بدأت من أصل الحكايات، التي جلبتها أمٌّ تبحث لأطفالها عنها، حتى وصلت إلى ملك البحار الذي أهداها الصَدَفة؛ التي كلما وضعتها على أذنها منحتها حكاية جديدة...
فما حكايتكم مع البحر؟! هل هو راحة للنفس ومخبأ الأسرار وخفايا الصغار؟؟
...حملت كيسا صغيرا مملوءا بصدفاتٍ جميلات حملتها معها من بحر حيفا.. مدينتها التي تراها أجمل مدن الدنيا... ولكلٍّ منا مدينته.
مزجت حكاياتها التي تحكيها بحكاياتها هي...
حكت كيف يمكن للحماة ألا تُعجَب باختيار ابنها الشاب لعروسٍ قصيرة القامة...
حكت السذاجة التي كانت زمان... أيام تظن الفتاة أن اقترابها البريء من شاب يخفق له قلبها، قد يكون السبب في اضطرابات جسدية تقلب كيانها.
حكت المشاعر المتقدة في قلب امرأة ستينية تنتظر حفيدها الأول.. فتملؤها فرحا غامضا يجعل روحها ملائكةً تحوم في السماء.. وجسدها جسد شابة عروس تنتظرها الحياة..
حكت حكاية الفتاة التي رافقته شاباً يافعاً وأحلامهما في فلسطين .. أحلامهما الساكنة في أزرق المتوسط .. حتى ما إذا حان اللقاء في كرمل حيفا .. لم يقدر إلا أن يلوِّث زرقةَ المتوسط بزرقة الياسمين.. لم يقدر إلا أن يخون حبهما وعهدهما .. ولتبقى الحكاية: دنس الياسمينة الزرقاء يقتل طهر حكاية الحب الذي كان.
رقصت ...غنَّت... صفَّقت بيديها ووزعت صدفات حيفا تذكاراً للحاضرين.. كي تكون الـ(ميجنا) و(زريف الطول) و(هدّي يا بحر..طوّلنا في غيبتنا) في الذاكرة قريبةً وبعيدة..
لقاء يجعل النفس تغوص في داخلها.. وتقول: إن ما أعجبني في اللقاء لم يكن فقط الحكايات التي تحكيها.. بل ما بات يعجبني تلك الروح التي تتقد شغفاً في نفوس كبار السن، الذين يملكون من جمال الجسد ما تبقى آثاره واضحة لا تخفى مع تقدم العمر.. نضارة في الوجه.. ورشاقة في القوام.. وعناية بأدق التفاصيل من أناقة الثياب حتى طلاء أظافر القدمين.
باتت هذه النماذج _خاصة من النساء_ تعطيني دليلاً آخر أن الحياة امرأة.. أن سرَّ الحياة امرأة .. روحها رونقها جبروتها واستمرارها... امرأة!
ففي حياة كلِّ واحدٍ منا امرأة هي سرُّ حياته أنى وقعت منها.. أماً... أختاً.. حبيبة.. زوجة.. ابنة... صديقة ...عشيقة... حتى جارة السوء!!
الحكواتية دنيس... هي واحدة من نساء الأرض إلى جانب كثيرات، تجعل كلّ واحد منا مشروع حكواتي على طريقته!
الساحة لكم... فهاتوا حكاياتكم...