعي... بما يجعل لوحات البرنامج مشاهدَ متكاملة، غنيةً بمعالم العاصمة الفرنسية وتفاصيل شوارعها وأهلها وزوّارها... وأسرارها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وأسرار باريس كثيرة ؛ فيها مما يخطر على بالك ومما لا يخطر، إذ تقودك تاتيانا في كل حلقة كي تكشف سراً لا يعرفه غيرك، فتنتقل بك من أشهر الحلويات الفرنسية، إلى الخبز الذي جنَّن الفرنسيين، إلى موضة مشدّات القوام التي خطفت أنفاس الفرنسيات، وإلى زمن الباروكات الشاهقة ومساحيق التجميل السامة، ثم تراها تحدثك عن تاريخ النظافة والاستحمام لدى الفرنسيين بعد أن تدرك مدى قذارتهم التي كانوا عليها!! </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وتمضي بك من سرٍّ إلى سر... لتقودك إلى متاحف الجنون والأمراض والأدوية وطب الأسنان وإنارة الشوارع.... ثم تعود بك إلى أسرار العشق والغزل والحب في العاصمة الفرنسية، ومنها إلى أسرار أعراس الملوك وأحضان الفضائح التي ارتمى فيها رؤساء...! فإذا تمَّ ذلك رجعتَ معها إلى أقدار الملوك في تنبؤات المنجمين، وإلى المجانين الذين حكموا فرنسا، ثم إلى قصص الساحرات وتحضير الأرواح والطاولات الراقصة... إلى القصص التي تخفيها ساعات باريس وسطوح مبانيها وأبوابها السرية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ثم تهبط بك إلى مجارير المدينة، التي ستكون مضطراً لشراء تذكرة كي تشاهد نفاياتها..جرائمها .. عيوبها.. وتغوص مع الغواصين كي تكشف غرائبها الراقدة في قاع نهر السين وفي السراديب والغرف التي تختبئ تحت المدينة... حتى تصل بك إلى النصاب الذي باع برج إيفل في مغامرة ممتعة لا تُنسىى.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كل هذا تدعوك إليه تاتيانا كي تعرف كيف وُلِد النور في عاصمة الأنوار..وكيف ستكون عليه باريس في عام 2050!!! فكأنك زرتَ باريس أو أكثر ... وفي ظني أن كل من زار باريس سيكتشف أنه فاته سرٌّ من أسرارها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وعندما تستغرقك متابعة حلقات عديدة من "أسرار باريس"، ستأخذك عينُ الرحلة إلى تأملاتِ مسافرةٍ مع البرنامج الذي يحطُّ رحاله كل حلقة في جانبٍ لا يراه المسافر الذي يزور العاصمة الفرنسية، ولا يقف على أسرارها الكثيرة المخبَّأة في صناديق التاريخ تنتظرنا كي ننفض غبارها ونرفع غطاءها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولقد كان نجاح الأسرار الباريسية سبباً في الكشف عن أسرار مدن أخرى، فاستمتعنا بـ: " أسرار القاهرة" و"أسرار عُمان" و"أسرار الجزائر"، وهي جميعاً مدنٌ حافلة بأسرار مثيرة يكشفها البرنامج.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #660000; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span dir="RTL" lang="AR-AE" style="font-family: "arabic typesetting"; line-height: 107%;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;">رابط حلقات "أسرار باريس" وأسرار المدن
الأخرى، على موقع فرانس24 </span></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://bit.ly/2lBC0aN" target="_blank">https://bit.ly/2lBC0aN </a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span id="goog_1526520428"></span><a href="https://www.blogger.com/"></a><span id="goog_1526520429"></span><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe allowfullscreen="" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/4TVadr_5yxs/0.jpg" frameborder="0" height="266" src="https://www.youtube.com/embed/4TVadr_5yxs?feature=player_embedded" width="320"></iframe></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<iframe allowfullscreen="" class="YOUTUBE-iframe-video" data-thumbnail-src="https://i.ytimg.com/vi/8J7geo4umHU/0.jpg" frameborder="0" height="266" src="https://www.youtube.com/embed/8J7geo4umHU?feature=player_embedded" width="320"></iframe></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-63539717002427914522019-10-11T22:06:00.002+03:002023-04-08T10:29:02.618+03:00رسائل الحب، تراث أدبي (يخيف) بعضنا كعرب!<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: غادة السمان</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">جريدة القدس العربي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">نحن لا نجهل «الهياج اللاعقلاني» الذي يثيره نشر رسائل حب بالعربية… وبالذات اذا كانت التي نشرت تلك الرسائل (انثى)… كأن حق (فضح) الحب يخص ذكور القبيلة وحدهم. ومن حق قيس دون ليلى!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgtk1bO0mRSukpO86FCEtHbFLiI9DIc7pLzPEHscNIn2RCuvzFzaVGrtBUvnfMOSdwQmlVcs9qcb8bHUMaO_PnfzUwIJZCWLRWwKrlPKONBQ6DpjNQkJy_VhNDSMp-W9LZbntuPsDqqFeA/s1600/old-letters_large.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="333" data-original-width="500" height="213" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgtk1bO0mRSukpO86FCEtHbFLiI9DIc7pLzPEHscNIn2RCuvzFzaVGrtBUvnfMOSdwQmlVcs9qcb8bHUMaO_PnfzUwIJZCWLRWwKrlPKONBQ6DpjNQkJy_VhNDSMp-W9LZbntuPsDqqFeA/s320/old-letters_large.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولكن الرسائل تلقي ضوءاً كشافاً استثنائياً على أعماق كاتبها/كاتبتها، وتعري الحقيقة الداخلية. والذين يحبون (تفصيل) حقيقة الآخرين على مقاس ازدواجيتهم ومصالحهم، يعادون رسائل الحب!</span></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ماريا: ماتت مضرجة بحبها!</span><br />
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ذكّرني بكل ما تقدم <span><a name='more'></a></span>صدور فيلم فرنسي جديد بعنوان: كالاس بقلم ماريا، يروي سيرة حياة مطربة الأوبرا العالمية الشهيرة ماريا كالاس. والجديد في الأمر ان فيلم سيرتها الذاتية السينمائية يتكئ على مراسلاتها للحبيب والأصدقاء والصديقات. والفيلم بطولة فاني آرادن الممثلة الفرنسية الشهيرة، وهي تعير في الفيلم صوتها لماريا كالاس إذ تقرأ الرسائل التي أرسلتها المغنية الشهيرة خلال حياتها إلى عشاقها وأصدقائها، وبالتالي فالرسائل أحياناً سيرة ذاتية بمعنى ما وموثوق بها لأنها بخط يد صاحبها قبل زمن الكمبيوتر. وفي رسالة ماريا كالاس مثلاً إلى حبها الكبير الملياردير أوناسيس الذي طلقت زوجها لأجله تقول له: «أنا بكليتي لك. افعل بي ما تشاء يا أوناسيس». ولكن ما الذي فعله بها وبذلك الحب الكبير من مبدعة استثنائية في حقل الأوبرا؟ لقد تخلى عنها بعدما استولى عليها كمنفعة تجارية لرجل أعمال كبير، وصار في حاجة إلى صفقة جديدة وهكذا مضى إلى غرفة نوم أخرى وتزوج من أرملة الرئيس كينيدي الجميلة جاكلين (وانتهى الأمر بينهما فيما بعد إلى الطلاق) ولكن قلب ماريا كالاس تحطم وتمرد على الحياة يوم فقدت حبها الكبير… وماتت وحيدة في باريس.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كامو، بلزاك ورسائل القلب العاري</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">دفعني أيضاً لكتابة ما تقدم أنني في زيارتي الأخيرة شبه الأسبوعية إلى المكتبات الباريسية وجدت العديد من كتب المراسلات الأدبية يتصدر الرفوف دون أن (تقوم قيامة) أحد. وجدت كتاباً يضم رسائل البير كامو إلى الممثلة الجميلة ماريا وتقف خلفها حكاية حب مراوغ متقلب يطول سردها. والكتاب بعنوان: «مراسلات البير كامو وماريا كازاريس 1944 ـ 1959 ـ منشورات غاليمار. وجدت ايضاً عن دار النشر نفسها رسائل الأديب فيليب سولرز إلى دومينيك رولان: 1958 ـ 1980 (400 صفحة!).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كما وجدت كتاباً يضم بعضاً من مراسلات بلزاك 1836 ـ 1841 ولا تخلو من رسائل حب إلى الكونتيسة هانسكا التي صارت أرملة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">كما وجدت رسائل من نابوكوف (مؤلف لوليتا) وكان قد أرسلها إلى فيرا وصدرت عن منشورات فايار (856 صفحة).</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">عثرت أيضاً على رسائل نيتشه عن منشورات ليه بيل ليترو (608 صفحة)… وكلها إصدارات جديدة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فلماذا تقوم القيامة حين أنشر رسائل لي من مبدعين وأواكب العصر أدبياً، ثم إنه ليس من حقنا أن نطالب أولادنا بأن ينشروا الرسائل بعد موتنا ويخوضوا معاركنا التي قد يهرب البعض من مواجهتها خلال حياته..</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">الصديق العزيز الراحل رجاء النقاش الذي نشر رسائل المعداوي إلى فدوى طوقان والذي عهدت إليه أديبة عراقية برسائل أديب سوداني لها هو «المجذوب» ولم تصدر الرسائل وطلبت مني التوسط لذلك وفعلت لكنني قلت لها حين شكت من لامبالاة النقاش بذلك انه كان عليها ان تنشرها بنفسها كما افعل دائماً وأتحمل عواقب قناعاتي!… دون الاحتماء بدرع ناقد!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أحب أن تحبني!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بكثير من العمق والرهافة كتب الزميل خيري منصور تحت عنوان «كافكا عاشقاً» ـ القدس العربي ـ 14 ـ 10 ـ 2017 يقول: (حين يتوفر للرسائل المتبادلة بين مبدَعين من يقرأها بحصافة نقدية وعين مدربة على إضاءة الظلال وما بين السطور … فإن ما هو «شخصي» أو يبدو كذلك يصير قابلاً لمستوى من التعميم او التصعيد الذي يرصد ما هو معرفي وجمالي من خلال الرسائل).. وذلك صحيح إلى أبعد مدى… ولا ينسى خيري منصور تنبيهنا إلى ان رسائل كافكا الذي «اختزلته المقولات النقدية إلى مجرد كاتب سوداوي أعماله كابوسية» لم يكن كذلك فقط، ورغم ما في حياته من وحشة واغتراب عبر في إحدى رسائله عن حسده ذات يوم لشخص لمجرد انه كان معشوقاً وليس عاشقا فقط… والقول لخيري منصور الذي اتفق معه…</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أليس في رسائل أنسي الحاج لي التي أقامت القيامة على رأسي حين نشرتها ما يلخصها بعبارة: «احب ان تولعي بي»؟ ألم تصرخ ماريا كالاس بالعاشق الخائن الذي طلقت زوجها الطيب من أجله: أحب ان تحبني وأنا لك؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أما الفيلسوف كيركيغارد الذي احب روجينا وقرر هجرها رحمة بها من نفسه، هل فعل ذلك حقاً لكي لا ينقل إليها «فيروس القلق الوجودي الذي عاناه» كما زعم أم تراه فعل ذلك لتحبه أكثر ولتعلن حبها؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لقد تصادف صدور رسائل الرئيس الفرنسي الاديب المثقف ميتران إلى حبيبته طوال العمر (دون طلاقه من زوجته!) مع صدور رسائل أنسي الحاج لي. (قامت القيامة) عندنا أما رسائل ميتران طوال أعوام طويلة إلى والدة ابنته مازارين غير الشرعية فلم تثر من الاهتمام ما يثيره صدور أي كتاب آخر جميل في باريس.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">متى ننجح في تطبيع العلاقات مع أدب المراسلات وبالتالي مع حقيقتنا السرية ونرتاح من الازدواجية؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولماذا، في الغرب يعرفون القيمة الإبداعية والإضاءة الإنسانية لأدب المراسلة وبالذات لرسائل الحب، وعندنا يعتبرون ذلك نشراً للثياب الوسخة؟ ومتى كان الحب انتقاصاً من رجولة العاشق وثياباً قذرة للطرفين؟</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-46998327871602442092019-09-30T11:57:00.004+03:002019-09-30T11:57:27.418+03:00توقعات ما بعد العصر الرقمي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<a href="https://bit.ly/2mddwp5" target="_blank">https://bit.ly/2mddwp5</a><div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم : بروين حبيب</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">القدس العربي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span id="goog_1724159224"></span><a href="https://www.blogger.com/"></a><span id="goog_1724159225"></span><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بعد عشرين سنة، ربما على أكثر تقدير لن تعرف الأجيال القادمة الدفاتر والأقلام ورائحة الورق التي أدمناها، إذ تفاجئنا بعض الدراسات التي أجريت في أمريكا وأوروبا، أن كتابة الحرف يدويا أصبح مهمة شاقة بالنسبة للتلاميذ في المدارس، فيما يتقن كل مَنْ هم فوق الأربعين الكتابة جيدا، لكنهم يفضلون استعمال أجهزتهم الإلكترونية للكتابة، فيما ترسل نصوصهم الرقمية بسرعة البرق للمعنيين بدون عناء. كانت هذه التوقعات منذ عشر سنوات مضت.</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhA4sGmp9vteJ6uiZ6cHNrbKiPBcUtLGbAHbdSH-BM8va2Kd54qT57bUTy9FdpS9kEEs2YkbfqTVnYpp_C7M2IYqZsQaZnJ4QCtIKTZSQnRmE9nX0ni-n2avgcofxg1_WbiakMAm80LrDY/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%2587%25D8%25B2%25D8%25A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="438" data-original-width="730" height="192" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhA4sGmp9vteJ6uiZ6cHNrbKiPBcUtLGbAHbdSH-BM8va2Kd54qT57bUTy9FdpS9kEEs2YkbfqTVnYpp_C7M2IYqZsQaZnJ4QCtIKTZSQnRmE9nX0ni-n2avgcofxg1_WbiakMAm80LrDY/s320/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%2587%25D8%25B2%25D8%25A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9.jpg" width="320" /></a></span></div>
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومنذ عشر سنوات فكّرت ميكروسوفت في ابتكار قصص رقمية محضة، يكفي أن تمنح لها بعض العناوين العريضة لتتم حبكة القصة المطلوبة للقارئ حسب عمره، ويتم إطلاقها، مرفقة بالصور وبالصوت أيضا، إلى هنا يبدو المشروع ممتازا لكنه في حقيقة الأمر مثير للخوف، كون الكُتاب ذوي المخيلات المتقدة ستنتهي مهنتهم عند عتبة الأجهزة المستقبلية، التي ستتولّى أدوارهم في سرد الحكايات وتأليفها، حسب معطيات تقوم على خلفياتهم الثقافية والاجتماعية والقدرات الشخصية لمخيلاتهم. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نحن ذاهبون إلى تعطيل العقل؟ أم إلى منحه ميزات إضافية؟ إن توقف العقل عن الابتكار ألن يضمر؟</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjLE95XYouET-7xYK81HBY_VMmVeKSmS6H-qzocbUtQ45REDfFTlt_d1Zs7DMg00h_1tWmaao8LcjefaYFcIJreRSgdd-0eDMocyw4pzTg33aCCnAoabUgOmWt7wA1qxBXGx09D8AcZiFk/s1600/wk_0.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="508" data-original-width="700" height="232" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjLE95XYouET-7xYK81HBY_VMmVeKSmS6H-qzocbUtQ45REDfFTlt_d1Zs7DMg00h_1tWmaao8LcjefaYFcIJreRSgdd-0eDMocyw4pzTg33aCCnAoabUgOmWt7wA1qxBXGx09D8AcZiFk/s320/wk_0.jpg" width="320" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قد يجد البعض ما يشاكسني به سائلا هل الورق والأقلام وسائل عديمة الفائدة اليوم للتعليم، ونشر العلم والثقافة؟ وقد يكون السؤال ملغما والجواب أكثر تلغيما، لكن ألم تتوقف فنلندا في مدارسها عن استعمال الأقلام والأوراق لتلاميذها؟ ألم يبلغ هذا الزحف القارة الأمريكية الشمالية بقوة، فبدأت المدارس منذ 2014 بالتخلي عن الأقلام اليدوية؟ مع أن الأقلام الجافة لم يدم استعمالها أكثر من نصف قرن فقط في المدارس، بعد أن أحدثت ثورة حقيقية لتعويض الأقلام الحبرية المتعبة للتلاميذ، التي دام استعمالها أربعة قرون تقريبا، خاصة بعد أن طورها المخترع الأمريكي لويس إيدسون ووترمان ومؤسس شركة ووترمان سنة 1884 وجعل حامله يعوّض زجاجة الحبر بخرطوشة بلاستيكية سهلة الحمل والاستعمال عند انتهاء عبوة الحبر. وكان الدافع مؤلما لاختراعه ذاك، حين خسر صفقة مهمة بسبب انكسار قلمه لحظة توقيعه للعقد، وانسكاب الحبر على أوراق العقد مرتين متتاليتين، رغم اقتنائه أقلاما جديدة لتحمسه للصفقة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فما الذي نتحدث عنه بالضبط؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">نحن نتحدث اليوم عن رحلة القلم والورقة، قصة حب جميلة ورومانسية، بدأت منذ زمن طويل ودامت قرونا، وهي اليوم تصل إلى نهاية مؤسفة، بحيث أصبح الحرف عويصا على رسمه بالأصابع الرّشيقة التي تمسك قلما، وتتفنن في إتقانه، في العالم كله كسرت التكنولوجبا صعوبة إتقان الكتابة يدويا، فأصبح الحرف جاهزا، بكبسة زر واحدة، ولعلّ هذا ما سيجعل كل الأجيال السابقة تحمد الله على نعمة لم نعشها، نحن الذين تعلّم بعضنا الكتابة بعد أن تلفت يداه من ضربات المعلم بالعصا. تنهي التكنولوجيا ذلك العذاب الذي عرفناه في مدارس، بعض أساتذتها يشبهون جلاّدي السجون، بحيث كانت العصا جزءا من أدوات التعليم الأساسية.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">شيئا فشيئا تنحسر الأتربة عن قصتنا «الرومانسية» عن الأقلام والأوراق، فنكتشف أنها لم تكن كذلك فعلا، فبعض جوانبها كانت مظلمة، في بعض مجتمعاتنا وليس كلها طبعا، كانت صناعة القلم من القصب مهمة التلميذ في بواكير عمره، وصناعة الحبر أيضا، وكل من لا يتقن صناعة قلمه وحبره فعليه أن يتحضر للعقاب المناسب له، وظلّ العقاب رفيقا لنا إلى أن ودّعنا المدارس، كون قلم الحبر أيضا كانت له عيوبه، فهو يكشف أخطاءنا اللغوية التي لا يمكن تصحيحها بأي نوع من الطرق، فقد وصلنا القلم السحري الذي يمسح الحبر ونحن في الجامعة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في العالم كله كسرت التكنولوجبا صعوبة إتقان الكتابة يدويا، فأصبح الحرف جاهزا، بكبسة زر واحدة، ولعلّ هذا ما سيجعل كل الأجيال السابقة تحمد الله على نعمة لم نعشها، نحن الذين تعلّم بعضنا الكتابة بعد أن تلفت يداه من ضربات المعلم بالعصا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فكم هو محظوظ جيل اليوم، والأجيال القادمة، وهم يتخطون كل تلك المراحل التي كانت رحلة شاقة لنا لنتعلّم الخط… صدقا ـ رغم أني لم أعش معاناة في هذا الأمر، كون خط يدي واضحا وجميلا جدا- لكنني عشت معاناة الآخرين حولي، وأتذكر بعض تفاصيلها المؤلمة إلى يومنا هذا. اليوم حين حلّ زمن الكتابة الجاهزة يتحول القلم إلى هدية ثمينة، بحيث يصل ثمن بعض الأقلام فيها إلى أرقام خيالية، مثل قلم «مون بلان» المرصع بـ1430 حبة ماس بسعر مليون ونصف دولار!</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أكثر الأقلام غلاء في العالم مصنوعة من الذهب ومرصعة بالماس، لكن الملاحظ أنها جميعها أقلام حبرية، مع عودة الريَش القديمة التي ترافقها زجاجات الحبر إلى الأسواق الفاخرة، كنوع من الهدايا الثمينة للأثرياء، مفرغة تماما من كل دلالاتها التاريخية القيِّمة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تحوُّل الأقلام إلى هدايا مجرّدة من وظيفتها الأساسية يجعل البعض يرى أنها لا تزال تحافظ على قيمتها، كون ابتكار هذه الأقلام الفاخرة يعوّض الخسائر التي لحقت بمصانع الأقلام، بعد اكتساح الحرف الجاهز المدارس الغربية، لكن الشيء الذي خسر قيمته هو الورق، لكن تأثير هذه النقلة الحضارية الصادمة من الملموس إلى المحسوس قد لن نعرف نتائجه الآن، بل يلزمنا المزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كان استعمال القلم للكتابة أفضل للعقل من استعمال الحرف الجاهز والأجهزة الإلكترونية المتساهلة مع العقل. الباحثون عن حلول لحماية تجارة الورق المتراجعة، يقترحون تعويض كل ما يسيء للبيئة من صناعات بلاستيكية بالورق، وبالطبع أكثر المقترحات تجد طريقها للتنفيذ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن المشكلة الوحيدة التي تبدو مبهمة اليوم وتمضي بنا نحو المجهول، هي مصير العقل البشري، فهل تراه سيصاب بعطب بسبب تقليص استعماله؟ أم أنه سيتأقلم ويتطوّر مع كل هذه التطورات الحضارية الصادمة له؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يقول المختصون حول الموضوع أن العقل خلال الكتابة اليدوية يعمل وفق حركة تكوين الحرف، ثم تكوين الكلمة، أما مع مفاتيح الكتابة فيعمل لإيجاد موقع الحرف وتحديد المسافة بين كلمة وأخرى، ويؤكدون أن الذاكرة تعمل أكثر خلال الكتابة اليدوية، ما يجعل المناطق الحسية للدماغ أكثر نشاطا، هذا الأمر تعمّقت فيه المحاضرة مارييك لونغكامب المختصة في الأسس المعرفية والعصبية للكتابة اليدوية عند البالغين والأطفال، والتفاعلات بين المعالجة اللغوية والتحكم الحركي في الكتابة اليدوية، والكتابة بلوح المفاتيح، وتغيرات الدماغ الوظيفية أثناء العمليتين، وخلصت إلى نتائج مبكرة تحذِّر فيها من إدخال الأطفال في دوامة الحرف الجاهز، والتخلي عن الكتابة اليدوية، والاكتفاء بالأجهزة الإلكترونية للتعلم، كما نبّهت أيضا لافتقار النصوص التي تُكتب من طرف الأطفال على لوح المفاتيح للمحتوى الدلالي والنحوي للنصوص، وأنه يجب أن لا نخدع بالنتائج الجيدة التي يحققها الجيل المخضرم، الذي تعلّم الكتابة والتأليف يدويا، ووجد في لوح المفاتيح ما يُسَرِّع عملية الكتابة، وسهولة تصحيح نصه، لكنّ تكوينه الأساسي هو الذي بنى قاعدة متينة لدماغه ليكون مبتكرا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تُقرع أجراس الخطر الداهم لدماغ الإنسان بسبب التكنولوجيا، من مختبرات دراسة التحولات الخطيرة، التي قد تدمّر الذكاء البشري بسبب الحرف الجاهز، منادية بالحفاظ على قدرات الفرد على الكتابة والقراءة، لأنّهما أهم نشاطين يحافظان على اللغة، والتفكير، والابتكار، وإلاّ فإن هذه المرحلة هي مرحلة بداية الانحدار لإنتاج إنسان بدماغ معطّل، وهي بالضبط مرحلة ما بعد العصر الرقمي بكل مساوئها وما تحمله من انهيارات كبرى للمنجز الإنساني الذي حققه بعد قرون من الاجتهاد.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-2278216422817603382019-09-22T11:57:00.005+03:002019-09-22T11:57:45.025+03:00الوجه الآخر لجبران خليل جبران.. حقائق لم يُرِد أن يخبرك بها عن نفسه!<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بقلم: آلاء السوسي</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: medium;"> 18 يناير,2017</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: medium;"><a href="https://www.sasapost.com/the-other-side-of-kahlil-gibran/" target="_blank">https://www.sasapost.com/the-other-side-of-kahlil-gibran/</a></span><br />
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من منا لم يقرأ جبران بإشراقاته الروحية المفتونة بسحر الطبيعة، والهائمة بالذات العليا الذائبة في الوجود، كلمسة نور متى مست القلب احترق فأضاء فأشرق؟</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ربما جميعنا قرأنا روائعه الأدبية في مرحلةٍ ما، حيث انصهرت نفوسنا في لغته المتطهرة ذات الجمالية المترفعة عن حياة المدينة ومادتها وصخبها، ورحنا نطير بأجنحته المتكسرة، ونحط على شاطئ رمله وزبده، ونلتقي أخيرًا بنبيه العظيم المبشر بديانةٍ بلا شرائع، ولكنها ذات روحٍ متوحدة بالوجود.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن لم تقرأ جبران، فلعلك سمعته بصوت فيروز، وهي تغني »أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود«، أو وهي تنغم نثره في كتاب »النبي« في حديثه عن المحبة: »المحبة مكتفيةٌ بذاتها«.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وإن لم تقرأ ولم تسمع، فلعلك سمعت الكثير من الشبان يهيمون في قراءة تلك الرسائل المتبادلة بين جبران خليل جبران، وبين الأديبة مي زيادة، حتى إن لم يكن لك اهتمامات أدبية، فإن قصة الحب العذرية بين شخصين لم يلتقيا أبدًا، ربما ستكون ملهمةً وجذابةً للاطلاع عليها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذا ما نعرفه عن جبران، فهل كان حقاً هذا النموذج الروحاني والإشراقي الذي ظهر في كتبه وقصصه؟ هل كان العاشق الولهان، والإنسان الإلهيَّ النبوي، والزاهد في مغريات الحياة العصرية؟ في هذا التقرير نحاول الإجابة من خلال بعض ما ورد في سير معاصريه عنه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لماذا كان يكتب جبران؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">على الرغم من أن محتوى أدب جبران كان رسالةً إنسانيةً ساميةً مترفِّعةً عن أية شهوات دنيوية، غير أن ما يرويه يوسف الحويك في كتابه »ذكرياتي مع جبران« كان مختلفًا؛ إذ يورد أنه حين سأل جبران عن سر حماسته للكتابة، كانت إجابته كالتالي »أذكر أني عندما بدأت (أخرطش) كما يفعل الأولاد حتى في ذلك العهد المبكر، كنت أحلم في أن أبيع رسومي وأربح منها، وكذلك كنتُ عندما أطالع قصة طريفة يحفزني دافعٌ قوي لكتابة القصص، وأنا اليوم أؤمل بأن كتاباتي ستغل علي يومًا«.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ويبدو أن جبران قد حقق غايته تلك بالفعل، فقد حققت كتاباته انتشارًا واسعًا، بل إن كتابه »النبي« ترجم إلى أكثر من 50 لغة، وقد عاد عليه هذا الانتشار، وهذه الشهرة بثروة ماليةٍ جيدة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">واللافت أن مفهوم الفقر والغنى قد تغير بالنسبة لجبران وفقًا لهذه التغيرات في حياته، فالفقر في كتاباته الأولى كان مستمدًا من واقعه بالفعل، فيه روح الكدِّ والعناء والمعاناة، والحقد على الطبقات المتنفذة ذات الثروة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يقول في قصة »الكوخ والقصر« على سبيل المثال »جاء الفجر فهبَّ ذلك الفقير من نومه، وأكل مع صغاره وزوجته قليلًا من الخبز والحليب ثم قبلهم، وحمل على كتفه معولًا ضخمًا، وذهب إلى الحقل ليسقيه من عرق جبينه، ويستثمر ويطعم قواه أولئك الأغنياء الأقوياء، الذين صرفوا ليلة أمس بالقصف والخلاعة. طلعت الشمس من وراء الجبل وثقلت وطأة الحر على رأس ذلك الحارث، وأولئك الأغنياء ما برحوا خاضعين لسنة الكرى الثقيل في صروحهم الشاهقة«.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">بينما في كتاباته الأخيرة بدأ يتوجه نحو معنىً روحاني تفرضه حياته الجديدة التي وصلت حدًا من الرفاه المادي والغنى الفعلي، يقول في كتاب »النبي« مثلًا »أليست مادةً فانيةً تخزنها في خزائنك، وتحافظ عليها جهدك خوفًا من أن تحتاج إليها غدًا؟ والغد، ماذا يستطيع الغد أن يقدم للكلب البالغ فطنة الذي يطمر العظام في الرمال غير المطروقة، وهو يتبع الحجاج إلى المدينة المقدسة؟ أوليس الخوف هو الحاجة بعينها؟ أوليس الظمأ الشديد للماء عندما تكون بئر الظامئ ملآنة هو العطش الذي لا تروى غلته؟«</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل ينتبه القارئ إذن إلى أن مثل هذه الكتابات الزاهدة إنما جاءت في عهد الرفاهية والغنى؟</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل رسم جبران صورته أم رسمها الآخرون؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFWhLzeVNI3UWZz_84l2h9UYqiMFq38OXxlvPWouAHosV9xGCmUmJwtyEmpN-GtSyIqMxr0eW7HpKxGD_rozCHvpv175cLA6_eK-whp56s1EG_lnJwZIdbzfFFl0mCh7ICO2lVR4t4bWg/s1600/011817_2006_2.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; font-size: x-large; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="312" data-original-width="252" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFWhLzeVNI3UWZz_84l2h9UYqiMFq38OXxlvPWouAHosV9xGCmUmJwtyEmpN-GtSyIqMxr0eW7HpKxGD_rozCHvpv175cLA6_eK-whp56s1EG_lnJwZIdbzfFFl0mCh7ICO2lVR4t4bWg/s1600/011817_2006_2.jpg" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">من الطبيعي أن يحاول كلُّ أديبٍ رسم صورة ذاتية لنفسه، يظهر من خلالها في أعماله، فما هي الصورة التي أرادها جبران لنفسه؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">«بربارة يونغ»، إحدى النساء المؤثرات في حياة جبران، وقد كتبت سيرةً ذاتيةً عنه بعنوان »هذا الرجل من لبنان«. «خليل حاوي» الذي قارن بين ثلاث سير ذاتية عن جبران، رأى أنَّ يونغ لم تصور إنسانًا خلال هذه السيرة بل »إلهًا«، حتى إنها ادعت أنها كانت ترى «هالة نورانية» ساطعة تشرق حول رأسه، فكيف اقتنعت بربارة يونغ بهذه الصورة إذن؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يصف حاوي الكتاب بأنه »سلسلة خوارق لا تصدق«، تتحدث فيه يونغ عن طفل عاش حياةً مرفهةً لعائلة عريقة تهتم بالثقافة والفن والموسيقى، والحقيقة أن جبران ولد في عائلة مارونية، وقد كان أبوه خليل، هو الزوج الثالث لأمه بعد وفاة زوجها الأول، وبُطْلان زواجها الثاني. كانت أسرته فقيرة بسبب كسل والده وانصرافه إلى الخمر والقمار، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة. فمن أين جاءت يونغ بهذه الأسرة الثرية التي تملك مربيةً خاصة تدلل الطفل المرفه جبران؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يرى حاوي أن جبران نفسه هو من كان قد أوحى لها بكل هذه الادعاءات حول طفولته السعيدة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لا يتوقف أمر الادعاءات عند رسم طفولةٍ خياليةٍ مغايرةٍ لطفولته الفعلية، بل إن بعض الروايات تثبت أنه كان يمارس هذه الصورة بالفعل، فيخبرنا خليل حاوي أنه كان يظهر «على هيئة ناسك نحيل يتشح بالسواد، يحمل في يده مسبحة طويلة، ويحرق البخور أمام آلهته«.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والأغرب من ذلك، ما يرويه حاوي من أمور ادعاها جبران بحسبه لنفسه، وثبت بطلانها، مثل زعمه عضويته في جمعية الفنون الجميلة الفرنسية، والحصول على عضوية شرف في جمعية الفنانين الإنجليز، ولقاءه بالفنان العالمي (رودان)، والحقيقة التي يرويها ميخائيل نعيمة أنه التقاه بالفعل، لكنها كانت زيارةً بصحبة آخرين، تحدث فيها رودان عن الشاعر وليام بلايك، فخرج جبران مفتونًا به.</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل كانت قصة حب جبران ومي زيادة مثاليةً حقًا؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpgwNkA-OYntidBeu9juZNocMtHjkHtuJhsukzFf6vbhF3re6MSbRn96lwezAyDnpSMK63lf8S4n0Pss0z2teiY80NF4Jtj4s-Dxlq-t5Q2D9PqDt_4Dql058IB5QYye9M0DcfjgN64Qs/s1600/5ea034f6-69dd-4190-be2a-5f7f03546e85.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1217" data-original-width="1500" height="259" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpgwNkA-OYntidBeu9juZNocMtHjkHtuJhsukzFf6vbhF3re6MSbRn96lwezAyDnpSMK63lf8S4n0Pss0z2teiY80NF4Jtj4s-Dxlq-t5Q2D9PqDt_4Dql058IB5QYye9M0DcfjgN64Qs/s320/5ea034f6-69dd-4190-be2a-5f7f03546e85.jpg" width="320" /></a></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إن مجموع الرسائل المتبادلة بين مي وجبران، وقصة حبهما التي لم تحقق لقاءً واقعيًا واحدًا، تُظهر كلًا من جبران ومي في مظهر أسطوريٍّ ملهم يوازي قصص الحب العذرية الأسطورية التي لطالما تغنَّى بها العشاق، لكن هل كان جبران عاشقًا مخلصًا لمي؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk_lIb-eOu3ZR9nU4rjO3gfQtL6xUVv-VVySy6bmobps8BeZTjMJtmu5uLNSh2VefnkROISCi0P-j8BfyF3tgNfPU38gLmcl8kF2JswPINBuzh-25IAhvr5gXp8dtMyCof8lbQ2ZTZKuQ/s1600/55941346d957c.png" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="408" data-original-width="270" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk_lIb-eOu3ZR9nU4rjO3gfQtL6xUVv-VVySy6bmobps8BeZTjMJtmu5uLNSh2VefnkROISCi0P-j8BfyF3tgNfPU38gLmcl8kF2JswPINBuzh-25IAhvr5gXp8dtMyCof8lbQ2ZTZKuQ/s320/55941346d957c.png" width="211" /></a></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في مقدمة كتاب »الشعلة الزرقاء، رسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة«، تظهر تلك الطبيعة المتوترة لهذه العلاقة الغريبة، فبين آمال مي ومراد جبران، كانت هناك مساحةٌ جعلت هذه العلاقة تتصل وتنقطع مراتٍ عدة، فما الذي كانت تحلم به مي؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تقول مقدمة الكتاب موضحةً أسباب هذا التوتر، »تُرى هل كانت مي تنتظر قدوم جبران إليها، أو دعوته للقائها في أوروبا؟ ما من شكٍّ في أنها كانت راغبةً في لقائه، منتظرةً قدومه بشوقٍ كبير، فطالما دغدغ أحلامها. نقول هذا استنتاجًا؛ لأن معرفتنا بطبيعة المرأة التي تحب، ولا سيما الشرقية المحافظة، تمنعها من المبادرة، وتجعلها تنتظرها من الرجل، أما دليلنا الثاني فهو عزوف مي عن الزواج… لقد عبَّر جبران عن رغبته في السفر إلى القاهرة عدة مرات في رسائله إليها، ولكنه لم يبرح مكانه«.</span><br />
<br />
</div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtgWFauca3EfL47D8FdDGzGrfON8iTWW3hySljUwSsBqnFa1m9M5gPap8hS9R0T6tfsEFeuRe78qqqmoRMO2w7aKSy8mQM6pUwmR4-hPeDenTa61Br8by1J5aaTEdaJoZFn72o6BEZ7G4/s1600/31621_433703436696406_181069308_n.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="376" data-original-width="960" height="125" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtgWFauca3EfL47D8FdDGzGrfON8iTWW3hySljUwSsBqnFa1m9M5gPap8hS9R0T6tfsEFeuRe78qqqmoRMO2w7aKSy8mQM6pUwmR4-hPeDenTa61Br8by1J5aaTEdaJoZFn72o6BEZ7G4/s320/31621_433703436696406_181069308_n.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">في موضعٍ آخر، تُوصف مي بأنها »ضحية جبران«؛ فقد »عاش جبران في الغرب كما يروي ميخائيل نعيمة حياةً منطلقة دون أية قيود، فعرف العديد من النساء، وطمح إلى أن يعيش حياةً خيالية مع امرأة شرقية، تغذِّي إبداعه بنبضٍ خاص. كانت هذه الازدواجية تريحه، وربما مصدرَ إلهامٍ له، في حين كانت العلاقة بالنسبة إلى مي حياتها بأكملها، بالرغم من أنها خيالٌ أقرب إلى الحلم… لقد كانت مي ضحيةَ علاقة رسمها الرجل كما يريد له طموحه الإبداعي بغض النظر عما تريده المرأة أو تحلم به«</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في الحقيقة أن جبران لم يَعِد ميَّ بالزواج، وهي لم تكن ضحيته بالمعنى المباشر، لتكون امرأةً ما ضحية وعودٍ كاذبةٍ لرجلٍ مخادع، لكنه كان منتفعًا من هذا الإلهام الشاعري لقصة الحب الغريبة تلك، والتي توازيها علاقات نسويةٌ أخرى، بينما كانت مي تعاني شوقًا ومحبةً من نوعٍ آخر، كانا يغذيان إلهامه بتلذذ.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjuTw2E5uA1X3QVoDglKKya5qtbPiOfQHVEKZvcPz4y4LLuxnTlooY6D6Bx-BmjqNTAgCo2MxmdX5bn9a5hunIllWlPRqPhrok1_rE0OYDbrdUC6QVW-hTgx6mhyrMO0TLK5csXPrQF6R4/s1600/img_20160301_1623331.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1200" data-original-width="1600" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjuTw2E5uA1X3QVoDglKKya5qtbPiOfQHVEKZvcPz4y4LLuxnTlooY6D6Bx-BmjqNTAgCo2MxmdX5bn9a5hunIllWlPRqPhrok1_rE0OYDbrdUC6QVW-hTgx6mhyrMO0TLK5csXPrQF6R4/s320/img_20160301_1623331.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">لقد بقي جبران أعزبًا؛ إذ كانت له آراؤه الواضحة في التفريق بين المحبة والزواج؛ يقول جبران »ولدتما معًا، وتظلان معًا. حتى في سكون تذكارات الله، ومعًا حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء، ولكن، فليكن بين وجودكم معًا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص أرياح السموات بينكم. أحبوا بعضكم بعضًا؛ ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحرًا متموجًا بين شواطئ نفوسكم، ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تشربوا من كأس واحدة».</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ولعلَّ هذه الرؤية المتعالية للحب تشبه رؤيته السابقة للفقر، إنها رؤيةُ مرحلة الرفاه، التي يحتاج فيها كأديب إلى</span><span style="color: #0b5394; font-size: large;"> ملهم، إلى إبقاء جذوة روحه مشتعلة غير متخمة بالمزيد من الإشباع.</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هل كان جبران شاعرًا رومانتيكيًا؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لابدَّ أن أبرز السمات التي يوصف بها نتاج جبران الأدبي هي صفته الرومانتيكية ذات النزعة الإنسانية المحبة للطبيعة والوجود، والمشرقة بروحٍ إلهيةٍ حاضرةٍ في الذات تمنحها شيئًا من الطهر والقداسة، ولكن الأمر لا يبدو بهذه الصورة بالنسبة للشاعر الباحث خليل حاوي، والذي يرى أن رومانتيكة جبران كانت هروبًا، وتمثِّل مخرجًا وهميًا من واقعٍ عجز عن حل تعقيداته؛ فلا هو استطاع التفهم والتكيُّف، ولا هو استطاع الفعل والتغيير.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وحسب هذه الرؤية لا يكون الجمال الروحي الذي تتردد أصداؤه في »مواكب» جبران ناجمًا عن روحه السامية، بل عن ضعفه في غربةٍ قاسية لم يستطع مواجهتها، فهجرها إلى الغاب ليغنيَ أغانيه ويشدو بأحلامه، فهل يكون أدبه ملاذَ الضعفاء الهاربين؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هذا هو جبران بتناقضاته، بين طموحاته في استغلال أدبه من أجل الثروة والشهرة وبين مؤلفاته الرومانسية السامية. بين رسائله الغرامية، وما خلَّفه وراءه من عذاب امرأة ارتضت لنفسها هذا العذاب الحر. بين صورته الأصلية كطفلٍ فقير أبوه سكيرٌ مقامر، وبين صورته التي أرادها له طموحه السامي الاستعلائي كابن مرفَّه تأتيه المربية بالهدايا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">ومهما يكن من أمر هذه الروايات، يبقى السؤال عن حق الإنسان في الاستمتاع بالجمال بغض النظر عن مدى إمكانية تحققه في الواقع، أو صدق قائله، هذا الذي يراه البعض حقًا يلوذ به البشر من قسوة العالم ووحشته.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-41427246626902710102019-09-05T11:09:00.003+03:002023-04-08T10:29:20.383+03:00أين تختبئ الحكايات؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
بقلم: بروين حبيب</div>
<div style="text-align: justify;">
جريدة القدس العربي</div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://www.alquds.co.uk/%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ae%d8%aa%d8%a8%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d8%9f/">https://www.alquds.co.uk/%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ae%d8%aa%d8%a8%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d8%9f/</a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تختبئ الحكايات في ثنايا الأشياء، وإن شئنا أن نسرد حكاية من اللاشيء سنلجأ للمخيلة لابتكار تفاصيل تغري المتلقي بالاستماع والمتابعة ولو بإطلاق كذبة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFd_3m6hMoG8IqBVlvuXX6ZST5q2ajbShClzUoNu1VwtXGfUoZTSijsLgMHEH4IkfZWbP6GirDE2J0ns0PLJl21yNKM6V1I3l_D913VGblNc0pox9h5R1K-rDcnJYYX9_5QssOppgZCEc/s1600/22196355_1480548478649023_3606198501707651872_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="721" data-original-width="721" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjFd_3m6hMoG8IqBVlvuXX6ZST5q2ajbShClzUoNu1VwtXGfUoZTSijsLgMHEH4IkfZWbP6GirDE2J0ns0PLJl21yNKM6V1I3l_D913VGblNc0pox9h5R1K-rDcnJYYX9_5QssOppgZCEc/s320/22196355_1480548478649023_3606198501707651872_n.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">نتذكر بعض الأشياء التي رافقتنا في أفراحنا، وأخرى في أتراحنا، أقلّب في خزانتي فأتوقف عند <span><a name='more'></a></span>عباءات وفساتين زادت من زينتي في مناسبات عدة، وأخرى أديت بها واجبات العزاء وواجبات اجتماعية أخرى..<br />نربط أشياءنا بالأحداث، والأزمان والأمكنة، فتولد الحكاية جاهزة، هذا ما حدث لي وأنا أصغي لصديقة حدثتني عن فستان عرسها، الذي اقتنته من باريس، قالت وكأنها تسرد تفاصيل رواية: «بحثت في كل محلات باريس الراقية، زرت أشهر الخياطين والمصممين، اكتشفت باريس بشوارعها الكبيرة والصغيرة والفرعية المختبئة، عرفت مطاعم ما كنت لأعرفها لو لم أبحث عن الفستان، اكتشفت فنادق أفضل بكثير من الفندق الذي أقيم فيه، إلى أن وجدته في محل صغير لمصممة شابة».</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">فتح الفستان الأبيض البسيط، ذي الكمين الطويلين والمنحسر عن الكتفين ألف حكاية، ونحن نحتسي فنجان شاي، وقد انتبهت بعد ساعتين من الزمن، إلى أن السرد مهنة الثرثارين بامتياز، فما سمعته من أمور قد يعطي رواية من مئتي صفحة، وربما أكثر لو أنها حررت على شكل كتاب.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">انتبهت بعد أن لمعت هذه الفكرة في رأسي إلى أن سرد القصص مهنة ممتعة للموهوبين فقط، ليس بالكتابة، بل بتغليف الشيء بمعطيات أخرى، تزيد من قيمته، وترفع من نسبة فضولنا لمعرفة المزيد عنه، والحقيقة أن هذا المزيد قد يكون مرتبطا به أو بأشياء لا علاقة لها به تماما، ولكنّ السارد يجد رابطا خفيا يعرفه هو فقط فيقدمه مزينا على طبق الكلام بعد طبخه بطريقته. إن شئنا أن نكمل حكاية الفستان سنتحدث عن القماش، وعن الخيطان والأحجار التي ترصعه، ورحلتها من بلدان بعيدة، فقط لتزين عروسا عربية، كما للحكاية تفاصيل أخرى، عن الشابة الفرنسية التي لم تكن فرنسية تماما، فقد جعلتها الصدف ابنة عائلة مهاجرة من الجزائر، فجأة أصبحت تتحدث بلسان عربي فصيح، لتفهم عنها صديقتي جيدا ما تقول، والسؤال يجذب السؤال، لنعرف أنها درست اللغة العربية بإصرار من والدها حتى تتعلّم هي وأخوتها لغة القرآن. الحكاية تتعلّق بالأسئلة البسيطة، وبالتفاصيل الحياتية اليومية التي نكررها حتى الملل، لكنّها مطعّمة بشيء استثنائي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">تقول صديقة أخرى في مجلسنا، إن الرواية مجموعة من الإجابات عن الأسئلة التي تنبع من فضولنا، وإن الإجابات المتسلسلة هي التي تصنعها، يحدث الخلل في بناء أي رواية حين تختل الأسئلة، ويتوقف السرد، ويتعثّر حين يعجز الكاتب عن طرح الأسئلة. تساءلت حينها هل تختبئ الحكايات في تلافيف الأسئلة؟ أم في ماهية الأشياء؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أكثر من جواب خطر ببالي، ومنها تلك المقولة التي تربط الأدب بالمرأة الملهمة، لكن مع إضافة تقول إن المرأة مثل البرتقال، الحبات الجميلة نادرا ما تكون لذيذة. وإن أغضبت هذه المقولة الجميلات والنسويات ربما، لكنّها تقول الحقيقة، إذ من النادر أن نجد كاتبا ارتبط بملهمته بعـــــلاقة دائمة، إذ تكفيه قضمة واحدة بعد ليالي البعد والشغف، ليصبح طعمها هو المؤثر على حواسه.. المرأة الجميلة لا تصنع الحكاية، إنها لوحة تحرّك الخيال إلى أن يكتشف المبهور بها أنها مجرّد لوحة. لهذا تختلف النساء.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVdnj6wq_UHiTSweg55rVkErpTCQ9ql_-wGaVT_1lKcN4rrIqqZfpbdNVn1qsCioLqj3xJCht4OHyLFKKxgHHTe0znuaTSaWvjYOF0-L0Z6GbxUzuJ1RekXNXfLka0c9AUA_bTgDzotSo/s1600/58b10a8a83faaf87bb5df4cc9fee15c2.jpg" style="clear: right; float: right; font-size: x-large; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em; text-align: center;"><img border="0" data-original-height="845" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVdnj6wq_UHiTSweg55rVkErpTCQ9ql_-wGaVT_1lKcN4rrIqqZfpbdNVn1qsCioLqj3xJCht4OHyLFKKxgHHTe0znuaTSaWvjYOF0-L0Z6GbxUzuJ1RekXNXfLka0c9AUA_bTgDzotSo/s320/58b10a8a83faaf87bb5df4cc9fee15c2.jpg" width="213" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">في الكواليس سمعت قصصا كثيرة، لا تروى على الهواء، كما لا تروى أمام ثرثاري الصحافة، فلطالما كنا مجتمعا يحاكم الكاتب لأتفه الأسباب، ويركب له مقصلة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">من خلال تجربتي الحياتية القصيرة، واحتكاكي بكتاب وشعراء لا يعدون ولا يحصون، المرأة الناجحة، أو القوية، أو المقاومة غالبا ما تكون منبع إلهامهم. أحد الشعراء أسرّ لي أن قصة بائعة هوى فجّرت فيه ما لم تفجره حسناوات الصالونات، امرأة أمية، من عائلة فقيرة وضيعة، زوجة سكير صاحب سوابق، لا جمال في ملامحها، سوى تلك النظرة العميقة التي اجتمعت فيها محن الدنيا كلها، نظرة كانت كافية لتحريك جبال من الجليد أصابت قلمه لعدة سنوات…</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في الكواليس سمعت قصصا كثيرة، لا تروى على الهواء، كما لا تروى أمام ثرثاري الصحافة، فلطالما كنا مجتمعا يحاكم الكاتب لأتفه الأسباب، ويركب له مقصلة. لكنني استنتجت أن الإحساس المرهف هو الذي يحرّك نول المخيلة، ويحيك بخيطان تلك الرؤية المختلفة قصّة مغايرة للواقع، أو لنقل قصّة مغايرة لما يجمع عليه الآخرون.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">هو السر إذن في الرؤية، والتقاط الصورة بعيون القلب والعقل معا، يصعب أن يتساوى الجميع في هذا الأمر، فالعين في الغالب مقصّرة، وأبعادها محدودة، وهذا ما يميز المبدعين، كونهم يرون ما لا يراه غيرهم، ويتأثرون به. هناك كُتّاب يعرفون إدهاشنا، وآخرون يفشلون، هناك من يدهش ببساطته جحافل من القرّاء، وهناك من يبحث عن قراء»بطلوع الروح» ولا ينجح.. كل ذلك يعود لأصل الحكاية التي يرويها، وبأي لغة يقدمها لجمهور القراء. فالكاتب عادة يختار مواد قصصه من الحياة وإن ابتكر أشياء من مخيلته، مع ملاحظة أن أغلب الكتاب اليوم يستثمرون في تاريخهم وواقعهم الشخصي ما استطاعوا، ومعطيات حياتهم وزمنهم، إذ قلة جدا من يكتبون قصصا منطلقة من اللاشيء تماما، لكن ما هو اللاشيء الذي نقصده؟</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">أعتقد أنّ ما لا يخطر على بال القارئ، شيء غير متوقع، أو غير مألوف، بعيد كل البعد عن حياة الكاتب أو لنقل أنه على الأقل سرٌّ دفين يخصُّه، غير معلن عنه، مثل سر ألبير كامو في روايته «الغريب»، الذي كشفته باحثة أمريكية منذ سنوات قليلة فقط، مثل سر ليو تولستوي في روايته «آنا كارنينا» الذي لا يعرفه إلا القلة عن الفاجعة التي أودت بحياة سيدة منتحرة فعلا تحت عجلات قطار، هزّت مشاعره وأوحت له بتفاصيل القصة كلها، لتتحوّل في ما بعد إلى رواية خالدة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">قد تكون حادثة مماثلة هي مخبأ الحكاية، ومنبعها، بحيث متى ما لامست قلب كاتب حتى تنهمر في داخله كسيل هادر لا يمكن إيقافه، بتفاصيل لا يعرف من أين تأتي، بعض الكتاب يشعرون فعلا بأن مسار الأحداث تفرضه الشخصيات عليهم، وليسوا هم من يفرضونه. الصدمة الإنسانية إن صحت تسميتها بهذا الاسم، أكثر مخبأ تسكنه الحكايات، لهذا نجد أغلب النصوص الأدبية تحكي الحروب والسجون، والآلام بأنواعها والكوارث، حتى قصص الحب الخالدة، تنجح بالنسبة للأطفال حين يتزوج الأمير بالأميرة، ولكن قصص الناضجين تنتهي نهايات مؤسفة، ثمة سر في الدمار، إذ يجعل الحكاية أكثر تشويقا، حتى إن حضور الشرِّ قاعدة أساسية لنجاح أي قصة، فالخير وحده لا يصنع حكاية، ورغم ألفتنا بصراع الطيبين والأشرار في كل الحكايات التي رُويت لنا، إلاّ أننا غالبا ما ننسى أنهما ركيزتا أي عمل أدبي، فهو أبدا لا يقوم على ركيزة واحدة، حتى إن قام على قصة شاب فقير، هارب من السجن بعد أن حكم عليه بالأشغال الشاقة، لا يقرأ ولا يكتب ولا يعرف إغواء النساء، مثل بطل فيكتور هوغو «جان فالجان»الذي نجح في تغيير مستقبله خارج المألوف، ليصبح عمدة بلدة صغيرة وصناعيا ثريا، وقد تتبعنا محنته، وصراعه مع الظلم والجهل، لنخلص إلى رسالة هوغو العظيمة على أن «الرجال قادرون على تحسين أنفسهم بالإرادة والتضحية والتمسك بالخير». فأين تختبئ الحكايات؟ ربما لكل كاتب مخبأه الخاص، وربما للمخابئ مفاتيح خاصة، والشاطر فقط من يحصل عليها.</span></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-3891217506350971541.post-47284568347271805702019-08-24T09:54:00.004+03:002023-04-08T10:29:45.538+03:00سيكولوجية البيت.. لماذا نرتبط ونتعلّق بمنازلنا؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
بقلم: غيداء أبو خيران<br />
<a href="http://www.noonpost.com/content/26357?fbclid=IwAR23Q5K6_jefm7IRsURKEnHMbruS3LS3mKYh5zUr2sWSmYA7hb-lrDTHZYQ#.XVeB4z2boFo.facebook" target="_blank">http://www.noonpost.com/content/26357?fbclid=IwAR23Q5K6_jefm7IRsURKEnHMbruS3LS3mKYh5zUr2sWSmYA7hb-lrDTHZYQ#.XVeB4z2boFo.facebook</a><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg8fJq6TlNphsXVXwEkHtbFtF49jkavhCLhmAUh-PIX5stGz5uWUM8sU3ifxPG2cALYPnkGReEEWCmdLA3VkafgYln8VeECGji2XfCcbVDtheW-OlZhLXJJlNCJs1pzOQJDqCOZXdmxtzI/s1600/%25D8%25AA%25D8%25B5%25D9%2585%25D9%258A%25D9%2585-%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584-2019.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="564" data-original-width="564" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg8fJq6TlNphsXVXwEkHtbFtF49jkavhCLhmAUh-PIX5stGz5uWUM8sU3ifxPG2cALYPnkGReEEWCmdLA3VkafgYln8VeECGji2XfCcbVDtheW-OlZhLXJJlNCJs1pzOQJDqCOZXdmxtzI/s320/%25D8%25AA%25D8%25B5%25D9%2585%25D9%258A%25D9%2585-%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584-2019.jpg" width="320" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">يُقال بأنّ البيت هو كوننا الأول وركننا في العالَم. وليس غريبًا البتّة أنّنا على مدى سنواتٍ عديدة نقضي الكثير من الوقت والجهد والتفاني في تصميمه وتجميع أثاثه وحاجياته وأشيائه بطريقةٍ تُشعرنا بالفعل أنّنا في "البيت"، حتى أنّنا نجد أنفسنا كثيرًا بعد قضاء عددٍ من الليالي في غرف الفنادق<span><a name='more'></a></span> أثناء التجوال والترحال أو على أسرّة الأصدقاء في بيوتهم، نشعرُ برغبةٍ قوية للعودة إلى بيتنا الخاص، حيث نكون على طبيعتنا ونتذكّر من نحن.</span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">لذلك، عادةً ما يكون إنشاء منزلٍ وتأثيثه أمرًا شاقًا نظرًا لأنه يتطلب منا العثور على الأشياء التي تعكس هويّاتنا وشخصيّاتنا بشكلٍ صحيح، الأمر الذي يصبح صعبًا وعبئًا وسط وجود مئات الخيارات والبدائل أمامنا والتي تمتاز كلٌّ منها بهوية معيّنة وفلسفة محدّدة تنقلها وتعبّر عنها لكَ وللآخرين. </span><span style="color: #0b5394; font-size: large;">كما يرتبط السعي لتصميم منزلك مع حاجتك إلى الشعور بالاستقرار وتنظيم نفسك أو ذاتك المعقّدة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIPPQjNDJaS6FiGuoKSRCRKLfqowB2VAnvvn13jX5DTzRJGWm7_LROUEQ1j3wVJGagtOTeARufytFyD-fTQdckzs1I4Qa6DDhsEAGHb1kb19TZKlFX4CJhfXsGfKy8DicrqmSYirQDZ88/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A9%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A0%25D9%25A7_%25D9%25A1%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A0%25D9%25A7+%25282%2529.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1600" data-original-width="1578" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIPPQjNDJaS6FiGuoKSRCRKLfqowB2VAnvvn13jX5DTzRJGWm7_LROUEQ1j3wVJGagtOTeARufytFyD-fTQdckzs1I4Qa6DDhsEAGHb1kb19TZKlFX4CJhfXsGfKy8DicrqmSYirQDZ88/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A9%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A0%25D9%25A7_%25D9%25A1%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A0%25D9%25A7+%25282%2529.jpg" width="315" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;"> ففي الواقع، نحن لا نكتفي بمعرفة مَن نكون في عقولنا ودواخلنا، بل نحتاج إلى ما هو ملموسٌ ومحسوس وماديّ ليحكي عن الجوانب المتنوعة والمعقّدة لهويّاتنا وذواتنا، لتصبح غرفة الجلوس انعكاسًا لمن نكون، وليكون رفّ الكتب والمرآة وخزانة الملابس واللوحات التي نعلّقها وأدوات المائدة كوسيلةٍ نلجأ إليها للتعبير عن أجزاء منّا لا نستطيع التعبير عنها بالكلمات واللغة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br />
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVVsQayG1IEEH6TCD98qGpD-A2U6_KnSy3mVj2ZKYtwd2S3d_IedQaV0w1V22oaDlKY3tYLr5VUKwo2vwjtbuiuqvn0BX04eCLpPG86ULnwrb_rxbzmmAD83TPIXb-2LdW2xp5HGg9A2c/s1600/69215360_10220250116701728_7237829727023529984_n.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="540" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVVsQayG1IEEH6TCD98qGpD-A2U6_KnSy3mVj2ZKYtwd2S3d_IedQaV0w1V22oaDlKY3tYLr5VUKwo2vwjtbuiuqvn0BX04eCLpPG86ULnwrb_rxbzmmAD83TPIXb-2LdW2xp5HGg9A2c/s320/69215360_10220250116701728_7237829727023529984_n.jpg" width="180" /></a>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>البيت والذاكرة والهوية</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يعدّ البيت نقطة مرجعية حاسمة نرجع إليها حين حديثنا عن الذاكرة والشعور والخيال، فنحن نستند إلى تلك النقطة لحكاية قصصنا عن أنفسنا ورواية حياتنا في مرحلةٍ ما من العمر. وهو في الوقت نفسه رابطٌ حيويّ نتواصل من خلاله مع أنفسنا من جهة، ومع الآخرين والعالم من حولنا من جهةٍ أخرى.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj72mzvF_mmGe4F1OT-wpfTnuW9QEj2Tv4JFzB6XhxNeCwaleCNe9bqvJEYxkp62JfncmTGh1Y1EhjAiiovY01VYw3z1VdLlw7xlVK_ZFhHB1UcQJOz99l8anwNsfrxoefighAHFnaORgA/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A6%25D9%25A5%25D9%25A9+%25282%2529.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="1600" data-original-width="940" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj72mzvF_mmGe4F1OT-wpfTnuW9QEj2Tv4JFzB6XhxNeCwaleCNe9bqvJEYxkp62JfncmTGh1Y1EhjAiiovY01VYw3z1VdLlw7xlVK_ZFhHB1UcQJOz99l8anwNsfrxoefighAHFnaORgA/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A6%25D9%25A5%25D9%25A9+%25282%2529.jpg" width="187" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">بالنسبة للكثيرين، يعدّ البيت جزءًا من تعريفهم لذواتهم وامتدادًا لأنفسهم. وهذا هو السبب في أنّنا نسعى إلى إضفاء لمساتنا الخاصة على منازلنا وغرفنا وتزيينها و ترتيبها وفقًا لما نحبّ أو ما نجده يعرّف بنا ويحكي عنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">والتفاعلات المعقّدة بين كلّ العناصر والأشياء في المنزل تعطي تعريفًا له كما نراه نحن وكما نريد للآخرين أنْ يروه، الأمر الذي من خلاله أيضًا نقوم بتعريف أنفسنا وهويّاتنا. ومن هنا، تعتقد سوزان كلايتون، وهي عالمة نفسية بيئية في كلية ووستر، في واحدة من مقالات صحيفة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، إنه بالنسبة لكثير من الناس فإنّ البيت يعدّ جزءًا من تعريفهم لذواتهم وامتدادًا لأنفسهم. وهذا هو السبب في أنّنا نسعى إلى إضفاء لمساتنا الخاصة على منازلنا وغرفنا وتزيينها و ترتيبها وفقًا لما نحبّ أو ما نجده يعرّف بنا ويحكي عنا.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiebCB5WKdocCpuYs2FvgcOBRIy2Zo-ACQ8KTZw_34-ozsVlbYC87l6camQ3ucvtDfvgLz1TnRf9N7w194AKTIly04vMBh97uf1iIP1SWaVqmcnvhrSATYj3vJX93BlPlaj2A4ErtEC0oM/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A2%25D9%25A1_%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A7%25D9%25A2%25D9%25A8+%25282%2529.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1026" data-original-width="1600" height="205" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiebCB5WKdocCpuYs2FvgcOBRIy2Zo-ACQ8KTZw_34-ozsVlbYC87l6camQ3ucvtDfvgLz1TnRf9N7w194AKTIly04vMBh97uf1iIP1SWaVqmcnvhrSATYj3vJX93BlPlaj2A4ErtEC0oM/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A2%25D9%25A1_%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A7%25D9%25A2%25D9%25A8+%25282%2529.jpg" width="320" /></a></span></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إضافةً لذلك، يعزّز الوقت ارتباطنا بالأماكن التي نعيش فيها. ونظرًا لأن البيئة المحيطة بنا تلعب دورًا مهمًّا في خلق الشعور بالمعنى والتوازن في حياتنا، فليس من المستغرب أبدًا أنْ يرتبط إحساسنا بالمكان الذي نعيش فيه بإحساسنا بما نحن عليه وماهية شخصياتنا وبتعريفنا لذواتنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><b>البيت في فلسفة غاستون باشلار</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">في كتابه "جَماليات المكان" يقدّم لنا غاستون باشلار، الفيلسوف الفرنسي الذي عُرف عنه اهتمامه بالإبداع الشعري والجمالي عمومًا، بعض الأسباب الفلسفية والسيكولوجية العميقة لأسباب ارتباطنا بالأمكنة من حولنا، خصوصًا البيت، الذي يرى فيه رمزًا للألفة المحمية الذي يتعدّى في كونه مجرّد مكانٍ ليصبح ظاهرةً نفسية ذات أبعاد عديدة.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEinNekl8i3LBKsdC_xBCQvxZYCLOwPAOhpiEiWNOZTyg1tZf1x3pcT7EzVbLmBofOlCodxkIGRXDyFUKKnHSOoqSlRIU_LUjrF93qXOZhjynwAFIMSCCxBU0bfAtrYkstcpXE-2s6GPdv8/s1600/kutub-pdf.webp" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="350" data-original-width="255" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEinNekl8i3LBKsdC_xBCQvxZYCLOwPAOhpiEiWNOZTyg1tZf1x3pcT7EzVbLmBofOlCodxkIGRXDyFUKKnHSOoqSlRIU_LUjrF93qXOZhjynwAFIMSCCxBU0bfAtrYkstcpXE-2s6GPdv8/s320/kutub-pdf.webp" width="233" /></a></span></div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">إذ يرى باشلار أنّ كلّ الأمكنة المأهولة تحمل جوهر فكرة البيت؛ ويعتبره كونًا حقيقيًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، فالإنسان يختلق لنفسه بيتًا، ويصمّم له جدرانًا ويعيش تجربة البيت بكل واقعيتها وحقيقتها من خلال الأفكار والأحلام والخيال، والتي تعمل جميعها بطرقٍ عدة على جعل المكان غير مقتصرٍ فقط على أبعاده الهندسية وحسب، ليمتدّ إلى أكثر من ذلك.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYo2yLUmgH7r9v4082Eb2KHgftWWnooq1u4tuSK2lZ_qS19cn4wOoZj2PeXX484krSmmJpo40xIywVRtnXJQDm3lKi5SWZrFO5kNpxWCNEC5cX7A5l66rFCffnPVcUuF5Rrekfam2Urxw/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A5_%25D9%25A1%25D9%25A6%25D9%25A5%25D9%25A7%25D9%25A3%25D9%25A6+%25282%2529.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="1600" data-original-width="1047" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYo2yLUmgH7r9v4082Eb2KHgftWWnooq1u4tuSK2lZ_qS19cn4wOoZj2PeXX484krSmmJpo40xIywVRtnXJQDm3lKi5SWZrFO5kNpxWCNEC5cX7A5l66rFCffnPVcUuF5Rrekfam2Urxw/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A5_%25D9%25A1%25D9%25A6%25D9%25A5%25D9%25A7%25D9%25A3%25D9%25A6+%25282%2529.jpg" width="209" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;"></span><br />
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"><span style="color: #0b5394; font-size: large;"><br /></span></span>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وانطلاقًا من تذكّر بيت الطفولة، تتخذ صفات المكان وملامحه طابعًا ذاتيًا ينتفي معه بعدها الهندسيّ. فبيت الطفولة بالنسبة لباشلار هو مكان الألفة ومركز تكييف الخيال، وعندما نبتعد عنه نظل دائما نستعيد ذكراه، كما أننا نُسقط على الكثير من مظاهر الحياة المادية ذلك الإحساس بالحماية والأمن اللذين كان يوفرهما لنا البيت، فالبيت القديم يركّز الوجود داخل حدودٍ تمنح الحماية، ونحن نعيش لحظات البيت من خلال تفاصيله جميعها بما فيه من أدراج وصناديق وخزائن وغيرها من الأشياء.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يرى باشلار في البيت رمزًا للألفة المحمية الذي يتعدّى في كونه مجرّد مكانٍ ليصبح ظاهرةً نفسية ذات أبعاد عديدة</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiJ9USaYifIVSgOX4Ba1gN-Avrc5FN9xNq11XyG2HtGssuLjts79m2izZpytxD344BiJrUSAtNwE9DxNZTfVov6tMDkhoe5k0QMUxK70FBRLon-Z1MBFgtbeoEKiJVm4iSCjk2-Z7HH4Yw/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A6%25D9%25A1%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A5_%25D9%25A1%25D9%25A9%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A3%25D9%25A9+%25282%2529.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1600" data-original-width="1054" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiJ9USaYifIVSgOX4Ba1gN-Avrc5FN9xNq11XyG2HtGssuLjts79m2izZpytxD344BiJrUSAtNwE9DxNZTfVov6tMDkhoe5k0QMUxK70FBRLon-Z1MBFgtbeoEKiJVm4iSCjk2-Z7HH4Yw/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A6%25D9%25A1%25D9%25A2%25D9%25A2%25D9%25A5_%25D9%25A1%25D9%25A9%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A3%25D9%25A9+%25282%2529.jpg" width="210" /></a><span style="color: #0b5394; font-size: large;">ويستفيض باشلار قائلًا: "إن البيت الذي ولدنا فيه محفور بشكل مادي في داخلنا، إنه يصبح مجموعة من العادات العضوية. بعد مرور عشرين عامًا ورغم السلالم الكثيرة التي سرنا فوقها، فإننا نستعيد استجاباتنا للسلم الأول، فلن نتعثر بتلك الدرجة العالية بعض الشيء، إن الوجود الكلي للبيت سوف ينفتح بأمانة لوجودنا، سوف ندفع الباب الذي يصدر صريرًا بنفس الحركة، كما نستطيع أن نجد طريقنا في الظلام إلى حجرة السطح البعيدة، إن ملمس أصغر ترباس يظل باقيا في يدينا".</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhf8RC-ZWSm02UfOIFR_xKcWfBdxIueIWn_a2eTIFg8bPEIyCz1rTQjr3xzAyOwjTR8WL4ctbFmD7jKmjgPaa71La5yPyXJ5-36NljGhSqHQJrpdk5MpyLtPj0nuGxMt5opDLuqrP95A14/s1600/69152278_10220250115021686_8463904321501659136_n.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img border="0" data-original-height="802" data-original-width="385" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhf8RC-ZWSm02UfOIFR_xKcWfBdxIueIWn_a2eTIFg8bPEIyCz1rTQjr3xzAyOwjTR8WL4ctbFmD7jKmjgPaa71La5yPyXJ5-36NljGhSqHQJrpdk5MpyLtPj0nuGxMt5opDLuqrP95A14/s320/69152278_10220250115021686_8463904321501659136_n.jpg" width="153" /></a></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">يؤمن باشلار بأنّ البيت وُجد لينحِّي عوامل المفاجأة ويخلق استمراريةً ما، ولهذا فبدونه يصبح الإنسان كائنًا مفتتًا. ومن هنا، يعتقد باشلار أنّ تعريفنا لأنفسنا من خلال الزمن وتغيّراته ليس تعريفًا كاملًا؛ وإنما يستطيع المكان من خلال مقصوراته المغلقة التي لا حصر لها أنْ يحتوي على الزمن مكثفًا والذي من خلاله نستطيع تعريف أنفسنا، وهذه هي وظيفة المكان كما يراها.</span><br />
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="color: #0b5394; font-size: large;">وبالمحصّلة، ينظر معظم الناس للمنزل أو البيت على أنه مركز العالم ومكان النظام والتوازن الذي يتناقض مع الفوضى المحيطة بالعالم الخارجي وأيّ مكانٍ آخر، والتي نعجز عن تحمّلها أو استيعابها طويلًا.</span><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjixRVfjxa6b7wKCnDbDYefvz1EDrQbnzn16D66hHoYaw7N3eB047zqcwQoMlklu5YBW0fs-pJ_4rd7w7EUgyVAwuonzwNM75KQE8T7WyoudCNLR2x9PNi42HRaYsjMKrsansMy7pkWX8w/s1600/2046.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="708" data-original-width="1000" height="226" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjixRVfjxa6b7wKCnDbDYefvz1EDrQbnzn16D66hHoYaw7N3eB047zqcwQoMlklu5YBW0fs-pJ_4rd7w7EUgyVAwuonzwNM75KQE8T7WyoudCNLR2x9PNi42HRaYsjMKrsansMy7pkWX8w/s320/2046.jpg" width="320" /></a></div>
<span style="color: #0b5394; font-size: large;"> ولا عجبَ أنّنا نكون خلال العمل أو أثناء رحلةٍ طويلة ننتظر بشغفٍ شديد عودتنا إلى بيوتنا، فلعلّها بتفاصيلها الكثيرة هي الأماكان الوحيدة في العالم الذي نستطيع من خلالها أنْ نشعر بالأُلفة والمغامرة، وأن نكون قادرين على الاعتزال والاختباء أو الانطواء فيها على أنفسنا وسط العالم الصاخب والفوضويّ من حولنا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</div>
رشأ الخطيبhttp://www.blogger.com/profile/05144508063049911210noreply@blogger.com