أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 مايو 2014

شكرا توستماسترز.. أخضر ..أصفر ..أحمر



في العديد من المؤتمرات العربية التي يتاح لي حضورها، تواجه المتحدثين عادة مشكلة تتسلَّط عليهم ألا وهو سيف الوقت؛ إذ من المعتاد في المؤتمرات التي تضم عددا كبيرا من الباحثين، ويعرضون بحوثهم في أيام قلائل،... أن يكون الوقت المتاح لأحدهم على منصة التقديم لا يتجاوز ربع ساعة، يكون مطلوبا فيها أن يقدم خلاصة أفكاره وعصارة بحثه في هذه الدقائق المعدودات..وغالبا ما يقوم (صراع لطيف) بين المتحدثين ورئيس الجلسة حول الوقت المتاح لهم..
وربما يُمضي الباحث جلَّ الوقت المتاح له في مقدمات وبديهيات، فتستغرق دقائق كثيرات، ثم يفاجَأ بأن الوقت كاد ينتهي، فيعجِّل بالمرور على أفكار بحثه الأساسية.. دون تعمق كاف؛ مما يهضم منزلته حقها ولا يعطي الانطباع الصحيح عما يود تقديمه. والسبب في ذلك برأيي يعود إلى إدارة الوقت التي لم ينجح بها بعض الباحثين..

ولهذا في كل مرة أحضر مواقف كهذه أقول في سري: شكرا .. شكرا توستماسترز..
وزملائي في توستماسترز هم وحدهم الذين يفهمون السر..
ولكي تعرفوا ماذا أعني أيها الأصدقاء أدعوكم للبحث عن توستماسترز وماذا تقدم هذه التجربة للذين ينضوون تحت لوائها..

يمكنكم قراءة بعض ما كتبتُ عن هذه التجربة في مدونتي تحت عنوان مشاريع الخُطَب المُعَدَّة في توستماسترز وتحت عنوان محاضر اجتماعات التوستماسترز..

ولديكم في العم الكريم (جوووووووووووجل) متسع لمزيد..



وصفة طبية باللغة العربية



خواطر من وحي قراءتي عن الترجمة في الأندلس....

عندما تُمسك بيدك وصفةً طبيةً وأنت ذاهبٌ إلى الصيدلية لتشتري الدواء، فإنه لا يمكنك أن تتخيل أنْ تكونَ الوصفةُ الطبية مكتوبةً بالعربية؛ فالذي يدرس الطب بالضرورة يعرف الإنجليزية!! لأنها عادة ما تكون لغة دراسة الطب حتى في جامعاتنا الوطنية!!
ولقد كان ...الطبُّ في يوم من الأيام والرياضيات والفلك، علومٌ لا تُدَرَّس في أوربا نفسها إلا باللغة العربية، وكانت جامعة أكسفورد تفرض على طلبة تخصص الطب بالذات حضورَ دروس اللغة العربية؛ كي يقرؤوا المصادر العلمية بلغتها الأصلية...حتى أن اهتمام عدد من رواد الاستشراق الأوروبي باللغة العربية، كان ببساطة لأنها لغة العلم في ذلك الزمان.

بعدستي ..
صورة لدكان العطارة في غرناطة، تبيع الأعشاب دواءً ... ونكهةً للحياة!


تشويه اللغة..تشويه الفكر



حين نسمي الأشياء بغير مسمياتها تصغر العظائم ... وتعظم الصغائر

يلفت النظر كثيرا في أيامنا ظاهرة تسمية الأسماء بغير مسمياتها، فهل من أثر تحدثه اللغة فيمن تقال لهم؟؟
مثلا تسمى الخمر بـ (مشروبات روحية)..وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم حين حدَّث ببعض علامات الساعة الصغرى حين ق...ال: (يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ..) وقد سماها الله خمراً في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ )
و(الزنا) يسمى (علاقات حميمة) .. ألم يسمعوا قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)؟
و(الشذوذ الجنسي والفاحشة) أصبحت (مثلية جنسية)... وتجاهلنا أن الله سمّاها من فوق سبع سماوات (الفاحشة) ووصف بها عمل قوم لوط قائلا:( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَة مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَد مِنْ الْعَالَمِين)..
و(المجاهرة بالمعاصي) صارت تسمى (انفتاح)؟ ألم يسمعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)؟
والكذب يسمى (دبلوماسية)؟ وتناسى الناس أن: (آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان)..
و(النعرات الجاهلية والتفاخر بالعِرق دون الدين) تسمى (قومية)؟ وتعامَيْنا عن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

حين نسمي الأشياء بغير مسمياتها تصغر العظائم ... وتعظم الصغائر!

اللغة العربية ..بين البسمة والدمعة

هذه خاطرة لأحد طلبتي في الجامعة في السنة الأولى..تشي عن بعض هموم مَن يتأمل في حالنا وحال لغتنا العربية..
كانت الخاطرة من وحي امتحان محوسب للغة العربية..لم يكلف فيه المتخصصون في تقنيات المعلومات أنفسهم التغلب على المشكلات التقنية التي تواجه تعريب الامتحانات المبرمجة أو تعريب غيرها من التطبيقات الإلكترونية...

(بين البسمة والدمعة ***
بقلم عبدالله مرار

قدمت اليوم اختبارا في مادة اللغة العربية،
وهذا ...الاختبار عبارة عن مجموعة من الأسئلة
تنقسم إلى نوعين الأول اختيار من متعدد
والثاني الإجابة إما بالخطأ أو الصواب،
وبينما أنا أفكر بالأسئلة وإجاباتها، أتفاجأ
بوجود خيارت الإجابة لسؤال معين مكتوبة
باللغة الإنجليزية، واحترت وقتها أأضحك أم
أبكي من المكتوب أمامي؟، أضحك لأنه فعلا من
المضحك وجود كلمات باللغة الإنجليزية في امتحان للغة العربية،
ولأن شر البلية ما يضحك،
أم أبكي على مدى التناقض لدينا نحن بني
العرب، وعلى وجود شرخ عملاق يبصره الأعمى في
الكيان العربي، والذي تجسد مصغرا في هذا
الموقف، تناقض كتناقض الليل والنهار، الماء
والنار، الهدوء والإعصار، اليابسة والبحار،
وأتساءل هنا أهذا خطأ طبيعي عابر؟ أم هو
نتيجة منطقية لغزو ثقافي ومعرفي هو كالمرض
ينخر في عظام مجتمعاتنا العربية ؟
... قررت في النهاية اللجوء إلى حل وسط وهو أن أتبسم
وقلبي يدمع) 
Like ·  · 

الأندلس في الرياضة ...ما أحلاها


مع نشرات الرياضة التي أعتاد عليها في كل حين بسبب متابعة ابني عمر لأخبارها على القنوات الفضائية، كثيرا ما يطرق مسمعي الأسماء الأندلسية العذبة، بما يجعل الأندلس حاضرة معنا كل يوم دون أن ندري..
وما أثار في نفسي الابتسام والرضا أن كثيرا من الناس الذي يسخرون ممن يذكر الأندلس اليوم أو يتذكر ويحلم بها من جديد؛ على اعتبار أنها ماضٍ وانتهى وأنها ليست... لنا.... وما شابه هذا الكلام؛ فإنني أشعر بالرضا والسعادة وأجدني ممتنة بالذات لقنوات الجزيرة الرياضية - على التزامها اللغة العربية في برامجها - حين تتحدث عن دوري كرة القدم الإسباني ... فأحلِّق معها بسماع نغمات أسماء الديار الأندلسية، التي ضاعت منا على حين ضعف منا كما ضاعت فلسطين وبلاد أخرى..ويسمعها الآخرون وتعلق في عقولهم دون وعي.
أتوقف لأصغي لتلك النغمات وتنتعش الحروف وأنا أستمع إلى المذيع يقول:
" فريق برشلونة (لا بارثيلونة) .. وفريق قرطبة (لا كوردوبا )... وفريق غرناطة (لا غرانادا).."
وفريق بلد الوليد يلعب مع فريق مالقة.. وفريق بلنسية يلعب مع فريق ألمرية...
وهذه أخبار الدور الأندلسي..أي دوري فرق مقاطعة الأندلس جنوب إسبانيا (لا أندلوثيا كما تلفظ بالإسبانية)...
يا الله ! ما أجملها من نغمات تقول إن دروب الأندلس حاضرة ولو أنكرها المنكرون..
صباحكم اليوم بعطر الأندلس وشذاها .... 

الثلاثاء، 20 مايو 2014

سيجارة..وتفاصيل رماد

..
..كالمعتاد من طلبتي حين يحين موعد المحاضرة.. يتفرق شملهم في الممر حين يشاهدونني قادمة.. لكن مساء أمس كان مختلفا إذ لمحتُ طالبا من أحبِّ الطلبة إلى قلبي ﻷنه يذكرني بابنتي فهو في مثل عمرها..
لمحتُه ولمّا ينتهِ من التهام سيجارته بعد..فأسرع حين رآني وألقى بها أرضاً وأدار ظهره لي مستقبلاً باب القاعة.. فناديتُه أن التقط ما رميتَ على اﻷرض..
فالتقط عقب سيجارته المشتعلة.. وهو يردد عبارة غير ﻻئقة قائلا: ليش ؟!! ما أنا بدفعلهم فلوس؟!!!

هكذا ببساطة يفسر الطالب الجامعي علاقته بالجامعة: هو يدفع ... إذن عليهم أن ينظفوا قاذوراته!!  ودخل مسرورا سعيدا بإجابته تلك...ﻻ أدري لم أصابت هذه العبارة مني مقتلاً.. فمثل هذه التفاصيل ربما تجعل اﻷمل بالمستقبل الذي نحلم يموت فينا...
وجعلتني أمام تساؤﻻت ربما يراها بعضنا ترفا .. 
فلماذا نرتدي الأقنعة؟ ولماذا نتأفف من واقعنا وبلادنا المتخلفة حضاريا..ونحن سببُ هذا.. نحن سببُه بلا مبالاتنا واستهتارنا بالتفاصيل الصغيرة، التفاصيل التي من الممكن أن تبلغ بمجموعها ما يمكن أن يجعلنا في مصاف الدول التي نتطلع إليها على أنها عظيمة.. 
فإذا كانت أوقاتنا ومواعيدنا بلا ضبط ولا قيمة لتأخُّرنا عليها..فليس لنا في التحضر نصيب..
وإذا كنا نحرص على اصطناع أناقة التصرف ومعسول الكلام أمام أعين الناس..في حين أننا في دواخلنا نظهر على حقيقتنا العارية في مثل هذه المواقف....فليس لنا منه كذلك نصيب..
إذا كنا باختصار نخون أمانة نظافة الطريق وصيانة الأماكن العامة من الأذى والإهمال..فلا تحضُّرَ لأمةٍ لا تعرف الأمانةُ قلوبَها في كل شيء في حياتها..
وصَدق الحبيب المصطفى: (لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه) .. فإذا كنت تحب لمنزلك وبيتك نظافة وجمالا..فمدرستك وجامعتك والشارعُ في بلادك يحبون ذلك منكَ أيضا.