بقلم رضوى أشرف
الإحتفاظ بمذكرة وكتابة مذكراتك قد تكون أفضل مميزات العزلة. فلا توجد طريقة أفضل منها لتقديم نفسك، وخبراتك وأفكارك الداخلية. وهنا يتحدث بعض أشهر الكتاب عن تجاربهم في كتابة مذكراتهم وتأثير ذلك عليهم.
وربما أشهرهم هي الروائية الأسبانية أنايس نين، والتي بدأت في كتابة مذكراتها في عمر الحادية عشر حتى موتها وقد بلغت 74 عاماً، لتخلف وراءها 16 عدداً منشوراً من المذكرات تطرح فيها موضوعات مثل الحب، الحقوق، إعتناق المجهول، معنى الحياة وأسباب الفرح. وتقول عن كتابة المذكرات: “بينما كنت أدون مذكراتي اكتشفت مقدرتي على تسجيل اللحظات الحية. وإحتفاظي بمذكرة طوال حياتي جعلني أكتشف بعض الأسس الجوهرية في الكتابة. وأقصد من حديثي هذا الإشارة لبعض الإكتشافات الهامة التي تنتج عن هذا النوع من الكتابة، وأهمها العفوية والتلقائية. ففي مذكراتي لم أكتب إلا عما أثار إهتمامي بصدق، وما شعرت به حينها، ووجدت أن ذلك الحماس هو ما أحتاجه في الكتابة”.
ومن ثم الكاتبة الإنجليزية الشهيرة فرجينيا وولف، والتي تحدثت عن قدرة المذكرات على الولوج لأعماقنا، حيث تكمن المجوهرات الحقيقية. تقول: “أود أن أشير إلى أن الكتابة في المذكرة لا تعد كتابة بحق. فقد أعدت قراءة مذكراتي للعام الفائت وصدمت بالفوضى العشوائية التي تسودها. ولكنني أعتقد أنه إن توقفت عن الكتابة للتفكير والتصحيح، فإن كتابات المذكرات لن تُكتب أبداً. من أهم مميزاتها أنها تسجل ما كان من الممكن أن أتردد بكتابته في ظروف كتابة عادية.”
أما الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثوريو، فقد نُشرت مذكراته التي كتبها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً والتي تناول فيها معنى حياة الإنسان الحقيقية. ويعتبر أن بريق المذكرات موجه في الأساس للقارئ لا الكاتب، ويقول: “أليس من المفترض أن يكتب الشاعر سيرته الخاصة؟ أليس أفضل أعماله هو مذكرات ممتازة؟ نحن لا نرغب بمعرفة كيف عاش بطله الخيالي، ولكن كيف عاش هو، البطل الحقيقي”.
ويشاركه صديقه الكاتب رالف والدو أميرسون الرأي، ويضيف، في جزء من مذكراته الخاصة، “الكاتب الجيد يكتب عن نفسه، ولكن تظل عيناه على خيوط الكون التي تمر من خلاله ومن حوله.”
وقد تكون أشهر وأصغر من كتبت مذكراتها هي الكاتبة الألمانية أن فرانك فمذكراتها “مذكرات فتاة صغيرة”، كانت من أقوى المذكرات التي وثقت حياة كاتبتها والعصر التي عانت فيه، وتقول: “بالنسبة لشخص مثلي، أنها لعادة غريبة للغاية أن أكتب مذكراتي. فبجانب كوني لم أكتب من قبل مطلقاً، لا أعتقد أنني، أو أي شخص آخر، قد يهتم بما قد تقوله فتاة في الثالثة عشر.”
ويقول الكاتب الأيرلندي الشهير أوسكار وايلد، “لا أستطيع السفر بدون مذكراتي. فلا بد للمرء من أن يكون معه شئ مفعماً بالمشاعر ليقرأه في القطار.”
أما الكاتبة والشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث، فهي مثل نين، ظلت تحتفظ وتكتب مذكراتها منذ سن صغيرة، وكتبت ما يقرب من عشرة أعداد. وتحدثت فيها عن المعتاد ولكن بأسلوبها الخاص، فقد تناولت الحياة والموت. كما أنها كانت تعتبر الكتابة في مذكراتا كوسيلة للتحمية قبل الكتابة الحقيقية. اما بالنسبة إلى أكثر من أثر فيها من كاتبات المذكرات فتعترف بأن فرجينيا وولف ومذكراتها أثرت فيها بشكل بالغ.