ألقيت في الندوة التكريمية التي أقامتْها لجنةُ القصة والرواية في رابطة الكتّاب الأردنيين في عمّان، مساء 21/3/2016
للأديب الأستاذ والقاضي ماجد ذيب غنما
لا تحضر الأندلسُ إلا
وتستحضر السحرَ والحنين، كلُّ حديثٍ تكون فيه الأندلس- عذبٌ جميل، فكيف إذا كان
الحديثُ حديثَ يومياتٍ أندلسية تعبُّ من سحر المكان وعبق التاريخ؟ بعينٍ تُحسنُ
التقاطَ روحِ الإنسان في المكان الذي تزور؛ لتكسوَ تلك الروحَ جسداً من كلمات.
في هذه الأمسية التكريمية
لقامةٍ من قامات الأدب الأردني المعاصر، أطوف بكم في يومياتٍ أندلسية
سطّرها قلم الأديب ماجد ذيب غنما.
وسيكون حديثي في قسمين:
الأول منهما عرضٌ لفعل
الرحلة لمن فاتتْهُ منكم قراءتُها، والثاني عرضٌ آخر لنصِّ الرحلة في كلمات.
القسم الأول:
أما فعلُ الرحلة فكان ظهرَ
يومٍ من أيام تموز العام 1977، كان فيه ماجد غنما في جوف طائرة تسابق الريح إلى
الأندلس، وإذ خاب أملُه حين لم يرَ الأرض من الجو كما يشتهي، أخذ يسلي النفس
بعبارات توينبي: "أمتعُ وسيلة للسفر أبطأها، وأمتعُ الدروب أوعرُها"!
فكانت هذه الكلمات دليلاً له في بقية الرحلة تعين على التقاط تفاصيل الأرض والناس
وروح المكان والزمان.
كانت العاصمة الإسبانية
مدريد محطته الأولى رفقة الدليل الإسباني بلسانه الإنجليزي، وبعين المثقف الواعي
لم تمضِ أيامُه القلائل في مدريد إلا وقطعها بما لذَّ وطاب من جولات: فتلك جولة في
شوارع المدينة وميادينها، وتلك زيارة لمتحف الفن المزدحم بآلاف الزائرين، وهذه
زيارةُ الكورّيدا حلبة مصارعة الثيران، وتلك زيارةٌ للمعهد الثقافي الإسباني
والاطلاع على أعمال المستشرقين والعاملين فيه، وأخيرا تلك الزيارة لنصب شهداء
الحرب الأهلية في دير الإسكوريال.
وتمضي بنا يوميات ماجد
غنما الأندلسية ليقف في يوميةٍ خاصة على لغة الخميادو، وهي لغة أهل الأندلس بعد سقوط
غرناطة وتعرضهم لملاحقات محاكم التفتيش، فتفتَّقت أذهانُهم عن طريقةٍ عبقرية
يحفظون بها ما بقي من تراث يتناقلونه جيلاً فجيلا، فكتبوا الإسبانية – اللغة التي
أُجبروا على التحدث بها- بالحروف العربية التي صار نطقُها ورسمُها ومحمولُها،
محرَّماً على ألسنتهم وأقلامهم، فحفظوا في الخميادو -اللغةِ الفريدة- حروفَهم وبعضَ
دينهم.
وإذا ما تابعنا الرحلةَ غادرْنا
وإياه مدريد مترسماً خُطى طارق بن زياد، متجهاً إلى طليطلة واسطةِ عقد الأندلس
ومنبع الفن، مدينةالتلال السبعة على نهر تاجُة، واقفاً قرب أسوارها على بوابتها
بوابةِ الشمس، لقد كانت طليطلة أولى محطات ماجد غنما وهو يغذُّ المسيرَ إلى الجنوب
حيث تأخذ الأندلس بشغاف القلب.
عندما عبرَ بوابةَ الشمس
إلى طليطلة انثالت إلى ذاكرته- اللغةُ العربية؛ فالأماكن والشوارع والدروب كلُّها
تذكّر بمن كان هنا! القنطرة/ الكانترا، القصر/ الكاثار، السوق/ ثوكو... والطرُز
المعماريةُ العربية والآياتُ القرآنية والنقوشُ الإسلامية التي تزين الجدران لم
تترك شيئاً حتى الكنائس- كي تقول : لقد كُنّا هنا!
كما تأخذك كلماتُ ماجد
غنما حتى لتشعر كأنك تسير معه في شوارع المدينة القديمة، في صورةٍ تطابقُ شوارع
القدس العتيقة، ترى وجه القدس في طليطلة فتنسى آلاف الأميال التي بينهما، ولا تعود
تذكر إلا تلك الرجفةَ التي تسري في روحكَ وأنت تدعو في سرّك معه كما دعا: أن يبقى الشبَهُ بين
المدينتين قاصراً على المظهر لا على المصير!
كانت محطته الثالثة جارةَ
الوادي الكبير، العاصمةَ الأندلسية قرطبة، التي لم تكن يوماً مدينةً عادية، ولا
كانت زيارتُها بالأمر الهيّن اليسير، قرطبة ما زالت شاغلة التاريخ وصانعة الأمجاد،
وإنَّ زيارتها لهي حجٌّ تاريخي وثقافي بل
هي صلاةٌ في محراب الفن والأدب.
في الطريق إلى قرطبة تمتع
ناظريْك بمزارع الزيتون وكروم العنب الممتدة إلى ما لا نهاية..
في الطريق إلى قرطبة أحلامٌ مسافرةٌ مع ذكرى
العلماء والشعراء الأندلسيين ..أسماءٌ لا تنفكُّ تطرق ذاكرتك كلما انبجست شفتاكَ
عن : قرطبة!
في ذلك الحج التاريخي
الثقافي إلى قرطبة تدخل مسجدها الجامع، تدلف صحنه فناء البرتقال تستقبلك نافورةُ
المسجد بماءٍ عذب لا تملك من نفسك إلا أن تُعَمِّد جوفك بقطراته، كي تغوص في
غابة الأعمدة والأقواس المزروعة في المسجد روعةً وجمالاً.
فإذا ما استفاق صاحبُنا
الرحالةُ من نشوة الجمال غادر المسجد مكرهاً
بأمر الدليل السياحي، وهو لا يدري بقيةَ السحر التي تنتظر! إنه سحرُ الدروب
العتيقة لتلك الجميلة التي اسمها قرطبة!
سار ماجد غنما ورفاقه في تلك
الدروب، وما زال للّحظةِ يرنُّ في أسماعنا صدى أصواتِهم يتصايحون: إنها شوارع القدس.... لا بل أزقة دمشق!!! كلُّ
واحدٍ يرى فيها مدينتَه وبلدته، لكن طيف نزار قباني يهمس في آذانهم: " في
أزقة قرطبة الضيقة مددتُ يدي إلى جيبي أكثر من مرة لأخُرِجَ مفتاحَ بيتنا في دمشق".
والبيوت قد فُتِّحت
أبوابُها، خلفَ كلِّ باب... بيتٌ دمشقي. وما زالت في القلب دمشقُ... الروح دمشقية..
والعشقُ دمشقي.. ودمشق لم تغادر صاحبَنا، لكنه غادرَها وفي القلب أنينٌ ووجع من فَوْتِ
الحج إلى أطلال الزهراء بضواحي قرطبة.
غادر ماجد غنما سحر قرطبة
إلى أجمل مدن الأندلس إشبيلية، مدينة الحدائق التي تزهو على نهر الوادي
الكبير،كأنما النهرُ قد خُلق من أجلها هي.
إشبيلية التي تضم ثالث
أكبر كاتدرائية في العالم، يرقد تحت قبتها ذلك الشابُ الذي غيَّر وجه التاريخ
بعالمه الجديد، كولومبس الذي أبحرت سفنُه وأحلامُه من مياه الوادي الكبير.
الكاتدرائية مبينةٌ فوق
المسجد الجامع الذي لم يبق منه إلا فناءُ النارنج ومنارة المنصور (الخيرالدا) تشرف
على المدينة بأكملها، يجاورها القصر الملكي (الكازار) بشقَّيْه العربي والإسباني. كلُّ
بهوٍ منه أو فناءٍ أو عقدٍ أو نقش يحكي الروعةَ والجمال الذي يغمر المدينة.
لم ينس صاحبُنا الرحالةُ
أن يختم لياليه في مدينة المعتمد بن عباد برقصٍ وغناء إشبيلي فلامنكي حزين، يحكي
الأسى الذي تخلّفه المدنُ الأندلسية في قلوب الزائرين، المأخوذة بسحر ماضيها وبهاء
حاضرها، ليكون الغناءُ الشجي هذا آخرَ العهد بإشبيلية وهو يرحل عنها إلى غرناطة،
في رحلة استردادٍ تاريخي تعود فيها عقارب الزمان للوراء، يودّع فيها الأندلسَ قطعةً
قطعة، من حيث يظن أنما يطأ ثراها للمرة الأولى.
فكانت غرناطة تنكأ جراح القلب
الساكن بين الضلوع وتشفيه! وفي الحمراء داءٌ، وفيها الدواء.
كان الدليل السياحي يحدِّث
بأخبار المصير الذي آلتْ إليه (دولة) الأندلس، وصاحبُنا تحدِّثه نفسُه بالمصير
الذي آلت إليه (دول) الأندلس، وعلى أصابعه يتلمّس عدد الدول في الجامعة العربية
يقارب عدد ممالك الطوائف الأندلسية، فتلهج نفسُه بالدعاء إلى الوحدة والاتحاد
سبيلاً وحيداً للانتصار!
كان الجرحُ النازفُ يشفيه
بلسمُ الوقوف على باب الجنة، جنةِ العريف، وإذا ما كان دخولُ الجنة أمراً غيرَ
مؤكدٍ لأي إنسان ولأي قاضٍ –بحكم أن القضاةَ ثلاثةٌ اثنان منهم في النار- فقد هبَّ
صاحبُنا يلبي نداء الدليل السياحي كي يرافقهم في دخول الجنة. وفي المساء كانت
السهرةُ الغجرية في كهوف جبال غرناطة، ثم كانت العودةُ منها سيراً على الأقدام،
يسير الجسدُ بمحاذاة نهر حدُرَّة، والعين ترقب الحمراء تتلألأ تحت الأضواء قصراً أسطورياً فتاناً
ساحراً، يسلب الألباب ويُنسي المرءَ نفسَه.
****************
ولكني أرجو أنكم لا تنسَوْن
أنَّ هذا كان فعلَ الرحلة، رحلة ماجد غنما إلى إسبانيا في يومياته الأندلسية.
والآن نحن حديثٍ آخر حول نصِّ الرحلة أو ثوب الكلمات الذي ألبَسَهُ قلمُ أديبنا
الرحالة لرحلته تلك.
القسم الثاني
أما نصُّ الرحلة فأبدأ التمهيد
له بأن القيمة الثقافية والجمالية لكتب الرحلات لا تنتهي، ولا غنى لنا عنها، حتى
وإن استغنى اليومَ كثيرٌ من المسافرين والرحالة بالصور عن الكلمات.
ربما ما عاد كثيرٌ منا -في
زمنٍ كثرت فيه الأسفار وصارت اللحظات معظمُها محبوسةً في صور- ماعاد كثير منا يجد
في نفسه ما يكتب فيه عن رحلة أو زيارة إلا القليل، ولكن تبقى لأدب الرحلة قيمةٌ
إبداعية لا تقل عن فنون أخرى، لكنْ قليلٌ
ما هم الملتفتون إليه. بل إن أجمل ما يكتب المبدع ما هو قريبٌ من يومه قريبٌ من
نفسه.
في يوميات ماجد غنما
الأندلسية لا نعثر فيها على اليوميات التي قد نظن، بل إن عدد أيام الرحلة يكاد
يخفى، فلم يجرِ كاتبنا فيها على تدوينٍ زمنيّ بتسلسلٍ محدد، بيد أنه جعل يومياتِه
في عناوين للأمكنة التي زارها وللوقفات التي أوقف قُرّاءَه عليها. . إنها يوميات
عابرةٌ للقلب والذاكرة بدليل أن محطاتِ رحلته ما زالت إلى اليوم هي محطاتُ أي زائر
للديار الأندلسية.
إذا ما وقفنا عما تكشف عنه
هذه اليوميات فإن أول ما يقع في النفس بعد اكتمال قراءتها أن رحّالتنا مثالُ
الرحالةِ الواعي، ترى هذا الوعي في خطة سير رحلته المُحكمة ومحطاتها.. تراه في
انتقاء الأماكن التي سار إليها.. في الانطباعات التي وقعت في نفسه.. في النظرات
الثاقبة الاستشرافية التي لم تغفل عنها عينُ العدالة في ضمير القاضي ماجد غنما..
في اللفتات الذكية التي تربط الحاضر بالماضي ولا تكفُّ عن السؤال في حضرة الأندلس
تلك المعجزةِ الحضارية الفريدة. وهو ما قرره في مقدمة الرحلة عندما قال:" إن
التاريخ لا يعيد نفسه إلا عندما نعيد نحن أخطاءنا" . ففي كلماته القليلات تلك
عِبَرٌ كثيرة وعِظات، وهي الغرض الذي ارتآه ليومياته: عودة هادئة للتاريخ يرجو أن
يكون فيها عبرة وعظة.
فكان له في كل مدينة زارها
موقفٌ وتأمل: حين وقف في مدريد أمام تماثيل أبطال الإسبان المنتشرة في ميادين المدينة
ذكَّره هذا الوفاءُ بالمحاولات اليائسة في أقطارنا لتشويه الرموز وتحطيم منجزاتهم.
وفي وقفته في الكورّيدا
حلبة مصارعة الثيران تساءل : وما هو مستقبل هذه اللعبة؟ في زمنٍ لم يعد يُرى فيها
ما كان يراه أصحابُها من قبل.
وعندما وقف في متحف الفن
على أعمال الفنانين الإسبان التي لامست قلبَه كأنها قصائد شعر خالدة، تساءل في
نفسه: ومتى يكون في بلادنا ديوان شعر قصائده لوحات كهذه اللوحات؟!
وفي الدهشة التي اعتَرتْه
أمام غرفة الكنز في كاتدرائية طليلطة العظيمة، فإنَّ في بذل تلك الكنوز خدمةً
للشعب - عبادةٌ أكثر مما في كنزها في غرفة!
وفي جولات رحالتنا في
أزقّة قرطبة ولقائه بتماثيل من أهلها الغابرين، وقف أمام تمثال ابن رشد حتى خُيِّل
إليه أن التمثال يكاد ينطق والسؤال على فمه يقول: وكيف حالُ عرب المشرق اليوم؟
فأيَّ جواب سيكون هو الجواب وليس في أحوالهم ما يسرُّ!!
ولم تخلُ تأملات ماجد غنما
في آثار الأندلس الباقية من العبرة والعظة، وحالُ العرب اليوم لا ينفكُّ ينادي
ماضيهم نادباً شاهداً على عجزٍ يؤمَلُ تعافيه.
كانت هذه الوقفاتُ
التأملية والدروسُ المستفادة من آثار العرب في الأندلس تتدفق بسلاسة في سطور
الكاتب الممتلك قلماً رشيقاً لا تنقصه الجزالةُ والإتقان، فكان نتاجُه ذاك تجسيداً
لبيانٍ أتقنه أدباؤنا في الأردن من أهل التخصصات الأخرى.
لكن جزالةَ كلماته ورشاقة
أسلوبه لم تمنع الفكاهةَ اللطيفة من أن تطلَّ بين الفينة والفينة لتلطِّف أجواءَ
تموز الحارة في بلاد الأندلس. فها هي تطالعك أولاً في أوصاف سنيور أنجيلو الذي يسمي
الأشياءَ بغير مسمياتها: فقصرُ العدل هو قصر اللاعدل! وكلية الطب هي المكان الذي
يمنح الطلبةَ شهاداتٍ لقتل الناس! واسمُه اللطيف هو الملاك، مع أن ملامحه لا تشي باسمه
أبدا!
ولأن العربَ تسمي الأشياء
بأضدادها فإن كاتبَنا التزم الصمتَ كي لا يفسد الود بينه وبين السنيور الملاك!! أما
زيارته للكورّيدا فلم يشاهد فيها مصارعين ولا ثيران! لكنّ الثيران أبت إلا أن تثبت
وجودها براحة روْثها التي ملأت الممرات!!
وكما أن جزالة أسلوب ماجد
غنما ورشاقة ألفاظه لم تمنع من الفكاهة خفيفة الظل، فإن إحكامَ صنعةِ كتابه تبدو
للعيان؛ إذ سار صاحبُنا في ظلٍ منهج علمي يمنعه من الهوى فيما يعرض ويسجل من
انطباعات، وكأني به في يومياته تجمع بين الذاتية والموضوعية، المتعة والفائدة،
التجربة الشخصية والمنفعة العامة. فلقد سار وفق منهجٍ في انتقاء ما يقدم وتمحيصه؛
كيما ترتقي اليومياتُ لتكون وثيقةً ومرجعا.
وأمثلةُ ذلك كثيرة، فمنها:
لقاؤه بالدكتور بيدرو مارتينيث مونتابيث عميد كلية الآداب في جامعة مدريد، وما سجّله
غنما لما دار بينهما من حوار عن تاريخ الأندلس وحاضر إسبانيا، فيتحرز المؤلف في
نهاية يوميته تلك من أي مسؤولية قد تلحق صاحبه في الحوار؛ لأنه سجل كلامه من
الذاكرة لا من ملاحظات مكتوبة، فما أبعد نظرةَ المؤلف في إتقانه صنعته!
ويبدو منهجه في الضبط
العلمي في اليومية الخاصة بالفتح العربي في الأندلس، وهي وقفةٌ تاريخية أكثر منها
رحلة في المكان، أراد لها أن تكون بقعة ضوء تعين القارئ على تمثل أجواء الرحلة،
وكان من لطفها أنها جاءت في آخر الرحلة لا في أولها لتجعل الرحلةَ بعيدةً عن كتب
التاريخ التي قد يضيق بها قرّاء كثيرون.
وفي هذه اليومية يناقش ماجد
غنما بعين العاقل السؤال الجدلي الأول حتى هذه اللحظة في أي حديث تكون الأندلسُ
حاضرةً فيه: هل الوجود العربي الإسلامي فيها كان فتحاً أم استعمارا؟
ومما يثير الإعجاب في
إجابته أو في إدارة النقاش حول هذا السؤال، أن يقرر أنه من غير المنطق النظر
لأحداث القرن السابع بمنظار القرن العشرين؟! وهذه الأرضية تصلح مدخلاً لنقاشٍ هادئ
ينبغي أن يكون في مثل هذه المسألة.
وفي اليومية قبل الأخيرة
من اليوميات (التاريخ يعيد نفسه) يلفت ماجد غنما نظرنا إلى منهجه في بناء يومياته،
عبر عددٍ من الإضاءات التي كانت بحضرة العالِم الأندلسي الأستاذ الدكتور محمد عبده
حتاملة، الذي أشاد بطرافة النقاط التي عرَض لها ماجد غنما وجِدَّتها. وهذا من
القيمة العلمية التي تحملها اليوميات، خاصة أن المؤلف تطرَّق إلى مسائل لمــّــــا
تكن تجد طريقاً لها في البحث والدرس في عالم الدراسات الأندلسية في عالمنا العربي.
كمثل مسألة لغة الخميادو ودور المستشرقين في حفظ التراث الأندلسي ودراسته.
ونختتم مع ماجد غنما رحلته
في آخر يومياته بأن أسباب معاناتنا اليوم هي الأسبابُ القديمة نفسُها وهي التي
تؤدي بنا إلى نتائج مشابهة: اتحاد الممالك الإسبانية، واختلاف العرب وغياب وحدتهم!
وبعين العقل والمنهج العلمي يصل ماجد غنما إلى أن الأندلس العربية في روحها هي
الأندلس التي تدعونا اليوم إلى دعم الإخاء الدائم بين الشعب العربي والشعب
الإسباني، فالأحداث الماضية صارت في ذمة التاريخ والمستقبل هو لوشائج الإخاء
والصداقة.
المشاركون في الندوة التكريمية للأديب الأستاذ ماجد ذيب غنما ، من اليسار:
د.سليمان أزرعي / الضيف الأستاذ القاضي ماجد غنما/ د.أحمد ماضي/
د.رشأ الخطيب/ د.محمود عبابنة/ أ.كايد هاشم
د.رشأ الخطيب/ د.محمود عبابنة/ أ.كايد هاشم