أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 28 أبريل 2012

محضر الاجتماع 119 نادي أبجد توستماسترز



عقد عصر السبت 28/4/2012 الاجتماع 119 لنادي أبجد توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز ومليء بالفائدة والمتعة.

وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالحضور وزفَّ إليهم أخبار تأهُّل حميد الحمادي عضو نادي أبجد في المسابقة الدولية لأندية التوستماسترز على مستوى القطاع ( هـ )، للمشاركة في المسابقة النهائية التي ستعقد في البحرين الشهر الجاري أيار/ مايو. ثم عبر رئيس النادي عن أهمية الخبرة التي يكتسبها عضو التوستماسترز من مشاركته في الاجتماعات بأدوار مختلفة، ومن إنجازه مشاريع الخطب حسب الأدلة التدريبية، كما أنه من المهم أن لا نغفل عن أهمية التدرج في القايم بأدوار الاجتماعات المختلفة؛ وهو الذي ساعد حميد الحمادي حقيقةً على إنجاز ما أنجزه.

ثم جرى التعريف بالضيوف الحاضرين..وهم نحو ستة أشخاص، ثم سلم الرئيسُ قيادة الاجتماع لعريفة الاجتماع سهام محمد.. وقد شكرت سهام رئيس النادي ورحبت بالأعضاء والضيوف الحاضرين، ثم عرَّف أصحاب الأدوار في الاجتماع بأدوارهم المتعددة، وهذه الأدوار هي سر نجاح الاجتماع وسيرورته على نمط محترف، وكانوا لهذا الاجتماع:

 المدقق اللغوي: حمد الكعبي، الميقاتي: سعيد الصيعري، عداد التلكؤات: هلال اليافعي، ومختبِر الإنصات: سلطان الحميري.

أما محور الاجتماع لهذا المساء فكان (الصداقة)، وتقوم الصداقة على الصدق لأن صداقة المصالح تنتهي بانتهاء المصالح، كما تقوم الصداقة على قيمٍ مهمةٍ هي الوفاء والإخلاص. وقد قالت العرب كثيراً عن الصداقة والأصدقاء، فالصديق قبل الطريق، والصديق وقت الضيق، ولا تَشْكُ مرضك إلا لطبيبك.... ولا تَشْكُ دهرك إلا لصديقك.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدَّة التي تضمنت ثلاث خطب قدمها: عائشة الرميثي ونادر أحمد وشرف الطحان.

بدأت عائشة الرميثي بخطبتها السادسة، وهي بعنوان : الإيجابية، وكانت مقيمتها رشأ الخطيب.

وقد افتتحت خطبتها بـمقدمة شائقة قالت فيها: كنت أحاول البحث عن إجابةٍ لسؤالٍ ما، وحتى أجيب عنه اضطررت لتقسيم الناس من حولي إلى مجموعتين: مجموعة وضعت فيها كلَّ الذين أحب الجلوس إليهم، ومجموعة ثانية فيها أولئك الذين لا يسعدني الجلوس معهم كثيرا، فوجدت أن المجموعة الأولى كان حديثهم مليئاً بكثير من الإيجابية والتفقاؤل بما يجعل الناس يشعرون كذلك معهم، بينما تجعلك المجموعة الثانية تشعر أنك بحالة سيئة، ولهذا عرفتُ أنه لو كان الإنسان غير متصالح مع ذاته فإنه سيكون أنه مع عدوٍّ طوال الوقت؛ فالناس السلبيون يحبون أن يعزفوا سيمفونية الشقاء، لذلك ينفر الناس منهم.

وأنقل إليكم اقتراح د. خليفة السويدي معادلة تستطيعون الوصول بها إلى السعادة وهي:

 ر+ج+ع= التصالح مع النفس.. الروح والجسد والعقل، فغذاء الروح الإيمان وغذاء الجسد الطعام الصحي والرياضة، وغذاء العقل التفكير والتأمل والقراءة.. كل هذه جميعاً تؤدي إلى التصالح مع الذات الإيجابية، وإذا ما اهتممت بجانب واحد من هذه الجوانب فإنك تكون قد أهملت أخرى ووصلت إلى عدم التصالح مع الذات، وبالتالي سيطرت السلبية على نفسك..

الإيجابي هو شخص يواجه مشكلات في حياته كغيره من الناس، لكنه يتحكم بانفعالاته ولا يلقي اللوم على الآخرين حتى لا يكون سلبياً.. فلو تخيلنا شخصاً يقود سيارة وهو منفعل والطريق مزدحم..فإن ردة الفعل الأولى للشخص الذي يجلس بجانبه أن يقول له: لا تغضب.. أما ردة الفعل الثانية المتوقعة فأن يقول له: فعلاً إنه شيء دعو للغضب. وهو بهذا الرد يكون قد احترم مشاعر الشخص المنفعل حتى لو لم يوافق عليها..وأختم خطبتي بقولي: إذا أحاطت بك ظلمة السلبية فأنرها بنور الإيجابية.

أما تقييم خطبة عائشة الرميثي فقدمته رشأ الخطيب التي أثنت على نقاط إيجابية كثيرة لدى الخطيبة المتميزة عائشة، خاصة في بناء الخطبة التي بدأتها بمقدمة مشوقة وجذابة، كما كانت الخطبة متماسكة البناء من أولها إلى آخرها. وقد أجادت الخطيبة في تحقيقها لهدف الخطبة من استعمال الألفاظ والكلمات البسيطة والواضحة المناسبة للموضوع، ومن اختيار موضوع مناسب للجمهور، كما أنها أغنت خطبتها بالعديد من الشواهد والقصص التي دعمت أفكارها. وكان من أهم نقاط التطوير المطلوبة: الاهتمام بلغة الجسد والتنويع الصوتي.

ثم قدم نادر أحمد خطبته السابعة في موضوع يقارب محور الاجتماع لهذا المساء ألا وهو الصداقة، حيث قال إن موضوع الصداقة يتصل بحياتنا اليومية وهو عنوان أكده القرآن ورسولنا صلى الله عليه وسلم،  وقد رفع رسولنا الكريم مكانة الصداقة إلى المحبة حين جعل من يؤمنون به دون أن يروه أحباباً له.

والصديق صدوق.. والصاحب ساحب ...والمرء على دين خليله.. وغيرها من الكلام المأثور عند العرب في الأصدقاء.. أما انا فأرى للصداقة ثلاث مراتب: صداقة عابرة كأن تكون في سفر وتمضيه بصحبة من يرافقك الطريق، وصداقة مؤقتة ربما تمتد لتتواصل وربما تتوقف جراء حادث ما فتنقطع.. وصداقة دائمة وهي التي تدوم ولا تنتهي..وهي محل حديثي اليوم إليكم.

و للصداقة مقومات: الإخلاص تحفظ به غيبة صديقك، والاحترام فتقدر آراءه ومواقفه معك، والتفاني فتترفع عن الأنانية معه وتبذل له ما تستطيع كي تدوم بينكما.  وكما الـمِحَن تغربل الرجال فالأحداث تغربل لك الأصدقاء، ولهذا "جزى اللهُ الشدائدَ كل َّ خير ..عرفتُ بها عدوي من صديقي".

وقدم حميد الحمادي التقييم للخطبة التي تميزت بنقاط قوة كثيرة حتى كادت تخلو من العيوب، أو من نقاط التطوير التي ربما يقترحها المقيم على الخطيب، وهذا ما قد حصل حقاً مع حميد؛ إذ تضمنت الخطبة نقاط قوة متعددة، ومنها: حسن اختيار الموضوع وملاءمته لأهداف الخطبة وجمهورها وطريقة عرضها ونقل الأفكار إلى الجمهور.. كما امتاز الخطيب بنبرة هادئة للصوت إلى جانب الطلاقة واللغة المنتقاة الأنيقة.

وحتى لا يخرج المقيم من غير نصيحة فإنه اقترح على الخطيب إغناء خطبه القادمة بالقصص الشخصية؛ التي تضفي على الخطبة جمالية خاصة ومصداقية لا تتوافر إلا عن طريقها.


ثم قدمت شرف الطحان خطبتها الأولى كسر الجمود وكان مقيمها خالد النقيب. وقد بدأت شرف كلامها بديباجة منمقة لطيفة لتكسر جمود الوقوف أمام الجمهور للمرة الأولى في توستماسترز، ثم اعترفت: ما تركتُ من دعاء إلا دعيته قبل أن أقف أمامكم، فمن المعتاد أن الأشياء يمكن كسرها لكن فكرتُ كيف يمكن أن أكسر حاجزاً وهمياً بيني وبينكم، فأحسست بضعفي خاصة حين ذكرت حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم" رفقاً بالقوارير".

 طفولتي كانت سعيدة وخاصة أنني ابنة ريف دمشق وقد حظيت بما حظيتُ من جمال طبيعتها. أما حياتي الثقافية فإن غسان كنفاني كان أحد مكوّناتها، فقد قرأتُ له وأنا في الثالثة عشرة من عمري، وبدأت بتكوين آرائي الخاصة في الحياة. وربما أصبح للسفر فيما بعد في حياتي فوائد كثيرة أكثر من الفوائد السبع المشهورة، كما كان للخطب التي اطلعتُ عليها في هذا النادي أثرها عليّ في إعداد هذه الخطبة، إلى جانب كثير من خطب التراث العربي –بحكم تخصصي- . وقد منحني نادي أبجد فرصة للتعمق في بعضها ومنها: خطبة الوداع لرسولنا العظيم، والخطبة البتراء وخطب كبار الصحابة والتابعين وغيرهم من العرب.

أما عن التقييم الذي قدمه خالد النقيب فقد جذب انتباهه أداء الخطيبة بمقدمتها اللطيفة الوقع على الآذان، ورغم خبرتها السابقة في مجال العمل إلا أن هذا المكان له رهبة، لكن خطيبتنا تغلبت على تلك الرهبة. ومن النقاط الأخرى المتميزة في الخطبة، حسن تقسيم بناء الخطبة إلى أجزاء مترابطة، إلى جانب إغناء الخطبة بمصطلحات ومفردات تدل على ثقافة الخطيبة، هذا إلى جانب ابتعادها عن استعمال البطاقات التذكيرية وهي المسموحة فعادة في الخطبة الأولى مما يعطي الجمهور انطباعا بثقة الخطيب وتمكنه.  أما نقاط التطوير فلا أجد ما أقول سوى أن تتابع الخطيبة باندفاع إتمام مشاريع الخطب القادمة.

ثم حانت فقرة مواضيع الساحة وكان عريفها محمد يحظية الذي أعد مجموعة من أبيات الشعر الجميلة انقض فيها على الحضور والضيوف ليستمع الجميع إلى خطبهم القصيرة الارتجالية ويمتعونا فيها بمهاراتهم الخطابية.

ثم حانت فقرة التقارير، التي قدمها أصحابها وقد تميزت فيها فقرة مختبر الإنصات التي قدمها سلطان الحميري والتي تعكس دوما مدى انتباه الحضور واهتمامهم بما يطرح في الاجتماع.

وأخيرا حان تقرير المقيم العام الذي قدمه رئيس النادي خالد النقيب وأثنى فيه على عدد من النقاط الإيجابية وأهمها الحضور المتزايد للاجتماعات ..أما أبرز نقاط التطوير للمستقبل فهي عدم الالتزام بالوقت وملاحظة طباعة كلمة المساء وتوزيعها في القاعة ليتسنى للجميع تذكرها واستعمالها في أثناء الاجتماع.

وإلى لقاء مقبل في الاجتماع القادم اجتماع رقم 120.