أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مايو 2016

لا تراهن على وفاء أحد عدا الكلاب!!

https://www.facebook.com/Ahlam.Mostghanemi/posts/1053269521375273?pnref=story
أحلام مستغانمي .........حوار من " الأسود يليق بك "

_ لي أيضًا كلب أحبّه. تلقيّته من امرأة أحبّتني، أظنّها حارت ماذا تهدي لي، لاعتقادها أنّني أملك كلّ شيء، فأهدت لي كلبًا. قالت إنّها هديّة لن يجرؤ أحد في البيت على التخلّص منها. كانت مكيدة ناجحة، ما دام الكلب يعيش بيننا منذ أربع سنوات.
عاودها الشعور بالغيرة. سألته:
_ أأنت متعلّق بالكلب أم بصاحبته؟
أجاب بنبرة جادّة:
_ بالكلب طبعًا! كان هديّة وداع. صاحبته كانت أجنبيّة، تُعطي أهمّيّة للالتفاتة الأخيرة التي تُنهي علاقة. هذا أمر لن تجديه عند العربيّات. أنت لا تعرفين من تُحبّين حقًّا إلّا عند الانفصال.
_ وهل يعيش هذا الكلب معك في باريس؟
_ أخذْته قبل أربع سنوات إلى بيروت، وما زال هناك.
_ تبدو جدّ متعلّق به..
_ طبعًا.. «كلب صديق ولا صديق كلب».
_ لا تراهني على وفاء أحد عدا الكلاب. أُحبّ ذلك الوفاء الصامت، والإخلاص الذي لا مقابل له. أنتِ لا تتبادلين مع الكلب كلامًا، لذا لا كذب بينكما، لا نفاق، لا سوء فهم، لا وعود، لا خذلان. المرء بالنسبة إلى كلبه «سيّد» حتّى وإن كان متشرّدًا دون مأوى. يظلّ الكلب رفيق تشرّده في الشوارع. سيخلص له مدى حياته، سواء أكان سيّده جميلًا أم قبيحًا، شابًّا أم عجوزًا، ذا جاهٍ أم مفلسًا، هل تضمنين هذه الخصال في أقرب الناس إليك؟
لم تُجبه. ما كان السؤال موجّهًا إليها. هو حتمًا يعرف الجواب.