عقد عصر السبت 12/5/2012 الاجتماع 120 لنادي أبجد
توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز
ومليء بالفائدة والمتعة.
وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية
التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد
الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالضيوف
والأعضاء، وقد رحَّب على نحو خاص بضيفنا المميز د. ناصف الظفاري حاكم المنطقة ( هـ
) لأندية التوستماسترز التي تضم العين وأبوظبي.
وقد زفَّ رئيسُ النادي إلى الأعضاء خبر وصول بعض النسخ
العربية الرسمية لأدلة التوستماسترز من المنظمة الدولية، مما سيساهم في دعم أندية
التوستماسترز باللغة العربية.. ثم انتقل إلى موضوع انتخابات أعضاء اللجنة الإدارية
للسنة الجديدة لنادي أبجد 2012-2013 التي تبدأ في يوليو من كل عام، وقد أسفر
التصويت عن فوز التالية أسماؤهم بمناصب الهيئة الإدارية الجديدة للنادي، وهم:
علي المنصوري في منصب رئيس نادي أبجد توستماسترز، عبد
الهادي عبدالله نائب الرئيس للشؤون التعليمية، عبير سعيد نائبة الرئيس لشؤون
الأعضاء، مريم الأحمدي نائبة الرئيس لشؤون العلاقات العامة، شرف الطحان أمينة سر
النادي، ميادة الصالحي أمينة الصندوق، وسهام محمد أمينة المراسم. نبارك للهيئة
الإدارية الجديدة ونرجو لها التوفيق في مهمتها في السنة القادمة. ثم جرى التقاط
بعض الصور التذكارية للهيئة الإدارية الجديدة على أن يتم التنصيب الرسمي في اجتماع
قادم.
كما نوَّه رئيس النادي بمؤتمر البحرين الذي ينعقد هذا
الشهر في البحرين للقطاع 20 لأندية التوستماسترز في الخليج والأردن ولبنان.
وبعد هذه الوقفة مع رئيس النادي تولت عريفة الاجتماع
عائشة الرميثي دفة الاجتماع الذي بدأته بالتغييرات التي طرأت على الجدول، وهي خطوة
اعتيادية في اجتماعات النادي، ثم رحبت مجدداً بالضيوف حضور الاجتماع ، وألقت على
مسامعنا عبارات جميلة من وحي محور الاجتماع ألا وهو السعادة...فهي كلمة كبيرة
ينشدها كل إنسان ..لكن مفهومها يختلف من شخص لآخر؛ فبعضهم يراها في المال أو
الشهرة أو الوظيفة أو المكانة الاجتماعية...ومهما كانت رؤيتكم للسعادة نرجو لكم
ليس فقط أن تصلوا إلى السعادة وإنما نرجو أن تكون طريقكم إليها سعادة في سعادة.
ثم قدَّمت لأصحاب الأدوار في الاجتماع الذين عرَّفوا بأنفسهم
وبتفاصيل الأدوار التي سيقومون بها في أثناء الاجتماع.
ثم ابتدأت
الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب المعدة..وقد ضمت خطيبيْن هما: نادر أحمد ورشأ
الخطيب.
قدم نادر أحمد خطبته الثامنة من دليل التواصل الأساسي..
بعنوان الحياة وهي تندرج تحت هدف (أقنِع بقوة..).
يقول نادر: خطبتي اليوم عن الحياة وهي ليست ببعيدة عن
محور اجتماعنا اليوم (السعادة)، ثم قام نادر ووضع في وعاءٍ متوسط الحجم - يمثل
الحياة- عدة كرات من نوع الكرات المستعملة في كرة المضرب، لتمثل أعباء الحياة
ومهامها الكبيرة الأساسية التي نعيشها يوماً بيوم، والتي لو تركناها لما استمرت حياتنا،
كمثل أمور العائلة والأهل والأبناء، وأضاف إلى هذه الكرات حفنة من الحصى الصغيرة،
تمثل أعباء حياتية أخرى أقل حجماً من المشاغل والمهام الصغيرة التي تشغل حياتنا من
زيارة مريض أو الاهتمام بالوالدين والأبناء وغيرها..ثم ملأ الوعاء بالرمال التي
تمثل رذاذ الحياة إذ يمكننا العيش والاستمرار من دونها، ..وهكذا على الترتيب.
لكننا لو ملأنا حياتنا أولاً بالرمال التي تمثل رذاذ
الحياة واهتممنا بها على حساب بقية محتويات وعاء الحياة، لوجدنا أنا ننفق أعمارنا
في ترهات ولن نتمكن من القيام بمهاتنا الأساسية المناطة بنا في الحياة، بينما يمكن
لنا أن نستمر في حياتنا سواء أوجدت هذه الرمال أي كماليات الحياة- أم لم
توجد...لذا فعلينا أن نهتم أولاً بمبادئ الحياة الأساسية ومهماتها الكبيرة، في
الوقت الذي لا نغفل فيه عن المهمات الصغيرة التي لو تبدلت أو تغيرت لما ضرَّتْكَ ...أما
الرمال فإن واتتنا القدرة على اللحاق بها فأهلاً.. وإلا فإنها لا تؤثر علينا.
ولكن مهما امتلأت الحياة بالكرات والحصى والرمال فإنه سيبقى
فيها متسع لفنجان قهوة يمتعنا ويخفف أعباء الحياة وأثقالها رغم كل شيء فيها.
وكان خالد النقيب مقيم خطبة نادر أحمد قد بدا عليه
الإعجاب بأداء الخطيب، وعبر عن إعجابه قائلا: ماذا أقول يا نادر؟! فقد أجدتَ
الأداء والتقديم، أما الإيجابيات فكثيرة ومنها : أن الخطيب قد أصبح غنياً عن
التعريف لضيوف الاجتماع بأدائه وأناقة لغته، وقد زاد اليوم من إمتاع المستمعين
بالفكرة التي قدمها مدعمةً بوسيلة بسيطة لكنها كانت قادرة على النفاذ إلى جميع من
شاهدها باستعمال وعاء شفاف يمثل الحياة وكراتٍ لتمثيل المهمات الكبرى في الحياة ،
والحصى للمهمات الصغرى الكثيرة التي نقوم بها..والرمال للكماليات ورذاذ الحياة كما
سماها. ولقد نجح الخطيب في اختيار الموضوع وفي استعمال الوسيلة المناسبة لدعم
الأفكار والإقناع بقوة. أما عن نقاط التطوير ففي الاهتمام بخاتمة الخطبة كي تكون
في قوةٍ موازيةٍ لقوة المقدمة والموضوع المعروض، ومحاولة الخطيب استغلال المساحة
المتاحة على المنصة للتحرك فيها.
ثم قدمت رشأ الخطيب خطبتها الرابعة عشرة من الدليل
المتقدم سرد الحكايات وهي بهدف تقديم (القصة التاريخية) وكانت بعنوان (الذكرى) .
وهي حكاية تاريخية تتلخص أحداثها التي جرت بُعَيْد سقوط
غرناطة عام 1492، حيث اضطر المسلمون وملوكهم من بني الأحمر لمغادرة الأندلس..ولم
يبق من بني الأحمر بعد ربع قرن على ذلك التاريخ إلا شاب يدعى "سعيد" كان
يسمع عن غرناطة في صغره في أغنيات النسوة يترنمن بها حول مهده ..وكان يُمنِّي
النفس بالسفر إليها ومشاهدتها. وأقعده عن تحقيق تلك الأمنية امرأة عجوز كان يقوم
على خدمتها حتى إذا توفيت أخذ يستعد للرحيل لتحقيق مبتغاه..فوصل شاطئ مرسية ثم
انحدر إلى الجبال حتى وصل مشارف مدينة غرناطة، متنكراً في ثوب طبيب عربي يبحث عن
الأعشاب، ووقف على مشارف المدينة مساءً
يستذكر أمجاد أجداده ويندب حظهم العاثر في الدنيا...ثم أغفى قرب النهر حتى إذا أطل
الفجر صلى الصبح ونزل إلى المدينة يبحث عن خان للغرباء. وفيما هو في طريقه في أحد شوارع
غرناطة..إذ انفتح باب قصر خرجت منه فتاة ترتدي ثياب سوداء تغطي وجهها بخمار رقيق
ويتدلى من صدرها صليب ذهبي صغير..ويمشي وراءها غلام..فاقتربت منه وسألته بلغة
عربية مكسرة أأنت غريب عن هذه المدينة يا فتى؟ فأجاب نعم. وأبحث عن خان للغرباء آوي
إليه..فأشارت إليه أن يتبعها ..فتبعها وسارت به إلى مبتغاه، ثم قالت له مودِّعةً: إذا عرضت لك حاجة فلا تنسى أن تزروني.
وهكذا تغيرت حال الفتى منذ أن عرفها وأصبح يرى غرناطة
بعينٍ أخرى غير التي كان يراها فيها من قبل، وأصبح يمضي أوقاته متجولاً في المدينة
باحثاً عن وجه تلك الفتاة لعله يلمحها من جديد، فإذا فشل في مسعاه، انصرف واقفاً
على آثار أجداده باكياً على قبورهم ولا يدري أهي دموع الذكرى القديمة في نفسه أم
دموع الذكرى الجديدة؟
وكانت تلك الفتاة "فلورندا" ابنة رجل من
المناهضين لحكومة بلاده في سياستها ضد المسلمين الباقين في الأندلس بعد سقوط
غرناطة، وقد قُتل غيلة، وماتت أمها على أثره بعد شهور، وبقيت فلورندا وحيدة وعاشت
عيشة الزاهدات، تمضي أوقاتها بين العبادة أو التجوال في المدينة والوقوف على أطلال
حكامها السابقين.. حتى سماها أهل غرناطة (الراهبة الجميلة).
وذات يوم بينما كانت تسير قرب مقبرة بني الأحمر إذ لمحت
فتى عربياً يبكي قرب أحد القبور فدنت منه تواسيه، فلما رفع رأسه ونظر في وجهها
عرفها وعرفَتْه ..فقالت أَتَمُتُّ إليهم بصلة؟ فقال: لا ولكني كنت أحد مواليهم
وعبيدهم، وإني الآن أبكي أفضالهم عليّ وعلى أسرتي..فقالت: ابكهم كثيرا فلقد جفَّت
قبورهم من قلة البكاء..ثم سألته إن كان قد زار آثارهم في المدينة أو زار قصر
الحمراء ، فقال إنه لم يتح له ذلك حين طرده حراس القصر ومنعوه من الاقتراب منه.
فاقترحت عليه أن تلتقيه عدة أيام وتريه تلك الآثار..وفي اليوم التالي التقيا
وأخذته في جولة إلى عدد من آثار بني الأحمر في المدينة... وظلا على هذه الحال عدة
أيام إلى أن حلَّ اليوم الذي يزوران فيه قصر الحمراء وهو آخر الآثار التي يزرانها
وبعدها سيكون الفراق.
وحين وصل الفتى برفقتها إلى قصر الحمراء هاجت أحزانه
وازدادت خفقات قلبه، وانتهز فرصة انشغالها ووجد نفسه أمام إحدى الغرف فدخلها بعد أن قرأ فوق بابها عبارت شعرية
جعلتْه يخرُّ مغشياً عليه، ولم يستفق إلا بعد ساعة على وجه فلورندا تقف أمامه
وتقول: لقد كنت أعلم أنك تخفي عني شيئا فأنت لستَ مولىً لبني الأحمر بل أنت أمير
من أمرائهم، أنت الآن في قصر جدك وأمام غرفة أبيك..فأقرَّ الفتى بذلك لكنه استدرك
قائلاً: إن ما مر بي من مصاعب وأهوال تهون أمام ما ينتظرني بعد لقياكِ..فعرفت منه
أنه قد وقع في حبها ..فتعاهدا على أن يكون حبهما بلا أمل في هذه البلاد التي تقف
في وجه الحريات الدينية . وهكذا كان ..وأصبحا يمضيان الوقت في التجوال في المدينة
التي لم ير أهلها بأساً فيها إذ اعتقدوا أن الفتاة تحاول أن تهديه إلى دينها..حتى
إذا شاهدها ابن حاكم المدينة (دون ريكاردو) الذي خطبها من ذ فترة ورفضته اتعتقد
أنها رفضته لأجل ذلك الشاب العربي..فما هي إلا أيام حتى سيق الفتي سعيد إلى ساحة
المدينة أمام محكمة التفتيش متهماً بمحاولة إغراء فتاة على ترك دينها، وهي جريمة
عندهم في ذلك الزمان لا تغتفر..ولم يجد الفتى ما يدافع به عن نفسه غير عبارات
انطلق لسانه بها لكن لم يأبه بها أحد، وإنْ هي إلا لحظات حتى تم تنفيذ حكم الإعدام
به وما هي إلا لحظة وانتباهة حتى سقط رأسه على الأرض ..وارتفعت في الفضاء صرخة
لامرأة لم يدر الناس من هي..واليوم يرى الزائر لمدينة غرناطة قبراً ذا واجهة
رخامية مكتوب عليها: "من فلورندا الوفية إلى صديقها العربي".
وكان علي المنصوري مقيم الخطبة قد أشار إلى نقاط إيجابية
عديدة في الخطبة ومنها أن الخطيبة تستمر في جذب مستميعها إلى الموضوع الذي تحبه
ألا وهو الأندلس، ومنها أنها تبحث باستمرار عن الممتع والجميل لتقدمه في خطبها.
وقد أتـمَّت إنجاز الأهداف المطلوبة في الخطبة باختيار حدثٍ تاريخي محدد وشخصيات
محددة ووصف محدد واختيار حبكة درامية مع أنها قصة تاريخية، العرض كان سلساً
أما نقاط التطوير المقترحة فهي الابتعاد عن إطباق اليدين
في أثناء تقديم الخطبة، وعدم إرسال النظر للأسفل؛ كي يبقى التواصل مع الجمهور
مستمراً، مع العناية بتنويع الصوت وهو أمر لا بد منه في إلقاء القصص.
ثم ابتدأت فقرة مواضيع الساحة وعريفها لهذا المساء عبد
الهادي عبدالله ، وقد قدم للخطباء مجموعة من العبارات الشعرية والأفكار الجميلة،
ومنها:
·
قدِّم إعلاناً
لنادي الباهية للفروسية.
·
قبل سنوات كنا نلعب مع الأقرباء والجيران من أبناء جيلنا
الألعاب التعاونية، واليوم يلعب كل طفل بلعبة وحده مثل الأجهزة الألكترونية
الجديدة.
·
للغة العربية سيدة اللغات
·
الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب إن لم تكن مثله شانته
·
من طلب العلا نام الليالي وسحب البطانية وقال مالي
خذ الصفر لا تبالي فالصفر من شيم الرجال
·
توافر أدلة التوستماسترز الإنجليزية باللغة العربية الآن
بجهود عدد من الإخوة حيث تم تعريبها.
·
خبر صحفي: فوز أحد المواطنين بمسابقة التوستماسترز ليمثل
المنطقة في التصفيات القادمة في البحرين.
وبعد انتهاء هذه الفقرة اللطيفة بأسئلتها المتنوعة
والمختلفة هذه المرة حانت فقرة تقديم التقارير التي قدمها أصحاب الأدوار المختلفة
.
ثم كانت فقرة التقييم العام التي قدمها محافظ المنطقة التوستماستر
د. ناصف الظفاري..الذي حيَّا في البداية نادي أبجد على النقلة النوعية التي يخطوها
وقد قسم د. ناصف تقييمه العام إلى ثلاثة جوانب: الانطباع العام ، وتقييم المقيمين
للخطباء ، ومجالات التطوير. أما من حيث الانطباع العام فالاجتماع تميز بعدد كبير من
النقاط الإيجابية كان من أهمها: عدد الحضور الذي كان يقرب من 26 ضيفاً وعضواً..وهو
عدد كبير نسبياً بالإشارة إلى موعد انعقاد الاجتماع في نهاية الأسبوع. إلى جانب الالتزام بالوقت حيث بدأ الاجتماع في موعده
المحدد تقريبا وجرى توضيح التغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع في البداية. كما
تميز المقيمون بأدائهم وبتقييمهم الموضوعي للخطباء.
أما أهم مجالات التطوير فمنها لعريف الاجتماع الانتباه
إلى عدم ترك المنصة فارغة في أثناء قدوم الخطباء أو مغادرتهم لها؛ بحيث تكون
الحركة متوازنة فلا تُترك المنصة فارغة. ويفضل عند التقديم للخطيب أن يذكر اسمه
واسم مشروع الخطبة الذي يقدمه.
وعند استعمال آلات التصوير يفضل تلك التي لا وميض فيها (
دون فلاش )؛ حرصا على عدم التشويش على الخطباء.
وفي فقرة الخطب الارتجالية (خطب الساحة) يفضل أن نترك
للضيوف حرية المشاركة فيها من عدمه؛ خوفاً من أن يتسبب ذلك لهم بالحرج فلا يعاودون
القدوم ثانية إلى اجتماعات توستماسترز.
وبنظرة عامة حقق الاجتماع كثيرا من النقاط الإيجابية
التي تسعى إليها أندية التوستماسترز المختلفة.
ثم اختتم رئيس النادي خالد النقيب الاجتماع بإعلان
الفائز في خطب الساحة، ونظرا لتميز الخطباء هذه المرة فقد كان هناك أكثر من فائز
بأفضل خطيب ساحة وهما: معتصم الشعبي وعيسى
الحمادي من ضيوف الاجتماع فهنيئاً لهما ..
ثم انفضَّ الاجتماع رقم 120 على أمل اللقاء بكم في
الاجتماع القادم .