أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 يناير 2020

سقوط غرناطة .... في لوحات فنية

من الأمور التي تلفت انتباه المتابعين لذكرى سقوط غرناطة، أن الكثير من المواقع والصفحات، بل المقالات الصحفية والرصينة- ترفق كلماتها بلوحات مكررة لمشهد تسليم آخر ملوك بني الأحمر أبي عبدالله الصغير - مفاتيح غرناطة للملكَــيْن الإسبانيـيْن إيزابيلا وفرديناند.
ولو أنعمنا النظر في هذه اللوحات والرسومات المنتشرة، وجدنا أنها في معظمها تعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي تعبر عن رؤية استشراقية ورومانسية لمشهد تسليم غرناطة، ولم أستطع العثور على لوحات معاصرة سجلت ذلك الحدث التاريخي.

وعليه فاللوحات المنتشرة ليست تسجيلاً معاصراً بالريشة والألوان للّحظة التاريخية لسقوط غرناطة ولا لتسليمها؛ ذلك أن أشهر صورة متداولة لتسليم غرناطة هي لوحة للفنان فرانسيسكو باراديّا أورتيز Francisco Pradilla Ortiz، وتعود إلى العام 1882.


وهناك لوحة أخرى محفوظة في متحف برقش تصور حصار غرناطة، وهي للفنان كارلوس لويس ريبيرا Carlos Luis Ribera ، رسمها في العام 1890، تعود أيضا للحقبة نفسها من القرن التاسع عشر التي تميزت بظهور موضة وتيار ينجذب إلى قصر الحمراء، وهو التيار الذي عرف بــ Alhambraism ...

حتى اللوحة التي تصور خروج عائلة أبي عبدالله الصغير ومغادرتهم غرناطة للفنان مانويل غوميث-مورينو غونزاليس Manuel Gómez-Moreno González تعود للعام 1880..
وقد خرجتُ بعد البحث السريع عن أعمال فنية معاصرة لسقوط غرناطة ببضعة أعمال فنية من لوحات ورسومات جصية وخريطة لغرناطة من رسم ريس بيري- لكنها جميعا تعود إلى القرن الخامس عشر والسادس عشر، وأقربها إلى ذلك الحدَث لوحات تصور مدينة غرناطة وتصور معركة La Higueruela (شجرة التين) التي دارت في وادي نهر شنيل بالقرب من غرناطة في 1 /7/ 1431 بين خوان الثاني ملك قشتالة، ومحمد التاسع بن نصر سلطان غرناطة الذي انهزم فيها على مشارف غرناطة قبيل سقوطها بنحو ستين عاماً، واللوحة محفوظة في معرض المعارك في دير الإسكوريال بضواحي مدريد، ويعود تاريخ إبداعها إلى العام 1582على يد ثلاثة من الفنانين هم:
Fabrizio Castello, Orazio Cambiaso, Lazzaro Tavarone .