أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 23 أبريل 2016

مستقبل اللغة العربية

اِنــسَ الفرنسية والصينية ....وتعلَّم العربية!!

في منتدى شومان وبإدارة الأستاذ الدكتور صلاح جرار، ألقى الأديبُ الصحافي الإماراتي جمال بن حويرب محاضرةً مفيدة في مستقبل اللغة العربية، طوَّف بنا فيها ما بين تشخيصٍ لواقع الحال لمكانة اللغة العربية في نفوس أبنائها، وما بين تطلعاتهم المستقبلية العلمية والعملية التي ليس فيها للعربية موطئ قدم! فالنشءُ في حيرة: إن هم تعلَّموا العربية فإن مستقبلهم الوظيفي أمرٌ فيه نظر! إلا إذا أتقنوا الإنجليزية إتقاناً لا لحن فيه ولا خطأ حتى لكأنهم أحفاد تشوسر أو شكسبير!!!
وانتهى المحاضِر من حديثه بعد تطوافٍ بديع بين العربية في عيون الغرب، وواقع العربية في بلادنا ومنها الإمارات العربية أنموذجا، إلى دور المؤسسات العامة والخاصة والقوانين والتشريعات في دعم اللغة العربية. وكانت خاتمة كلامه في استطلاعٍ لآراء الحاضرين، الذين رأى معظمهم أن المستقبل للغة العربية.
ثم عرَضَ لبعض الآراء التي تستشرفُ المستقبل ومنها هذا التقرير من المجلس البريطاني British Council حول تدريس العربية في المدارس البريطانية، والعنوان الجذاب للتقرير:
(اِنْـــــسَ الفرنسية والصينية. وتعلَّم العربية!!)
ويبدو أن مثل هذه التقارير لا تُعجب! فما كان من إحدى الحاضِرات التي علَّقت في ختام المحاضرة إلا أن تساءلت وبشدة: على أي أساس قام ذلك التقرير؟ وهل هو حقاً منشور في صحيفة الإندبندنت؟ وهل هو تقرير دقيق؟...وغيرها من تساؤلات تشكيكية تقلل من شأن اللغة العربية وتكفر بها!!
إن مشكلة اللغة العربية -إن جاز أن لها مشكلة- هي في أبنائها لا في ذاتها، وإنَّ الخطر ليس عليها وإنما من أبنائها. 
ما يدعوني إلى إخباركم بهذا كله أنني في صباح اليوم قد جاءني ابني الصغير محتجاً على مدرسته؛ لأن المعلمة قد وعدَتْهم بلعب كرة القدم يومياً من الأسبوع الماضي ولم تفِ للآن بوعدها!! فهي تتحجَّج كلَّ مرة بأن ملعب المدرسة مشغول بطلبة التعليم الأجنبي (الإنترناشونال)!! وهي ليست المرة الأولى التي أسمع فيها من ابني احتجاجاً على التمييز الحاصل بين طلبة التعليم الوطني وطلبة التعليم (الإنترناشونال) في مدرسته (وهي مدرسة ذات توجُّه إسلامي محافظ) أو من ابنتي (وهي في مدرسة أخرى ذات توجُّه مغاير).. لكنهما يشكوان من ذلك التمييز.
والشكوى موجودة عند كثير من الأهالي: فالتمييز حاصلٌ في الإدارة الصفية وفي المرافق التعليمية والترفيهية، وفي طرق التدريس وأساليبها، وفي الأنشطة المنهجية واللامنهجية....وفي غيرها من جوانب (التمييز العنصري) الحاصل بين طلبة التعليم الوطني (الذي يتم باللغة العربية) وطلبة التعليم الدولي الذي يتم باللغة الإنجليزية)، وانتهى ابني في شكواه إلى جوهر مأساتنا التي نتغابى عنها: (ماما...حتى في المدرسة الأجانب يحتلونا!!!!!)
فكيف لنا أن نفكر بمستقبلٍ مشرق للغة العربية وفينا من يُفاخر بتعليم أبنائه باللغات الأخرى؟ حتى استشرى الداء العُضال في دولةٍ محدودة الموارد كالأردن على الرغم من التكلفة المالية الباهظة على الأهل لهذا النوع من التعليم، التي أراها كمن ينفق نقوده على السجائر ولا يأتي منها إلا احتراق الذات أو السرطان!
وماذا نرجو لمستقبل اللغة العربية من جيلٍ (عربي) ناشئ يرى نفسَه اليومَ أعلى منزلةً من مواطنيه الذين يتعلمون التعليم الوطني؟! وكيف نؤمِّل أنّ هؤلاء سيخدمون أوطانَهم ولغتهم وحضارتهم إذا كان مجرد التواءِ ألسنتهم بِـــــــلُـــــــــكْنَـــــةٍ أجنبية وهم ما يزالون على مقاعد الابتدائية- يجعلهم يتعالَوْن على أقرانهم؟! فكيف سيكون حالُهم بعد عقدٍ من الزمان مثلاً حين يصير لهم شأن في مناصب إدارة المؤسسات والهيئات!!!؟؟؟
ربما أغلبنا يحبُّ اللغة العربية لكننا لا نترجم هذا الحب إلى عمل، والعمل يبدأ من أبسط الأشياء ولا ينتهي عند أعظم ما قد تتخيلون! 


الأربعاء، 13 أبريل 2016

تجاعيد

يومًا ما، ستنظرين إلى كلّ تلك الخطوط الدّقيقة، وتتذكّرين كلّ ليلة كنتِ تبيتين فيها باكية، أو تسهرين ليلة كاملة دون نوم، وستندَمين.

ستندَمين عن كلّ مرّة استسلمتِ للحزن، وبكيتِ، أو سمحتِ لابتسامتكِ أنْ تفارق قلبك، وستجدين فتاة ذابلة في المرآة، فتاة لا تُشبهكِ، حينَ تكونينَ قد نضجتِ كفاية لتعلمي بأنْ لا شيء يستحقّ، وبأنّك تستحقّين كلّ ما هو جميل في رحلتك.


تجارِبنا كفَتَيات تنمو على وُجُوهنا، وقلقُنا يسكن في أحداقنا، ولهذا أنا أحبّ كلّ مَن يَمتلكون هالات سوداء، أو خيوطًا دقيقة تُحيط بعيونهم؛ لأنّني أشعر بكلّ ما مرُّوا به، وأتخيّل سيناريوهات لياليهم ومواقفهم، والأهمّ مِن كلّ ذلك شعورهم.
ما يحصل يذهب، لكنّ وجوهنا تحفظه، وقلوبنا أيضًا.
هناك شيء في الخطوط التي تعتلي الخدود دائمًا، فهي تُذَكّرني بروعة أنْ نضحك، أنْ نستهلك حياتنا بالضحك على كلّ شيء، وأسمح لنفسي بأنْ أزعم بأنّ تلك الخطوط كانت نتيجة ضحكاتٍ متتالية، لا بسبب الحزن.
لأنّني أبحث دائمًا عن الحياة، في كلّ شيء.
وأرغبُ بها مِن كلّ قلبي.
وأحبّ الفتيات اللواتي يغسلْنَ كلّ ما مرّ عليهنّ في ليلة سابقة مِن حلم مزعج، أو حياة كاملة، ويبدأْنَ مِن جديد عند كلّ صباح.