أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 ديسمبر 2011

محضر الاجتماع 109 نادي أبجد توستماسترز






عقد يوم السبت 10/12/2011 الاجتماع رقم 109 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز/ أبوظبي، وكانت الكلمة الافتتاحية فيه لنائب رئيس النادي للشؤون التعليمية فهد المشهري؛ وذلك نظراً لغياب رئيس النادي خالد النقيب عنا لأسباب عائلية. ثم سلّم فهد المشهري الراية إلى عريف الاجتماع توستماستر: نادر أحمد.

... ولمدة ساعتين هما زمن الاجتماع حلّقنا مع نادر أحمد بكلماته الأنيقة وأدائه الهادئ في جوٍّ من الألفة والفائدة. وكانت انطلاقة الاجتماع بمقدمة قال فيها: " الشمس تشرق كل صباح وتنادي كل إنسان: أيها المخلوق القوي الضعيف قم... ذلك أنك خُلِقتَ لإعمار الحياة..تأمل أيها الإنسان نشاطي اليومي وقم واعمل.. فمن عمل لمع، وإن لمع الإنسان .. ترك بصماته في كل مكان".

وحدَّثنا كذلك نادر أحمد في مقدمة الاجتماع عن الإبداع الثقافي والفكري محور الاجتماع، وحاجة الإبداع لكي يتحقق إلى دعامتين هما: القراءة والعمل.. لكنّ هاتين الدعامتين لا تكفيان وحدهما بل لا بد لهما من ركن ثالث إلى جانبهما ألا وهو الإخلاص.

ثم ابتدأت فقراتُ الاجتماع وأولها فقرة الخطب المعدة، وتضمنت الفقرة خطبتين إحداهما في أول طريق المتواصل المتمكن وثانيتهما في منتصف الطريق. وهما الخطبة الأولى لتوستماستر غانم الهاجري، والخطبة التاسعة عشرة للتوستماستر المتميز علي المنصوري.

 كانت خطبة غانم الهاجري الأولى -خطبة كسر الجمود- متميزة كما اعتدنا من أعضاء توستماستر الجدد..أخذَنا غانمُ فيها إلى جولة في حياته ابتداء من طفولته التي تعلَّق فيها بكرة القدم مع مسلسل كابتن ماجد، الذي أحبه كثير من الصغار، وكيف أصبحت طموحاته في ذلك الوقت متجسدة في تلك الكرة .. فقد سكنت الكرةُ أحلامه وأفكاره، لكن والده أخذه من تلك الأحلام وذلك الاستغراق ليعرض عليه صفقة تدفعه نحو مستقبله المهني بعيدا عن عالم الكرة: الاهتمام بالدراسة مقابل الذهاب إلى النادي لممارسة الكرة، ليتحول هوس كرة القدم فيما بعد إلى هواية، فتلزم مكانها من اهتماماته. فاتجه بذلك إلى حياته المهنية صوب مجال المحاماة.

وها هو اليوم غانم يقف حائرا أمام طفله الصغير الموقف نفسه الذي وقفه والده من قبل، حين يرى التاريخ يعيد نفسه من جديد فيتساءل: هل آخذ ابني إلى كرة القدم .. أم أوجهه بعيداً عنها إلى مستقبل مهني آخر؟؟

والسؤال مفتوح لنا جميعا بشكل أو بآخر، إذ ربما نتعرض جميعاً إلى موقفٍ كهذا في لحظة من لحظات عمرنا، فهل نترك لأبنائنا المجال ليسيروا تجاه أحلامهم -المجنونة أحيانا- أم نسعى لتوجيههم إلى ما يمليه علينا العقل ومراعاة مقتضيات الحياة المعاصرة؟؟!

وقد كان تقييم الهاجري من قبل مدام توستماستر رشأ الخطيب التي رأت أن الهاجري قد تميز في خطبته الأولى بالهدوء والثقة بالنفس التي تجلّت في عدم استخدامه البطاقات التذكيرية وهي مسموحة عادة في الخطبة الأولى ..كما تميز أداؤه بالطلاقة والانسيابية، وهي من النقاط التي تلفت انتباه المقيمين إذا كانت الخطبة هي الأولى للخطيب. وكان من النقاط التي تحتاج إلى بعض التطوير هي إدارة وقت الخطبة بين أقسام الخطبة، وهي نقطة قد تحرم الخطباء من أن تكون خطبهم مبرأة من العيوب.

ثم تقدم الخطيب علي المنصوري بخطبته التاسعة عشرة وهي جلسة نقاش لمدة 25 دقيقة. بدأها علي ببسط بعض الحقائق والإحصاءات عن العالم العربي منها: أن نصف سكان العالم العربي ممن تجاوزوا سن 15 أميون وأن ناتج شركة سوني مثلا أكبر من الناتج المحلي لدولة مثل مصر، وأن حصة المقالات المنشورة بالعربية لا تتجاوز 1% من النتاج العالمي... وكانت هذه البداية لموضوع النقاش المطروح الذي أداره علي المنصوري واختار له عنوان: كيف ننمي الإبداع على المستوى الشخصي والعائلي.. وقد ابتدأ جلسة النقاش بطرح أسئلة على الحاضرين وأخذ آرائهم في: ما هي الأسباب التي أوصلت العالم العربي إلى مثل هذه النتائج؟ وذلك في محاولة لتبين الأسباب قبل أن يضع يده على العلاج. وكان تفاعل الجمهور رائعا؛ إذ شاركوا بآرائهم حول الموضوع المطروح وتلخَّص مجمل ما ذكروه من أسباب في:  انعدام الحرية، وتدني نسبة القراءة، والاتكالية وعدم الإحساس بالمسؤولية، والفساد والكسل، وتدني نسبة المشاركة في إنتاج المعرفة، والصراع بين الطموح والواقع، وربط العلم بتحصيل الرزق فقط، وضآلة البحث العلمي.

ثم استعرض علي المنصوري مع جمهور الحاضرين آراءهم في حل هذه المشكلات, وتبين أن لكل مشكلة منها عدد من وجوه الحل المقترحة.. وربما ينفع الحل الواحد في أكثر من مشكلة. وكانت إدارة توستماستر علي المنصوري للنقاش إدارة ممتازة استحقت الثناء من مقيّمه توستماستر المخضرم حميد الحمادي، إلى جانب نقاط مضيئة إيجابية أخرى تحدث عنها، منها: إشراك الجميع في النقاش وتشجيعهم على التحدث والإدلاء بآرائهم. ومنها أن الموضوع يمس هموم الجمهور المستمع. ومن النقاط التي كانت بحاجة إلى التطوير إدارة الوقت، وهي نقطة يحتاج إليها الجميع؛ فالموضوع المطروح كان متشعباً جداً ويصعب فيه إرضاء الناس ومناقشة جميع الآراء ضمن مدة محدودة.

وبعد الانتهاء من فقرة الخطب المعدة وتقييمها حلَّت الفقرة الممتعة في الاجتماع وهي فقرة مواضيع الساحة أو الخطب الارتجالية، وكان عريف مواضيع الساحة: فهد المشهري الذي اختار لنا مجموعة من الأبيات الشعرية التي تستحق الوقوف عندها والتأمل في معانيها. منها:

·        ألا ليت الشباب يعود يوماً             فأخبره بما فعل المشيبُ

·        كن ابنَ من شئتَ واكتسب أدباً        يغنيك محمودُه فضلا عن النسبِ

·        لا تقل أصلي وفصلي أبدا            إنما أصل الفتى ما قد حصلْ

·        بقدر لغات المرء يكثر نفعه           وتلك له عند الشدائد أعوانُ

      فبادر إلى حفظ اللغات مسارعاً         فكلُّ لسانٍ في الحقيقة إنسانُ

وقد أبلى المتحدثون في التعليق عليها بلاء حسناً، ونال في هذه الفقرة لقب أفضل خطيب اثنان هما: نادر أحمد ورشأ الخطيب بتساوي عدد أصوات الحضور.

ثم كانت خاتمة الاجتماع بتلاوة تقارير الاجتماع : تعبيرات ملء الفراغ: عبد الهادي الحمادي، والمدقق اللغوي : ناصر الأسد، ومختبِر الإنصات: مصطفى محمود. أما التقييم العام للاجتماع فكان عن طريق المجموعة، ومناقشة جوانب الإيجابية فيه ولفت الانتباه إلى بعض النقاط التي تحتاج إلى تطوير في الاجتماعات القادمة.