أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 يناير 2018

ولقد كانت طعنتك مؤلمة يا صديق.

بقلم: د.أحمد خيري العمري

ولقد كانت طعنتك مؤلمة يا صديق.
مؤلمة جداً..
ربما لأنها أتت منك أنت بالذات..
لكني لن أسقط في دوامة لومك.. (قل هو من عند أنفسكم).. لا بد أني أخطأت في شيء ما.. ربما أخطأت في اختيارك أصلاً.. أو بالغت في الثقة بك.. ربما أخطأت بأن كشفت ظهري لك..

لا بد أن ما حدث كان نتيجة رؤية قاصرة مني..


كانت طعنتك مؤلمة يا صديق، ولأنها كانت كذلك، فسأحرص على أن لا تشفى تماماً، أريد من الجرح الذي نتج عن طعنتك أن يترك أثراً في ظهري، ندبة تذكرني بكل ما كان، تعلمني أن لا أنسى، أن أدقق أكثر في اختياراتي، أن أقنن من ثقتي بالآخرين، أن لا أترك ظهري مكشوفاً لهم..

سأجعل من أثر طعنتك نُصباً تذكارياً يذكرني دوماً بما كان، نُصباً تذكارياً يحذرني من أن أكرر ما فعلت، نُصباً تذكارياً يجعلني أواجه أخطائي.. وفي الوقت نفسه، يذكرني أن لا أفقد ثقتي بالجميع لمجرد أنك أنت قد طعنت..

ومن يدري، ربما ذات يوم، سأنظر إلى أثر طعنتك، فأبتسم، وأقول لك: شكراً يا صديق..

في حياة كل منا (أُحُدْ) ما، هزيمة ما، طعنة ما..
المهم هو، ماذا سنفعل، في اليوم الذي يلي هذه الطعنة..