انعقد الاجتماع رقم 116 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت
17/3/2012 ، بحضور عدد غفير من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز ثلاثة وعشرين
حاضراً، وقد افتتح التوستماستر علي المنصوري الاجتماع بكلمة ترحيبية قدَّم فيها
لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحب بدوره بالحضور الضيوف، ومنهم ضيف
أمريكي لا يعرف من العربية إلا قليلا، لكنه من أعضاء التوستماتسرز في أمريكا، فكان
حضوره تجسيداً لروابط المودة التي تجمع أعضاء أندية التوستماسترز حول العالم، بغض
النظر عن البلدان التي يقيمون فيها. كما ذكَّر رئيس النادي الأعضاء بضرورة تجديد
العضوية نصف السنوية، إلى جانب الإعلان عن مشاركة نادي أبجد في مسابقة المنطقة
للخطب التي ستقام الجمعة القادمة في أبوظبي، بمشاركة حميد الحمادي وخالد النقيب من
أعضاء نادينا. نرجو لهما التوفيق وتحقيق المراتب المتقدمة.
ثم نوَّه رئيسُ النادي بنقاط التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، وذلك
بتشجيع الأعضاء الجدد والقدامى لحثِّ الخطا نحو إنجاز المشاريع المطلوبة ليكملوا
مسيرة التميز لهم وللنادي .
ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء (من الوزن الثقيل) العريف المتميز
توستماستر عبد العزيز نواب، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن
محور الاجتماع: السلامة خاصة السلامة المرورية؛ فالكل راغبٌ في المحافظة على
الأرواح والممتلكات والكل راغب في العافية والسلامة، إذ تشير الإحصائيات إلى أرقام
مخيفة لما تحصده الحوادث المرورية من أرواح أبنائنا وأحبابنا وأهالينا. ثم ذكر لنا
حكايةً وقعت له في طريق عمله ذات يوم إذ كان يسير هادئاً مطمئناً، وإذا بسيارة من
بعيد تضيء له الضوء العالي ليفسح لها المسرب في الشارع، فابتعد عن طريقها وانطلقت
هي..حتى إذا كان على بعد عدة كيلو مترات من لقائه بها إذا هو يصادف المركبةَ نفسها
في حادث مروري، فقَدَ فيه صاحبها السيطرة على المركبة فأدت إلى حادث أليم..فقال في
نفسه: السلامة ولا الندامة! ثم سار هادئاً مطمئناً في طريقه لكيلا يحزن أولاده
لفراقه.
...ثم رحب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد
في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن
النادي ولماذا يحضرون؟
ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وهي كثيرة،
وعلى حد قوله لم يبق فيها شيء من دون تغيير إلا العريف نفسه، ثم قدم أصحابُ الأدوار
في الاجتماع نبذة عن أدوارهم: وهم: غانم الهاجري في دور المدقق اللغوي وكلمة
المساء. وشرف يوسف التي قامت بدور عداد التلكؤات، وخالد محمد بدور مختبِر الإنصات،
ومحمد حسن بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان نوح الحمادي.
ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة ثلاث خطيبات من عضوات نادي
أبجد توستماسترز، وهنّ: عبير سعيد في خطبتها الثانية، ورشأ الخطيب في خطبتها
الثالثة عشرة، وعائشة الرميثي في خطبتها الخامسة.
وكانت البداية مع عبير سعيد الخطيبة الجديدة الصاعدة بقوة وحماس على سلم
التوستماسترز، ومقيمها توستماستر حميد الحمادي، وكانت الخطبة الثانية لعبير بعنوان
"مشروع العمر" وهي بهدف (تحدث بصدق) ..ومشروع العمر هذا الذي أتحفتنا به
عبير هو عنوان كتاب أعجبها وأحبت أن تقدم للحاضرين بعضاً من عصارته، فما هو مشروع
العمر؟ إنه أي عمل تحبه ويستحوذ على تفكيرك، ويخدم في الوقت نفسه الدين والوطن
والمجتمع من حولك.
ولكن لماذا يجب أن يكون لديك
مشروعاً للعمر؟ لأن عبارات كثيرة نقرؤها تطلب منا أن نعيد التفكير في أشياء كثيرة
اعتدنا عليها، منها قولة الرافعي الشهيرة: "إن لم تزد في الأرض شيئاً فأنت
زيادة عليها" ، وقول القائل: "اعمل لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان
عمرٌ ثانِ" .
أما مواصفات مشروع العمر فمنها:
·
أن يربط بين حياتك في الدنيا والآخرة. لحديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ... وعمره
فيما أفناه".
·
أن تحب المشروع كثيراً ؛ لأنك إذا أحببت المشروع بذلتَ
في سبيله كل ما تستطيع.
·
أن تكون فكرة المشروع واقعية وقابلة للتنفيذ.
ولكن إذا حددتَ فكرة مشروعك فعليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك من هذا المشروع،
وأن تضع خططاً بديلة إذا ما فشلتَ في خطوة من خطوات تحقيقه.
ثم أخذتنا عبير إلى :"كيف
تنجح في مشروعك؟"، فأنتَ هنا محتاجٌ إلى أن يكون مشروعك خادماً للوطن والدين
والمجتمع، ثم التوكل على الله، ثم العمل على تنمية الذات واستثمار الوقت على أفضل
وجه. وأخيراً لا بد من الصبر عند كل مرحلة ثم التحفيز الذاتي؛ إذ كلما قطعتَ شوطاً
في تنفيذ مشروعك كافأتَ نفسك بما يمدها بطاقة الاستمرار.
وختمت عبير خطبتها بأن الميلاد الحقيقي للإنسان ليس عند خروجه إلى هذه
الحياة، بل إنما يولد في اللحظة التي يعثر فيها على مشروع عمره.
وقد لاقت الخطبةُ استحسانَ مقيمها حميد الحمادي، الذي أثنى على ميزة تتحلى
بها عبير وهي أنها صاحبة رؤية فيما تقدم من خطَب، وهذا انطباع استقر لدى من استمع
إليها ،حتى وإن كانت مازالت في بداية طريق التوستماسترز ما يبشر بها خطيبة واعدة
إن شاء الله.... ومما تميزت عبير اختيارها الموضوع المفيد للجمهور، كما أنها قدمت
خطبتها في بنية متماسكة، لجأت فيها إلى تعريف كل فكرة ونقطة قبل الخوض في
تفاصيلها؛ مما ساعد المستمع على التقاط الخيط الواصل بين أجزاء الخطبة من أولها
إلى آخرها. ومن نقاط التطوير الموصى بها الأفضل في حال استعمال البطاقات التذكيرية
هو أن تبقى في يد الخطيب لا على المنصة أمامه؛ حتى يسهل عليه الحركة بحرية على
مسرح الخطابة. كما يفضل توزيع ما يريده الخطيب من أوراق أو استبانات على الجمهور
قبل اختتام الخطبة لا بعدها.
أما الخطبة التالية فقدمت فيها رشأ الخطيب مشروعها الثالث عشر من الدليل
المتقدم "سرد الحكايات" وكان بهدف تقديم "الخطبة المؤثرة"،
وقد اختارت الخطيبة قصة (الشهداء) لهذا المشروع:
(إذ يحكى أن امرأة لم يبق لها بعد
موت زوجها ووالديها سوى ولد صغير يؤنس وحدتها وأخ شفيق يحنو عليها، وقليل من المال
تعتاش منه، وما هي إلا بضع سنوات حتى نفد المال، وهاجر الأخ بعد أن أصابه الدهر
بسهامه إلى بلاد بعيدة لم تعد تدري عنه شيئا...فطرقت أبواب الرزق وعملت في مهن
كثيرة تربي ولدها وتعمل على تنشئته.
فلما دارت الأيام دورتها واكتهلت الأم وشبَّ الصغير، أراد أن يردَّ المعروف
لأمه، فتصفح وجوه الرزق المختلفة، فاستقر منها على مهنة الرسم لكنه بقي مغموراً لا
يعرف بشأنه إلا القليل، وما كانت هذ1 المهنة تدر عليه إلا القطرة بعد القطرة بين الفينة
والأخرى.
وذات يوم وجد الشاب أمه جاثية تبكي، وبيدها صورة، فتبيَّنها فإذا هي صورة
خاله..فعرف ما بشأنها، وأراد أن يسرِّي عنها فأخبرها أنّ معرضاً سيقام في أمريكا
وأنه ينوي المشاركة فيه لنيل الجائزة، ومن ثم يبحث لها عن فقيدها في تلك البلاد.
فانتفضت الأم راجية منه أن يطرد هذه الفكرة من رأسه..لكنه ما زال بها حتى اقتنعت ووافقته..وإنْ هي إلا
أيام حتى كانت الأم وحيدةً على شاطئ البحر في فرنسا، والابن غريباً في أمريكا.
شارك الفتى في المعرض بلوحة صوَّرَ فيها موقفَ وداع أمه على الشاطئ، فنالت
الإعجاب وقضى له القوم بالجائزة، فلم يكن على وجه الأرض في لحظتها أسعد منه. فكتب
إلى أمه يبشرها وأرسل إليها بعض المال، واستبقى لنفسه بعضه ليستعين على البحث عن
خاله المفقود... فما زال يسأل عنه حتى سمع من أحدهم أن آخر عهدهم به أنه سافر إلى
جزيرة في الجنوب بحثاً عن الذهب. فغذَّ الفتى السيرُ جنوباً وقطع القفار حتى وصل
الجزيرة فوجدها موحشة مقفرة، ولم يكد يطأها لهنيهة حتى رآه أهلها، فلما رأوا جنسه
الأبيض ثارت في نفوسهم العداوة اللونية وقبضوا عليه واقتادوه إلى سجن قرب مجتمع
قبيلتهم تحت الأرض.. وأوثقوا رجله إلى
السلاسل، وأغلقوا عليه.. فلم يعد يعي من الدنيا شيئاً، إلا خيطاً من نور يتسلل عبر
ثقب صغير يعلن له النهار، وزيارة سجّانه مساءً يحمل الطعام يُؤْذِنُ ببدء الليل .
أما والدته التي شقيت بغيابه فإنها ما انفكّت كل يوم، تأتي الشاطئ تنتظر
السفن القادمة، تسأل عن غائبها، حتى إذا أعياها الجواب عادت إلى بيتها وجلست قرب
حفرة احتفرتها بيدها، تتمثلها قبراً له فتظل تبكي وتبكي .. حتى صارت مذهولة مأخوذاً
بعقلها.
.. وفي أحد الأيام فوجئ الفتى أن سجَّانه أتاه على غير المعتاد، ففكّ قيده
وأخرجه من السجن ليواجه الشمس منذ سنوات، وتركه ومضى دون أن يتكلم، فلم يتمالك
الشاب نفسه، وذهل من هول الموقف ولم يستفق إلا على يدٍ تربتُ على كتفه فالتفت فإذا
هي فتاة بيضاء البشرة تخالط بياضها سمرة أهل البلاد الأصليين..فهدأتْ من روعه
وخاطبته أن ينشد الحرية لنفسه بسرعة حتى لا يفقد حياته..وأنها قد جاءت لتنقذه لأن
الله لا يجد أفضل دليل على الإيمان من مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان .. فعجب لشأنها:
وثنية مؤمنة وزنجية بيضاء.. فما زال يحاورها - وقد وقعت في قلبه موقع الحب - حتى
قال لها إنه لن يبرح مكانه إلا إن هربت معه من هذه الجزيرة المقطوعة....ثم وبعد
تفكير قالت له: سآتي معك وليقض الله فيَّ وفيك ما شاء.
فانطلقا يقطعان الجبال والسهول والقفار والبراري ....وكان الفتى يلحظ على
وجه الفتاة سحابة من الحزن لا يفهمها، وكلما سألها دافعتْه ولم تُـجِب، وقد علل
ذلك في نفسه بمفارقتها الوطن والأهل ..وبعد مسير ثلاثين يوماً أشرفا من العمران
فاستبشرا أنهما في الساعات الأخيرة من الشقاء،فقال لها: ما حفظ الله حياتنا طوال
هذه الرحلة إلا لأنه كتب لنا في أقداره السعادة عما قريب، فسألته كيف إلى السعادة
من سبيل؟ قال: ليس بيننا وبين السعادة إلا أن نطوي المرحلة القادمة، ونصل أول بيت
من بيوت الله فيربطنا زوجين..فأطرقت ، ونظر إليها فإذا هي تبكي، فلما استنطقها
قالت: أتذكُر ليلة رحيلنا حين قلتُ لك إنني أخاف أن أحبك..فقد وقع اليوم ما كنتُ
أخشاه. وسقطت مغشياً عليها..فاقترب منها فإذا هي محمومة والرعدة تسري في بدنها..فجمع
قليلاً من الحطب ليشعل ناراً تتدفأ..ثم لمح بيتاً من بعيد..فانطلق يلتمس جذوة
ليشعل النار..فإذا في الكوخ شيخ راهب طاعن
فأخبره بخبره وطلبه، فأعطاه ما سأل وقال له أنا في أثرك..وعندما وصل الشاب
إلى حيث الفتاة وجدها هادئة مطمئنة فقال: لعل ما ألمَّ بك كان بسبب ذكرى الأهل
والوطن..فقالت: لا، سأحدّثك بحديثي، فأنا مثلك غريبة عن هذه الديار لا أعرف فيها
إلا نفسي، كانت أمي قد أحبت رجلاً أبيض ودانت بدينه، ففرَّت معه وتزوجته، ثم
أنجبتني ..وما زالت قبيلة أمي يطلبونها حتى عثروا عليهما، وكان لي من العمر عشر
سنين، ين سقطوا علينا في ليلة فقتلوا أبي أمامي وأمامها ..فحزنتْ عليه وأخذت تقترب
من القبر يوماً فيوماً، حتى حانت لحظة موتها فحضر موتها أحد الرهبان فقالت لي إنها
قد شقيت في حياتها، لذا أخذت مني وعدا بحضوره ألا أتسبب بالشقاء لأحد وأن أنذر
نفسي للعذراء، ثم نظرت إلى السماء وقالت
أنا آتية إليك يا رفائيل.. فاضطرب الشاب لسماع الاسم، وسألها عن موطن أبيها . فلما
أخبرته قال لها قد كنتِ قبل اليوم تـمتّين إليّ بصِلَة الحب والآن تـمتّين إلي بصِلَة
الحب وصِلة القربى..فما أسعدني لأني قد وجدت غايتي.. فاضطربت الفتاة وأوقفته
وقالت: أصغِ إلى بقية حديثي..فإنني منذ حفظت وصية أمي كان لا بد أن أتخذ ملجأً
أفزع إليه إذا غلبني هواي حتى جاء هذا اليوم، ففزعتُ إلى القارورة التي أحملها معي.. فنظر إلى حيث أشارت فوجد قارورة
فارغة إلا من بقيةٍ صفراء ففهم كل شيء. وشعر أن قطعة من قلبه قد هوت من بين أضلاعه،
فما عاد والتفت ...حتى كانت الفتاةُ جثةً باردة، فصُعِق، وما استفاق إلا وصاحب
الكوخ بجانبه يقلّب نظره حائراً ..فوثب الفتى إليه ينطق بما جرى، ثم سقط على الأرض
يئن ويزفر حتى فاضت روحه ألماً وحسرة.
وفي الساعة التي دُفِن في الشابان تحت الشجرة في ذلك المكان.. مرَّت بكوخ
العجوز أمه على الضفة الأخرى من المحيط، إحدى جاراتها التي كانت تتعهدها بالزيارة،
فنظرت فإذا حافة الحفرة التي تجلس إليها فارغة، فأشرفت عليها فوجدت العجوزَ معفرة
بالتراب ولا حراك فيها.. فملأت الحفرة بالتراب المجتمع حولها، وأسبلت فوق تربة
العجوز دمعة ًكانت هي كل نصيبها من الدنيا").
أما المقيم شيخ معاوية فابتدر الحاضرين بسؤال: هل أثارت هذه القصة مشاعركم؟
وإذا ما تصورناها لوحة فما هو اللون الغالب عليها؟ فقال الجميع: أسود..وحقاً! هي
قصة مؤثرة بتفاصيلها الحزينة، مما يدل على نجاح الخطيبة في تحقيق الهدف المنشود من
الخطبة. وقد أتقنت سرد الحكاية وجعلتنا ننتظر في كل لحظة حل المشكلة التي مر بها
الأبطال.
أما نقاط التطوير فربما كان من الأفضل تسمية أبطال القصة بأسمائهم،
والتفكير بمغزى للقصة بعد السرد القصصي الحزين .
************
وحان الوقت للخطبة التالية في الاجتماع وهي خطبة الخامسة لعائشة الرميثي وكانت
بهدف "تنويع الصوت"، وقد ابتدأت عاشة خطبتها بقصة الملك لويس الرابع
الذي عرف عنه بعض الغرائب..ويحكى أنه جاء إلى أحد السجناء المحكومين بالإعدام،
وحبسه في قلعة وقال له: قبل يوم إعدامه إن أمامه فرصة للنجاة من الحكم، فقط عليه
أن يبحث عن المخرج بنفسه لكي ينجو. وأن القلعة أضحت بلا حراس لكي يتمكن من الهرب
إن استطاع إيجاد السبيل إلى ذلك.. فأخذ السجين يطرق الأرض ويتفقد الجدران
والنوافذ.. يبحث عن طريق للهرب.. وسار في عدة ممرات ودهاليز وأنفاق ..وفي كل مرة
كان يعود أدراجه إلى مكانه يائساً مفكراً: هل كان الملك يسخر منه؟ هل كان الملك
جاداً في خبره ذاك؟ ..وفي اليوم التالي عاد الملك إليه ليجده ما زال في مكانه،
فاستغرب أنه لم يجد بوابة الخروج.. فقال السجين للملك هل كنتَ جاداً فيما عرضت
علي؟ قال: نعم، ولكني لم أجدها . وقبل أن يأخذوه ليلقى مصيره، أراد أن يعرف حقاً
هل كان الملك صادقاً فيما قال؟ وأين كان المخرج؟، فأجابه الملك لقد تركت باب القلعة
مفتوحاً دون إقفال.. فلو حركتَ المقبض لفتحتَ الباب.
وتابعت عائشةُ خطبتها قائلة: إنني أسوق هذه القصة لأقول إننا أحيانا نبحث
عن أصعب الطرق لإنجاز أعمالنا، فإذا أخذنا الحياة ببساطة ستكون بسيطة، وإذا عقدناها
فسنجدها على تلك الشاكلة من العقد والتعقيدات.
وحين تقدَّم خالد النقيب مقيّم الخطبة فإنه أسرع إلى امتداح استعمال القصص
في الخطب؛ مما يضفي نوعاً من تشويق المستمعين واجتذابهم، وقد نجحت الخطيبة في ذلك بتوظيف
القصة لدعم أفكار الخطبة، كما نجحت في مهارات لغة الجسد واستخدام المسرح، وأحسنت
في التحدث بصوت طبيعي هادئ مناسب للمقام، ومن النقاط التطويرية: الاهتمام بالخاتمة
لتكون في قوتها موازية لقوة المقدمة.
وبعد انتهاء فقرة الخطب المعدة جاء دور فقرة مواضيع الساحة، وكان عريفها
توستماستر شيخ معاوية، الذي عرَّف بطبيعة هذه الخطب وهي ارتجالية بامتياز ، تتطلب
من الشخص أن يتحدث في موضوع يسأل عنه دون سابق إعداد، مستفيداً من مهارات
التوستماسترز في الخطابة.. وكان العريف ذكياً باختياراته ونوعية الأسئلة المطروحة
التي أضفت على الاجتماع جواً من البهجة والطرافة.
وإليكم الأسئلة التي طرحت:
·
" من أراد أن يكون خطيباً متمكناً عليه أن يكون
كذاباً متمكناً".
·
ما هي فوائد التدخين؟
·
الناجحون لا يستسلمون، والمستسلمون لا ينجحون".
·
الرجل الطويل هو الذي يرى الأفق من بعيد.
·
إذا توقفت عن التعلم فقد توقفت عن صنع التاريخ، وإذا
توقفت عن صنع التاريخ فقد أصبحت جزءاً منه.
·
القراءة
زاد..فما هو الكتاب الذي قرأتَه وأثَر في حياتك؟
ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار
ملاحظاتهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة
على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى
الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحها صاحب
الدور : خالد محمد.
أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر نوح الحمادي، وقد
أثنى على نقاط إيجابية عديدة تظهر دوما في اجتماعات نادي أبجد من حيث الإعداد
الجيد للاجتماع بفضل جهود إدارة النادي، الحاضرين منهم والغائبين، خاصة توستماستر
عبدالهادي عبدالله، وأشار إلى التغيير الذي طال ورقة جدول الاجتماعات وميزات هذا
التغيير ..أما نقاط التطوير المطلوبة فهي ضرورة الالتزام بالتوقيت في بداية
الاجتماع وفي أثناء الفقرات، وعدم الدخول في مناقشات أو الخروج إلى تعليقات قد
تأخذ من وقت الفقرات المدرجة في جدول الاجتماع. وفي الختام قدَّم نوح الحمادي شكره
للمقيمين على أدائهم المحترف في تقييم الخطباء.
ثم اختتم الاجتماع بإعلان أفضل خطيب لمواضيع الساحة وهو
حميد الحمادي.
وإلى اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.