أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 أبريل 2016

تجاعيد

يومًا ما، ستنظرين إلى كلّ تلك الخطوط الدّقيقة، وتتذكّرين كلّ ليلة كنتِ تبيتين فيها باكية، أو تسهرين ليلة كاملة دون نوم، وستندَمين.

ستندَمين عن كلّ مرّة استسلمتِ للحزن، وبكيتِ، أو سمحتِ لابتسامتكِ أنْ تفارق قلبك، وستجدين فتاة ذابلة في المرآة، فتاة لا تُشبهكِ، حينَ تكونينَ قد نضجتِ كفاية لتعلمي بأنْ لا شيء يستحقّ، وبأنّك تستحقّين كلّ ما هو جميل في رحلتك.


تجارِبنا كفَتَيات تنمو على وُجُوهنا، وقلقُنا يسكن في أحداقنا، ولهذا أنا أحبّ كلّ مَن يَمتلكون هالات سوداء، أو خيوطًا دقيقة تُحيط بعيونهم؛ لأنّني أشعر بكلّ ما مرُّوا به، وأتخيّل سيناريوهات لياليهم ومواقفهم، والأهمّ مِن كلّ ذلك شعورهم.
ما يحصل يذهب، لكنّ وجوهنا تحفظه، وقلوبنا أيضًا.
هناك شيء في الخطوط التي تعتلي الخدود دائمًا، فهي تُذَكّرني بروعة أنْ نضحك، أنْ نستهلك حياتنا بالضحك على كلّ شيء، وأسمح لنفسي بأنْ أزعم بأنّ تلك الخطوط كانت نتيجة ضحكاتٍ متتالية، لا بسبب الحزن.
لأنّني أبحث دائمًا عن الحياة، في كلّ شيء.
وأرغبُ بها مِن كلّ قلبي.
وأحبّ الفتيات اللواتي يغسلْنَ كلّ ما مرّ عليهنّ في ليلة سابقة مِن حلم مزعج، أو حياة كاملة، ويبدأْنَ مِن جديد عند كلّ صباح.