انعقد الاجتماع رقم 118 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 14/4/2012
، بحضور عددٍ غفيرٍ من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز العشرين، وقد افتتح التوستماستر
محمد يحظيه الاجتماع بكلمة ترحيبية أشار فيها إلى التعريف بالنادي وبرسالته
وبأهدافه، ثم قدَّم لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحَّب بدوره بالحضور
من الضيوف والأعضاء، ثم نوَّه رئيسُ النادي بالإنجاز الذي سيقوم به محمد يحظيه هذا
المساء بإتمامه الخطبة العاشرة من دليل المتواصل المتمكن، وهذا من دواعي التميز
التي يسعى النادي إلى تحقيقها، ثم أثنى على التوستماستر حميد الحمادي الذي سيشارك
ممثلاً لدولة الإمارات في المسابقة التي ستجرى في البحرين في الشهر القادم لأندية
التوستماسترز في الخليج.
ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء توستماستر شيخ معاوية، وقد
استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع (الصفاء) فأشار إلى
أن الجو صافٍ والقلوب صافية في اجتماعات التوستماسترز، لأن من أهم ما تتميز به الصفاء؛
فالحضور والأعضاء بينهم توافق وانسجام، على الرغم من أنهم من جنسيات مختلفة
ومستويات ثقافية متباينة وطوائف عمرية متنوعة، لكنهم مع ذلك يجتمعون ويتحدثون في
أجواء صافية..والسر في ذلك هو البعد عن الخوض في المواضيع الخلافية، وهذا هو من
صلب آداب أندية التوستماسترز.
...ثم رحَّب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم
كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية
سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟
ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع، ثم قدم
أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم، وهم: عبد الهادي عبدالله في دور المدقق
اللغوي وكلمة المساء، ومنصور الفلاسي في دور عداد التلكؤات، وشرف الطحان التي قامت
بدور مختبِر الإنصات، وسلطان الحميري بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع
فكان حميد الحمادي.
ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة خطيبين فقط؛ نظراً لاعتذار
اثنين من الخطباء عن تقديم الخطب كما كان مقرراً في الجدول، والخطيبان هما:
توستماستر نادر أحمد في خطبته السادسة، وتوستماستر محمد يحظيه في خطبته العاشرة
التي اختتم بها مسيرته في دليل المتواصل المتمكن لينتقل بعدها إلى الدليل المتقدم.
وابتدأ نادر أحمد خطبته السادسة وهي بعنوان اليتيم: وقد قدم لخطبته بمقدمة
سأل فيها:
" من هو اليتيم؟ وما هو اليتم؟ فاليتم هو الحرمان ومن حُرِم شيئاً فهو
يتيم، واليتيم ربما يكون فقَدَ أباه أو أمه...لكن لي رأياً آخر في هذا.. فنحن الآن
نعيش في عوالم افتراضية وللحضارة والتقدم فيها ضريبة، كما لكل شيء في الدنيا له
جانبان: سلبي وإيجابي، والآن كثير منا منشغلٌ في منتجات هذه الحضارة منغمسٌ فيها،
فقد انتشلتْنا من أبنائنا ..فمنذ متى لم تجلس إلى أبنائك..ومنذ متى لم تتكلمي مع
ابنتك؟ أراهن أنك تجلس معهم مساء ولكنك
مشغول بمتابعة مباراة أو نشرة أخبار..أو تجلس إلى مائدة الطعام تأكل صامتاً..
لقد آلمني مشهد روتْه لي ابنتي مدرِّسة الأطفال..فأحد تلاميذها تأتي أمه
لتصطحبه إلى البيت فيقول لا أريد الذهاب إلى البيت مع ماما أريد الخادمة؛ فأمي
تضربني والخادمة تدللني .!!؟؟ ,, وحين جربت المعلمة تجربة وضع الوجه المبتسم أو
الوجه الغاضب أمام بعض الشخصيات، وضع بعض الأطفال الوجه السعيد للخادمة والوجه
الغاضب للأم. لقد أصبح أبناؤنا أبناء الخادمات فنحن قريبون من الإنترنت والعالم
الافتراضي أكثر من قربنا من أبنائنا..
وأختمُ بـ "ليس اليتيم من
انتهى أبواه من الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم من تجد له أُماً
تخلَّت وأباً مشغولا.."
وكانت توستماستر رشأ الخطيب المقيّمة لخطبة نادر أحمد في خطبته السادسة،
حيث أثنت على الخطيب في بناء الخطبة المتماسك، ونجاحه في إيصال أفكاره بوضوح، رغم
أن بعض التشتت قد شاب وسط الخطبة، إلا أننا شعرنا بالخطيب يدخل بنا من غرفة إلى
أخرى في نظام متسق محكم..كما أتقن نادر أحمد استعمال الكلمات المناسبة المألوفة
المناسبة للموضوع وهو هدف الخطبة ..وقد
اعتمد كما عهدنا منه على كثير من الشواهد والأمثلة الداعمة لوجهة نظره
ولعرض أفكاره على الحضور.
أما الخطبة التالية فقدم فيها محمد يحظيه الخطبة العاشرة وهي بهدف "
ألهِمْ جمهورك" : وقد اختار الخطيب موضوع (الماس) ليكون مدخلاً جميلاً إلى
خطبته:
"فقد قيل إن رجلاً أوروبياً في عصر الكشوفات والتوسع رحل إلى إفريقيا
باحثاً عن الماس ..فباع ثروته في بلاده وخرج إلى تلك القارة البعيدة وأنفق فيها
سنوات عمره يبحث عن الماس في منطقة معينة، تبين له أنها قد تحتوي هذا الجوهر
النفيس..لكنه بعد سنوات من الكدّ والاجتهاد لم يحصل على ما كان يأمل.. ثم إنه أصيب
بعد هذه السنوات بمرض الملاريا فعزم على العودة إلى بلاده، فباع أرضه ومنجمه وما
يملك.. وعاد
ثم سمع بعد مدة أن الأرض التي تخلى عنها وباعها في إفريقية، قد اكتشف
مالكها الجديد فيها أكبر منجمٍ للماس في العالم،
فاغتمّ الرجل من هذا الخبر وقضى نحبه..
ليس مهماً أن نبحث عن واقعية هذه القصة أم أسطوريتها، فالكثير منا يضيع كنز
الماس في داخله ولا يعلم به، وإذا اكتشفه فإنه لا يصقله ولا يعطيه من نفسه ما يفيه
حقه؛ فالموهبة التي نمتلك يجب صقلها، بالمعرفة والتدريب وإلا ضاعت.
قيل إن أكبر مكان تجتمع فيه المواهب هي المقابر ؛ لأن معظم الناس يموتون
ومواهبهم مدفونة معهم دون أن يكونوا قد اكتشفوها. ودون أن ترى النور.
فكيف نكنتشف كنز الماس في داخلنا؟ إن هذا ممكن بطريقتين: الأولى أن نعود
إلى طفولتنا ونفتش عن الأشياء التي كنا نميل إليها أكثر من غيرها. والثانية أن
نتأمل في سرعة تعلمنا لأمر ما..فما نتعلمه بسرعة هو من مواهبنا الكامنة التي قد لا
نلتفت إليها.
فإذا عدنا إلى طفولتنا واكتشفنا ما كنا نحبه ونميل إليه، يجب أن نصقله
ونعرف كيف نستفيد منه. وذلك ممكن عن طريق قراءة كل ما يتعلق بالموضوع الذي نجد أنفسنا
فيه، ثم التدرب عليه. ولهذا نرى من حولنا من حوَّل التراث الذي يحبه إلى مجال عمل
متميز.. لذا فإذا بحثتم جيداً في أنفسكم فسوف تكتشفون مواهبكم ".
وقد بدأ المقيم توستماستر علي المنصوري تقييمه بشكر نادي التوستماسترز الذي
منحنا فرصة اكتشاف الماس لدى محمد يحظيه! ونهنئه بمناسبة إنجازه الخطبة العاشرة، وهي
خطبة تمس أعماق كل من سمعها فإعدادها البسيط من القلب إلى القلب وهي توثيق لما قام
به يحظيه في مسيرته حتى إتمام المرحلة الأولى من مسار التواصل المتمكن.. وقد أجاد
الخطيب في استخدام المفردات الإيجابية وإلهام الجمهور ليتحرك بإيجابية بما يحقق
هدف الخطبة ألا وهو إلهام الجمهور. أما نقاط التطوير فهي الاهتمام بخاتمة الخطبة
لتكون أقوى مما كانت عليه.
ثم ابتدأت الفقرة المتميزة فقرة خطب الساحة وكان عريفها: فهد المشهري، وقد
اختار مجموعة من الأبيات الشعرية ليلقيها على مسامع كل خطيب من خطباء الساحة، عن
بعض القضايا: التردد و الكرم والعزيمة وعدم الاستهانة بالأعداء، وحفظ اللسان،
وتقلب الزمان على الناس.
وقد أبلى المتحدثون بلاءً حسناً في هذه الفقرة الممتعة.
ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار تقاريرهم، وكانت فقرة
مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر
فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع
بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحتْها صاحبة الدور : شرف الطحان
أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر حميد الحمادي، وقد أبدى فيه بعض
الملاحظات ومنها:تحضير الجوائز على المنصة للمتحدثين، والعمل على توفير أوراق
للكتابة لبعض أصحاب الأدوار ممن يحتاجون إليها، وتوفير كميات من الماء مناسبة أمام
الحضور. أما النقاط الإيجابية في الاجتماع فكانت كثيرة وهي تظهر غالباً في
اجتماعات نادي أبجد
ثم اختتم الاجتماع على أمل اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.