همسَ لها بنبرةٍ تذوبُ ولَهاً: "اقرأي في صحيفة يومَ غدٍ آخرَ إنتاجاتي الشّعريّة... أرسلتُ قصيدةً جديدة نظمتها لكِ فقط !".
فهامت مع صوتِه ومع أحلامها طوال الّليل وهي تترقّبُ طلوعَ الصّباح، لتتلقّف الصّحيفةَ مع بزوغ الشّمس وتبدأ في البحث بيدٍ مرتجفة بين الصّفحات حتى وجدتها...
حديث مقتضب لكن مرعب في دلالاته.. لأنه يقول لك بكل بساطة.. أن قيمة العمل لا تتحدد بعدد المستفيدين منه، بل بمقدار قربك من الشخص الذي يوجّه العمل إليه.. فأن تواسي أمّك بكلمات بسيطة، خير لها من أن يواسيها آلاف الغرباء وخير لك من أن تواسي آلاف الغرباء.. ما تقوله سيمكث في قلبها.. وما يقوله الآخرون وتقوله للآخرين لا يلبث أن يزول.. والدرهم الذي تضعه في يد والدك، خير من آلاف تنفقها على غيره أو يأتِ بها غيرك.. وكذلك اللعبة التي تلعبها مع ابنك.. والساعة التي تقضيها مع زوجتك.. الخ..
ارتبطت طفولة جيل التسعينات وبداية الألفية بعدة رسوم متحركة خصوصا مع ظهور اللواقط التلفازية وبداية انتشار القنوات المخصصة للأطفال كسبايس تون وأرتينز، رسوم متحركة أثرت في حياة جيل بالكامل، حتى صرنا نقلد أبطالها ونتناعت بأسمائهم ونغني جنريك البداية ونتسابق بعد نهاية الدوام المدرسي للتسمر حول التلفاز لمشاهدتها وتعلم المشاعر الإنسانية والأخلاق.. غير أن حداثة سننا أنذاك لم تكن تسمح لنا بالبحث في تاريخ تلك الرسوم المتحركة، فكل مسلسل كارتوني كان يخفي ورائه تاريخا ممتدا لسنين طويلة من الأدب والرواية قبل أن يتحول لرسوم متحركة تذاع بشكل مبسط موجه للأطفال في قنواتنا العربية.
ريمي:
كم بكينا بشدة ونحن أطفال على موت العم فيتاليس في المسلسل الكارتوني ريمي، مسلسل لامسنا فيه الحزن وجربنا فيه ونحن أطفال التعاسة والشعور بالحرمان الذي عانت منه الطفلة ريمي، لا زالت أفواهنا رغم كبر سننا تصدح بكلمات أغنية الجنريك العربية بصوت رشا رزق.
المسلسل ياباني الإنتاج من موسمين ظهر أول مرة في الثمانينات وعرض لأول مرة