الحب والإخلاص والتضحية والفداء هي معاني الزمن الجميل..
وهي قطعا تتناقض مع معاني الزمن الرديء.. زمن “فوضناك” و”بايعناك”..
بقلم: د. حسن خريشه
نائب رئيس المجلس التشريعي
وأخيرا اجتمع المجلس الوطني بمن حضر وعمت الفوضى واللغط عندما ارادوا التحقق من النصاب، البعض قال 605 واخرين قالوا 560 وفريق ثالث قال 650.. ليس مهما ما قيل سواء تحقق النصاب بهذا العدد او ذاك، لكن ماذا عن النصاب السياسي والأخلاقي والجمعي الوطني.. اين هي الجبهة الشعبيه.. أين هو المجلس التشريعي.. أين هي الفصائل العشر في سوريا وتحديدا الصاعقه والقياده العامة.. أين هي “حماس”.. أين هو الجهاد الإسلامي.. أين هم بعض الفريق المؤسس من الأولين مثل أنيس القاسم، سليمان أبو سته، فاروق القدومي، وعبد الجواد صالح وغيرهم القليل.
كلنا نعلم أن “حماس” حصلت على اكثر من 62% من اصوات الضفه وغزه والقدس في انتخابات التشريعي، وكل الآخرين حصلوا على 38% من الأصوات.. والغريب، ولا أدري إن كان مقبولا عند البعض أن هذا 38% يتحدث بإسم الشعب الفلسطين، ويقود منظمه التحرير الفلسطينيه، ومجلسها الوطن، وأن الـ 62% ممنوع عليهم التحدث إلا بإسمهم فقط.. فهم كغيرهم يقدمون الشهداء والمقاتلين ويبتكروا ويبدعوا في استنباط اساليب ووسائل جديدة في مواجهه المحتل ليس اولها الأنفاق، ولن يكون آخرها مسيرة العوده الكبرى، وما تخللها من جمعة الكاوتشو.. وجمعة العلم، والطيارات الورقيه الحارقة.
مطلوب من أهلنا في غزه الذين يحتضنون المقاومة والمقاومين ويدفعون اثمانا باهظة لكل الإعتداءات الصهيونية المتكررة.. مطلوب لهمى أن يجوعوا، وأن يمرضوا، ولا يجدوا الدواء.. مطلوب من ابنائهم المبدعين أن يتعلموا على الشموع.. أو بعض منهم يعيش تحت الواح الصفيح.. والكثير من اطفالهم يأكلون الخبز مع الشاي.
بالمقابل هؤلاء الذين يتحدثون بإسم شعبنا وقضيتة.. ويحضروا الإجتماعات، ويصنعوا الإصطفافات.. ويتحدثوا بالسياسة والتحـ… ويجيدوا استخدام كلمات (شعبنا، قضيتنا، شارعنا، شهدائنا، واسرانا) يقولوا ذلك وفي فمهم سيجار أجنبي.. ويدخنون سجاير المالبورو الأميركيه.. ويطلبوا من الآخرين مقاطعة البضائع الإسرائيليه والأميركية.. ولا يشربوا الا حليب تنوفا والكوكاكولا.. وبعض منهم يتسوق عند “رامي ليفي”.. وقليل منهم يعمل وكيلا لشركات صهيونية.. بين هذا وذاك.. وبين الأولى والثانية.. البعض يجمع تواقيع ويعلق اليافطات الكبيرة.. ويضعوا صورا كبيرة.. ويكتبوا تحتها كلمة “بايعناك” أو كلمة أخرى “فوضناك”.. وهذا يذكرنا باستفتاءات مصر في زمن السادات ومبارك، وكل الشعب الفلسطيني ينتظر مرسوما ممن فوضناه بموعد اجراء انتخابات عامة، وليس موعدا للإستفتاء.
طفح الكيل وبات الصمت مشاركة في التضليل وحتى التطبيع… عودوا كما كنتم.. احذفوا ابتساماتكم المصطنعة ونفاقكم المفضوح.. فالحب والإخلاص والتضحية والفداء هي معاني الزمن الجميل.. وهي قطعا تتناقض مع معاني الزمن الرديء.. زمن “فوضناك” و”بايعناك”..
منقول