أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 سبتمبر 2016

أن تكون أباً

بقلم د.رضوى فرغلي
http://radwafarghaly.blogspot.ae/
أن تكون أبًـا .. يعني أن تشارك في تربية أولادك .. تدريسهم .. اللعب معهم .. والاستماع إليهم .. وإعداد الطعام لهم .. والتواصل مع أصحابهم .. وأن تهتم بمظهرك وسلوكك وأخلاقك من أجل صورة الأب لديهم .. أن تلاحظ تفاصيلهم وتهتم بها .. تسهر بهم في مرضهم .. تنتبه لهواياتهم وتنميها.

أن تكون أبًـا .. يعني أن تتورط فيهم عاطفيا واجتماعيا .. وليس ماديا فقط
أن تكون أبًـا .. يعني أن تتجاوز لحظة الشهوة التي تسببت في مجيئهم إلى العالم، لتصل إلى الشعور الدائم بالمسئولية والتفاعل الإيجابي معم.
أن تكون أبًـا .. يعني أن تبتسم كثيرا .. تتخلى عن نرجسيتك كثيرا .. تشكو قليلا .. تحب بعمق وتعبر عن هذا الحب بالقول والفعل ..
أن تفعل كل هذه الأشياء بدافع الواجب وإحساس الهواية
الأبوة شرف، تناله بقوة عطائك لأبنائك وليس بقوة حيوانك المنوي
أن تكون أبًـا .. يعني أن تكون رجلًا .. وإلا عليك أن تعيش وحيدا، أكثر شرفا لك من أن تنجب أبرياء وتتركهم في العراء النفسي والبرد العاطفي.
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء، تجاهل الكلام مع أطفالهم أو الاستماع لهم، بحجة أنهم مشغولين بالبيت والعمل ومطالب الحياة وعلى اعتبار إن كلامهم تافه أو مجرد “رغي عيال”.
مع إن هذا الـ “رغي” هو الذي يتضمن أحلامهم ومخاوفهم .. كلام ابنك حتى لو تافه، هو ما سيعرفك شخصيته وأفكاره وهواجسه .. تفاعلك الإيجابي مع “رغي” ابنتك هو ما سيبني ثقتها في نفسها ويوجهها بشكل غير مباشر إلى الصواب.
لا تهدروا فرصة التواصل اللفظي مع أولادكم على مدار اليوم والحديث عن أي شيء وكل شيء لأن انقطاع التواصل يؤدي بهم إلى البحث عن أشخاص آخرين يستمعون إليهم ويتفاعلون معهم، أو ينعزلون وحيدين مع الفراغ والأفكار السلبية.
لا تفرحوا بسكوت أبنائكم وهدوئهم الشديد، لأنه يعني تجنب التواصل معكم والاكتفاء بعالمهم الخاص، وهذا أول مؤشرات الخطر.

مدونة الدكتورة رضوى فرغلي
http://radwafarghaly.blogspot.ae/