أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 مايو 2012

محضر الاجتماع 120 نادي أبجد توستماسترز


عقد عصر السبت 12/5/2012 الاجتماع 120 لنادي أبجد توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز ومليء بالفائدة والمتعة.

وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالضيوف والأعضاء، وقد رحَّب على نحو خاص بضيفنا المميز د. ناصف الظفاري حاكم المنطقة ( هـ ) لأندية التوستماسترز التي تضم العين وأبوظبي.

وقد زفَّ رئيسُ النادي إلى الأعضاء خبر وصول بعض النسخ العربية الرسمية لأدلة التوستماسترز من المنظمة الدولية، مما سيساهم في دعم أندية التوستماسترز باللغة العربية.. ثم انتقل إلى موضوع انتخابات أعضاء اللجنة الإدارية للسنة الجديدة لنادي أبجد 2012-2013 التي تبدأ في يوليو من كل عام، وقد أسفر التصويت عن فوز التالية أسماؤهم بمناصب الهيئة الإدارية الجديدة للنادي، وهم:

علي المنصوري في منصب رئيس نادي أبجد توستماسترز، عبد الهادي عبدالله نائب الرئيس للشؤون التعليمية، عبير سعيد نائبة الرئيس لشؤون الأعضاء، مريم الأحمدي نائبة الرئيس لشؤون العلاقات العامة، شرف الطحان أمينة سر النادي، ميادة الصالحي أمينة الصندوق، وسهام محمد أمينة المراسم. نبارك للهيئة الإدارية الجديدة ونرجو لها التوفيق في مهمتها في السنة القادمة. ثم جرى التقاط بعض الصور التذكارية للهيئة الإدارية الجديدة على أن يتم التنصيب الرسمي في اجتماع قادم.

كما نوَّه رئيس النادي بمؤتمر البحرين الذي ينعقد هذا الشهر في البحرين للقطاع 20 لأندية التوستماسترز في الخليج والأردن ولبنان.

وبعد هذه الوقفة مع رئيس النادي تولت عريفة الاجتماع عائشة الرميثي دفة الاجتماع الذي بدأته بالتغييرات التي طرأت على الجدول، وهي خطوة اعتيادية في اجتماعات النادي، ثم رحبت مجدداً بالضيوف حضور الاجتماع ، وألقت على مسامعنا عبارات جميلة من وحي محور الاجتماع ألا وهو السعادة...فهي كلمة كبيرة ينشدها كل إنسان ..لكن مفهومها يختلف من شخص لآخر؛ فبعضهم يراها في المال أو الشهرة أو الوظيفة أو المكانة الاجتماعية...ومهما كانت رؤيتكم للسعادة نرجو لكم ليس فقط أن تصلوا إلى السعادة وإنما نرجو أن تكون طريقكم إليها سعادة في سعادة.

ثم قدَّمت لأصحاب الأدوار في الاجتماع الذين عرَّفوا بأنفسهم وبتفاصيل الأدوار التي سيقومون بها في أثناء الاجتماع.

 ثم ابتدأت الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب المعدة..وقد ضمت خطيبيْن هما: نادر أحمد ورشأ الخطيب.

قدم نادر أحمد خطبته الثامنة من دليل التواصل الأساسي.. بعنوان الحياة وهي تندرج تحت هدف (أقنِع بقوة..).

يقول نادر: خطبتي اليوم عن الحياة وهي ليست ببعيدة عن محور اجتماعنا اليوم (السعادة)، ثم قام نادر ووضع في وعاءٍ متوسط الحجم - يمثل الحياة- عدة كرات من نوع الكرات المستعملة في كرة المضرب، لتمثل أعباء الحياة ومهامها الكبيرة الأساسية التي نعيشها يوماً بيوم، والتي لو تركناها لما استمرت حياتنا، كمثل أمور العائلة والأهل والأبناء، وأضاف إلى هذه الكرات حفنة من الحصى الصغيرة، تمثل أعباء حياتية أخرى أقل حجماً من المشاغل والمهام الصغيرة التي تشغل حياتنا من زيارة مريض أو الاهتمام بالوالدين والأبناء وغيرها..ثم ملأ الوعاء بالرمال التي تمثل رذاذ الحياة إذ يمكننا العيش والاستمرار من دونها، ..وهكذا على الترتيب.

لكننا لو ملأنا حياتنا أولاً بالرمال التي تمثل رذاذ الحياة واهتممنا بها على حساب بقية محتويات وعاء الحياة، لوجدنا أنا ننفق أعمارنا في ترهات ولن نتمكن من القيام بمهاتنا الأساسية المناطة بنا في الحياة، بينما يمكن لنا أن نستمر في حياتنا سواء أوجدت هذه الرمال أي كماليات الحياة- أم لم توجد...لذا فعلينا أن نهتم أولاً بمبادئ الحياة الأساسية ومهماتها الكبيرة، في الوقت الذي لا نغفل فيه عن المهمات الصغيرة التي لو تبدلت أو تغيرت لما ضرَّتْكَ ...أما الرمال فإن واتتنا القدرة على اللحاق بها فأهلاً.. وإلا فإنها لا تؤثر علينا.

ولكن مهما امتلأت الحياة بالكرات والحصى والرمال فإنه سيبقى فيها متسع لفنجان قهوة يمتعنا ويخفف أعباء الحياة وأثقالها رغم كل شيء فيها.

وكان خالد النقيب مقيم خطبة نادر أحمد قد بدا عليه الإعجاب بأداء الخطيب، وعبر عن إعجابه قائلا: ماذا أقول يا نادر؟! فقد أجدتَ الأداء والتقديم، أما الإيجابيات فكثيرة ومنها : أن الخطيب قد أصبح غنياً عن التعريف لضيوف الاجتماع بأدائه وأناقة لغته، وقد زاد اليوم من إمتاع المستمعين بالفكرة التي قدمها مدعمةً بوسيلة بسيطة لكنها كانت قادرة على النفاذ إلى جميع من شاهدها باستعمال وعاء شفاف يمثل الحياة وكراتٍ لتمثيل المهمات الكبرى في الحياة ، والحصى للمهمات الصغرى الكثيرة التي نقوم بها..والرمال للكماليات ورذاذ الحياة كما سماها. ولقد نجح الخطيب في اختيار الموضوع وفي استعمال الوسيلة المناسبة لدعم الأفكار والإقناع بقوة. أما عن نقاط التطوير ففي الاهتمام بخاتمة الخطبة كي تكون في قوةٍ موازيةٍ لقوة المقدمة والموضوع المعروض، ومحاولة الخطيب استغلال المساحة المتاحة على المنصة للتحرك فيها.

ثم قدمت رشأ الخطيب خطبتها الرابعة عشرة من الدليل المتقدم سرد الحكايات وهي بهدف تقديم (القصة التاريخية) وكانت بعنوان (الذكرى) .

وهي حكاية تاريخية تتلخص أحداثها التي جرت بُعَيْد سقوط غرناطة عام 1492، حيث اضطر المسلمون وملوكهم من بني الأحمر لمغادرة الأندلس..ولم يبق من بني الأحمر بعد ربع قرن على ذلك التاريخ إلا شاب يدعى "سعيد" كان يسمع عن غرناطة في صغره في أغنيات النسوة يترنمن بها حول مهده ..وكان يُمنِّي النفس بالسفر إليها ومشاهدتها. وأقعده عن تحقيق تلك الأمنية امرأة عجوز كان يقوم على خدمتها حتى إذا توفيت أخذ يستعد للرحيل لتحقيق مبتغاه..فوصل شاطئ مرسية ثم انحدر إلى الجبال حتى وصل مشارف مدينة غرناطة، متنكراً في ثوب طبيب عربي يبحث عن الأعشاب،  ووقف على مشارف المدينة مساءً يستذكر أمجاد أجداده ويندب حظهم العاثر في الدنيا...ثم أغفى قرب النهر حتى إذا أطل الفجر صلى الصبح ونزل إلى المدينة يبحث عن خان للغرباء. وفيما هو في طريقه في أحد شوارع غرناطة..إذ انفتح باب قصر خرجت منه فتاة ترتدي ثياب سوداء تغطي وجهها بخمار رقيق ويتدلى من صدرها صليب ذهبي صغير..ويمشي وراءها غلام..فاقتربت منه وسألته بلغة عربية مكسرة أأنت غريب عن هذه المدينة يا فتى؟ فأجاب نعم. وأبحث عن خان للغرباء آوي إليه..فأشارت إليه أن يتبعها ..فتبعها وسارت به إلى مبتغاه، ثم قالت له مودِّعةً:  إذا عرضت لك حاجة فلا تنسى أن تزروني.

وهكذا تغيرت حال الفتى منذ أن عرفها وأصبح يرى غرناطة بعينٍ أخرى غير التي كان يراها فيها من قبل، وأصبح يمضي أوقاته متجولاً في المدينة باحثاً عن وجه تلك الفتاة لعله يلمحها من جديد، فإذا فشل في مسعاه، انصرف واقفاً على آثار أجداده باكياً على قبورهم ولا يدري أهي دموع الذكرى القديمة في نفسه أم دموع الذكرى الجديدة؟

وكانت تلك الفتاة "فلورندا" ابنة رجل من المناهضين لحكومة بلاده في سياستها ضد المسلمين الباقين في الأندلس بعد سقوط غرناطة، وقد قُتل غيلة، وماتت أمها على أثره بعد شهور، وبقيت فلورندا وحيدة وعاشت عيشة الزاهدات، تمضي أوقاتها بين العبادة أو التجوال في المدينة والوقوف على أطلال حكامها السابقين.. حتى سماها أهل غرناطة (الراهبة الجميلة).

وذات يوم بينما كانت تسير قرب مقبرة بني الأحمر إذ لمحت فتى عربياً يبكي قرب أحد القبور فدنت منه تواسيه، فلما رفع رأسه ونظر في وجهها عرفها وعرفَتْه ..فقالت أَتَمُتُّ إليهم بصلة؟ فقال: لا ولكني كنت أحد مواليهم وعبيدهم، وإني الآن أبكي أفضالهم عليّ وعلى أسرتي..فقالت: ابكهم كثيرا فلقد جفَّت قبورهم من قلة البكاء..ثم سألته إن كان قد زار آثارهم في المدينة أو زار قصر الحمراء ، فقال إنه لم يتح له ذلك حين طرده حراس القصر ومنعوه من الاقتراب منه. فاقترحت عليه أن تلتقيه عدة أيام وتريه تلك الآثار..وفي اليوم التالي التقيا وأخذته في جولة إلى عدد من آثار بني الأحمر في المدينة... وظلا على هذه الحال عدة أيام إلى أن حلَّ اليوم الذي يزوران فيه قصر الحمراء وهو آخر الآثار التي يزرانها وبعدها سيكون الفراق.

وحين وصل الفتى برفقتها إلى قصر الحمراء هاجت أحزانه وازدادت خفقات قلبه، وانتهز فرصة انشغالها ووجد نفسه أمام إحدى الغرف  فدخلها بعد أن قرأ فوق بابها عبارت شعرية جعلتْه يخرُّ مغشياً عليه، ولم يستفق إلا بعد ساعة على وجه فلورندا تقف أمامه وتقول: لقد كنت أعلم أنك تخفي عني شيئا فأنت لستَ مولىً لبني الأحمر بل أنت أمير من أمرائهم، أنت الآن في قصر جدك وأمام غرفة أبيك..فأقرَّ الفتى بذلك لكنه استدرك قائلاً: إن ما مر بي من مصاعب وأهوال تهون أمام ما ينتظرني بعد لقياكِ..فعرفت منه أنه قد وقع في حبها ..فتعاهدا على أن يكون حبهما بلا أمل في هذه البلاد التي تقف في وجه الحريات الدينية . وهكذا كان ..وأصبحا يمضيان الوقت في التجوال في المدينة التي لم ير أهلها بأساً فيها إذ اعتقدوا أن الفتاة تحاول أن تهديه إلى دينها..حتى إذا شاهدها ابن حاكم المدينة (دون ريكاردو) الذي خطبها من ذ فترة ورفضته اتعتقد أنها رفضته لأجل ذلك الشاب العربي..فما هي إلا أيام حتى سيق الفتي سعيد إلى ساحة المدينة أمام محكمة التفتيش متهماً بمحاولة إغراء فتاة على ترك دينها، وهي جريمة عندهم في ذلك الزمان لا تغتفر..ولم يجد الفتى ما يدافع به عن نفسه غير عبارات انطلق لسانه بها لكن لم يأبه بها أحد، وإنْ هي إلا لحظات حتى تم تنفيذ حكم الإعدام به وما هي إلا لحظة وانتباهة حتى سقط رأسه على الأرض ..وارتفعت في الفضاء صرخة لامرأة لم يدر الناس من هي..واليوم يرى الزائر لمدينة غرناطة قبراً ذا واجهة رخامية مكتوب عليها: "من فلورندا الوفية إلى صديقها العربي".

وكان علي المنصوري مقيم الخطبة قد أشار إلى نقاط إيجابية عديدة في الخطبة ومنها أن الخطيبة تستمر في جذب مستميعها إلى الموضوع الذي تحبه ألا وهو الأندلس، ومنها أنها تبحث باستمرار عن الممتع والجميل لتقدمه في خطبها. وقد أتـمَّت إنجاز الأهداف المطلوبة في الخطبة باختيار حدثٍ تاريخي محدد وشخصيات محددة ووصف محدد واختيار حبكة درامية مع أنها قصة تاريخية، العرض كان سلساً

أما نقاط التطوير المقترحة فهي الابتعاد عن إطباق اليدين في أثناء تقديم الخطبة، وعدم إرسال النظر للأسفل؛ كي يبقى التواصل مع الجمهور مستمراً، مع العناية بتنويع الصوت وهو أمر لا بد منه في إلقاء القصص.

ثم ابتدأت فقرة مواضيع الساحة وعريفها لهذا المساء عبد الهادي عبدالله ، وقد قدم للخطباء مجموعة من العبارات الشعرية والأفكار الجميلة، ومنها:

·        قدِّم إعلاناً لنادي الباهية للفروسية.

·       قبل سنوات كنا نلعب مع الأقرباء والجيران من أبناء جيلنا الألعاب التعاونية، واليوم يلعب كل طفل بلعبة وحده مثل الأجهزة الألكترونية الجديدة.

·       للغة العربية سيدة اللغات

·       الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب إن لم تكن مثله شانته

·       من طلب العلا نام الليالي وسحب البطانية وقال مالي

خذ الصفر لا تبالي فالصفر من شيم الرجال

·       توافر أدلة التوستماسترز الإنجليزية باللغة العربية الآن بجهود عدد من الإخوة حيث تم تعريبها.

·       خبر صحفي: فوز أحد المواطنين بمسابقة التوستماسترز ليمثل المنطقة في التصفيات القادمة في البحرين.

وبعد انتهاء هذه الفقرة اللطيفة بأسئلتها المتنوعة والمختلفة هذه المرة حانت فقرة تقديم التقارير التي قدمها أصحاب الأدوار المختلفة .

ثم كانت فقرة التقييم العام التي قدمها محافظ المنطقة التوستماستر د. ناصف الظفاري..الذي حيَّا في البداية نادي أبجد على النقلة النوعية التي يخطوها وقد قسم د. ناصف تقييمه العام إلى ثلاثة جوانب: الانطباع العام ، وتقييم المقيمين للخطباء ، ومجالات التطوير. أما من حيث الانطباع العام فالاجتماع تميز بعدد كبير من النقاط الإيجابية كان من أهمها: عدد الحضور الذي كان يقرب من 26 ضيفاً وعضواً..وهو عدد كبير نسبياً بالإشارة إلى موعد انعقاد الاجتماع في نهاية الأسبوع.  إلى جانب الالتزام بالوقت حيث بدأ الاجتماع في موعده المحدد تقريبا وجرى توضيح التغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع في البداية. كما تميز المقيمون بأدائهم وبتقييمهم الموضوعي للخطباء.

أما أهم مجالات التطوير فمنها لعريف الاجتماع الانتباه إلى عدم ترك المنصة فارغة في أثناء قدوم الخطباء أو مغادرتهم لها؛ بحيث تكون الحركة متوازنة فلا تُترك المنصة فارغة. ويفضل عند التقديم للخطيب أن يذكر اسمه واسم مشروع الخطبة الذي يقدمه.

وعند استعمال آلات التصوير يفضل تلك التي لا وميض فيها ( دون فلاش )؛ حرصا على عدم التشويش على الخطباء.

وفي فقرة الخطب الارتجالية (خطب الساحة) يفضل أن نترك للضيوف حرية المشاركة فيها من عدمه؛ خوفاً من أن يتسبب ذلك لهم بالحرج فلا يعاودون القدوم ثانية إلى اجتماعات توستماسترز.

وبنظرة عامة حقق الاجتماع كثيرا من النقاط الإيجابية التي تسعى إليها أندية التوستماسترز المختلفة.

ثم اختتم رئيس النادي خالد النقيب الاجتماع بإعلان الفائز في خطب الساحة، ونظرا لتميز الخطباء هذه المرة فقد كان هناك أكثر من فائز بأفضل خطيب ساحة وهما: معتصم الشعبي  وعيسى الحمادي من ضيوف الاجتماع فهنيئاً لهما ..

ثم انفضَّ الاجتماع رقم 120 على أمل اللقاء بكم في الاجتماع القادم .

السبت، 28 أبريل 2012

محضر الاجتماع 119 نادي أبجد توستماسترز



عقد عصر السبت 28/4/2012 الاجتماع 119 لنادي أبجد توستماسترز بحضور عدد من الضيوف والأعضاء الكرام، ناهز عشرين عضواً، في لقاء مميز ومليء بالفائدة والمتعة.

وقد افتتح أمين المراسم محمد يحظيه الاجتماع بالتحية التقليدية التي تتضمن مبادئ التوستماسترز، والترحيب بالضيوف والحضور، وقواعد الاجتماع والحوار فيه. ثم تقلد المنصة رئيس النادي خالد النقيب الذي رحب بالحضور وزفَّ إليهم أخبار تأهُّل حميد الحمادي عضو نادي أبجد في المسابقة الدولية لأندية التوستماسترز على مستوى القطاع ( هـ )، للمشاركة في المسابقة النهائية التي ستعقد في البحرين الشهر الجاري أيار/ مايو. ثم عبر رئيس النادي عن أهمية الخبرة التي يكتسبها عضو التوستماسترز من مشاركته في الاجتماعات بأدوار مختلفة، ومن إنجازه مشاريع الخطب حسب الأدلة التدريبية، كما أنه من المهم أن لا نغفل عن أهمية التدرج في القايم بأدوار الاجتماعات المختلفة؛ وهو الذي ساعد حميد الحمادي حقيقةً على إنجاز ما أنجزه.

ثم جرى التعريف بالضيوف الحاضرين..وهم نحو ستة أشخاص، ثم سلم الرئيسُ قيادة الاجتماع لعريفة الاجتماع سهام محمد.. وقد شكرت سهام رئيس النادي ورحبت بالأعضاء والضيوف الحاضرين، ثم عرَّف أصحاب الأدوار في الاجتماع بأدوارهم المتعددة، وهذه الأدوار هي سر نجاح الاجتماع وسيرورته على نمط محترف، وكانوا لهذا الاجتماع:

 المدقق اللغوي: حمد الكعبي، الميقاتي: سعيد الصيعري، عداد التلكؤات: هلال اليافعي، ومختبِر الإنصات: سلطان الحميري.

أما محور الاجتماع لهذا المساء فكان (الصداقة)، وتقوم الصداقة على الصدق لأن صداقة المصالح تنتهي بانتهاء المصالح، كما تقوم الصداقة على قيمٍ مهمةٍ هي الوفاء والإخلاص. وقد قالت العرب كثيراً عن الصداقة والأصدقاء، فالصديق قبل الطريق، والصديق وقت الضيق، ولا تَشْكُ مرضك إلا لطبيبك.... ولا تَشْكُ دهرك إلا لصديقك.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدَّة التي تضمنت ثلاث خطب قدمها: عائشة الرميثي ونادر أحمد وشرف الطحان.

بدأت عائشة الرميثي بخطبتها السادسة، وهي بعنوان : الإيجابية، وكانت مقيمتها رشأ الخطيب.

وقد افتتحت خطبتها بـمقدمة شائقة قالت فيها: كنت أحاول البحث عن إجابةٍ لسؤالٍ ما، وحتى أجيب عنه اضطررت لتقسيم الناس من حولي إلى مجموعتين: مجموعة وضعت فيها كلَّ الذين أحب الجلوس إليهم، ومجموعة ثانية فيها أولئك الذين لا يسعدني الجلوس معهم كثيرا، فوجدت أن المجموعة الأولى كان حديثهم مليئاً بكثير من الإيجابية والتفقاؤل بما يجعل الناس يشعرون كذلك معهم، بينما تجعلك المجموعة الثانية تشعر أنك بحالة سيئة، ولهذا عرفتُ أنه لو كان الإنسان غير متصالح مع ذاته فإنه سيكون أنه مع عدوٍّ طوال الوقت؛ فالناس السلبيون يحبون أن يعزفوا سيمفونية الشقاء، لذلك ينفر الناس منهم.

وأنقل إليكم اقتراح د. خليفة السويدي معادلة تستطيعون الوصول بها إلى السعادة وهي:

 ر+ج+ع= التصالح مع النفس.. الروح والجسد والعقل، فغذاء الروح الإيمان وغذاء الجسد الطعام الصحي والرياضة، وغذاء العقل التفكير والتأمل والقراءة.. كل هذه جميعاً تؤدي إلى التصالح مع الذات الإيجابية، وإذا ما اهتممت بجانب واحد من هذه الجوانب فإنك تكون قد أهملت أخرى ووصلت إلى عدم التصالح مع الذات، وبالتالي سيطرت السلبية على نفسك..

الإيجابي هو شخص يواجه مشكلات في حياته كغيره من الناس، لكنه يتحكم بانفعالاته ولا يلقي اللوم على الآخرين حتى لا يكون سلبياً.. فلو تخيلنا شخصاً يقود سيارة وهو منفعل والطريق مزدحم..فإن ردة الفعل الأولى للشخص الذي يجلس بجانبه أن يقول له: لا تغضب.. أما ردة الفعل الثانية المتوقعة فأن يقول له: فعلاً إنه شيء دعو للغضب. وهو بهذا الرد يكون قد احترم مشاعر الشخص المنفعل حتى لو لم يوافق عليها..وأختم خطبتي بقولي: إذا أحاطت بك ظلمة السلبية فأنرها بنور الإيجابية.

أما تقييم خطبة عائشة الرميثي فقدمته رشأ الخطيب التي أثنت على نقاط إيجابية كثيرة لدى الخطيبة المتميزة عائشة، خاصة في بناء الخطبة التي بدأتها بمقدمة مشوقة وجذابة، كما كانت الخطبة متماسكة البناء من أولها إلى آخرها. وقد أجادت الخطيبة في تحقيقها لهدف الخطبة من استعمال الألفاظ والكلمات البسيطة والواضحة المناسبة للموضوع، ومن اختيار موضوع مناسب للجمهور، كما أنها أغنت خطبتها بالعديد من الشواهد والقصص التي دعمت أفكارها. وكان من أهم نقاط التطوير المطلوبة: الاهتمام بلغة الجسد والتنويع الصوتي.

ثم قدم نادر أحمد خطبته السابعة في موضوع يقارب محور الاجتماع لهذا المساء ألا وهو الصداقة، حيث قال إن موضوع الصداقة يتصل بحياتنا اليومية وهو عنوان أكده القرآن ورسولنا صلى الله عليه وسلم،  وقد رفع رسولنا الكريم مكانة الصداقة إلى المحبة حين جعل من يؤمنون به دون أن يروه أحباباً له.

والصديق صدوق.. والصاحب ساحب ...والمرء على دين خليله.. وغيرها من الكلام المأثور عند العرب في الأصدقاء.. أما انا فأرى للصداقة ثلاث مراتب: صداقة عابرة كأن تكون في سفر وتمضيه بصحبة من يرافقك الطريق، وصداقة مؤقتة ربما تمتد لتتواصل وربما تتوقف جراء حادث ما فتنقطع.. وصداقة دائمة وهي التي تدوم ولا تنتهي..وهي محل حديثي اليوم إليكم.

و للصداقة مقومات: الإخلاص تحفظ به غيبة صديقك، والاحترام فتقدر آراءه ومواقفه معك، والتفاني فتترفع عن الأنانية معه وتبذل له ما تستطيع كي تدوم بينكما.  وكما الـمِحَن تغربل الرجال فالأحداث تغربل لك الأصدقاء، ولهذا "جزى اللهُ الشدائدَ كل َّ خير ..عرفتُ بها عدوي من صديقي".

وقدم حميد الحمادي التقييم للخطبة التي تميزت بنقاط قوة كثيرة حتى كادت تخلو من العيوب، أو من نقاط التطوير التي ربما يقترحها المقيم على الخطيب، وهذا ما قد حصل حقاً مع حميد؛ إذ تضمنت الخطبة نقاط قوة متعددة، ومنها: حسن اختيار الموضوع وملاءمته لأهداف الخطبة وجمهورها وطريقة عرضها ونقل الأفكار إلى الجمهور.. كما امتاز الخطيب بنبرة هادئة للصوت إلى جانب الطلاقة واللغة المنتقاة الأنيقة.

وحتى لا يخرج المقيم من غير نصيحة فإنه اقترح على الخطيب إغناء خطبه القادمة بالقصص الشخصية؛ التي تضفي على الخطبة جمالية خاصة ومصداقية لا تتوافر إلا عن طريقها.


ثم قدمت شرف الطحان خطبتها الأولى كسر الجمود وكان مقيمها خالد النقيب. وقد بدأت شرف كلامها بديباجة منمقة لطيفة لتكسر جمود الوقوف أمام الجمهور للمرة الأولى في توستماسترز، ثم اعترفت: ما تركتُ من دعاء إلا دعيته قبل أن أقف أمامكم، فمن المعتاد أن الأشياء يمكن كسرها لكن فكرتُ كيف يمكن أن أكسر حاجزاً وهمياً بيني وبينكم، فأحسست بضعفي خاصة حين ذكرت حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم" رفقاً بالقوارير".

 طفولتي كانت سعيدة وخاصة أنني ابنة ريف دمشق وقد حظيت بما حظيتُ من جمال طبيعتها. أما حياتي الثقافية فإن غسان كنفاني كان أحد مكوّناتها، فقد قرأتُ له وأنا في الثالثة عشرة من عمري، وبدأت بتكوين آرائي الخاصة في الحياة. وربما أصبح للسفر فيما بعد في حياتي فوائد كثيرة أكثر من الفوائد السبع المشهورة، كما كان للخطب التي اطلعتُ عليها في هذا النادي أثرها عليّ في إعداد هذه الخطبة، إلى جانب كثير من خطب التراث العربي –بحكم تخصصي- . وقد منحني نادي أبجد فرصة للتعمق في بعضها ومنها: خطبة الوداع لرسولنا العظيم، والخطبة البتراء وخطب كبار الصحابة والتابعين وغيرهم من العرب.

أما عن التقييم الذي قدمه خالد النقيب فقد جذب انتباهه أداء الخطيبة بمقدمتها اللطيفة الوقع على الآذان، ورغم خبرتها السابقة في مجال العمل إلا أن هذا المكان له رهبة، لكن خطيبتنا تغلبت على تلك الرهبة. ومن النقاط الأخرى المتميزة في الخطبة، حسن تقسيم بناء الخطبة إلى أجزاء مترابطة، إلى جانب إغناء الخطبة بمصطلحات ومفردات تدل على ثقافة الخطيبة، هذا إلى جانب ابتعادها عن استعمال البطاقات التذكيرية وهي المسموحة فعادة في الخطبة الأولى مما يعطي الجمهور انطباعا بثقة الخطيب وتمكنه.  أما نقاط التطوير فلا أجد ما أقول سوى أن تتابع الخطيبة باندفاع إتمام مشاريع الخطب القادمة.

ثم حانت فقرة مواضيع الساحة وكان عريفها محمد يحظية الذي أعد مجموعة من أبيات الشعر الجميلة انقض فيها على الحضور والضيوف ليستمع الجميع إلى خطبهم القصيرة الارتجالية ويمتعونا فيها بمهاراتهم الخطابية.

ثم حانت فقرة التقارير، التي قدمها أصحابها وقد تميزت فيها فقرة مختبر الإنصات التي قدمها سلطان الحميري والتي تعكس دوما مدى انتباه الحضور واهتمامهم بما يطرح في الاجتماع.

وأخيرا حان تقرير المقيم العام الذي قدمه رئيس النادي خالد النقيب وأثنى فيه على عدد من النقاط الإيجابية وأهمها الحضور المتزايد للاجتماعات ..أما أبرز نقاط التطوير للمستقبل فهي عدم الالتزام بالوقت وملاحظة طباعة كلمة المساء وتوزيعها في القاعة ليتسنى للجميع تذكرها واستعمالها في أثناء الاجتماع.

وإلى لقاء مقبل في الاجتماع القادم اجتماع رقم 120.

السبت، 14 أبريل 2012

محضر الاجتماع 118 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 118 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 14/4/2012 ، بحضور عددٍ غفيرٍ من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز العشرين، وقد افتتح التوستماستر محمد يحظيه الاجتماع بكلمة ترحيبية أشار فيها إلى التعريف بالنادي وبرسالته وبأهدافه، ثم قدَّم لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحَّب بدوره بالحضور من الضيوف والأعضاء، ثم نوَّه رئيسُ النادي بالإنجاز الذي سيقوم به محمد يحظيه هذا المساء بإتمامه الخطبة العاشرة من دليل المتواصل المتمكن، وهذا من دواعي التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، ثم أثنى على التوستماستر حميد الحمادي الذي سيشارك ممثلاً لدولة الإمارات في المسابقة التي ستجرى في البحرين في الشهر القادم لأندية التوستماسترز في الخليج.

ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء توستماستر شيخ معاوية، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع (الصفاء) فأشار إلى أن الجو صافٍ والقلوب صافية في اجتماعات التوستماسترز، لأن من أهم ما تتميز به الصفاء؛ فالحضور والأعضاء بينهم توافق وانسجام، على الرغم من أنهم من جنسيات مختلفة ومستويات ثقافية متباينة وطوائف عمرية متنوعة، لكنهم مع ذلك يجتمعون ويتحدثون في أجواء صافية..والسر في ذلك هو البعد عن الخوض في المواضيع الخلافية، وهذا هو من صلب آداب أندية التوستماسترز.

...ثم رحَّب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟

ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع، ثم قدم أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم، وهم: عبد الهادي عبدالله في دور المدقق اللغوي وكلمة المساء، ومنصور الفلاسي في دور عداد التلكؤات، وشرف الطحان التي قامت بدور مختبِر الإنصات، وسلطان الحميري بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان حميد الحمادي.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة خطيبين فقط؛ نظراً لاعتذار اثنين من الخطباء عن تقديم الخطب كما كان مقرراً في الجدول، والخطيبان هما: توستماستر نادر أحمد في خطبته السادسة، وتوستماستر محمد يحظيه في خطبته العاشرة التي اختتم بها مسيرته في دليل المتواصل المتمكن لينتقل بعدها إلى الدليل المتقدم.

وابتدأ نادر أحمد خطبته السادسة وهي بعنوان اليتيم: وقد قدم لخطبته بمقدمة سأل فيها:

" من هو اليتيم؟ وما هو اليتم؟ فاليتم هو الحرمان ومن حُرِم شيئاً فهو يتيم، واليتيم ربما يكون فقَدَ أباه أو أمه...لكن لي رأياً آخر في هذا.. فنحن الآن نعيش في عوالم افتراضية وللحضارة والتقدم فيها ضريبة، كما لكل شيء في الدنيا له جانبان: سلبي وإيجابي، والآن كثير منا منشغلٌ في منتجات هذه الحضارة منغمسٌ فيها، فقد انتشلتْنا من أبنائنا ..فمنذ متى لم تجلس إلى أبنائك..ومنذ متى لم تتكلمي مع ابنتك؟  أراهن أنك تجلس معهم مساء ولكنك مشغول بمتابعة مباراة أو نشرة أخبار..أو تجلس إلى مائدة الطعام تأكل صامتاً..

لقد آلمني مشهد روتْه لي ابنتي مدرِّسة الأطفال..فأحد تلاميذها تأتي أمه لتصطحبه إلى البيت فيقول لا أريد الذهاب إلى البيت مع ماما أريد الخادمة؛ فأمي تضربني والخادمة تدللني .!!؟؟ ,, وحين جربت المعلمة تجربة وضع الوجه المبتسم أو الوجه الغاضب أمام بعض الشخصيات، وضع بعض الأطفال الوجه السعيد للخادمة والوجه الغاضب للأم. لقد أصبح أبناؤنا أبناء الخادمات فنحن قريبون من الإنترنت والعالم الافتراضي أكثر من قربنا من أبنائنا..

وأختمُ بـ  "ليس اليتيم من انتهى أبواه   من الحياة وخلفاه ذليلا

             إن اليتيم من تجد له أُماً     تخلَّت وأباً مشغولا.."

وكانت توستماستر رشأ الخطيب المقيّمة لخطبة نادر أحمد في خطبته السادسة، حيث أثنت على الخطيب في بناء الخطبة المتماسك، ونجاحه في إيصال أفكاره بوضوح، رغم أن بعض التشتت قد شاب وسط الخطبة، إلا أننا شعرنا بالخطيب يدخل بنا من غرفة إلى أخرى في نظام متسق محكم..كما أتقن نادر أحمد استعمال الكلمات المناسبة المألوفة المناسبة للموضوع وهو هدف الخطبة ..وقد  اعتمد كما عهدنا منه على كثير من الشواهد والأمثلة الداعمة لوجهة نظره ولعرض أفكاره على الحضور.

أما الخطبة التالية فقدم فيها محمد يحظيه الخطبة العاشرة وهي بهدف " ألهِمْ جمهورك" : وقد اختار الخطيب موضوع (الماس) ليكون مدخلاً جميلاً إلى خطبته:

"فقد قيل إن رجلاً أوروبياً في عصر الكشوفات والتوسع رحل إلى إفريقيا باحثاً عن الماس ..فباع ثروته في بلاده وخرج إلى تلك القارة البعيدة وأنفق فيها سنوات عمره يبحث عن الماس في منطقة معينة، تبين له أنها قد تحتوي هذا الجوهر النفيس..لكنه بعد سنوات من الكدّ والاجتهاد لم يحصل على ما كان يأمل.. ثم إنه أصيب بعد هذه السنوات بمرض الملاريا فعزم على العودة إلى بلاده، فباع أرضه ومنجمه وما يملك.. وعاد

ثم سمع بعد مدة أن الأرض التي تخلى عنها وباعها في إفريقية، قد اكتشف مالكها الجديد فيها أكبر منجمٍ للماس في العالم،  فاغتمّ الرجل من هذا الخبر وقضى نحبه..

ليس مهماً أن نبحث عن واقعية هذه القصة أم أسطوريتها، فالكثير منا يضيع كنز الماس في داخله ولا يعلم به، وإذا اكتشفه فإنه لا يصقله ولا يعطيه من نفسه ما يفيه حقه؛ فالموهبة التي نمتلك يجب صقلها، بالمعرفة والتدريب وإلا ضاعت.

قيل إن أكبر مكان تجتمع فيه المواهب هي المقابر ؛ لأن معظم الناس يموتون ومواهبهم مدفونة معهم دون أن يكونوا قد اكتشفوها. ودون أن ترى النور.

فكيف نكنتشف كنز الماس في داخلنا؟ إن هذا ممكن بطريقتين: الأولى أن نعود إلى طفولتنا ونفتش عن الأشياء التي كنا نميل إليها أكثر من غيرها. والثانية أن نتأمل في سرعة تعلمنا لأمر ما..فما نتعلمه بسرعة هو من مواهبنا الكامنة التي قد لا نلتفت إليها.

فإذا عدنا إلى طفولتنا واكتشفنا ما كنا نحبه ونميل إليه، يجب أن نصقله ونعرف كيف نستفيد منه. وذلك ممكن عن طريق قراءة كل ما يتعلق بالموضوع الذي نجد أنفسنا فيه، ثم التدرب عليه. ولهذا نرى من حولنا من حوَّل التراث الذي يحبه إلى مجال عمل متميز.. لذا فإذا بحثتم جيداً في أنفسكم فسوف تكتشفون مواهبكم ".

وقد بدأ المقيم توستماستر علي المنصوري تقييمه بشكر نادي التوستماسترز الذي منحنا فرصة اكتشاف الماس لدى محمد يحظيه! ونهنئه بمناسبة إنجازه الخطبة العاشرة، وهي خطبة تمس أعماق كل من سمعها فإعدادها البسيط من القلب إلى القلب وهي توثيق لما قام به يحظيه في مسيرته حتى إتمام المرحلة الأولى من مسار التواصل المتمكن.. وقد أجاد الخطيب في استخدام المفردات الإيجابية وإلهام الجمهور ليتحرك بإيجابية بما يحقق هدف الخطبة ألا وهو إلهام الجمهور. أما نقاط التطوير فهي الاهتمام بخاتمة الخطبة لتكون أقوى مما كانت عليه.

ثم ابتدأت الفقرة المتميزة فقرة خطب الساحة وكان عريفها: فهد المشهري، وقد اختار مجموعة من الأبيات الشعرية ليلقيها على مسامع كل خطيب من خطباء الساحة، عن بعض القضايا: التردد و الكرم والعزيمة وعدم الاستهانة بالأعداء، وحفظ اللسان، وتقلب الزمان على الناس.

وقد أبلى المتحدثون بلاءً حسناً في هذه الفقرة الممتعة.

ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار تقاريرهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحتْها صاحبة الدور : شرف الطحان

أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر حميد الحمادي، وقد أبدى فيه بعض الملاحظات ومنها:تحضير الجوائز على المنصة للمتحدثين، والعمل على توفير أوراق للكتابة لبعض أصحاب الأدوار ممن يحتاجون إليها، وتوفير كميات من الماء مناسبة أمام الحضور. أما النقاط الإيجابية في الاجتماع فكانت كثيرة وهي تظهر غالباً في اجتماعات نادي أبجد
ثم اختتم الاجتماع على أمل اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.

السبت، 17 مارس 2012

محضر الاجتماع 116 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 116 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 17/3/2012 ، بحضور عدد غفير من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز ثلاثة وعشرين حاضراً، وقد افتتح التوستماستر علي المنصوري الاجتماع بكلمة ترحيبية قدَّم فيها لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحب بدوره بالحضور الضيوف، ومنهم ضيف أمريكي لا يعرف من العربية إلا قليلا، لكنه من أعضاء التوستماتسرز في أمريكا، فكان حضوره تجسيداً لروابط المودة التي تجمع أعضاء أندية التوستماسترز حول العالم، بغض النظر عن البلدان التي يقيمون فيها. كما ذكَّر رئيس النادي الأعضاء بضرورة تجديد العضوية نصف السنوية، إلى جانب الإعلان عن مشاركة نادي أبجد في مسابقة المنطقة للخطب التي ستقام الجمعة القادمة في أبوظبي، بمشاركة حميد الحمادي وخالد النقيب من أعضاء نادينا. نرجو لهما التوفيق وتحقيق المراتب المتقدمة.

ثم نوَّه رئيسُ النادي بنقاط التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، وذلك بتشجيع الأعضاء الجدد والقدامى لحثِّ الخطا نحو إنجاز المشاريع المطلوبة ليكملوا مسيرة التميز لهم وللنادي .

ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء (من الوزن الثقيل) العريف المتميز توستماستر عبد العزيز نواب، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع: السلامة خاصة السلامة المرورية؛ فالكل راغبٌ في المحافظة على الأرواح والممتلكات والكل راغب في العافية والسلامة، إذ تشير الإحصائيات إلى أرقام مخيفة لما تحصده الحوادث المرورية من أرواح أبنائنا وأحبابنا وأهالينا. ثم ذكر لنا حكايةً وقعت له في طريق عمله ذات يوم إذ كان يسير هادئاً مطمئناً، وإذا بسيارة من بعيد تضيء له الضوء العالي ليفسح لها المسرب في الشارع، فابتعد عن طريقها وانطلقت هي..حتى إذا كان على بعد عدة كيلو مترات من لقائه بها إذا هو يصادف المركبةَ نفسها في حادث مروري، فقَدَ فيه صاحبها السيطرة على المركبة فأدت إلى حادث أليم..فقال في نفسه: السلامة ولا الندامة! ثم سار هادئاً مطمئناً في طريقه لكيلا يحزن أولاده لفراقه.

...ثم رحب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟

ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وهي كثيرة، وعلى حد قوله لم يبق فيها شيء من دون تغيير إلا العريف نفسه، ثم قدم أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم: وهم: غانم الهاجري في دور المدقق اللغوي وكلمة المساء. وشرف يوسف التي قامت بدور عداد التلكؤات، وخالد محمد بدور مختبِر الإنصات، ومحمد حسن بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان نوح الحمادي.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة ثلاث خطيبات من عضوات نادي أبجد توستماسترز، وهنّ: عبير سعيد في خطبتها الثانية، ورشأ الخطيب في خطبتها الثالثة عشرة، وعائشة الرميثي في خطبتها الخامسة.

وكانت البداية مع عبير سعيد الخطيبة الجديدة الصاعدة بقوة وحماس على سلم التوستماسترز، ومقيمها توستماستر حميد الحمادي، وكانت الخطبة الثانية لعبير بعنوان "مشروع العمر" وهي بهدف (تحدث بصدق) ..ومشروع العمر هذا الذي أتحفتنا به عبير هو عنوان كتاب أعجبها وأحبت أن تقدم للحاضرين بعضاً من عصارته، فما هو مشروع العمر؟ إنه أي عمل تحبه ويستحوذ على تفكيرك، ويخدم في الوقت نفسه الدين والوطن والمجتمع من حولك.

 ولكن لماذا يجب أن يكون لديك مشروعاً للعمر؟ لأن عبارات كثيرة نقرؤها تطلب منا أن نعيد التفكير في أشياء كثيرة اعتدنا عليها، منها قولة الرافعي الشهيرة: "إن لم تزد في الأرض شيئاً فأنت زيادة عليها" ، وقول القائل: "اعمل لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمرٌ ثانِ" .

 أما مواصفات مشروع العمر فمنها:

·              أن يربط بين حياتك في الدنيا والآخرة. لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ... وعمره فيما أفناه".

·              أن تحب المشروع كثيراً ؛ لأنك إذا أحببت المشروع بذلتَ في سبيله كل ما تستطيع.

·              أن تكون فكرة المشروع واقعية وقابلة للتنفيذ.

ولكن إذا حددتَ فكرة مشروعك فعليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك من هذا المشروع، وأن تضع خططاً بديلة إذا ما فشلتَ في خطوة من خطوات تحقيقه.

 ثم أخذتنا عبير إلى :"كيف تنجح في مشروعك؟"، فأنتَ هنا محتاجٌ إلى أن يكون مشروعك خادماً للوطن والدين والمجتمع، ثم التوكل على الله، ثم العمل على تنمية الذات واستثمار الوقت على أفضل وجه. وأخيراً لا بد من الصبر عند كل مرحلة ثم التحفيز الذاتي؛ إذ كلما قطعتَ شوطاً في تنفيذ مشروعك كافأتَ نفسك بما يمدها بطاقة الاستمرار.

وختمت عبير خطبتها بأن الميلاد الحقيقي للإنسان ليس عند خروجه إلى هذه الحياة، بل إنما يولد في اللحظة التي يعثر فيها على مشروع عمره.

وقد لاقت الخطبةُ استحسانَ مقيمها حميد الحمادي، الذي أثنى على ميزة تتحلى بها عبير وهي أنها صاحبة رؤية فيما تقدم من خطَب، وهذا انطباع استقر لدى من استمع إليها ،حتى وإن كانت مازالت في بداية طريق التوستماسترز ما يبشر بها خطيبة واعدة إن شاء الله.... ومما تميزت عبير اختيارها الموضوع المفيد للجمهور، كما أنها قدمت خطبتها في بنية متماسكة، لجأت فيها إلى تعريف كل فكرة ونقطة قبل الخوض في تفاصيلها؛ مما ساعد المستمع على التقاط الخيط الواصل بين أجزاء الخطبة من أولها إلى آخرها. ومن نقاط التطوير الموصى بها الأفضل في حال استعمال البطاقات التذكيرية هو أن تبقى في يد الخطيب لا على المنصة أمامه؛ حتى يسهل عليه الحركة بحرية على مسرح الخطابة. كما يفضل توزيع ما يريده الخطيب من أوراق أو استبانات على الجمهور قبل اختتام الخطبة لا بعدها.

 

أما الخطبة التالية فقدمت فيها رشأ الخطيب مشروعها الثالث عشر من الدليل المتقدم "سرد الحكايات" وكان بهدف تقديم "الخطبة المؤثرة"، وقد اختارت الخطيبة قصة (الشهداء) لهذا المشروع:

 (إذ يحكى أن امرأة لم يبق لها بعد موت زوجها ووالديها سوى ولد صغير يؤنس وحدتها وأخ شفيق يحنو عليها، وقليل من المال تعتاش منه، وما هي إلا بضع سنوات حتى نفد المال، وهاجر الأخ بعد أن أصابه الدهر بسهامه إلى بلاد بعيدة لم تعد تدري عنه شيئا...فطرقت أبواب الرزق وعملت في مهن كثيرة تربي ولدها وتعمل على تنشئته.

فلما دارت الأيام دورتها واكتهلت الأم وشبَّ الصغير، أراد أن يردَّ المعروف لأمه، فتصفح وجوه الرزق المختلفة، فاستقر منها على مهنة الرسم لكنه بقي مغموراً لا يعرف بشأنه إلا القليل، وما كانت هذ1 المهنة تدر عليه إلا القطرة بعد القطرة بين الفينة والأخرى.

وذات يوم وجد الشاب أمه جاثية تبكي، وبيدها صورة، فتبيَّنها فإذا هي صورة خاله..فعرف ما بشأنها، وأراد أن يسرِّي عنها فأخبرها أنّ معرضاً سيقام في أمريكا وأنه ينوي المشاركة فيه لنيل الجائزة، ومن ثم يبحث لها عن فقيدها في تلك البلاد. فانتفضت الأم راجية منه أن يطرد هذه الفكرة من رأسه..لكنه  ما زال بها حتى اقتنعت ووافقته..وإنْ هي إلا أيام حتى كانت الأم وحيدةً على شاطئ البحر في فرنسا، والابن غريباً في أمريكا.

شارك الفتى في المعرض بلوحة صوَّرَ فيها موقفَ وداع أمه على الشاطئ، فنالت الإعجاب وقضى له القوم بالجائزة، فلم يكن على وجه الأرض في لحظتها أسعد منه. فكتب إلى أمه يبشرها وأرسل إليها بعض المال، واستبقى لنفسه بعضه ليستعين على البحث عن خاله المفقود... فما زال يسأل عنه حتى سمع من أحدهم أن آخر عهدهم به أنه سافر إلى جزيرة في الجنوب بحثاً عن الذهب. فغذَّ الفتى السيرُ جنوباً وقطع القفار حتى وصل الجزيرة فوجدها موحشة مقفرة، ولم يكد يطأها لهنيهة حتى رآه أهلها، فلما رأوا جنسه الأبيض ثارت في نفوسهم العداوة اللونية وقبضوا عليه واقتادوه إلى سجن قرب مجتمع قبيلتهم تحت الأرض..  وأوثقوا رجله إلى السلاسل، وأغلقوا عليه.. فلم يعد يعي من الدنيا شيئاً، إلا خيطاً من نور يتسلل عبر ثقب صغير يعلن له النهار، وزيارة سجّانه مساءً يحمل الطعام يُؤْذِنُ ببدء الليل .

أما والدته التي شقيت بغيابه فإنها ما انفكّت كل يوم، تأتي الشاطئ تنتظر السفن القادمة، تسأل عن غائبها، حتى إذا أعياها الجواب عادت إلى بيتها وجلست قرب حفرة احتفرتها بيدها، تتمثلها قبراً له فتظل تبكي وتبكي .. حتى صارت مذهولة مأخوذاً بعقلها.

.. وفي أحد الأيام فوجئ الفتى أن سجَّانه أتاه على غير المعتاد، ففكّ قيده وأخرجه من السجن ليواجه الشمس منذ سنوات، وتركه ومضى دون أن يتكلم، فلم يتمالك الشاب نفسه، وذهل من هول الموقف ولم يستفق إلا على يدٍ تربتُ على كتفه فالتفت فإذا هي فتاة بيضاء البشرة تخالط بياضها سمرة أهل البلاد الأصليين..فهدأتْ من روعه وخاطبته أن ينشد الحرية لنفسه بسرعة حتى لا يفقد حياته..وأنها قد جاءت لتنقذه لأن الله لا يجد أفضل دليل على الإيمان من مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان .. فعجب لشأنها: وثنية مؤمنة وزنجية بيضاء.. فما زال يحاورها - وقد وقعت في قلبه موقع الحب - حتى قال لها إنه لن يبرح مكانه إلا إن هربت معه من هذه الجزيرة المقطوعة....ثم وبعد تفكير قالت له: سآتي معك وليقض الله فيَّ وفيك ما شاء.

فانطلقا يقطعان الجبال والسهول والقفار والبراري ....وكان الفتى يلحظ على وجه الفتاة سحابة من الحزن لا يفهمها، وكلما سألها دافعتْه ولم تُـجِب، وقد علل ذلك في نفسه بمفارقتها الوطن والأهل ..وبعد مسير ثلاثين يوماً أشرفا من العمران فاستبشرا أنهما في الساعات الأخيرة من الشقاء،فقال لها: ما حفظ الله حياتنا طوال هذه الرحلة إلا لأنه كتب لنا في أقداره السعادة عما قريب، فسألته كيف إلى السعادة من سبيل؟ قال: ليس بيننا وبين السعادة إلا أن نطوي المرحلة القادمة، ونصل أول بيت من بيوت الله فيربطنا زوجين..فأطرقت ، ونظر إليها فإذا هي تبكي، فلما استنطقها قالت: أتذكُر ليلة رحيلنا حين قلتُ لك إنني أخاف أن أحبك..فقد وقع اليوم ما كنتُ أخشاه. وسقطت مغشياً عليها..فاقترب منها فإذا هي محمومة والرعدة تسري في بدنها..فجمع قليلاً من الحطب ليشعل ناراً تتدفأ..ثم لمح بيتاً من بعيد..فانطلق يلتمس جذوة ليشعل النار..فإذا في الكوخ شيخ راهب طاعن  فأخبره بخبره وطلبه، فأعطاه ما سأل وقال له أنا في أثرك..وعندما وصل الشاب إلى حيث الفتاة وجدها هادئة مطمئنة فقال: لعل ما ألمَّ بك كان بسبب ذكرى الأهل والوطن..فقالت: لا، سأحدّثك بحديثي، فأنا مثلك غريبة عن هذه الديار لا أعرف فيها إلا نفسي، كانت أمي قد أحبت رجلاً أبيض ودانت بدينه، ففرَّت معه وتزوجته، ثم أنجبتني ..وما زالت قبيلة أمي يطلبونها حتى عثروا عليهما، وكان لي من العمر عشر سنين، ين سقطوا علينا في ليلة فقتلوا أبي أمامي وأمامها ..فحزنتْ عليه وأخذت تقترب من القبر يوماً فيوماً، حتى حانت لحظة موتها فحضر موتها أحد الرهبان فقالت لي إنها قد شقيت في حياتها، لذا أخذت مني وعدا بحضوره ألا أتسبب بالشقاء لأحد وأن أنذر نفسي للعذراء،  ثم نظرت إلى السماء وقالت أنا آتية إليك يا رفائيل.. فاضطرب الشاب لسماع الاسم، وسألها عن موطن أبيها . فلما أخبرته قال لها قد كنتِ قبل اليوم تـمتّين إليّ بصِلَة الحب والآن تـمتّين إلي بصِلَة الحب وصِلة القربى..فما أسعدني لأني قد وجدت غايتي.. فاضطربت الفتاة وأوقفته وقالت: أصغِ إلى بقية حديثي..فإنني منذ حفظت وصية أمي كان لا بد أن أتخذ ملجأً أفزع إليه إذا غلبني هواي حتى جاء هذا اليوم، ففزعتُ إلى القارورة التي  أحملها معي.. فنظر إلى حيث أشارت فوجد قارورة فارغة إلا من بقيةٍ صفراء ففهم كل شيء. وشعر أن قطعة من قلبه قد هوت من بين أضلاعه، فما عاد والتفت ...حتى كانت الفتاةُ جثةً باردة، فصُعِق، وما استفاق إلا وصاحب الكوخ بجانبه يقلّب نظره حائراً ..فوثب الفتى إليه ينطق بما جرى، ثم سقط على الأرض يئن ويزفر حتى فاضت روحه ألماً وحسرة.

وفي الساعة التي دُفِن في الشابان تحت الشجرة في ذلك المكان.. مرَّت بكوخ العجوز أمه على الضفة الأخرى من المحيط، إحدى جاراتها التي كانت تتعهدها بالزيارة، فنظرت فإذا حافة الحفرة التي تجلس إليها فارغة، فأشرفت عليها فوجدت العجوزَ معفرة بالتراب ولا حراك فيها.. فملأت الحفرة بالتراب المجتمع حولها، وأسبلت فوق تربة العجوز دمعة ًكانت هي كل نصيبها من الدنيا").

 

أما المقيم شيخ معاوية فابتدر الحاضرين بسؤال: هل أثارت هذه القصة مشاعركم؟ وإذا ما تصورناها لوحة فما هو اللون الغالب عليها؟ فقال الجميع: أسود..وحقاً! هي قصة مؤثرة بتفاصيلها الحزينة، مما يدل على نجاح الخطيبة في تحقيق الهدف المنشود من الخطبة. وقد أتقنت سرد الحكاية وجعلتنا ننتظر في كل لحظة حل المشكلة التي مر بها الأبطال.

أما نقاط التطوير فربما كان من الأفضل تسمية أبطال القصة بأسمائهم، والتفكير بمغزى للقصة بعد السرد القصصي الحزين .

************

وحان الوقت للخطبة التالية في الاجتماع وهي خطبة الخامسة لعائشة الرميثي وكانت بهدف "تنويع الصوت"، وقد ابتدأت عاشة خطبتها بقصة الملك لويس الرابع الذي عرف عنه بعض الغرائب..ويحكى أنه جاء إلى أحد السجناء المحكومين بالإعدام، وحبسه في قلعة وقال له: قبل يوم إعدامه إن أمامه فرصة للنجاة من الحكم، فقط عليه أن يبحث عن المخرج بنفسه لكي ينجو. وأن القلعة أضحت بلا حراس لكي يتمكن من الهرب إن استطاع إيجاد السبيل إلى ذلك.. فأخذ السجين يطرق الأرض ويتفقد الجدران والنوافذ.. يبحث عن طريق للهرب.. وسار في عدة ممرات ودهاليز وأنفاق ..وفي كل مرة كان يعود أدراجه إلى مكانه يائساً مفكراً: هل كان الملك يسخر منه؟ هل كان الملك جاداً في خبره ذاك؟ ..وفي اليوم التالي عاد الملك إليه ليجده ما زال في مكانه، فاستغرب أنه لم يجد بوابة الخروج.. فقال السجين للملك هل كنتَ جاداً فيما عرضت علي؟ قال: نعم، ولكني لم أجدها . وقبل أن يأخذوه ليلقى مصيره، أراد أن يعرف حقاً هل كان الملك صادقاً فيما قال؟ وأين كان المخرج؟، فأجابه الملك لقد تركت باب القلعة مفتوحاً دون إقفال.. فلو حركتَ المقبض لفتحتَ الباب.

وتابعت عائشةُ خطبتها قائلة: إنني أسوق هذه القصة لأقول إننا أحيانا نبحث عن أصعب الطرق لإنجاز أعمالنا، فإذا أخذنا الحياة ببساطة ستكون بسيطة، وإذا عقدناها فسنجدها على تلك الشاكلة من العقد والتعقيدات.

وحين تقدَّم خالد النقيب مقيّم الخطبة فإنه أسرع إلى امتداح استعمال القصص في الخطب؛ مما يضفي نوعاً من تشويق المستمعين واجتذابهم، وقد نجحت الخطيبة في ذلك بتوظيف القصة لدعم أفكار الخطبة، كما نجحت في مهارات لغة الجسد واستخدام المسرح، وأحسنت في التحدث بصوت طبيعي هادئ مناسب للمقام، ومن النقاط التطويرية: الاهتمام بالخاتمة لتكون في قوتها موازية لقوة المقدمة.

وبعد انتهاء فقرة الخطب المعدة جاء دور فقرة مواضيع الساحة، وكان عريفها توستماستر شيخ معاوية، الذي عرَّف بطبيعة هذه الخطب وهي ارتجالية بامتياز ، تتطلب من الشخص أن يتحدث في موضوع يسأل عنه دون سابق إعداد، مستفيداً من مهارات التوستماسترز في الخطابة.. وكان العريف ذكياً باختياراته ونوعية الأسئلة المطروحة التي أضفت على الاجتماع جواً من البهجة والطرافة.

وإليكم الأسئلة التي طرحت:

·              " من أراد أن يكون خطيباً متمكناً عليه أن يكون كذاباً متمكناً".

·              ما هي فوائد التدخين؟

·              الناجحون لا يستسلمون، والمستسلمون لا ينجحون".

·              الرجل الطويل هو الذي يرى الأفق من بعيد.

·              إذا توقفت عن التعلم فقد توقفت عن صنع التاريخ، وإذا توقفت عن صنع التاريخ فقد أصبحت جزءاً منه.

·              القراءة  زاد..فما هو الكتاب الذي قرأتَه وأثَر في حياتك؟

 

ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار ملاحظاتهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحها صاحب الدور : خالد محمد.

أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر نوح الحمادي، وقد أثنى على نقاط إيجابية عديدة تظهر دوما في اجتماعات نادي أبجد من حيث الإعداد الجيد للاجتماع بفضل جهود إدارة النادي، الحاضرين منهم والغائبين، خاصة توستماستر عبدالهادي عبدالله، وأشار إلى التغيير الذي طال ورقة جدول الاجتماعات وميزات هذا التغيير ..أما نقاط التطوير المطلوبة فهي ضرورة الالتزام بالتوقيت في بداية الاجتماع وفي أثناء الفقرات، وعدم الدخول في مناقشات أو الخروج إلى تعليقات قد تأخذ من وقت الفقرات المدرجة في جدول الاجتماع. وفي الختام قدَّم نوح الحمادي شكره للمقيمين على أدائهم المحترف في تقييم الخطباء.

ثم اختتم الاجتماع بإعلان أفضل خطيب لمواضيع الساحة وهو حميد الحمادي.

وإلى اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.