أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 يناير 2012

محضر اجتماع رقم 111 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي


 
انعقد يوم السبت 7/1/2012 الاجتماع الذي يحمل الرقم 111 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز في أبوظبي بحضور عدد من الأعضاء والضيوف المتميزين، وهو أول اجتماع يعقد في العام الجديد 2012.

افتتح رئيس النادي توستماستر خالد النقيب الاجتماع بكلمة موجزة استعرض فيها إنجازات أعضاء النادي للعام الماضي وأسعدَنا بأخبار وصول المطرقة وراية النادي؛ لتكون الاجتماعات القادمة دوما بأبهى صورة! ثم رحب بعريف الاجتماع توستماتسر شيخ معاوية ودعاه إلى إدارة دفة اللقاء الذي ناهز ساعتين.

وقد ابتدأ شيخ معاوية الأمسية بأن قال إن لديه رقم سيارة مميزاً هو 111 فكم تدفعون فيه؟!  وهذا الرقم المميز هو رقم اجتماعنا هذا... ويبدو أن اجتماعات التوستماسترز هي دوما اجتماعات مميزة! ثم استرسل شيخ معاوية بقوله إن الحياة قصيدة أبياتها السنوات التي تمضي من أعمارنا...وكل إنسان شاعر.. يكتب قصيدته الخاصة به، وأجمل بيت - كما تعرفون- يسمى بيت القصيد، لذا اعملوا على أن يكون عام 2012 هو بيت قصيد حياتكم، بجهودكم وإنجازاتكم، لتكون لكم بقدر هذه الإنجازات قصائد يقرؤها غيركم.

ثم عرَّف شيخ معاوية بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وأهمها إلغاء خطبة 18 لعبد العزيز نواب، واستبدل بها الخطبة الثالثة لعائشة الرميثي ومقيمها علي المنصوري. ثم رحّب كذلك بالضيوف الحاضرين وبأصحاب الأدوار وابتدأت فقرات الاجتماع بالفقرة الأم وهي فقرة الخطب المعدة التي تضمنت ثلاث خطب.

الخطبة الأولى لعبدالله الزعابي هي خطبة كسر الجمود التي يقف فيها عضو التوستماسترز للمرة الأولى أمام جمهوره ويكون هدفها التعريف بنفسه والحديث أمام الآخرين..لذا فإن عبدالله بثقته الكبيرة بنفسه قال إن خطبته ستكون كسراً للجمود وإزالةً للجليد..  وفيها حدّثَنا أنه ربما لا يعرف من أين يبدأ الحديث عن نفسه؛ فقد اجتمع وأصدقاءَ له ذات مرة يحدثهم فيها عن حياته المليئة بتفاصيل كثيرة، فاقترحوا عليه تأليف كتاب عنها، لكنه في اجتماعنا سيقدم لنا خمس دقائق فقط

من ذلك الكتاب الكبير.. فكشف لنا في تلك الدقائق الخمس عن مزايا شخصيته الهادئة الكتومة، وهواياته المتعددة التي يطورها باستمرار ومنها التصوير والسفر والرياضة...فلديه في التصوير معداته الخاصة وهو يحتفظ بالصور التي يصورها لنفسه... فلا تسألْه إنْ كنتَ معه في مرة أين صورتي؟ لأنك لن تحصل إلا على جواب واحد: سأرسلها لك فيما بعد .. لكنها لن تصل !!! أما السفر فهو لا يحبه، على الرغم من أنه لم يسافر إلا إلى 22 دولة فقط. أما في الرياضة فيهوى عبدالله الألعاب القتالية التي عدّد منها أسماء لم ينزل الله بها من سلطان! لا أذكر منها شيئا الآن! هذا إلى جانب قيادة السيارات في السباقات.

وقد أثنى مقيِّمه نوح الحمادي على الخطبة الأولى لعبدالله الزعابي وحيّاه بتصفيق خاص مجددا، يستحقه لأنه حقق هدف الخطبة الأولى وهو بناء الثقة والوقوف أمام الجمهور. أما نقاط التطوير المطلوبة فكانت إعداد خاتمة قوية تتناسب وإدارة الوقت المخصص للخطبة.

 أما الخطيب الثاني معاذ الحارثي فقدم كذلك خطبته الأولى سر الجمود، وبدأها بعبارات شعرية ترحيبية:  أشرق النور وبانا       مرحبا بمن أتانا

          أيها الزائر أهلاً      لك في القلب مكانا

وقسم خطبته إلى مقاطع تحدث فيها أولا عن شخصيته المزاجية الحساسة والعصبية، وعن حبه للرياضة والمرح والرحلات والمغامرة والاستكشاف خاصة في المغاور والكهوف.

أما نشأته فكانت في بيت متدين محافظ نشأ فيه على الخطْوِ إلى المساجد وتعلُّم القرآن، ثم التدرج في الدراسة، حتى مرحلة الدراسة الجامعية التي تقلب فيها في عدة تخصصات تعكس مزاجيته ورغبته في التجريب؛ بدأها في معهد تدريب شركة أبوظبي للنفط أدنوك، وانتهى به الأمر في جامعة الحصن في تخصص تقنيات التعليم.

هواياته كثيرة ومتعددة لأن من طبعه الملل وحب التجربة؛ خاض مياين عديدة، منها: ركوب الخيل والاشتراك في السباق فورا... فقد أملت عليه نفسُه أن يطلب تجربة سباق الخيل من غير تدريب مسبق على ركوبها وكذلك تجربة سباق الهجن من غيرما تدريب.. وإلى جانبهما تعلم السباحة والرماية والتنس الأرضي والطاولة والبياردو..حتى إنه كانت له تجربة أيضا في الإنشاد الديني وكتابة القصة والشعر...إننا أمام شخص متعدد المواهب، يستحق من مقيمه توستماستر خالد النقيب أن يبارك له على كسره الجمود واجتيازه الخطبة الأولى التي يراها مغامرة لا تقل في إثارتها عن المغامرات الكثيرة التي جربها معاذ الحارثي...فالتعبير عما في النفس هو بشكل أو بآخر مغامرة في حد ذاتها، تكشف فيها عن نفسك أمام الآخرين.

أما الخطبة الأخيرة فكانت الخطبة رقم 3 لمدام توستماستر عائشة الرميثي وهدفها "نظم خطبتك" واختارت لها عائشة عنوان: التغيير والتأثير... فما الفرق بينهما؟ فإذا توافر أمامنا خطيب متميز فهل يستطيع أن ( يغير)  أو ( يؤثر) في الآخرين؟ إذ هناك فرق بين التغيير والتأثير؛ فالخطيب مؤثر فيمن يستمع إليه، ولو تحدث الخطيب عن الخطابة مثلا لربما تأثر به الحاضرون، ولكن ليس جميعهم من سيغير من نفسه وينضم إلى نادي التوستماسترز مثلا...

وفكرة التغيير ترتبط بتراثنا الإسلامي، ولا تبدو الآية " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" بعيدة عن هذا السياق؛ فالله القادر على التغيير مطلقا ترك الإنسان في هذا المجال رهن إرادته للتغيير ؛ وإذا أراد الإنسانُ التغييرَ حقا وغيَّر ما بداخله فلسوف يتحقق التغيير المنشود. والتغيير يرتبط أحيانا باحترام القدوة؛ ومثال ذلك أن شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت شخصية مؤثرة؛ فقد كان من حوله يتأثرون به لكنه لم يطلب من أحد أن يتغير، فتغييرهم مرتبط باحترامهم له.

وختمت عائشة خطبتها بعبارة : كن أنت التغيير الذي تود أن تراه في العالم!

وقد أثنى توستماستر علي المنصوري على خطبة عائشة الرميثي التي اتصفت بعمق أفكارها، وبتكاملها من حيث أسلوبها وبناؤها واحتواؤها على الأدلة وانسجامها مع الهدف المطلوب للخطبة. أما نقاط التطوير المستقبلية فهي تتصل بإدارة الوقت الذي يتطلب منا الانتباه جميعاً إلى تناسب عدد كلمات الخطبة والزمن المحدد لها.

وكانت الفقرة التالية فقرة خطب مواضيع الساحة، وكان عريفها توستماستر عبد الهادي الحمادي، الذي اختار مجموعة من المواقف وطلب من خطباء الساحة التعليق عليها بخطبة قصيرة، وتنوعت المواضيع بين: التطوع، وترشيد استهلاك المياه وتغيير سلوك الأبناء تجاه نظافة الأماكن العامة، وتعاون الزوجين على متطلبات الحياة اليومية.

ثم كان لنا في الاجتماع فقرة تعليمية قدمها توستماستر علي المنصوري ضمن متطلبات القيادة المتمكنة، عن: التحفيز ودوره في الإنجازات التي يحققها الإنسان في حياته، كما حدثنا عن أنواع التحفيز وتدرجها لتناسب الشخص المقدمة له. ومن أبسط المحفزات التشجيع؛ فبعض الناس تكفيه النظرة الحانية، وآخرون تكفيهم الكلمة الطيبة.

ثم جاءت فقرة التقييم العام التي قدمها توستماستر المخضرم حمد الجابري، وهو كذلك رئيس سابق لنادي أبجد توستماسترز، وقد أثنى حمد على الروح الإيجابية الأخوية في النادي، والاستعداد المسبق لتنظيم الاجتماع وبدئه على الوقت، وأثنى كذلك على جميع الفقرات والأدوار المقدمة. أما عن نقاط التطوير فهي نصائح عامة للأعضاء تتلخص في أن سر نجاح الخطب يكمن في الإعداد الجيد لها والتدرب على إلقائها قبل تقديمها.

وفي الختام قدم أصحاب الأدوار تقاريرهم، وكانت نتيجة التصويت ، أفضل خطباء الخطب المعدة: عائشة الرميثي، وأفضل خطباء الساحة: محمد السقاف.

وهكذا أسدل التسار على الاجتماع ..وفي انتظاركم في الاجتماع القادم لتوستماسرز حيث الجو الإيجابي وروح التميز!