أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 28 أبريل 2012

محضر الاجتماع 119 نادي أبجد توستماسترز



عقد عصر السبت 28/4/2012 الاجتماع 119 لنادي أبجد توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز ومليء بالفائدة والمتعة.

وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالحضور وزفَّ إليهم أخبار تأهُّل حميد الحمادي عضو نادي أبجد في المسابقة الدولية لأندية التوستماسترز على مستوى القطاع ( هـ )، للمشاركة في المسابقة النهائية التي ستعقد في البحرين الشهر الجاري أيار/ مايو. ثم عبر رئيس النادي عن أهمية الخبرة التي يكتسبها عضو التوستماسترز من مشاركته في الاجتماعات بأدوار مختلفة، ومن إنجازه مشاريع الخطب حسب الأدلة التدريبية، كما أنه من المهم أن لا نغفل عن أهمية التدرج في القايم بأدوار الاجتماعات المختلفة؛ وهو الذي ساعد حميد الحمادي حقيقةً على إنجاز ما أنجزه.

ثم جرى التعريف بالضيوف الحاضرين..وهم نحو ستة أشخاص، ثم سلم الرئيسُ قيادة الاجتماع لعريفة الاجتماع سهام محمد.. وقد شكرت سهام رئيس النادي ورحبت بالأعضاء والضيوف الحاضرين، ثم عرَّف أصحاب الأدوار في الاجتماع بأدوارهم المتعددة، وهذه الأدوار هي سر نجاح الاجتماع وسيرورته على نمط محترف، وكانوا لهذا الاجتماع:

 المدقق اللغوي: حمد الكعبي، الميقاتي: سعيد الصيعري، عداد التلكؤات: هلال اليافعي، ومختبِر الإنصات: سلطان الحميري.

أما محور الاجتماع لهذا المساء فكان (الصداقة)، وتقوم الصداقة على الصدق لأن صداقة المصالح تنتهي بانتهاء المصالح، كما تقوم الصداقة على قيمٍ مهمةٍ هي الوفاء والإخلاص. وقد قالت العرب كثيراً عن الصداقة والأصدقاء، فالصديق قبل الطريق، والصديق وقت الضيق، ولا تَشْكُ مرضك إلا لطبيبك.... ولا تَشْكُ دهرك إلا لصديقك.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدَّة التي تضمنت ثلاث خطب قدمها: عائشة الرميثي ونادر أحمد وشرف الطحان.

بدأت عائشة الرميثي بخطبتها السادسة، وهي بعنوان : الإيجابية، وكانت مقيمتها رشأ الخطيب.

وقد افتتحت خطبتها بـمقدمة شائقة قالت فيها: كنت أحاول البحث عن إجابةٍ لسؤالٍ ما، وحتى أجيب عنه اضطررت لتقسيم الناس من حولي إلى مجموعتين: مجموعة وضعت فيها كلَّ الذين أحب الجلوس إليهم، ومجموعة ثانية فيها أولئك الذين لا يسعدني الجلوس معهم كثيرا، فوجدت أن المجموعة الأولى كان حديثهم مليئاً بكثير من الإيجابية والتفقاؤل بما يجعل الناس يشعرون كذلك معهم، بينما تجعلك المجموعة الثانية تشعر أنك بحالة سيئة، ولهذا عرفتُ أنه لو كان الإنسان غير متصالح مع ذاته فإنه سيكون أنه مع عدوٍّ طوال الوقت؛ فالناس السلبيون يحبون أن يعزفوا سيمفونية الشقاء، لذلك ينفر الناس منهم.

وأنقل إليكم اقتراح د. خليفة السويدي معادلة تستطيعون الوصول بها إلى السعادة وهي:

 ر+ج+ع= التصالح مع النفس.. الروح والجسد والعقل، فغذاء الروح الإيمان وغذاء الجسد الطعام الصحي والرياضة، وغذاء العقل التفكير والتأمل والقراءة.. كل هذه جميعاً تؤدي إلى التصالح مع الذات الإيجابية، وإذا ما اهتممت بجانب واحد من هذه الجوانب فإنك تكون قد أهملت أخرى ووصلت إلى عدم التصالح مع الذات، وبالتالي سيطرت السلبية على نفسك..

الإيجابي هو شخص يواجه مشكلات في حياته كغيره من الناس، لكنه يتحكم بانفعالاته ولا يلقي اللوم على الآخرين حتى لا يكون سلبياً.. فلو تخيلنا شخصاً يقود سيارة وهو منفعل والطريق مزدحم..فإن ردة الفعل الأولى للشخص الذي يجلس بجانبه أن يقول له: لا تغضب.. أما ردة الفعل الثانية المتوقعة فأن يقول له: فعلاً إنه شيء دعو للغضب. وهو بهذا الرد يكون قد احترم مشاعر الشخص المنفعل حتى لو لم يوافق عليها..وأختم خطبتي بقولي: إذا أحاطت بك ظلمة السلبية فأنرها بنور الإيجابية.

أما تقييم خطبة عائشة الرميثي فقدمته رشأ الخطيب التي أثنت على نقاط إيجابية كثيرة لدى الخطيبة المتميزة عائشة، خاصة في بناء الخطبة التي بدأتها بمقدمة مشوقة وجذابة، كما كانت الخطبة متماسكة البناء من أولها إلى آخرها. وقد أجادت الخطيبة في تحقيقها لهدف الخطبة من استعمال الألفاظ والكلمات البسيطة والواضحة المناسبة للموضوع، ومن اختيار موضوع مناسب للجمهور، كما أنها أغنت خطبتها بالعديد من الشواهد والقصص التي دعمت أفكارها. وكان من أهم نقاط التطوير المطلوبة: الاهتمام بلغة الجسد والتنويع الصوتي.

ثم قدم نادر أحمد خطبته السابعة في موضوع يقارب محور الاجتماع لهذا المساء ألا وهو الصداقة، حيث قال إن موضوع الصداقة يتصل بحياتنا اليومية وهو عنوان أكده القرآن ورسولنا صلى الله عليه وسلم،  وقد رفع رسولنا الكريم مكانة الصداقة إلى المحبة حين جعل من يؤمنون به دون أن يروه أحباباً له.

والصديق صدوق.. والصاحب ساحب ...والمرء على دين خليله.. وغيرها من الكلام المأثور عند العرب في الأصدقاء.. أما انا فأرى للصداقة ثلاث مراتب: صداقة عابرة كأن تكون في سفر وتمضيه بصحبة من يرافقك الطريق، وصداقة مؤقتة ربما تمتد لتتواصل وربما تتوقف جراء حادث ما فتنقطع.. وصداقة دائمة وهي التي تدوم ولا تنتهي..وهي محل حديثي اليوم إليكم.

و للصداقة مقومات: الإخلاص تحفظ به غيبة صديقك، والاحترام فتقدر آراءه ومواقفه معك، والتفاني فتترفع عن الأنانية معه وتبذل له ما تستطيع كي تدوم بينكما.  وكما الـمِحَن تغربل الرجال فالأحداث تغربل لك الأصدقاء، ولهذا "جزى اللهُ الشدائدَ كل َّ خير ..عرفتُ بها عدوي من صديقي".

وقدم حميد الحمادي التقييم للخطبة التي تميزت بنقاط قوة كثيرة حتى كادت تخلو من العيوب، أو من نقاط التطوير التي ربما يقترحها المقيم على الخطيب، وهذا ما قد حصل حقاً مع حميد؛ إذ تضمنت الخطبة نقاط قوة متعددة، ومنها: حسن اختيار الموضوع وملاءمته لأهداف الخطبة وجمهورها وطريقة عرضها ونقل الأفكار إلى الجمهور.. كما امتاز الخطيب بنبرة هادئة للصوت إلى جانب الطلاقة واللغة المنتقاة الأنيقة.

وحتى لا يخرج المقيم من غير نصيحة فإنه اقترح على الخطيب إغناء خطبه القادمة بالقصص الشخصية؛ التي تضفي على الخطبة جمالية خاصة ومصداقية لا تتوافر إلا عن طريقها.


ثم قدمت شرف الطحان خطبتها الأولى كسر الجمود وكان مقيمها خالد النقيب. وقد بدأت شرف كلامها بديباجة منمقة لطيفة لتكسر جمود الوقوف أمام الجمهور للمرة الأولى في توستماسترز، ثم اعترفت: ما تركتُ من دعاء إلا دعيته قبل أن أقف أمامكم، فمن المعتاد أن الأشياء يمكن كسرها لكن فكرتُ كيف يمكن أن أكسر حاجزاً وهمياً بيني وبينكم، فأحسست بضعفي خاصة حين ذكرت حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم" رفقاً بالقوارير".

 طفولتي كانت سعيدة وخاصة أنني ابنة ريف دمشق وقد حظيت بما حظيتُ من جمال طبيعتها. أما حياتي الثقافية فإن غسان كنفاني كان أحد مكوّناتها، فقد قرأتُ له وأنا في الثالثة عشرة من عمري، وبدأت بتكوين آرائي الخاصة في الحياة. وربما أصبح للسفر فيما بعد في حياتي فوائد كثيرة أكثر من الفوائد السبع المشهورة، كما كان للخطب التي اطلعتُ عليها في هذا النادي أثرها عليّ في إعداد هذه الخطبة، إلى جانب كثير من خطب التراث العربي –بحكم تخصصي- . وقد منحني نادي أبجد فرصة للتعمق في بعضها ومنها: خطبة الوداع لرسولنا العظيم، والخطبة البتراء وخطب كبار الصحابة والتابعين وغيرهم من العرب.

أما عن التقييم الذي قدمه خالد النقيب فقد جذب انتباهه أداء الخطيبة بمقدمتها اللطيفة الوقع على الآذان، ورغم خبرتها السابقة في مجال العمل إلا أن هذا المكان له رهبة، لكن خطيبتنا تغلبت على تلك الرهبة. ومن النقاط الأخرى المتميزة في الخطبة، حسن تقسيم بناء الخطبة إلى أجزاء مترابطة، إلى جانب إغناء الخطبة بمصطلحات ومفردات تدل على ثقافة الخطيبة، هذا إلى جانب ابتعادها عن استعمال البطاقات التذكيرية وهي المسموحة فعادة في الخطبة الأولى مما يعطي الجمهور انطباعا بثقة الخطيب وتمكنه.  أما نقاط التطوير فلا أجد ما أقول سوى أن تتابع الخطيبة باندفاع إتمام مشاريع الخطب القادمة.

ثم حانت فقرة مواضيع الساحة وكان عريفها محمد يحظية الذي أعد مجموعة من أبيات الشعر الجميلة انقض فيها على الحضور والضيوف ليستمع الجميع إلى خطبهم القصيرة الارتجالية ويمتعونا فيها بمهاراتهم الخطابية.

ثم حانت فقرة التقارير، التي قدمها أصحابها وقد تميزت فيها فقرة مختبر الإنصات التي قدمها سلطان الحميري والتي تعكس دوما مدى انتباه الحضور واهتمامهم بما يطرح في الاجتماع.

وأخيرا حان تقرير المقيم العام الذي قدمه رئيس النادي خالد النقيب وأثنى فيه على عدد من النقاط الإيجابية وأهمها الحضور المتزايد للاجتماعات ..أما أبرز نقاط التطوير للمستقبل فهي عدم الالتزام بالوقت وملاحظة طباعة كلمة المساء وتوزيعها في القاعة ليتسنى للجميع تذكرها واستعمالها في أثناء الاجتماع.

وإلى لقاء مقبل في الاجتماع القادم اجتماع رقم 120.

السبت، 14 أبريل 2012

محضر الاجتماع 118 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 118 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 14/4/2012 ، بحضور عددٍ غفيرٍ من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز العشرين، وقد افتتح التوستماستر محمد يحظيه الاجتماع بكلمة ترحيبية أشار فيها إلى التعريف بالنادي وبرسالته وبأهدافه، ثم قدَّم لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحَّب بدوره بالحضور من الضيوف والأعضاء، ثم نوَّه رئيسُ النادي بالإنجاز الذي سيقوم به محمد يحظيه هذا المساء بإتمامه الخطبة العاشرة من دليل المتواصل المتمكن، وهذا من دواعي التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، ثم أثنى على التوستماستر حميد الحمادي الذي سيشارك ممثلاً لدولة الإمارات في المسابقة التي ستجرى في البحرين في الشهر القادم لأندية التوستماسترز في الخليج.

ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء توستماستر شيخ معاوية، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع (الصفاء) فأشار إلى أن الجو صافٍ والقلوب صافية في اجتماعات التوستماسترز، لأن من أهم ما تتميز به الصفاء؛ فالحضور والأعضاء بينهم توافق وانسجام، على الرغم من أنهم من جنسيات مختلفة ومستويات ثقافية متباينة وطوائف عمرية متنوعة، لكنهم مع ذلك يجتمعون ويتحدثون في أجواء صافية..والسر في ذلك هو البعد عن الخوض في المواضيع الخلافية، وهذا هو من صلب آداب أندية التوستماسترز.

...ثم رحَّب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟

ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع، ثم قدم أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم، وهم: عبد الهادي عبدالله في دور المدقق اللغوي وكلمة المساء، ومنصور الفلاسي في دور عداد التلكؤات، وشرف الطحان التي قامت بدور مختبِر الإنصات، وسلطان الحميري بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان حميد الحمادي.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة خطيبين فقط؛ نظراً لاعتذار اثنين من الخطباء عن تقديم الخطب كما كان مقرراً في الجدول، والخطيبان هما: توستماستر نادر أحمد في خطبته السادسة، وتوستماستر محمد يحظيه في خطبته العاشرة التي اختتم بها مسيرته في دليل المتواصل المتمكن لينتقل بعدها إلى الدليل المتقدم.

وابتدأ نادر أحمد خطبته السادسة وهي بعنوان اليتيم: وقد قدم لخطبته بمقدمة سأل فيها:

" من هو اليتيم؟ وما هو اليتم؟ فاليتم هو الحرمان ومن حُرِم شيئاً فهو يتيم، واليتيم ربما يكون فقَدَ أباه أو أمه...لكن لي رأياً آخر في هذا.. فنحن الآن نعيش في عوالم افتراضية وللحضارة والتقدم فيها ضريبة، كما لكل شيء في الدنيا له جانبان: سلبي وإيجابي، والآن كثير منا منشغلٌ في منتجات هذه الحضارة منغمسٌ فيها، فقد انتشلتْنا من أبنائنا ..فمنذ متى لم تجلس إلى أبنائك..ومنذ متى لم تتكلمي مع ابنتك؟  أراهن أنك تجلس معهم مساء ولكنك مشغول بمتابعة مباراة أو نشرة أخبار..أو تجلس إلى مائدة الطعام تأكل صامتاً..

لقد آلمني مشهد روتْه لي ابنتي مدرِّسة الأطفال..فأحد تلاميذها تأتي أمه لتصطحبه إلى البيت فيقول لا أريد الذهاب إلى البيت مع ماما أريد الخادمة؛ فأمي تضربني والخادمة تدللني .!!؟؟ ,, وحين جربت المعلمة تجربة وضع الوجه المبتسم أو الوجه الغاضب أمام بعض الشخصيات، وضع بعض الأطفال الوجه السعيد للخادمة والوجه الغاضب للأم. لقد أصبح أبناؤنا أبناء الخادمات فنحن قريبون من الإنترنت والعالم الافتراضي أكثر من قربنا من أبنائنا..

وأختمُ بـ  "ليس اليتيم من انتهى أبواه   من الحياة وخلفاه ذليلا

             إن اليتيم من تجد له أُماً     تخلَّت وأباً مشغولا.."

وكانت توستماستر رشأ الخطيب المقيّمة لخطبة نادر أحمد في خطبته السادسة، حيث أثنت على الخطيب في بناء الخطبة المتماسك، ونجاحه في إيصال أفكاره بوضوح، رغم أن بعض التشتت قد شاب وسط الخطبة، إلا أننا شعرنا بالخطيب يدخل بنا من غرفة إلى أخرى في نظام متسق محكم..كما أتقن نادر أحمد استعمال الكلمات المناسبة المألوفة المناسبة للموضوع وهو هدف الخطبة ..وقد  اعتمد كما عهدنا منه على كثير من الشواهد والأمثلة الداعمة لوجهة نظره ولعرض أفكاره على الحضور.

أما الخطبة التالية فقدم فيها محمد يحظيه الخطبة العاشرة وهي بهدف " ألهِمْ جمهورك" : وقد اختار الخطيب موضوع (الماس) ليكون مدخلاً جميلاً إلى خطبته:

"فقد قيل إن رجلاً أوروبياً في عصر الكشوفات والتوسع رحل إلى إفريقيا باحثاً عن الماس ..فباع ثروته في بلاده وخرج إلى تلك القارة البعيدة وأنفق فيها سنوات عمره يبحث عن الماس في منطقة معينة، تبين له أنها قد تحتوي هذا الجوهر النفيس..لكنه بعد سنوات من الكدّ والاجتهاد لم يحصل على ما كان يأمل.. ثم إنه أصيب بعد هذه السنوات بمرض الملاريا فعزم على العودة إلى بلاده، فباع أرضه ومنجمه وما يملك.. وعاد

ثم سمع بعد مدة أن الأرض التي تخلى عنها وباعها في إفريقية، قد اكتشف مالكها الجديد فيها أكبر منجمٍ للماس في العالم،  فاغتمّ الرجل من هذا الخبر وقضى نحبه..

ليس مهماً أن نبحث عن واقعية هذه القصة أم أسطوريتها، فالكثير منا يضيع كنز الماس في داخله ولا يعلم به، وإذا اكتشفه فإنه لا يصقله ولا يعطيه من نفسه ما يفيه حقه؛ فالموهبة التي نمتلك يجب صقلها، بالمعرفة والتدريب وإلا ضاعت.

قيل إن أكبر مكان تجتمع فيه المواهب هي المقابر ؛ لأن معظم الناس يموتون ومواهبهم مدفونة معهم دون أن يكونوا قد اكتشفوها. ودون أن ترى النور.

فكيف نكنتشف كنز الماس في داخلنا؟ إن هذا ممكن بطريقتين: الأولى أن نعود إلى طفولتنا ونفتش عن الأشياء التي كنا نميل إليها أكثر من غيرها. والثانية أن نتأمل في سرعة تعلمنا لأمر ما..فما نتعلمه بسرعة هو من مواهبنا الكامنة التي قد لا نلتفت إليها.

فإذا عدنا إلى طفولتنا واكتشفنا ما كنا نحبه ونميل إليه، يجب أن نصقله ونعرف كيف نستفيد منه. وذلك ممكن عن طريق قراءة كل ما يتعلق بالموضوع الذي نجد أنفسنا فيه، ثم التدرب عليه. ولهذا نرى من حولنا من حوَّل التراث الذي يحبه إلى مجال عمل متميز.. لذا فإذا بحثتم جيداً في أنفسكم فسوف تكتشفون مواهبكم ".

وقد بدأ المقيم توستماستر علي المنصوري تقييمه بشكر نادي التوستماسترز الذي منحنا فرصة اكتشاف الماس لدى محمد يحظيه! ونهنئه بمناسبة إنجازه الخطبة العاشرة، وهي خطبة تمس أعماق كل من سمعها فإعدادها البسيط من القلب إلى القلب وهي توثيق لما قام به يحظيه في مسيرته حتى إتمام المرحلة الأولى من مسار التواصل المتمكن.. وقد أجاد الخطيب في استخدام المفردات الإيجابية وإلهام الجمهور ليتحرك بإيجابية بما يحقق هدف الخطبة ألا وهو إلهام الجمهور. أما نقاط التطوير فهي الاهتمام بخاتمة الخطبة لتكون أقوى مما كانت عليه.

ثم ابتدأت الفقرة المتميزة فقرة خطب الساحة وكان عريفها: فهد المشهري، وقد اختار مجموعة من الأبيات الشعرية ليلقيها على مسامع كل خطيب من خطباء الساحة، عن بعض القضايا: التردد و الكرم والعزيمة وعدم الاستهانة بالأعداء، وحفظ اللسان، وتقلب الزمان على الناس.

وقد أبلى المتحدثون بلاءً حسناً في هذه الفقرة الممتعة.

ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار تقاريرهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحتْها صاحبة الدور : شرف الطحان

أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر حميد الحمادي، وقد أبدى فيه بعض الملاحظات ومنها:تحضير الجوائز على المنصة للمتحدثين، والعمل على توفير أوراق للكتابة لبعض أصحاب الأدوار ممن يحتاجون إليها، وتوفير كميات من الماء مناسبة أمام الحضور. أما النقاط الإيجابية في الاجتماع فكانت كثيرة وهي تظهر غالباً في اجتماعات نادي أبجد
ثم اختتم الاجتماع على أمل اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.

السبت، 17 مارس 2012

محضر الاجتماع 116 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 116 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 17/3/2012 ، بحضور عدد غفير من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز ثلاثة وعشرين حاضراً، وقد افتتح التوستماستر علي المنصوري الاجتماع بكلمة ترحيبية قدَّم فيها لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحب بدوره بالحضور الضيوف، ومنهم ضيف أمريكي لا يعرف من العربية إلا قليلا، لكنه من أعضاء التوستماتسرز في أمريكا، فكان حضوره تجسيداً لروابط المودة التي تجمع أعضاء أندية التوستماسترز حول العالم، بغض النظر عن البلدان التي يقيمون فيها. كما ذكَّر رئيس النادي الأعضاء بضرورة تجديد العضوية نصف السنوية، إلى جانب الإعلان عن مشاركة نادي أبجد في مسابقة المنطقة للخطب التي ستقام الجمعة القادمة في أبوظبي، بمشاركة حميد الحمادي وخالد النقيب من أعضاء نادينا. نرجو لهما التوفيق وتحقيق المراتب المتقدمة.

ثم نوَّه رئيسُ النادي بنقاط التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، وذلك بتشجيع الأعضاء الجدد والقدامى لحثِّ الخطا نحو إنجاز المشاريع المطلوبة ليكملوا مسيرة التميز لهم وللنادي .

ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء (من الوزن الثقيل) العريف المتميز توستماستر عبد العزيز نواب، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع: السلامة خاصة السلامة المرورية؛ فالكل راغبٌ في المحافظة على الأرواح والممتلكات والكل راغب في العافية والسلامة، إذ تشير الإحصائيات إلى أرقام مخيفة لما تحصده الحوادث المرورية من أرواح أبنائنا وأحبابنا وأهالينا. ثم ذكر لنا حكايةً وقعت له في طريق عمله ذات يوم إذ كان يسير هادئاً مطمئناً، وإذا بسيارة من بعيد تضيء له الضوء العالي ليفسح لها المسرب في الشارع، فابتعد عن طريقها وانطلقت هي..حتى إذا كان على بعد عدة كيلو مترات من لقائه بها إذا هو يصادف المركبةَ نفسها في حادث مروري، فقَدَ فيه صاحبها السيطرة على المركبة فأدت إلى حادث أليم..فقال في نفسه: السلامة ولا الندامة! ثم سار هادئاً مطمئناً في طريقه لكيلا يحزن أولاده لفراقه.

...ثم رحب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟

ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وهي كثيرة، وعلى حد قوله لم يبق فيها شيء من دون تغيير إلا العريف نفسه، ثم قدم أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم: وهم: غانم الهاجري في دور المدقق اللغوي وكلمة المساء. وشرف يوسف التي قامت بدور عداد التلكؤات، وخالد محمد بدور مختبِر الإنصات، ومحمد حسن بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان نوح الحمادي.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة ثلاث خطيبات من عضوات نادي أبجد توستماسترز، وهنّ: عبير سعيد في خطبتها الثانية، ورشأ الخطيب في خطبتها الثالثة عشرة، وعائشة الرميثي في خطبتها الخامسة.

وكانت البداية مع عبير سعيد الخطيبة الجديدة الصاعدة بقوة وحماس على سلم التوستماسترز، ومقيمها توستماستر حميد الحمادي، وكانت الخطبة الثانية لعبير بعنوان "مشروع العمر" وهي بهدف (تحدث بصدق) ..ومشروع العمر هذا الذي أتحفتنا به عبير هو عنوان كتاب أعجبها وأحبت أن تقدم للحاضرين بعضاً من عصارته، فما هو مشروع العمر؟ إنه أي عمل تحبه ويستحوذ على تفكيرك، ويخدم في الوقت نفسه الدين والوطن والمجتمع من حولك.

 ولكن لماذا يجب أن يكون لديك مشروعاً للعمر؟ لأن عبارات كثيرة نقرؤها تطلب منا أن نعيد التفكير في أشياء كثيرة اعتدنا عليها، منها قولة الرافعي الشهيرة: "إن لم تزد في الأرض شيئاً فأنت زيادة عليها" ، وقول القائل: "اعمل لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمرٌ ثانِ" .

 أما مواصفات مشروع العمر فمنها:

·              أن يربط بين حياتك في الدنيا والآخرة. لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ... وعمره فيما أفناه".

·              أن تحب المشروع كثيراً ؛ لأنك إذا أحببت المشروع بذلتَ في سبيله كل ما تستطيع.

·              أن تكون فكرة المشروع واقعية وقابلة للتنفيذ.

ولكن إذا حددتَ فكرة مشروعك فعليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك من هذا المشروع، وأن تضع خططاً بديلة إذا ما فشلتَ في خطوة من خطوات تحقيقه.

 ثم أخذتنا عبير إلى :"كيف تنجح في مشروعك؟"، فأنتَ هنا محتاجٌ إلى أن يكون مشروعك خادماً للوطن والدين والمجتمع، ثم التوكل على الله، ثم العمل على تنمية الذات واستثمار الوقت على أفضل وجه. وأخيراً لا بد من الصبر عند كل مرحلة ثم التحفيز الذاتي؛ إذ كلما قطعتَ شوطاً في تنفيذ مشروعك كافأتَ نفسك بما يمدها بطاقة الاستمرار.

وختمت عبير خطبتها بأن الميلاد الحقيقي للإنسان ليس عند خروجه إلى هذه الحياة، بل إنما يولد في اللحظة التي يعثر فيها على مشروع عمره.

وقد لاقت الخطبةُ استحسانَ مقيمها حميد الحمادي، الذي أثنى على ميزة تتحلى بها عبير وهي أنها صاحبة رؤية فيما تقدم من خطَب، وهذا انطباع استقر لدى من استمع إليها ،حتى وإن كانت مازالت في بداية طريق التوستماسترز ما يبشر بها خطيبة واعدة إن شاء الله.... ومما تميزت عبير اختيارها الموضوع المفيد للجمهور، كما أنها قدمت خطبتها في بنية متماسكة، لجأت فيها إلى تعريف كل فكرة ونقطة قبل الخوض في تفاصيلها؛ مما ساعد المستمع على التقاط الخيط الواصل بين أجزاء الخطبة من أولها إلى آخرها. ومن نقاط التطوير الموصى بها الأفضل في حال استعمال البطاقات التذكيرية هو أن تبقى في يد الخطيب لا على المنصة أمامه؛ حتى يسهل عليه الحركة بحرية على مسرح الخطابة. كما يفضل توزيع ما يريده الخطيب من أوراق أو استبانات على الجمهور قبل اختتام الخطبة لا بعدها.

 

أما الخطبة التالية فقدمت فيها رشأ الخطيب مشروعها الثالث عشر من الدليل المتقدم "سرد الحكايات" وكان بهدف تقديم "الخطبة المؤثرة"، وقد اختارت الخطيبة قصة (الشهداء) لهذا المشروع:

 (إذ يحكى أن امرأة لم يبق لها بعد موت زوجها ووالديها سوى ولد صغير يؤنس وحدتها وأخ شفيق يحنو عليها، وقليل من المال تعتاش منه، وما هي إلا بضع سنوات حتى نفد المال، وهاجر الأخ بعد أن أصابه الدهر بسهامه إلى بلاد بعيدة لم تعد تدري عنه شيئا...فطرقت أبواب الرزق وعملت في مهن كثيرة تربي ولدها وتعمل على تنشئته.

فلما دارت الأيام دورتها واكتهلت الأم وشبَّ الصغير، أراد أن يردَّ المعروف لأمه، فتصفح وجوه الرزق المختلفة، فاستقر منها على مهنة الرسم لكنه بقي مغموراً لا يعرف بشأنه إلا القليل، وما كانت هذ1 المهنة تدر عليه إلا القطرة بعد القطرة بين الفينة والأخرى.

وذات يوم وجد الشاب أمه جاثية تبكي، وبيدها صورة، فتبيَّنها فإذا هي صورة خاله..فعرف ما بشأنها، وأراد أن يسرِّي عنها فأخبرها أنّ معرضاً سيقام في أمريكا وأنه ينوي المشاركة فيه لنيل الجائزة، ومن ثم يبحث لها عن فقيدها في تلك البلاد. فانتفضت الأم راجية منه أن يطرد هذه الفكرة من رأسه..لكنه  ما زال بها حتى اقتنعت ووافقته..وإنْ هي إلا أيام حتى كانت الأم وحيدةً على شاطئ البحر في فرنسا، والابن غريباً في أمريكا.

شارك الفتى في المعرض بلوحة صوَّرَ فيها موقفَ وداع أمه على الشاطئ، فنالت الإعجاب وقضى له القوم بالجائزة، فلم يكن على وجه الأرض في لحظتها أسعد منه. فكتب إلى أمه يبشرها وأرسل إليها بعض المال، واستبقى لنفسه بعضه ليستعين على البحث عن خاله المفقود... فما زال يسأل عنه حتى سمع من أحدهم أن آخر عهدهم به أنه سافر إلى جزيرة في الجنوب بحثاً عن الذهب. فغذَّ الفتى السيرُ جنوباً وقطع القفار حتى وصل الجزيرة فوجدها موحشة مقفرة، ولم يكد يطأها لهنيهة حتى رآه أهلها، فلما رأوا جنسه الأبيض ثارت في نفوسهم العداوة اللونية وقبضوا عليه واقتادوه إلى سجن قرب مجتمع قبيلتهم تحت الأرض..  وأوثقوا رجله إلى السلاسل، وأغلقوا عليه.. فلم يعد يعي من الدنيا شيئاً، إلا خيطاً من نور يتسلل عبر ثقب صغير يعلن له النهار، وزيارة سجّانه مساءً يحمل الطعام يُؤْذِنُ ببدء الليل .

أما والدته التي شقيت بغيابه فإنها ما انفكّت كل يوم، تأتي الشاطئ تنتظر السفن القادمة، تسأل عن غائبها، حتى إذا أعياها الجواب عادت إلى بيتها وجلست قرب حفرة احتفرتها بيدها، تتمثلها قبراً له فتظل تبكي وتبكي .. حتى صارت مذهولة مأخوذاً بعقلها.

.. وفي أحد الأيام فوجئ الفتى أن سجَّانه أتاه على غير المعتاد، ففكّ قيده وأخرجه من السجن ليواجه الشمس منذ سنوات، وتركه ومضى دون أن يتكلم، فلم يتمالك الشاب نفسه، وذهل من هول الموقف ولم يستفق إلا على يدٍ تربتُ على كتفه فالتفت فإذا هي فتاة بيضاء البشرة تخالط بياضها سمرة أهل البلاد الأصليين..فهدأتْ من روعه وخاطبته أن ينشد الحرية لنفسه بسرعة حتى لا يفقد حياته..وأنها قد جاءت لتنقذه لأن الله لا يجد أفضل دليل على الإيمان من مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان .. فعجب لشأنها: وثنية مؤمنة وزنجية بيضاء.. فما زال يحاورها - وقد وقعت في قلبه موقع الحب - حتى قال لها إنه لن يبرح مكانه إلا إن هربت معه من هذه الجزيرة المقطوعة....ثم وبعد تفكير قالت له: سآتي معك وليقض الله فيَّ وفيك ما شاء.

فانطلقا يقطعان الجبال والسهول والقفار والبراري ....وكان الفتى يلحظ على وجه الفتاة سحابة من الحزن لا يفهمها، وكلما سألها دافعتْه ولم تُـجِب، وقد علل ذلك في نفسه بمفارقتها الوطن والأهل ..وبعد مسير ثلاثين يوماً أشرفا من العمران فاستبشرا أنهما في الساعات الأخيرة من الشقاء،فقال لها: ما حفظ الله حياتنا طوال هذه الرحلة إلا لأنه كتب لنا في أقداره السعادة عما قريب، فسألته كيف إلى السعادة من سبيل؟ قال: ليس بيننا وبين السعادة إلا أن نطوي المرحلة القادمة، ونصل أول بيت من بيوت الله فيربطنا زوجين..فأطرقت ، ونظر إليها فإذا هي تبكي، فلما استنطقها قالت: أتذكُر ليلة رحيلنا حين قلتُ لك إنني أخاف أن أحبك..فقد وقع اليوم ما كنتُ أخشاه. وسقطت مغشياً عليها..فاقترب منها فإذا هي محمومة والرعدة تسري في بدنها..فجمع قليلاً من الحطب ليشعل ناراً تتدفأ..ثم لمح بيتاً من بعيد..فانطلق يلتمس جذوة ليشعل النار..فإذا في الكوخ شيخ راهب طاعن  فأخبره بخبره وطلبه، فأعطاه ما سأل وقال له أنا في أثرك..وعندما وصل الشاب إلى حيث الفتاة وجدها هادئة مطمئنة فقال: لعل ما ألمَّ بك كان بسبب ذكرى الأهل والوطن..فقالت: لا، سأحدّثك بحديثي، فأنا مثلك غريبة عن هذه الديار لا أعرف فيها إلا نفسي، كانت أمي قد أحبت رجلاً أبيض ودانت بدينه، ففرَّت معه وتزوجته، ثم أنجبتني ..وما زالت قبيلة أمي يطلبونها حتى عثروا عليهما، وكان لي من العمر عشر سنين، ين سقطوا علينا في ليلة فقتلوا أبي أمامي وأمامها ..فحزنتْ عليه وأخذت تقترب من القبر يوماً فيوماً، حتى حانت لحظة موتها فحضر موتها أحد الرهبان فقالت لي إنها قد شقيت في حياتها، لذا أخذت مني وعدا بحضوره ألا أتسبب بالشقاء لأحد وأن أنذر نفسي للعذراء،  ثم نظرت إلى السماء وقالت أنا آتية إليك يا رفائيل.. فاضطرب الشاب لسماع الاسم، وسألها عن موطن أبيها . فلما أخبرته قال لها قد كنتِ قبل اليوم تـمتّين إليّ بصِلَة الحب والآن تـمتّين إلي بصِلَة الحب وصِلة القربى..فما أسعدني لأني قد وجدت غايتي.. فاضطربت الفتاة وأوقفته وقالت: أصغِ إلى بقية حديثي..فإنني منذ حفظت وصية أمي كان لا بد أن أتخذ ملجأً أفزع إليه إذا غلبني هواي حتى جاء هذا اليوم، ففزعتُ إلى القارورة التي  أحملها معي.. فنظر إلى حيث أشارت فوجد قارورة فارغة إلا من بقيةٍ صفراء ففهم كل شيء. وشعر أن قطعة من قلبه قد هوت من بين أضلاعه، فما عاد والتفت ...حتى كانت الفتاةُ جثةً باردة، فصُعِق، وما استفاق إلا وصاحب الكوخ بجانبه يقلّب نظره حائراً ..فوثب الفتى إليه ينطق بما جرى، ثم سقط على الأرض يئن ويزفر حتى فاضت روحه ألماً وحسرة.

وفي الساعة التي دُفِن في الشابان تحت الشجرة في ذلك المكان.. مرَّت بكوخ العجوز أمه على الضفة الأخرى من المحيط، إحدى جاراتها التي كانت تتعهدها بالزيارة، فنظرت فإذا حافة الحفرة التي تجلس إليها فارغة، فأشرفت عليها فوجدت العجوزَ معفرة بالتراب ولا حراك فيها.. فملأت الحفرة بالتراب المجتمع حولها، وأسبلت فوق تربة العجوز دمعة ًكانت هي كل نصيبها من الدنيا").

 

أما المقيم شيخ معاوية فابتدر الحاضرين بسؤال: هل أثارت هذه القصة مشاعركم؟ وإذا ما تصورناها لوحة فما هو اللون الغالب عليها؟ فقال الجميع: أسود..وحقاً! هي قصة مؤثرة بتفاصيلها الحزينة، مما يدل على نجاح الخطيبة في تحقيق الهدف المنشود من الخطبة. وقد أتقنت سرد الحكاية وجعلتنا ننتظر في كل لحظة حل المشكلة التي مر بها الأبطال.

أما نقاط التطوير فربما كان من الأفضل تسمية أبطال القصة بأسمائهم، والتفكير بمغزى للقصة بعد السرد القصصي الحزين .

************

وحان الوقت للخطبة التالية في الاجتماع وهي خطبة الخامسة لعائشة الرميثي وكانت بهدف "تنويع الصوت"، وقد ابتدأت عاشة خطبتها بقصة الملك لويس الرابع الذي عرف عنه بعض الغرائب..ويحكى أنه جاء إلى أحد السجناء المحكومين بالإعدام، وحبسه في قلعة وقال له: قبل يوم إعدامه إن أمامه فرصة للنجاة من الحكم، فقط عليه أن يبحث عن المخرج بنفسه لكي ينجو. وأن القلعة أضحت بلا حراس لكي يتمكن من الهرب إن استطاع إيجاد السبيل إلى ذلك.. فأخذ السجين يطرق الأرض ويتفقد الجدران والنوافذ.. يبحث عن طريق للهرب.. وسار في عدة ممرات ودهاليز وأنفاق ..وفي كل مرة كان يعود أدراجه إلى مكانه يائساً مفكراً: هل كان الملك يسخر منه؟ هل كان الملك جاداً في خبره ذاك؟ ..وفي اليوم التالي عاد الملك إليه ليجده ما زال في مكانه، فاستغرب أنه لم يجد بوابة الخروج.. فقال السجين للملك هل كنتَ جاداً فيما عرضت علي؟ قال: نعم، ولكني لم أجدها . وقبل أن يأخذوه ليلقى مصيره، أراد أن يعرف حقاً هل كان الملك صادقاً فيما قال؟ وأين كان المخرج؟، فأجابه الملك لقد تركت باب القلعة مفتوحاً دون إقفال.. فلو حركتَ المقبض لفتحتَ الباب.

وتابعت عائشةُ خطبتها قائلة: إنني أسوق هذه القصة لأقول إننا أحيانا نبحث عن أصعب الطرق لإنجاز أعمالنا، فإذا أخذنا الحياة ببساطة ستكون بسيطة، وإذا عقدناها فسنجدها على تلك الشاكلة من العقد والتعقيدات.

وحين تقدَّم خالد النقيب مقيّم الخطبة فإنه أسرع إلى امتداح استعمال القصص في الخطب؛ مما يضفي نوعاً من تشويق المستمعين واجتذابهم، وقد نجحت الخطيبة في ذلك بتوظيف القصة لدعم أفكار الخطبة، كما نجحت في مهارات لغة الجسد واستخدام المسرح، وأحسنت في التحدث بصوت طبيعي هادئ مناسب للمقام، ومن النقاط التطويرية: الاهتمام بالخاتمة لتكون في قوتها موازية لقوة المقدمة.

وبعد انتهاء فقرة الخطب المعدة جاء دور فقرة مواضيع الساحة، وكان عريفها توستماستر شيخ معاوية، الذي عرَّف بطبيعة هذه الخطب وهي ارتجالية بامتياز ، تتطلب من الشخص أن يتحدث في موضوع يسأل عنه دون سابق إعداد، مستفيداً من مهارات التوستماسترز في الخطابة.. وكان العريف ذكياً باختياراته ونوعية الأسئلة المطروحة التي أضفت على الاجتماع جواً من البهجة والطرافة.

وإليكم الأسئلة التي طرحت:

·              " من أراد أن يكون خطيباً متمكناً عليه أن يكون كذاباً متمكناً".

·              ما هي فوائد التدخين؟

·              الناجحون لا يستسلمون، والمستسلمون لا ينجحون".

·              الرجل الطويل هو الذي يرى الأفق من بعيد.

·              إذا توقفت عن التعلم فقد توقفت عن صنع التاريخ، وإذا توقفت عن صنع التاريخ فقد أصبحت جزءاً منه.

·              القراءة  زاد..فما هو الكتاب الذي قرأتَه وأثَر في حياتك؟

 

ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار ملاحظاتهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحها صاحب الدور : خالد محمد.

أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر نوح الحمادي، وقد أثنى على نقاط إيجابية عديدة تظهر دوما في اجتماعات نادي أبجد من حيث الإعداد الجيد للاجتماع بفضل جهود إدارة النادي، الحاضرين منهم والغائبين، خاصة توستماستر عبدالهادي عبدالله، وأشار إلى التغيير الذي طال ورقة جدول الاجتماعات وميزات هذا التغيير ..أما نقاط التطوير المطلوبة فهي ضرورة الالتزام بالتوقيت في بداية الاجتماع وفي أثناء الفقرات، وعدم الدخول في مناقشات أو الخروج إلى تعليقات قد تأخذ من وقت الفقرات المدرجة في جدول الاجتماع. وفي الختام قدَّم نوح الحمادي شكره للمقيمين على أدائهم المحترف في تقييم الخطباء.

ثم اختتم الاجتماع بإعلان أفضل خطيب لمواضيع الساحة وهو حميد الحمادي.

وإلى اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.

الأحد، 5 فبراير 2012

محضر الاجتماع 113 نادي أبجد توستماسترز


عقد مساء السبت 4/2/2012 الاجتماع الذي حمل الرقم 113 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز في أبوظبي، بحضور عدد من الأعضاء والضيوف ناهز ثمانية عشر شخصاً. وقد افتتح الاجتماع أمينُ المراسم توستماستر محمد يحظيه ثم قدم توستماستر خالد النقيب رئيسُ النادي كلمة الافتتاح وكان فيها: الإعلان عن المسابقة العربية، وخبر استقالة توستماستر ناصر الأسد من الهيئة الإدارية من منصب نائب الرئيس لشؤون العلاقات العامة، وسيحل محله توستماستر عبد الهادي الحمادي، الذي تفضَّل بتقديم نفسه وبعرْضٍ موجزٍ لخطته في العمل من أجل النادي


ثم تسلم قيادة الاجتماع العضوُ الجديد في النادي توستماستر غانم الهاجري في أول تجربة له للقيام بهذا الدور، وقد كان كفئاً لهذه المهمة، وأقل ما توصف به أنها مهمةٌ ليست سهلة. وقد بدأ عريف اجتماعنا بعبارة شعرية تناسب مقام محور الاجتماع لهذا اليوم وهو(التحدي):

إذ قال الشاعر: "ومن يتهيب صعود الجبال   يعش أبد الدهر بين الحفر"؛ فكثير من الناس ممن ينظر إلى الناجحين يظن أنهم قد وصلوا إلى نجاحهم هذا بسهولة دون عقبات، قال سقراط: الناجحون في هذه الحياة هم أناس بحثوا عن الظروف الملائمة لنجاحهم فإذا لم يجدوها خلقوها، ولعلنا كثيراً ما نسمع عن قصص الناجحين العصاميين الدين بنوا نجاحهم من نقطة الصفر.

ثم عرض عريفُ الاجتماع التغييرات التي طرأت على الجدول وهي توزيع أدوار الاجتماع على الحاضرين، وإسناد مهمة التقييم العام للتوستماستر حميد الحمادي، وإلغاء خطبة خالد النقيب نظراً لتغيب مقيمه، ثم قدَّم أصحاب الأدوار موجزا عن أدوارهم .

وبعد هذه الفقرة الافتتاحية المعتادة بدأت الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب الـمُعَدَّة التي اشتملت على ثلاث خطب، هي: خطبة الأولى لـمدام توستماستر عبير سعيد، والخطبة السادسة للتوستماستر د. علي عبد القادر، والخطبة الثانية عشرة للتوستماستر شيخ معاوية.

خطبة (1) لعبير سعيد ومقيّمتها رشأ الخطيب

وهدف الخطبة الأولى هو كسر الجمود، وقد ابتدأت عبيرُ خطبتها بمقدمة قصصية مشوقة "كان يا ما كان، يا سادة يا كرام، والكلام لا يحلو إلا بذكر سيد الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام" ثم حدثتنا عبير عن مولدها الذي أرَّخت له بطريقةٍ جميلةٍ (بعد قيام الاتحاد بسبعة عشر عاماً ). ثم حدثتنا عن طفولتها: فقد كانت تحب اللعب بالدمى وشراء المثلجات ومشاهدة الرسوم المتحركة، أمضت طفولتها بين الدروس، وبين اللهو، فقد كانت تلهو بالورود الطبيعية " تقطفها " من حديقة الجيران دون علمهم، أو الورود الصناعية تنتزعها من المنزل فتطالها  صرخات أمها .. ثم تعرفت عبير إلى صديقها الأول: القلم، وما لبثت بعد قليل أن تعرفت إلى صديقها الثاني: الكتاب، الذي فتح أمامها عوالم لا حدَّ لها، فبالقراءة نحيا أعمارَنا وأعمارَ الآخرين، وبالقراءة تستطيع أن تقدم جديداً فإن أنت لم تزد على الأرض شيئاً فإنك إذن زيادةٌ عليها.

ثم استرسلت عبير في الحديث عن نفسها قائلة إنها اتخذت نفسَها صديقةً لنفسِها ! وأطلقت على نفسها اسم "سوسو" ومن هنا بدأت معرفتُها بنفسها، واكتشفت حبها للكتابة القصصية وحب التعلم حتى الحصول على أعلى الدرجات العلمية، وجسَّدت هذا الحب في تأسيس نادٍ للقراءة تترجم فيه حبَّها الأول للقلم والكتاب.

وقد نالت الخطبةُ والخطيبةُ استحسانَ مقيّمتها رشأ الخطيب، إذ كسرت عبير الجمود بقوة، بما يبشر بمشروع خطيبةٍ مفوّهة قادمة بحماس، لتكون واحدةً من أعضاء نادي أبجد المتميزين. وقد أحسنَت الخطيبةُ في بناء الخطبة والإعداد المسبق لها، وانتقاء المفردات والعبارات المؤثرة والمعبرة، وبناء الخطبة ودعمها بالشواهد، وقد فاقت عبيرُ التوقعاتِ بثقتها بنفسها على المنصة بالنسبة لخطبةٍ أولى.

أما الخطيب الثاني د. علي عبد القادر فقد قدم خطبته رقم (7) وكان هدفها استخدم مهاراتك، وكانت في موضوع الاختيار، وقد ابتدأها بقصة الشاعر أبي تمام الذي ألَّف كتابه ديوان الحماسة عندما كان عائدا من زيارة لممدوحه عبدالله بن طاهر في خراسان، وفي طريق عودته مرَّ بهمذان واضطر للتوقف فيها لبعض الوقت بسبب تراكم الثلوج، ففرح مضيفه بذلك وقدم له مكتبته ليمضي الوقت منتظراً ذوبان الثلوج، فجلس أبو تمام إلى تلك الكتب وصنَّف كتاب الحماسة، وهو الأول من نوعه وفي فنه ألا وهو فن الاختيارات، وكان له شأن كبير لدى القراء، فالاختيار هو قطعة من عقل المختار، لذا فكِّر كيف تريد للناس أن يروا عقلك؟

فالاختيار مهم في عصرنا اليوم بسبب اتساع العلوم والمعارف إذ لم يعد بمقدور المرء أن يقرأ كل شيء، لذا فالإنسان المتميز هو ذاك الذي يحسن اختياراته، ومن الأمثلة على ذلك الاختيارات في بعض التطبيقات مثل: تويتر؛ فأحسن النسب في تويتر يحصل عليها أشخاص ليسوا كتّاباً مبدعين، ولكنهم يُحسِنون الاختيار. وكما أن الكتب الأكثر مبيعاً هي التي أحسن اختيارَها المتميزون, وهذا يشبه حُسن اختيار الخطيبة السابقةِ التي قدمت لنا مختارات من حياتها.

ويضيف د. علي في خطبته: لقد سقتُ لكم هذا الحديث لأقدم لكم تجربةً شخصية لي حين أُوكِلت إلي مهمة اختيار مجموعة من كتب الأطفال من معرض الشارقة للكتاب، فوجدت أن هذه المهمة تفتح لي طرقاً من النور، ومن خلال جولاتي على دور النشر عرفت أن ثمة ما هو أفضل من التأليف والنقد إنه: الاختيار، ولهذا صرتُ أمام تحدٍ عظيم أمام هذا الكم الهائل من كتب الأطفال فبعضها يركز على الشكل ويهمل المضمون وآخر بالعكس .. وقلة هي التي توازن بينهما..وإلى جانب ذلك فقد أرهقني العاملون في هذا المجال فقد أرهقني أحدهم لإقناعي بشراء شيءٍ من مكتبته فلم أجد إلا عنوانين (بابا) و (بومبا) فأردتُ التخلص بعبارات ملء الفراغ آه..امممم حتى لا أشتري شيئاً يُقال عنه فيما بعد: هذا كان اختياراً غير موفق. كما أنني تخيلت ابنتي مثلا تسألني ماذا اشتريت بابا لأطفال العرب فأقول لها : بابا فتقول وماذا أخذت بعد، فأجيب (بومبا)!!!

وقد تلقف خالد النقيب مقيّم الخطبة من الخطيب كلمة (بومبا) ليبدأ بها تقييمه الذي أثنى فيه على التوستماستر المخضرم د.علي عبد القادر، فقد أجاد في بناء خطبته من المقدمة حتى الخاتمة، كما أبدع في ربط الماضي بالحاضر والتراث بـ"تويتر"، وحطَّ بنا في الخاتمة على أرض الواقع التي نرى فيها بائع الكتب يستجدي لبيعها.

أما الخطبة الثالثة فقدمها شيخ معاوية وكانت خطبته رقم 12 وهي من الدليل المتقدم لخطب التوستماسترز ، وهدفها العصف الذهني أو استمطار الأفكار ضمن مدة زمنية طويلة نسبياً تقريباً طولها ثلاثون دقيقة، وقد اختار شيخ معاوية موضوع (تدني نسبة حضور الأعضاء اجتماعات نادي أبجد) وقد أدار شيخ معاوية جلسة العصف الذهني بمهارة فائقة؛ فقد جمع من الجمهور الحاضرين عدداً من الأفكار المهمة حول الموضوع، ثم وبإدارة النقاش بينهم اختصر هذه الأفكار العديدة إلى مجموعة محددة ووصل إلى خلاصة الموضوع.

وقد أثنى مقيمه علي المنصوري على عدة نقاط إيجابية منها التحلي بالابتسامة  وقدرته على إدارة الحوار بين المشاركين، وتقسيمه المناقشة إلى قسمين قسم لاستمطار الأفكار وآخر لمحاولة اختصارها إلى ثلاث نقاط فقط.، كما إنه أبدى قدرته الكبيرة في حسن توزيع الوزقت وضبطه جيدا وضبط النقاش في الموضوع نفسه دون الخروج إلى تفاصيل ثانية. إلى جانب إتاحة المجال للجميع بالمشاركة، في حين أنه لم يفرض نفسه ورأيه في أثناء النقاش.

 

ثم انتهت الفقرة الرئيسية ووصلنا إلى فقرة التقارير، وكان من أجملها كالمعتاد فقرة مختبِر الإنصات الذي يسأل الحضور عن بعض المعلومات التي مرَّ ذِكْـــرُها في أثناء الاجتماع وهي تدل على مدى انتباه المستمعين واستمتاعهم بالمواضيع المقدَّمة  فيه.

ثم اختتم الاجتماع بفقرة التقييم العام  الذي قدمه حميد الحمادي، وظهرت فيه كثير من الإيجابيات في الاجتماع منها إعداد المكان وتجهيز الجدول للجميع والروح الأخوية الإيجابية التي تسود المكان، وأهم نقطة في تقييمه وهي سبب نجاح الاجتماع عريف الاجتماع الذي قام بهذا الدور للمرة الأولى...مع أنه عضو جديد.

وفي الختام وبعد التصويت على أفضل مقيم وأفضل خطيب تعادل للمرة الأولى

أفضل خطيب : عبير عيسى ود. علي

وأفضل مقيم: علي المنصوري وخالد النقيب.

وهكذا أسدل الستار على اختتام الاجتماع، وعلى أمل اللقاء بكم في اجتماع متميز قادم.
 

الأحد، 22 يناير 2012

محضر الاجتماع 112 نادي أبجد توستماسترز




انعقد مساء السبت 21/1/2012 الاجتماع رقم 112 لنادي أبجد توستماسترز في أبوظبي، بحضور نحو ستة عشر عضواً وضيفاً، وقد رحّب أمين المراسم التوستماستر محمد يحظيه بالضيوف والأعضاء ، ثم افتتح رئيسُ النادي التوستماستر خالد النقيب الاجتماع بالثناء على الأعضاء المواظبين على الحضور وحثَّ الجميع على متابعة  مساراتهم في التوستماسترز ليتميز النادي بإنجازاتهم .
وكان التوستماستر المخضرم حميد الحمادي _ أحد مؤسسي نادي أبجد سنة 2009- عريف الاجتماع لهذا اليوم، وقد جعل من محور الاجتماع ( روح التطوع ) حاضراً كلَّ الوقت في كلماته وفي تقديمه لأصحاب الأدوار.. إذ إن العمل التطوعي يصقل خبرات الإنسان ويضيف إليه معارف كثيرة قد لا يحصل عليها بالدراسة والعمل العادي؛ فالتطوع هو التعبير الحقيقي لشعورك بالانتماء إلى المجتمع الذي يحيط بك.

ثم حان كسرُ جمود الاجتماع بفكاهة المساء التي قدمها التوستماستر شيخ معاوية، ثم فقرة التعريف بأصحاب الأدوار، ثم حانت الفقرة الأساسية وهي فقرة الخطب المعدَّة، التي ضمت ثلاث خطب على النحو الآتي: الخطبة الثالثة عشرة  لنادر أحمد ومقيمه شيخ معاوية ، والخطبة التاسعة لمحمد يحظية ومقيمه نوح الحمادي، والخطبة الحادية عشرة لرشأ الخطيب ومقيمها خالد النقيب.

خطبة (3) لنادر أحمد  كانت بعنوان الحلم، والهدف منها: نظم خطبتك

الحلم هو مايراه الإنسان في يقظته أو منامه، والنوم درجات يبدأ بالسِنة.. وينتهي بالنوم وهي المرحلة التي يرى فيها الإنسان أحلامه، وربما يفسر بعض العلماء الأحلام بأنها ما يلفظه الدماغ من مهملات، أو هي ذكريات الماضي  أو ربما هي ما تتنبأ به نفسك في المستقبل ، كلها تمر أمام عينيك... فالأحلام إنباءٌ عما فات أو عما هو آت... وأياً كان تفسير العلماء لها فإن لنادر أحمد تفسيراً آخر: أنا أحلم إذن أنا موجود!  أي أنني أعيش من أجل الحلم والأمل القادم فالمستقبل هو حلم، وإذا ما سلكت أي طريق تجاهه فأنت لا شك واصلٌ إليه. لذا عليك أن تحلم باستمرار ...فأحلام اليقظة دليل عافية -إن لم تتجاوز حداً معيناً-  مثلها كمثل أحلام النوم . فالأحلام قريبةً كانت أم بعيدة هي عافية لنا.

وقد نالت الخطبة استحسان مقيمها شيخ معاوية الذي أشاد بنقاط قوة عدة للخطيب نادر أحمد منها التمكن اللغوي والتدفق المعلوماتي لدى الخطيب، إلى جانب حسن بناء الخطبة وتقديمها، ومن نقاط التطوير المرغوبة استعمال المسرح بكل ما أمكن الخطيب.

أما خطبة (9) لمحمد يحظية وهدفها: أقنِع بقوة، فقد بدأها بـ " الخيل والليل والبيداء تعرفني   والرمح والسيف والقرطاس والقلم"، وبسؤال الحاضرين: من منكم فكر أو خطر في باله أن ينام هذه الأيام الباردة في الصحراء.؟

والداعي للسؤال أنه قام بهذه التجربة حين ضاع مفتاح الشقة، فعرض عليه صديقه خوض هذه التجربة.. فما كذَّب خبراً، وانطلقا لتجهيز أمتعتهما من متجر قريب وتوجّها نحو الصحراء.. وما يريد محمد يحظيه أن يقوله لنا هو أن –معظمنا - نشأَ نشأةً بدوية، لكن الإعلام جعل البدوي مادةً للتندر والفكاهة خاصة في موقف الصدمة الأولى التي تصيبه حين يزرو المدينة .. لكن البدوي مع ذلك يتغلب - بعد حين- على تلك الصدمة الحضارية ولا يلبث أن يصبح أفضل من ابن المدينة الذي لا يعرف حياة البادية وصعوباتها. وفي هذا المقام يقال إنهم وضعوا أسداً في قفص مدة من الزمان ثم أسدلوا على جزء من القفص حاجزاً زجاجياً، فاضطر الأسد أن يمشي في مساحةٍ محدودة لعدة أشهر، ثم رفعوا ذلك الحاجز، ومع ذلك بقي الأسد يمشي فقط ضمن المساحة نفسها دون أن يفكر في تجاوزها؛ وكأنَّ الحاجز الزجاجي لم يُرفع!! وهذه الحال تحاكي حال الناس الذين وضعوا البدوي في صورةٍ نمطيةٍ لم يغيروها!

وقد كانت المقدمةُ القوية للخطبة قد أثارت استحسان المقيِّم نوح الحمادي إلى جانب طرح التساؤلات في مقدمة الخطبة وهي من عناصر قوة الخطب، هذا إلى جانب الثقة والقوة لدى الخطيب، أما نقاط التطوير المرغوبة فكانت محاولة ربط بناء الخطبة على نحوٍ أكثر إحكاماً، ليكون هدفها واضحاً ومقنعاً للمستمعين.

أما الخطبة 11 لرشأ الخطيب من الدليل المتقدم : سرد الحكايات،  والهدف تقديم الحكاية الشعبية.

وقد قدمت فيها الخطيبة حكاية: القاضي الصغير وهي من حكايات ألف ليلة وليلة، التي تتلخص في أن أحد التجار البغداديين -ويدعى منصور- سافر إلى الشام للتجارة لبضع سنين وترك ثروته أمانةً لدى التاجر أبي المحاسن، وكانت ثروته ألفاً من الدنانير الذهبية وضعها في جرةٍ وغطى الجزء المتبقي من الجرة بثمار الزيتون.  وبعد سنوات كان أبو المحاسن يتناول العشاء مع زوجته واشتهى الزيتون، ثم تذكر جرة منصور ففتحها واستولى على المال الذي فيها، ثم ملأ الجرة بالزيتون وأغلقها.

وبعد غيبة خمس سنوات عاد منصور إلى بغداد وطلب الجرة من أبي المحاسن وفوجئ بذهاب المال، فاحتدم الجدل بينهما وانكشف أمرُ الجرة بين الناس، ثم اشتكى منصور إلى القاضي، ولم يتمكن من إثبات دعواه، فعزم على تقديم الشكوى إلى الخليفة، وقد وفعل.. لكنَّ الخليفة لم يتمكن من مساعدته على الفور وأمهله أسبوعاً كي يحصل على جواب لأن منصوراً ليس لديه شاهد على أنه قد وضع في الجرة مالاً فوقه زيتون كما يزعم..

وكان من عادة الخليفة الخروج متنكراً يمشي في طرقات المدينة، فانتهى إلى محموعة من الفتيان الصغار يقلّدون ما حصل بين منصور وأبي المحاسن وكان من بينهم فتى يقوم بدور القاضي .. قال بعد أن استمع إلى الشكوى: البتُّ في هذه القضية سهل فإن منصور قد ترك أمانته لخمس سنوات لديك لذا نسأل تجار الزيتون: هل يبقى على حاله بعد كل تلك المدة أم يتغير؟ فأجاب صبيٌّ آخر يمثِّل دور التاجر: إن الزيتون يتغير ويفسد بعد هذه السنين.

فعاد الخليفة إلى قصره مسروراً وحين آن موعدُ التاجر منصور للقائه استعان الخليفةُ بأهل الخبرة بالزيتون وعند الكشف على الزيتون الذي في الجرة حكموا أنه جديد. فثبتت صحة دعوى منصور الذي انصرف مسروراً بعودة ثروته إليه.. ونال أبو المحاسن عقابه. وبحث الخليفة عن الفتيان الذين كانوا يلعبون وأجزل إليهم العطاء واعتنى على نحو بالقاضي الصغير الذي أمر بتعليمه وتأديبه بأحسن العلوم وأفضل الآداب ثواباً لذكائه!

وقد أثنى المقيمُ خالد النقيب على أداء الخطيبة في تقديمها للقصة بقوله إنه كان يشاهد القصة لا يستمع إليها فقط، وذلك دليل الإعداد المسبق، وقد نجحت الخطيبة في نقلنا إلى زمان القصة وأجوائها. ومن نقاط التطوير المطلوبة -خاصة في مثل هذا النوع من الخطب- الاهتمام بتلوين الصوت وإعطاء بعض المواقف ما تحتاجه من تنويع في طبقات الصوت ولغة الجسد. هذا إلى جانب الاهتمام بالوقت وإنهاء الخطبة في الوقت المطلوب.

أما الفقرة التالية فكانت فقرة تعليمية قدمها التوستماستر علي المنصوري، وكانت حول: الإعداد للنجاح، فهو لا يتأتى إلا بالجهود المتواصلة؛ إذ لا يقع النجاحُ صدفةً ! وحين نتفكر في الأنشطة الكثيرة التي تدور حولنا من فعاليات ومؤتمرات ... وغيرها فالعامل الأساسي الذي يجمعها أنها تحتاج إعداداً مسبقاً لكي تتم على أحسن وجه، صحيح أننا لا نرى منها إلا فريق النجوم لكن الفريق الأكبر يعمل خلف الكواليس وهو لا يقل أهمية عن فريق النجوم.

واجتماعات التوستماسترز كمثل هذه الفعاليات فيه فريق النجوم وهم أصحاب الأدوار المعروضة في جدول الاجتماع، لكن فريق النجوم هذا لا ينجح إلا بمساندة الفريق الذي يعمل خلف الكواليس، وهم أعضاء الهيئة الإدارية للنادي، وعمل هذين الفريقين هو سر نجاح اجتماعات التوستماسترز في كل مرة.

ثم حانت الفقرة الختامية بسرد تقارير أصحاب الأدوار: عداد ملء الفراغ ومختبِر الإنصات، والمدقق اللغوي، ثم اختتم الاجتماع بالتقييم العام الذي قدمه التوستماستر عبد الحكيم الجابري، الذي ما وجد في الاجتماع إلا كل الإيجابيات فالسلبيات تكاد لا تذكر فلم يذكرها.. وقد أعجبه كثيراً محور الاجتماع ( روح التطوع ) ، وخاصة الطريقة الجميلة التي أصرَّ بها عريف الاجتماع أن نذكر فيها ذلك المحور حين طلب من جميع المتحدثين أن يتحدثوا عن تجربة شخصية لهم في التطوع، فكانت قصص كثيرة نأمل أنها تدفع الجميع للتفكير بهذا الموضوع لكي يستقر لدينا نمط حياة.

وفي الختام نرجو لقاءكم في المرات القادمة لتنعموا بكثير من ثمار المعرفة والفائدة والإنجاز.