أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 17 مارس 2012

محضر الاجتماع 116 نادي أبجد توستماسترز


انعقد الاجتماع رقم 116 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي مساء السبت 17/3/2012 ، بحضور عدد غفير من الوجوه الطيبة للضيوف والأعضاء، ناهز ثلاثة وعشرين حاضراً، وقد افتتح التوستماستر علي المنصوري الاجتماع بكلمة ترحيبية قدَّم فيها لرئيس النادي التوستماستر خالد النقيب، الذي رحب بدوره بالحضور الضيوف، ومنهم ضيف أمريكي لا يعرف من العربية إلا قليلا، لكنه من أعضاء التوستماتسرز في أمريكا، فكان حضوره تجسيداً لروابط المودة التي تجمع أعضاء أندية التوستماسترز حول العالم، بغض النظر عن البلدان التي يقيمون فيها. كما ذكَّر رئيس النادي الأعضاء بضرورة تجديد العضوية نصف السنوية، إلى جانب الإعلان عن مشاركة نادي أبجد في مسابقة المنطقة للخطب التي ستقام الجمعة القادمة في أبوظبي، بمشاركة حميد الحمادي وخالد النقيب من أعضاء نادينا. نرجو لهما التوفيق وتحقيق المراتب المتقدمة.

ثم نوَّه رئيسُ النادي بنقاط التميز التي يسعى النادي إلى تحقيقها، وذلك بتشجيع الأعضاء الجدد والقدامى لحثِّ الخطا نحو إنجاز المشاريع المطلوبة ليكملوا مسيرة التميز لهم وللنادي .

ثم رحَّب الرئيس بعريف الاجتماع لذلك المساء (من الوزن الثقيل) العريف المتميز توستماستر عبد العزيز نواب، وقد استهل عريف الاجتماع حديثه الترحيبـي بكلمةٍ عن محور الاجتماع: السلامة خاصة السلامة المرورية؛ فالكل راغبٌ في المحافظة على الأرواح والممتلكات والكل راغب في العافية والسلامة، إذ تشير الإحصائيات إلى أرقام مخيفة لما تحصده الحوادث المرورية من أرواح أبنائنا وأحبابنا وأهالينا. ثم ذكر لنا حكايةً وقعت له في طريق عمله ذات يوم إذ كان يسير هادئاً مطمئناً، وإذا بسيارة من بعيد تضيء له الضوء العالي ليفسح لها المسرب في الشارع، فابتعد عن طريقها وانطلقت هي..حتى إذا كان على بعد عدة كيلو مترات من لقائه بها إذا هو يصادف المركبةَ نفسها في حادث مروري، فقَدَ فيه صاحبها السيطرة على المركبة فأدت إلى حادث أليم..فقال في نفسه: السلامة ولا الندامة! ثم سار هادئاً مطمئناً في طريقه لكيلا يحزن أولاده لفراقه.

...ثم رحب عريف الاجتماع بالضيوف الحاضرين ودعاهم للتعريف بأنفسهم كالمعتاد في اجتماعاتنا؛ إذ يعرّف الضيوفُ الحاضرون للاجتماع بأنفسهم وكيفية سماعهم عن النادي ولماذا يحضرون؟

ثم تولى العريف إخبارنا بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وهي كثيرة، وعلى حد قوله لم يبق فيها شيء من دون تغيير إلا العريف نفسه، ثم قدم أصحابُ الأدوار في الاجتماع نبذة عن أدوارهم: وهم: غانم الهاجري في دور المدقق اللغوي وكلمة المساء. وشرف يوسف التي قامت بدور عداد التلكؤات، وخالد محمد بدور مختبِر الإنصات، ومحمد حسن بدور الميقاتي، أما المقيم العام للاجتماع فكان نوح الحمادي.

ثم ابتدأت فقرة الخطب المعدّة، وقد ضمت الفقرة ثلاث خطيبات من عضوات نادي أبجد توستماسترز، وهنّ: عبير سعيد في خطبتها الثانية، ورشأ الخطيب في خطبتها الثالثة عشرة، وعائشة الرميثي في خطبتها الخامسة.

وكانت البداية مع عبير سعيد الخطيبة الجديدة الصاعدة بقوة وحماس على سلم التوستماسترز، ومقيمها توستماستر حميد الحمادي، وكانت الخطبة الثانية لعبير بعنوان "مشروع العمر" وهي بهدف (تحدث بصدق) ..ومشروع العمر هذا الذي أتحفتنا به عبير هو عنوان كتاب أعجبها وأحبت أن تقدم للحاضرين بعضاً من عصارته، فما هو مشروع العمر؟ إنه أي عمل تحبه ويستحوذ على تفكيرك، ويخدم في الوقت نفسه الدين والوطن والمجتمع من حولك.

 ولكن لماذا يجب أن يكون لديك مشروعاً للعمر؟ لأن عبارات كثيرة نقرؤها تطلب منا أن نعيد التفكير في أشياء كثيرة اعتدنا عليها، منها قولة الرافعي الشهيرة: "إن لم تزد في الأرض شيئاً فأنت زيادة عليها" ، وقول القائل: "اعمل لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمرٌ ثانِ" .

 أما مواصفات مشروع العمر فمنها:

·              أن يربط بين حياتك في الدنيا والآخرة. لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ... وعمره فيما أفناه".

·              أن تحب المشروع كثيراً ؛ لأنك إذا أحببت المشروع بذلتَ في سبيله كل ما تستطيع.

·              أن تكون فكرة المشروع واقعية وقابلة للتنفيذ.

ولكن إذا حددتَ فكرة مشروعك فعليك أن تحدد رؤيتك ورسالتك من هذا المشروع، وأن تضع خططاً بديلة إذا ما فشلتَ في خطوة من خطوات تحقيقه.

 ثم أخذتنا عبير إلى :"كيف تنجح في مشروعك؟"، فأنتَ هنا محتاجٌ إلى أن يكون مشروعك خادماً للوطن والدين والمجتمع، ثم التوكل على الله، ثم العمل على تنمية الذات واستثمار الوقت على أفضل وجه. وأخيراً لا بد من الصبر عند كل مرحلة ثم التحفيز الذاتي؛ إذ كلما قطعتَ شوطاً في تنفيذ مشروعك كافأتَ نفسك بما يمدها بطاقة الاستمرار.

وختمت عبير خطبتها بأن الميلاد الحقيقي للإنسان ليس عند خروجه إلى هذه الحياة، بل إنما يولد في اللحظة التي يعثر فيها على مشروع عمره.

وقد لاقت الخطبةُ استحسانَ مقيمها حميد الحمادي، الذي أثنى على ميزة تتحلى بها عبير وهي أنها صاحبة رؤية فيما تقدم من خطَب، وهذا انطباع استقر لدى من استمع إليها ،حتى وإن كانت مازالت في بداية طريق التوستماسترز ما يبشر بها خطيبة واعدة إن شاء الله.... ومما تميزت عبير اختيارها الموضوع المفيد للجمهور، كما أنها قدمت خطبتها في بنية متماسكة، لجأت فيها إلى تعريف كل فكرة ونقطة قبل الخوض في تفاصيلها؛ مما ساعد المستمع على التقاط الخيط الواصل بين أجزاء الخطبة من أولها إلى آخرها. ومن نقاط التطوير الموصى بها الأفضل في حال استعمال البطاقات التذكيرية هو أن تبقى في يد الخطيب لا على المنصة أمامه؛ حتى يسهل عليه الحركة بحرية على مسرح الخطابة. كما يفضل توزيع ما يريده الخطيب من أوراق أو استبانات على الجمهور قبل اختتام الخطبة لا بعدها.

 

أما الخطبة التالية فقدمت فيها رشأ الخطيب مشروعها الثالث عشر من الدليل المتقدم "سرد الحكايات" وكان بهدف تقديم "الخطبة المؤثرة"، وقد اختارت الخطيبة قصة (الشهداء) لهذا المشروع:

 (إذ يحكى أن امرأة لم يبق لها بعد موت زوجها ووالديها سوى ولد صغير يؤنس وحدتها وأخ شفيق يحنو عليها، وقليل من المال تعتاش منه، وما هي إلا بضع سنوات حتى نفد المال، وهاجر الأخ بعد أن أصابه الدهر بسهامه إلى بلاد بعيدة لم تعد تدري عنه شيئا...فطرقت أبواب الرزق وعملت في مهن كثيرة تربي ولدها وتعمل على تنشئته.

فلما دارت الأيام دورتها واكتهلت الأم وشبَّ الصغير، أراد أن يردَّ المعروف لأمه، فتصفح وجوه الرزق المختلفة، فاستقر منها على مهنة الرسم لكنه بقي مغموراً لا يعرف بشأنه إلا القليل، وما كانت هذ1 المهنة تدر عليه إلا القطرة بعد القطرة بين الفينة والأخرى.

وذات يوم وجد الشاب أمه جاثية تبكي، وبيدها صورة، فتبيَّنها فإذا هي صورة خاله..فعرف ما بشأنها، وأراد أن يسرِّي عنها فأخبرها أنّ معرضاً سيقام في أمريكا وأنه ينوي المشاركة فيه لنيل الجائزة، ومن ثم يبحث لها عن فقيدها في تلك البلاد. فانتفضت الأم راجية منه أن يطرد هذه الفكرة من رأسه..لكنه  ما زال بها حتى اقتنعت ووافقته..وإنْ هي إلا أيام حتى كانت الأم وحيدةً على شاطئ البحر في فرنسا، والابن غريباً في أمريكا.

شارك الفتى في المعرض بلوحة صوَّرَ فيها موقفَ وداع أمه على الشاطئ، فنالت الإعجاب وقضى له القوم بالجائزة، فلم يكن على وجه الأرض في لحظتها أسعد منه. فكتب إلى أمه يبشرها وأرسل إليها بعض المال، واستبقى لنفسه بعضه ليستعين على البحث عن خاله المفقود... فما زال يسأل عنه حتى سمع من أحدهم أن آخر عهدهم به أنه سافر إلى جزيرة في الجنوب بحثاً عن الذهب. فغذَّ الفتى السيرُ جنوباً وقطع القفار حتى وصل الجزيرة فوجدها موحشة مقفرة، ولم يكد يطأها لهنيهة حتى رآه أهلها، فلما رأوا جنسه الأبيض ثارت في نفوسهم العداوة اللونية وقبضوا عليه واقتادوه إلى سجن قرب مجتمع قبيلتهم تحت الأرض..  وأوثقوا رجله إلى السلاسل، وأغلقوا عليه.. فلم يعد يعي من الدنيا شيئاً، إلا خيطاً من نور يتسلل عبر ثقب صغير يعلن له النهار، وزيارة سجّانه مساءً يحمل الطعام يُؤْذِنُ ببدء الليل .

أما والدته التي شقيت بغيابه فإنها ما انفكّت كل يوم، تأتي الشاطئ تنتظر السفن القادمة، تسأل عن غائبها، حتى إذا أعياها الجواب عادت إلى بيتها وجلست قرب حفرة احتفرتها بيدها، تتمثلها قبراً له فتظل تبكي وتبكي .. حتى صارت مذهولة مأخوذاً بعقلها.

.. وفي أحد الأيام فوجئ الفتى أن سجَّانه أتاه على غير المعتاد، ففكّ قيده وأخرجه من السجن ليواجه الشمس منذ سنوات، وتركه ومضى دون أن يتكلم، فلم يتمالك الشاب نفسه، وذهل من هول الموقف ولم يستفق إلا على يدٍ تربتُ على كتفه فالتفت فإذا هي فتاة بيضاء البشرة تخالط بياضها سمرة أهل البلاد الأصليين..فهدأتْ من روعه وخاطبته أن ينشد الحرية لنفسه بسرعة حتى لا يفقد حياته..وأنها قد جاءت لتنقذه لأن الله لا يجد أفضل دليل على الإيمان من مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان .. فعجب لشأنها: وثنية مؤمنة وزنجية بيضاء.. فما زال يحاورها - وقد وقعت في قلبه موقع الحب - حتى قال لها إنه لن يبرح مكانه إلا إن هربت معه من هذه الجزيرة المقطوعة....ثم وبعد تفكير قالت له: سآتي معك وليقض الله فيَّ وفيك ما شاء.

فانطلقا يقطعان الجبال والسهول والقفار والبراري ....وكان الفتى يلحظ على وجه الفتاة سحابة من الحزن لا يفهمها، وكلما سألها دافعتْه ولم تُـجِب، وقد علل ذلك في نفسه بمفارقتها الوطن والأهل ..وبعد مسير ثلاثين يوماً أشرفا من العمران فاستبشرا أنهما في الساعات الأخيرة من الشقاء،فقال لها: ما حفظ الله حياتنا طوال هذه الرحلة إلا لأنه كتب لنا في أقداره السعادة عما قريب، فسألته كيف إلى السعادة من سبيل؟ قال: ليس بيننا وبين السعادة إلا أن نطوي المرحلة القادمة، ونصل أول بيت من بيوت الله فيربطنا زوجين..فأطرقت ، ونظر إليها فإذا هي تبكي، فلما استنطقها قالت: أتذكُر ليلة رحيلنا حين قلتُ لك إنني أخاف أن أحبك..فقد وقع اليوم ما كنتُ أخشاه. وسقطت مغشياً عليها..فاقترب منها فإذا هي محمومة والرعدة تسري في بدنها..فجمع قليلاً من الحطب ليشعل ناراً تتدفأ..ثم لمح بيتاً من بعيد..فانطلق يلتمس جذوة ليشعل النار..فإذا في الكوخ شيخ راهب طاعن  فأخبره بخبره وطلبه، فأعطاه ما سأل وقال له أنا في أثرك..وعندما وصل الشاب إلى حيث الفتاة وجدها هادئة مطمئنة فقال: لعل ما ألمَّ بك كان بسبب ذكرى الأهل والوطن..فقالت: لا، سأحدّثك بحديثي، فأنا مثلك غريبة عن هذه الديار لا أعرف فيها إلا نفسي، كانت أمي قد أحبت رجلاً أبيض ودانت بدينه، ففرَّت معه وتزوجته، ثم أنجبتني ..وما زالت قبيلة أمي يطلبونها حتى عثروا عليهما، وكان لي من العمر عشر سنين، ين سقطوا علينا في ليلة فقتلوا أبي أمامي وأمامها ..فحزنتْ عليه وأخذت تقترب من القبر يوماً فيوماً، حتى حانت لحظة موتها فحضر موتها أحد الرهبان فقالت لي إنها قد شقيت في حياتها، لذا أخذت مني وعدا بحضوره ألا أتسبب بالشقاء لأحد وأن أنذر نفسي للعذراء،  ثم نظرت إلى السماء وقالت أنا آتية إليك يا رفائيل.. فاضطرب الشاب لسماع الاسم، وسألها عن موطن أبيها . فلما أخبرته قال لها قد كنتِ قبل اليوم تـمتّين إليّ بصِلَة الحب والآن تـمتّين إلي بصِلَة الحب وصِلة القربى..فما أسعدني لأني قد وجدت غايتي.. فاضطربت الفتاة وأوقفته وقالت: أصغِ إلى بقية حديثي..فإنني منذ حفظت وصية أمي كان لا بد أن أتخذ ملجأً أفزع إليه إذا غلبني هواي حتى جاء هذا اليوم، ففزعتُ إلى القارورة التي  أحملها معي.. فنظر إلى حيث أشارت فوجد قارورة فارغة إلا من بقيةٍ صفراء ففهم كل شيء. وشعر أن قطعة من قلبه قد هوت من بين أضلاعه، فما عاد والتفت ...حتى كانت الفتاةُ جثةً باردة، فصُعِق، وما استفاق إلا وصاحب الكوخ بجانبه يقلّب نظره حائراً ..فوثب الفتى إليه ينطق بما جرى، ثم سقط على الأرض يئن ويزفر حتى فاضت روحه ألماً وحسرة.

وفي الساعة التي دُفِن في الشابان تحت الشجرة في ذلك المكان.. مرَّت بكوخ العجوز أمه على الضفة الأخرى من المحيط، إحدى جاراتها التي كانت تتعهدها بالزيارة، فنظرت فإذا حافة الحفرة التي تجلس إليها فارغة، فأشرفت عليها فوجدت العجوزَ معفرة بالتراب ولا حراك فيها.. فملأت الحفرة بالتراب المجتمع حولها، وأسبلت فوق تربة العجوز دمعة ًكانت هي كل نصيبها من الدنيا").

 

أما المقيم شيخ معاوية فابتدر الحاضرين بسؤال: هل أثارت هذه القصة مشاعركم؟ وإذا ما تصورناها لوحة فما هو اللون الغالب عليها؟ فقال الجميع: أسود..وحقاً! هي قصة مؤثرة بتفاصيلها الحزينة، مما يدل على نجاح الخطيبة في تحقيق الهدف المنشود من الخطبة. وقد أتقنت سرد الحكاية وجعلتنا ننتظر في كل لحظة حل المشكلة التي مر بها الأبطال.

أما نقاط التطوير فربما كان من الأفضل تسمية أبطال القصة بأسمائهم، والتفكير بمغزى للقصة بعد السرد القصصي الحزين .

************

وحان الوقت للخطبة التالية في الاجتماع وهي خطبة الخامسة لعائشة الرميثي وكانت بهدف "تنويع الصوت"، وقد ابتدأت عاشة خطبتها بقصة الملك لويس الرابع الذي عرف عنه بعض الغرائب..ويحكى أنه جاء إلى أحد السجناء المحكومين بالإعدام، وحبسه في قلعة وقال له: قبل يوم إعدامه إن أمامه فرصة للنجاة من الحكم، فقط عليه أن يبحث عن المخرج بنفسه لكي ينجو. وأن القلعة أضحت بلا حراس لكي يتمكن من الهرب إن استطاع إيجاد السبيل إلى ذلك.. فأخذ السجين يطرق الأرض ويتفقد الجدران والنوافذ.. يبحث عن طريق للهرب.. وسار في عدة ممرات ودهاليز وأنفاق ..وفي كل مرة كان يعود أدراجه إلى مكانه يائساً مفكراً: هل كان الملك يسخر منه؟ هل كان الملك جاداً في خبره ذاك؟ ..وفي اليوم التالي عاد الملك إليه ليجده ما زال في مكانه، فاستغرب أنه لم يجد بوابة الخروج.. فقال السجين للملك هل كنتَ جاداً فيما عرضت علي؟ قال: نعم، ولكني لم أجدها . وقبل أن يأخذوه ليلقى مصيره، أراد أن يعرف حقاً هل كان الملك صادقاً فيما قال؟ وأين كان المخرج؟، فأجابه الملك لقد تركت باب القلعة مفتوحاً دون إقفال.. فلو حركتَ المقبض لفتحتَ الباب.

وتابعت عائشةُ خطبتها قائلة: إنني أسوق هذه القصة لأقول إننا أحيانا نبحث عن أصعب الطرق لإنجاز أعمالنا، فإذا أخذنا الحياة ببساطة ستكون بسيطة، وإذا عقدناها فسنجدها على تلك الشاكلة من العقد والتعقيدات.

وحين تقدَّم خالد النقيب مقيّم الخطبة فإنه أسرع إلى امتداح استعمال القصص في الخطب؛ مما يضفي نوعاً من تشويق المستمعين واجتذابهم، وقد نجحت الخطيبة في ذلك بتوظيف القصة لدعم أفكار الخطبة، كما نجحت في مهارات لغة الجسد واستخدام المسرح، وأحسنت في التحدث بصوت طبيعي هادئ مناسب للمقام، ومن النقاط التطويرية: الاهتمام بالخاتمة لتكون في قوتها موازية لقوة المقدمة.

وبعد انتهاء فقرة الخطب المعدة جاء دور فقرة مواضيع الساحة، وكان عريفها توستماستر شيخ معاوية، الذي عرَّف بطبيعة هذه الخطب وهي ارتجالية بامتياز ، تتطلب من الشخص أن يتحدث في موضوع يسأل عنه دون سابق إعداد، مستفيداً من مهارات التوستماسترز في الخطابة.. وكان العريف ذكياً باختياراته ونوعية الأسئلة المطروحة التي أضفت على الاجتماع جواً من البهجة والطرافة.

وإليكم الأسئلة التي طرحت:

·              " من أراد أن يكون خطيباً متمكناً عليه أن يكون كذاباً متمكناً".

·              ما هي فوائد التدخين؟

·              الناجحون لا يستسلمون، والمستسلمون لا ينجحون".

·              الرجل الطويل هو الذي يرى الأفق من بعيد.

·              إذا توقفت عن التعلم فقد توقفت عن صنع التاريخ، وإذا توقفت عن صنع التاريخ فقد أصبحت جزءاً منه.

·              القراءة  زاد..فما هو الكتاب الذي قرأتَه وأثَر في حياتك؟

 

ثم حانت فقرة تقارير الاجتماع، إذ قدم أصحابُ الأدوار ملاحظاتهم، وكانت فقرة مختبِر الإنصات مميزة، وهي التي يطرح فيها صاحب الدور أسئلة على الحاضرين يختبر فيها مدى إنصاتهم في أثناء الاجتماع للخطباء، وقد أبلى الحاضرون لهذا الاجتماع بلاء جيداً تجلى في إجاباتهم عن الأسئلة التي طرحها صاحب الدور : خالد محمد.

أما التقييم العام فقدَّمه توستماستر نوح الحمادي، وقد أثنى على نقاط إيجابية عديدة تظهر دوما في اجتماعات نادي أبجد من حيث الإعداد الجيد للاجتماع بفضل جهود إدارة النادي، الحاضرين منهم والغائبين، خاصة توستماستر عبدالهادي عبدالله، وأشار إلى التغيير الذي طال ورقة جدول الاجتماعات وميزات هذا التغيير ..أما نقاط التطوير المطلوبة فهي ضرورة الالتزام بالتوقيت في بداية الاجتماع وفي أثناء الفقرات، وعدم الدخول في مناقشات أو الخروج إلى تعليقات قد تأخذ من وقت الفقرات المدرجة في جدول الاجتماع. وفي الختام قدَّم نوح الحمادي شكره للمقيمين على أدائهم المحترف في تقييم الخطباء.

ثم اختتم الاجتماع بإعلان أفضل خطيب لمواضيع الساحة وهو حميد الحمادي.

وإلى اللقاء في اجتماع قادم بإذن الله.

الأحد، 5 فبراير 2012

محضر الاجتماع 113 نادي أبجد توستماسترز


عقد مساء السبت 4/2/2012 الاجتماع الذي حمل الرقم 113 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز في أبوظبي، بحضور عدد من الأعضاء والضيوف ناهز ثمانية عشر شخصاً. وقد افتتح الاجتماع أمينُ المراسم توستماستر محمد يحظيه ثم قدم توستماستر خالد النقيب رئيسُ النادي كلمة الافتتاح وكان فيها: الإعلان عن المسابقة العربية، وخبر استقالة توستماستر ناصر الأسد من الهيئة الإدارية من منصب نائب الرئيس لشؤون العلاقات العامة، وسيحل محله توستماستر عبد الهادي الحمادي، الذي تفضَّل بتقديم نفسه وبعرْضٍ موجزٍ لخطته في العمل من أجل النادي


ثم تسلم قيادة الاجتماع العضوُ الجديد في النادي توستماستر غانم الهاجري في أول تجربة له للقيام بهذا الدور، وقد كان كفئاً لهذه المهمة، وأقل ما توصف به أنها مهمةٌ ليست سهلة. وقد بدأ عريف اجتماعنا بعبارة شعرية تناسب مقام محور الاجتماع لهذا اليوم وهو(التحدي):

إذ قال الشاعر: "ومن يتهيب صعود الجبال   يعش أبد الدهر بين الحفر"؛ فكثير من الناس ممن ينظر إلى الناجحين يظن أنهم قد وصلوا إلى نجاحهم هذا بسهولة دون عقبات، قال سقراط: الناجحون في هذه الحياة هم أناس بحثوا عن الظروف الملائمة لنجاحهم فإذا لم يجدوها خلقوها، ولعلنا كثيراً ما نسمع عن قصص الناجحين العصاميين الدين بنوا نجاحهم من نقطة الصفر.

ثم عرض عريفُ الاجتماع التغييرات التي طرأت على الجدول وهي توزيع أدوار الاجتماع على الحاضرين، وإسناد مهمة التقييم العام للتوستماستر حميد الحمادي، وإلغاء خطبة خالد النقيب نظراً لتغيب مقيمه، ثم قدَّم أصحاب الأدوار موجزا عن أدوارهم .

وبعد هذه الفقرة الافتتاحية المعتادة بدأت الفقرة الرئيسية وهي فقرة الخطب الـمُعَدَّة التي اشتملت على ثلاث خطب، هي: خطبة الأولى لـمدام توستماستر عبير سعيد، والخطبة السادسة للتوستماستر د. علي عبد القادر، والخطبة الثانية عشرة للتوستماستر شيخ معاوية.

خطبة (1) لعبير سعيد ومقيّمتها رشأ الخطيب

وهدف الخطبة الأولى هو كسر الجمود، وقد ابتدأت عبيرُ خطبتها بمقدمة قصصية مشوقة "كان يا ما كان، يا سادة يا كرام، والكلام لا يحلو إلا بذكر سيد الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام" ثم حدثتنا عبير عن مولدها الذي أرَّخت له بطريقةٍ جميلةٍ (بعد قيام الاتحاد بسبعة عشر عاماً ). ثم حدثتنا عن طفولتها: فقد كانت تحب اللعب بالدمى وشراء المثلجات ومشاهدة الرسوم المتحركة، أمضت طفولتها بين الدروس، وبين اللهو، فقد كانت تلهو بالورود الطبيعية " تقطفها " من حديقة الجيران دون علمهم، أو الورود الصناعية تنتزعها من المنزل فتطالها  صرخات أمها .. ثم تعرفت عبير إلى صديقها الأول: القلم، وما لبثت بعد قليل أن تعرفت إلى صديقها الثاني: الكتاب، الذي فتح أمامها عوالم لا حدَّ لها، فبالقراءة نحيا أعمارَنا وأعمارَ الآخرين، وبالقراءة تستطيع أن تقدم جديداً فإن أنت لم تزد على الأرض شيئاً فإنك إذن زيادةٌ عليها.

ثم استرسلت عبير في الحديث عن نفسها قائلة إنها اتخذت نفسَها صديقةً لنفسِها ! وأطلقت على نفسها اسم "سوسو" ومن هنا بدأت معرفتُها بنفسها، واكتشفت حبها للكتابة القصصية وحب التعلم حتى الحصول على أعلى الدرجات العلمية، وجسَّدت هذا الحب في تأسيس نادٍ للقراءة تترجم فيه حبَّها الأول للقلم والكتاب.

وقد نالت الخطبةُ والخطيبةُ استحسانَ مقيّمتها رشأ الخطيب، إذ كسرت عبير الجمود بقوة، بما يبشر بمشروع خطيبةٍ مفوّهة قادمة بحماس، لتكون واحدةً من أعضاء نادي أبجد المتميزين. وقد أحسنَت الخطيبةُ في بناء الخطبة والإعداد المسبق لها، وانتقاء المفردات والعبارات المؤثرة والمعبرة، وبناء الخطبة ودعمها بالشواهد، وقد فاقت عبيرُ التوقعاتِ بثقتها بنفسها على المنصة بالنسبة لخطبةٍ أولى.

أما الخطيب الثاني د. علي عبد القادر فقد قدم خطبته رقم (7) وكان هدفها استخدم مهاراتك، وكانت في موضوع الاختيار، وقد ابتدأها بقصة الشاعر أبي تمام الذي ألَّف كتابه ديوان الحماسة عندما كان عائدا من زيارة لممدوحه عبدالله بن طاهر في خراسان، وفي طريق عودته مرَّ بهمذان واضطر للتوقف فيها لبعض الوقت بسبب تراكم الثلوج، ففرح مضيفه بذلك وقدم له مكتبته ليمضي الوقت منتظراً ذوبان الثلوج، فجلس أبو تمام إلى تلك الكتب وصنَّف كتاب الحماسة، وهو الأول من نوعه وفي فنه ألا وهو فن الاختيارات، وكان له شأن كبير لدى القراء، فالاختيار هو قطعة من عقل المختار، لذا فكِّر كيف تريد للناس أن يروا عقلك؟

فالاختيار مهم في عصرنا اليوم بسبب اتساع العلوم والمعارف إذ لم يعد بمقدور المرء أن يقرأ كل شيء، لذا فالإنسان المتميز هو ذاك الذي يحسن اختياراته، ومن الأمثلة على ذلك الاختيارات في بعض التطبيقات مثل: تويتر؛ فأحسن النسب في تويتر يحصل عليها أشخاص ليسوا كتّاباً مبدعين، ولكنهم يُحسِنون الاختيار. وكما أن الكتب الأكثر مبيعاً هي التي أحسن اختيارَها المتميزون, وهذا يشبه حُسن اختيار الخطيبة السابقةِ التي قدمت لنا مختارات من حياتها.

ويضيف د. علي في خطبته: لقد سقتُ لكم هذا الحديث لأقدم لكم تجربةً شخصية لي حين أُوكِلت إلي مهمة اختيار مجموعة من كتب الأطفال من معرض الشارقة للكتاب، فوجدت أن هذه المهمة تفتح لي طرقاً من النور، ومن خلال جولاتي على دور النشر عرفت أن ثمة ما هو أفضل من التأليف والنقد إنه: الاختيار، ولهذا صرتُ أمام تحدٍ عظيم أمام هذا الكم الهائل من كتب الأطفال فبعضها يركز على الشكل ويهمل المضمون وآخر بالعكس .. وقلة هي التي توازن بينهما..وإلى جانب ذلك فقد أرهقني العاملون في هذا المجال فقد أرهقني أحدهم لإقناعي بشراء شيءٍ من مكتبته فلم أجد إلا عنوانين (بابا) و (بومبا) فأردتُ التخلص بعبارات ملء الفراغ آه..امممم حتى لا أشتري شيئاً يُقال عنه فيما بعد: هذا كان اختياراً غير موفق. كما أنني تخيلت ابنتي مثلا تسألني ماذا اشتريت بابا لأطفال العرب فأقول لها : بابا فتقول وماذا أخذت بعد، فأجيب (بومبا)!!!

وقد تلقف خالد النقيب مقيّم الخطبة من الخطيب كلمة (بومبا) ليبدأ بها تقييمه الذي أثنى فيه على التوستماستر المخضرم د.علي عبد القادر، فقد أجاد في بناء خطبته من المقدمة حتى الخاتمة، كما أبدع في ربط الماضي بالحاضر والتراث بـ"تويتر"، وحطَّ بنا في الخاتمة على أرض الواقع التي نرى فيها بائع الكتب يستجدي لبيعها.

أما الخطبة الثالثة فقدمها شيخ معاوية وكانت خطبته رقم 12 وهي من الدليل المتقدم لخطب التوستماسترز ، وهدفها العصف الذهني أو استمطار الأفكار ضمن مدة زمنية طويلة نسبياً تقريباً طولها ثلاثون دقيقة، وقد اختار شيخ معاوية موضوع (تدني نسبة حضور الأعضاء اجتماعات نادي أبجد) وقد أدار شيخ معاوية جلسة العصف الذهني بمهارة فائقة؛ فقد جمع من الجمهور الحاضرين عدداً من الأفكار المهمة حول الموضوع، ثم وبإدارة النقاش بينهم اختصر هذه الأفكار العديدة إلى مجموعة محددة ووصل إلى خلاصة الموضوع.

وقد أثنى مقيمه علي المنصوري على عدة نقاط إيجابية منها التحلي بالابتسامة  وقدرته على إدارة الحوار بين المشاركين، وتقسيمه المناقشة إلى قسمين قسم لاستمطار الأفكار وآخر لمحاولة اختصارها إلى ثلاث نقاط فقط.، كما إنه أبدى قدرته الكبيرة في حسن توزيع الوزقت وضبطه جيدا وضبط النقاش في الموضوع نفسه دون الخروج إلى تفاصيل ثانية. إلى جانب إتاحة المجال للجميع بالمشاركة، في حين أنه لم يفرض نفسه ورأيه في أثناء النقاش.

 

ثم انتهت الفقرة الرئيسية ووصلنا إلى فقرة التقارير، وكان من أجملها كالمعتاد فقرة مختبِر الإنصات الذي يسأل الحضور عن بعض المعلومات التي مرَّ ذِكْـــرُها في أثناء الاجتماع وهي تدل على مدى انتباه المستمعين واستمتاعهم بالمواضيع المقدَّمة  فيه.

ثم اختتم الاجتماع بفقرة التقييم العام  الذي قدمه حميد الحمادي، وظهرت فيه كثير من الإيجابيات في الاجتماع منها إعداد المكان وتجهيز الجدول للجميع والروح الأخوية الإيجابية التي تسود المكان، وأهم نقطة في تقييمه وهي سبب نجاح الاجتماع عريف الاجتماع الذي قام بهذا الدور للمرة الأولى...مع أنه عضو جديد.

وفي الختام وبعد التصويت على أفضل مقيم وأفضل خطيب تعادل للمرة الأولى

أفضل خطيب : عبير عيسى ود. علي

وأفضل مقيم: علي المنصوري وخالد النقيب.

وهكذا أسدل الستار على اختتام الاجتماع، وعلى أمل اللقاء بكم في اجتماع متميز قادم.
 

الأحد، 22 يناير 2012

محضر الاجتماع 112 نادي أبجد توستماسترز




انعقد مساء السبت 21/1/2012 الاجتماع رقم 112 لنادي أبجد توستماسترز في أبوظبي، بحضور نحو ستة عشر عضواً وضيفاً، وقد رحّب أمين المراسم التوستماستر محمد يحظيه بالضيوف والأعضاء ، ثم افتتح رئيسُ النادي التوستماستر خالد النقيب الاجتماع بالثناء على الأعضاء المواظبين على الحضور وحثَّ الجميع على متابعة  مساراتهم في التوستماسترز ليتميز النادي بإنجازاتهم .
وكان التوستماستر المخضرم حميد الحمادي _ أحد مؤسسي نادي أبجد سنة 2009- عريف الاجتماع لهذا اليوم، وقد جعل من محور الاجتماع ( روح التطوع ) حاضراً كلَّ الوقت في كلماته وفي تقديمه لأصحاب الأدوار.. إذ إن العمل التطوعي يصقل خبرات الإنسان ويضيف إليه معارف كثيرة قد لا يحصل عليها بالدراسة والعمل العادي؛ فالتطوع هو التعبير الحقيقي لشعورك بالانتماء إلى المجتمع الذي يحيط بك.

ثم حان كسرُ جمود الاجتماع بفكاهة المساء التي قدمها التوستماستر شيخ معاوية، ثم فقرة التعريف بأصحاب الأدوار، ثم حانت الفقرة الأساسية وهي فقرة الخطب المعدَّة، التي ضمت ثلاث خطب على النحو الآتي: الخطبة الثالثة عشرة  لنادر أحمد ومقيمه شيخ معاوية ، والخطبة التاسعة لمحمد يحظية ومقيمه نوح الحمادي، والخطبة الحادية عشرة لرشأ الخطيب ومقيمها خالد النقيب.

خطبة (3) لنادر أحمد  كانت بعنوان الحلم، والهدف منها: نظم خطبتك

الحلم هو مايراه الإنسان في يقظته أو منامه، والنوم درجات يبدأ بالسِنة.. وينتهي بالنوم وهي المرحلة التي يرى فيها الإنسان أحلامه، وربما يفسر بعض العلماء الأحلام بأنها ما يلفظه الدماغ من مهملات، أو هي ذكريات الماضي  أو ربما هي ما تتنبأ به نفسك في المستقبل ، كلها تمر أمام عينيك... فالأحلام إنباءٌ عما فات أو عما هو آت... وأياً كان تفسير العلماء لها فإن لنادر أحمد تفسيراً آخر: أنا أحلم إذن أنا موجود!  أي أنني أعيش من أجل الحلم والأمل القادم فالمستقبل هو حلم، وإذا ما سلكت أي طريق تجاهه فأنت لا شك واصلٌ إليه. لذا عليك أن تحلم باستمرار ...فأحلام اليقظة دليل عافية -إن لم تتجاوز حداً معيناً-  مثلها كمثل أحلام النوم . فالأحلام قريبةً كانت أم بعيدة هي عافية لنا.

وقد نالت الخطبة استحسان مقيمها شيخ معاوية الذي أشاد بنقاط قوة عدة للخطيب نادر أحمد منها التمكن اللغوي والتدفق المعلوماتي لدى الخطيب، إلى جانب حسن بناء الخطبة وتقديمها، ومن نقاط التطوير المرغوبة استعمال المسرح بكل ما أمكن الخطيب.

أما خطبة (9) لمحمد يحظية وهدفها: أقنِع بقوة، فقد بدأها بـ " الخيل والليل والبيداء تعرفني   والرمح والسيف والقرطاس والقلم"، وبسؤال الحاضرين: من منكم فكر أو خطر في باله أن ينام هذه الأيام الباردة في الصحراء.؟

والداعي للسؤال أنه قام بهذه التجربة حين ضاع مفتاح الشقة، فعرض عليه صديقه خوض هذه التجربة.. فما كذَّب خبراً، وانطلقا لتجهيز أمتعتهما من متجر قريب وتوجّها نحو الصحراء.. وما يريد محمد يحظيه أن يقوله لنا هو أن –معظمنا - نشأَ نشأةً بدوية، لكن الإعلام جعل البدوي مادةً للتندر والفكاهة خاصة في موقف الصدمة الأولى التي تصيبه حين يزرو المدينة .. لكن البدوي مع ذلك يتغلب - بعد حين- على تلك الصدمة الحضارية ولا يلبث أن يصبح أفضل من ابن المدينة الذي لا يعرف حياة البادية وصعوباتها. وفي هذا المقام يقال إنهم وضعوا أسداً في قفص مدة من الزمان ثم أسدلوا على جزء من القفص حاجزاً زجاجياً، فاضطر الأسد أن يمشي في مساحةٍ محدودة لعدة أشهر، ثم رفعوا ذلك الحاجز، ومع ذلك بقي الأسد يمشي فقط ضمن المساحة نفسها دون أن يفكر في تجاوزها؛ وكأنَّ الحاجز الزجاجي لم يُرفع!! وهذه الحال تحاكي حال الناس الذين وضعوا البدوي في صورةٍ نمطيةٍ لم يغيروها!

وقد كانت المقدمةُ القوية للخطبة قد أثارت استحسان المقيِّم نوح الحمادي إلى جانب طرح التساؤلات في مقدمة الخطبة وهي من عناصر قوة الخطب، هذا إلى جانب الثقة والقوة لدى الخطيب، أما نقاط التطوير المرغوبة فكانت محاولة ربط بناء الخطبة على نحوٍ أكثر إحكاماً، ليكون هدفها واضحاً ومقنعاً للمستمعين.

أما الخطبة 11 لرشأ الخطيب من الدليل المتقدم : سرد الحكايات،  والهدف تقديم الحكاية الشعبية.

وقد قدمت فيها الخطيبة حكاية: القاضي الصغير وهي من حكايات ألف ليلة وليلة، التي تتلخص في أن أحد التجار البغداديين -ويدعى منصور- سافر إلى الشام للتجارة لبضع سنين وترك ثروته أمانةً لدى التاجر أبي المحاسن، وكانت ثروته ألفاً من الدنانير الذهبية وضعها في جرةٍ وغطى الجزء المتبقي من الجرة بثمار الزيتون.  وبعد سنوات كان أبو المحاسن يتناول العشاء مع زوجته واشتهى الزيتون، ثم تذكر جرة منصور ففتحها واستولى على المال الذي فيها، ثم ملأ الجرة بالزيتون وأغلقها.

وبعد غيبة خمس سنوات عاد منصور إلى بغداد وطلب الجرة من أبي المحاسن وفوجئ بذهاب المال، فاحتدم الجدل بينهما وانكشف أمرُ الجرة بين الناس، ثم اشتكى منصور إلى القاضي، ولم يتمكن من إثبات دعواه، فعزم على تقديم الشكوى إلى الخليفة، وقد وفعل.. لكنَّ الخليفة لم يتمكن من مساعدته على الفور وأمهله أسبوعاً كي يحصل على جواب لأن منصوراً ليس لديه شاهد على أنه قد وضع في الجرة مالاً فوقه زيتون كما يزعم..

وكان من عادة الخليفة الخروج متنكراً يمشي في طرقات المدينة، فانتهى إلى محموعة من الفتيان الصغار يقلّدون ما حصل بين منصور وأبي المحاسن وكان من بينهم فتى يقوم بدور القاضي .. قال بعد أن استمع إلى الشكوى: البتُّ في هذه القضية سهل فإن منصور قد ترك أمانته لخمس سنوات لديك لذا نسأل تجار الزيتون: هل يبقى على حاله بعد كل تلك المدة أم يتغير؟ فأجاب صبيٌّ آخر يمثِّل دور التاجر: إن الزيتون يتغير ويفسد بعد هذه السنين.

فعاد الخليفة إلى قصره مسروراً وحين آن موعدُ التاجر منصور للقائه استعان الخليفةُ بأهل الخبرة بالزيتون وعند الكشف على الزيتون الذي في الجرة حكموا أنه جديد. فثبتت صحة دعوى منصور الذي انصرف مسروراً بعودة ثروته إليه.. ونال أبو المحاسن عقابه. وبحث الخليفة عن الفتيان الذين كانوا يلعبون وأجزل إليهم العطاء واعتنى على نحو بالقاضي الصغير الذي أمر بتعليمه وتأديبه بأحسن العلوم وأفضل الآداب ثواباً لذكائه!

وقد أثنى المقيمُ خالد النقيب على أداء الخطيبة في تقديمها للقصة بقوله إنه كان يشاهد القصة لا يستمع إليها فقط، وذلك دليل الإعداد المسبق، وقد نجحت الخطيبة في نقلنا إلى زمان القصة وأجوائها. ومن نقاط التطوير المطلوبة -خاصة في مثل هذا النوع من الخطب- الاهتمام بتلوين الصوت وإعطاء بعض المواقف ما تحتاجه من تنويع في طبقات الصوت ولغة الجسد. هذا إلى جانب الاهتمام بالوقت وإنهاء الخطبة في الوقت المطلوب.

أما الفقرة التالية فكانت فقرة تعليمية قدمها التوستماستر علي المنصوري، وكانت حول: الإعداد للنجاح، فهو لا يتأتى إلا بالجهود المتواصلة؛ إذ لا يقع النجاحُ صدفةً ! وحين نتفكر في الأنشطة الكثيرة التي تدور حولنا من فعاليات ومؤتمرات ... وغيرها فالعامل الأساسي الذي يجمعها أنها تحتاج إعداداً مسبقاً لكي تتم على أحسن وجه، صحيح أننا لا نرى منها إلا فريق النجوم لكن الفريق الأكبر يعمل خلف الكواليس وهو لا يقل أهمية عن فريق النجوم.

واجتماعات التوستماسترز كمثل هذه الفعاليات فيه فريق النجوم وهم أصحاب الأدوار المعروضة في جدول الاجتماع، لكن فريق النجوم هذا لا ينجح إلا بمساندة الفريق الذي يعمل خلف الكواليس، وهم أعضاء الهيئة الإدارية للنادي، وعمل هذين الفريقين هو سر نجاح اجتماعات التوستماسترز في كل مرة.

ثم حانت الفقرة الختامية بسرد تقارير أصحاب الأدوار: عداد ملء الفراغ ومختبِر الإنصات، والمدقق اللغوي، ثم اختتم الاجتماع بالتقييم العام الذي قدمه التوستماستر عبد الحكيم الجابري، الذي ما وجد في الاجتماع إلا كل الإيجابيات فالسلبيات تكاد لا تذكر فلم يذكرها.. وقد أعجبه كثيراً محور الاجتماع ( روح التطوع ) ، وخاصة الطريقة الجميلة التي أصرَّ بها عريف الاجتماع أن نذكر فيها ذلك المحور حين طلب من جميع المتحدثين أن يتحدثوا عن تجربة شخصية لهم في التطوع، فكانت قصص كثيرة نأمل أنها تدفع الجميع للتفكير بهذا الموضوع لكي يستقر لدينا نمط حياة.

وفي الختام نرجو لقاءكم في المرات القادمة لتنعموا بكثير من ثمار المعرفة والفائدة والإنجاز.





 

الأحد، 8 يناير 2012

محضر اجتماع رقم 111 لنادي أبجد توستماسترز / أبوظبي


 
انعقد يوم السبت 7/1/2012 الاجتماع الذي يحمل الرقم 111 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز في أبوظبي بحضور عدد من الأعضاء والضيوف المتميزين، وهو أول اجتماع يعقد في العام الجديد 2012.

افتتح رئيس النادي توستماستر خالد النقيب الاجتماع بكلمة موجزة استعرض فيها إنجازات أعضاء النادي للعام الماضي وأسعدَنا بأخبار وصول المطرقة وراية النادي؛ لتكون الاجتماعات القادمة دوما بأبهى صورة! ثم رحب بعريف الاجتماع توستماتسر شيخ معاوية ودعاه إلى إدارة دفة اللقاء الذي ناهز ساعتين.

وقد ابتدأ شيخ معاوية الأمسية بأن قال إن لديه رقم سيارة مميزاً هو 111 فكم تدفعون فيه؟!  وهذا الرقم المميز هو رقم اجتماعنا هذا... ويبدو أن اجتماعات التوستماسترز هي دوما اجتماعات مميزة! ثم استرسل شيخ معاوية بقوله إن الحياة قصيدة أبياتها السنوات التي تمضي من أعمارنا...وكل إنسان شاعر.. يكتب قصيدته الخاصة به، وأجمل بيت - كما تعرفون- يسمى بيت القصيد، لذا اعملوا على أن يكون عام 2012 هو بيت قصيد حياتكم، بجهودكم وإنجازاتكم، لتكون لكم بقدر هذه الإنجازات قصائد يقرؤها غيركم.

ثم عرَّف شيخ معاوية بالتغييرات التي طرأت على جدول الاجتماع وأهمها إلغاء خطبة 18 لعبد العزيز نواب، واستبدل بها الخطبة الثالثة لعائشة الرميثي ومقيمها علي المنصوري. ثم رحّب كذلك بالضيوف الحاضرين وبأصحاب الأدوار وابتدأت فقرات الاجتماع بالفقرة الأم وهي فقرة الخطب المعدة التي تضمنت ثلاث خطب.

الخطبة الأولى لعبدالله الزعابي هي خطبة كسر الجمود التي يقف فيها عضو التوستماسترز للمرة الأولى أمام جمهوره ويكون هدفها التعريف بنفسه والحديث أمام الآخرين..لذا فإن عبدالله بثقته الكبيرة بنفسه قال إن خطبته ستكون كسراً للجمود وإزالةً للجليد..  وفيها حدّثَنا أنه ربما لا يعرف من أين يبدأ الحديث عن نفسه؛ فقد اجتمع وأصدقاءَ له ذات مرة يحدثهم فيها عن حياته المليئة بتفاصيل كثيرة، فاقترحوا عليه تأليف كتاب عنها، لكنه في اجتماعنا سيقدم لنا خمس دقائق فقط

من ذلك الكتاب الكبير.. فكشف لنا في تلك الدقائق الخمس عن مزايا شخصيته الهادئة الكتومة، وهواياته المتعددة التي يطورها باستمرار ومنها التصوير والسفر والرياضة...فلديه في التصوير معداته الخاصة وهو يحتفظ بالصور التي يصورها لنفسه... فلا تسألْه إنْ كنتَ معه في مرة أين صورتي؟ لأنك لن تحصل إلا على جواب واحد: سأرسلها لك فيما بعد .. لكنها لن تصل !!! أما السفر فهو لا يحبه، على الرغم من أنه لم يسافر إلا إلى 22 دولة فقط. أما في الرياضة فيهوى عبدالله الألعاب القتالية التي عدّد منها أسماء لم ينزل الله بها من سلطان! لا أذكر منها شيئا الآن! هذا إلى جانب قيادة السيارات في السباقات.

وقد أثنى مقيِّمه نوح الحمادي على الخطبة الأولى لعبدالله الزعابي وحيّاه بتصفيق خاص مجددا، يستحقه لأنه حقق هدف الخطبة الأولى وهو بناء الثقة والوقوف أمام الجمهور. أما نقاط التطوير المطلوبة فكانت إعداد خاتمة قوية تتناسب وإدارة الوقت المخصص للخطبة.

 أما الخطيب الثاني معاذ الحارثي فقدم كذلك خطبته الأولى سر الجمود، وبدأها بعبارات شعرية ترحيبية:  أشرق النور وبانا       مرحبا بمن أتانا

          أيها الزائر أهلاً      لك في القلب مكانا

وقسم خطبته إلى مقاطع تحدث فيها أولا عن شخصيته المزاجية الحساسة والعصبية، وعن حبه للرياضة والمرح والرحلات والمغامرة والاستكشاف خاصة في المغاور والكهوف.

أما نشأته فكانت في بيت متدين محافظ نشأ فيه على الخطْوِ إلى المساجد وتعلُّم القرآن، ثم التدرج في الدراسة، حتى مرحلة الدراسة الجامعية التي تقلب فيها في عدة تخصصات تعكس مزاجيته ورغبته في التجريب؛ بدأها في معهد تدريب شركة أبوظبي للنفط أدنوك، وانتهى به الأمر في جامعة الحصن في تخصص تقنيات التعليم.

هواياته كثيرة ومتعددة لأن من طبعه الملل وحب التجربة؛ خاض مياين عديدة، منها: ركوب الخيل والاشتراك في السباق فورا... فقد أملت عليه نفسُه أن يطلب تجربة سباق الخيل من غير تدريب مسبق على ركوبها وكذلك تجربة سباق الهجن من غيرما تدريب.. وإلى جانبهما تعلم السباحة والرماية والتنس الأرضي والطاولة والبياردو..حتى إنه كانت له تجربة أيضا في الإنشاد الديني وكتابة القصة والشعر...إننا أمام شخص متعدد المواهب، يستحق من مقيمه توستماستر خالد النقيب أن يبارك له على كسره الجمود واجتيازه الخطبة الأولى التي يراها مغامرة لا تقل في إثارتها عن المغامرات الكثيرة التي جربها معاذ الحارثي...فالتعبير عما في النفس هو بشكل أو بآخر مغامرة في حد ذاتها، تكشف فيها عن نفسك أمام الآخرين.

أما الخطبة الأخيرة فكانت الخطبة رقم 3 لمدام توستماستر عائشة الرميثي وهدفها "نظم خطبتك" واختارت لها عائشة عنوان: التغيير والتأثير... فما الفرق بينهما؟ فإذا توافر أمامنا خطيب متميز فهل يستطيع أن ( يغير)  أو ( يؤثر) في الآخرين؟ إذ هناك فرق بين التغيير والتأثير؛ فالخطيب مؤثر فيمن يستمع إليه، ولو تحدث الخطيب عن الخطابة مثلا لربما تأثر به الحاضرون، ولكن ليس جميعهم من سيغير من نفسه وينضم إلى نادي التوستماسترز مثلا...

وفكرة التغيير ترتبط بتراثنا الإسلامي، ولا تبدو الآية " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" بعيدة عن هذا السياق؛ فالله القادر على التغيير مطلقا ترك الإنسان في هذا المجال رهن إرادته للتغيير ؛ وإذا أراد الإنسانُ التغييرَ حقا وغيَّر ما بداخله فلسوف يتحقق التغيير المنشود. والتغيير يرتبط أحيانا باحترام القدوة؛ ومثال ذلك أن شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت شخصية مؤثرة؛ فقد كان من حوله يتأثرون به لكنه لم يطلب من أحد أن يتغير، فتغييرهم مرتبط باحترامهم له.

وختمت عائشة خطبتها بعبارة : كن أنت التغيير الذي تود أن تراه في العالم!

وقد أثنى توستماستر علي المنصوري على خطبة عائشة الرميثي التي اتصفت بعمق أفكارها، وبتكاملها من حيث أسلوبها وبناؤها واحتواؤها على الأدلة وانسجامها مع الهدف المطلوب للخطبة. أما نقاط التطوير المستقبلية فهي تتصل بإدارة الوقت الذي يتطلب منا الانتباه جميعاً إلى تناسب عدد كلمات الخطبة والزمن المحدد لها.

وكانت الفقرة التالية فقرة خطب مواضيع الساحة، وكان عريفها توستماستر عبد الهادي الحمادي، الذي اختار مجموعة من المواقف وطلب من خطباء الساحة التعليق عليها بخطبة قصيرة، وتنوعت المواضيع بين: التطوع، وترشيد استهلاك المياه وتغيير سلوك الأبناء تجاه نظافة الأماكن العامة، وتعاون الزوجين على متطلبات الحياة اليومية.

ثم كان لنا في الاجتماع فقرة تعليمية قدمها توستماستر علي المنصوري ضمن متطلبات القيادة المتمكنة، عن: التحفيز ودوره في الإنجازات التي يحققها الإنسان في حياته، كما حدثنا عن أنواع التحفيز وتدرجها لتناسب الشخص المقدمة له. ومن أبسط المحفزات التشجيع؛ فبعض الناس تكفيه النظرة الحانية، وآخرون تكفيهم الكلمة الطيبة.

ثم جاءت فقرة التقييم العام التي قدمها توستماستر المخضرم حمد الجابري، وهو كذلك رئيس سابق لنادي أبجد توستماسترز، وقد أثنى حمد على الروح الإيجابية الأخوية في النادي، والاستعداد المسبق لتنظيم الاجتماع وبدئه على الوقت، وأثنى كذلك على جميع الفقرات والأدوار المقدمة. أما عن نقاط التطوير فهي نصائح عامة للأعضاء تتلخص في أن سر نجاح الخطب يكمن في الإعداد الجيد لها والتدرب على إلقائها قبل تقديمها.

وفي الختام قدم أصحاب الأدوار تقاريرهم، وكانت نتيجة التصويت ، أفضل خطباء الخطب المعدة: عائشة الرميثي، وأفضل خطباء الساحة: محمد السقاف.

وهكذا أسدل التسار على الاجتماع ..وفي انتظاركم في الاجتماع القادم لتوستماسرز حيث الجو الإيجابي وروح التميز!

الأحد، 25 ديسمبر 2011

محضر الاجتماع (110 ) نادي أبجد توستماسترز





 

عقد السبت 24/12/2011 الاجتماع رقم 110 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز/ أبوظبي، وهو الاجتماع الأخير في عام 2011، وكان مميزا بحضور د. ناصف الظفاري للحديث عن إنجازات القطاع 20 القسم ه تاريخه ومستقبله.

وقد افتتح الاجتماع توستماستر شيخ معاوية، أمين صندوق نادي أبجد، الذي رحب بالحضور من الضيوف والأعضاء ثم سلم الدفة لعريف الاجتماع فهد المشهري نائب الرئيس للشؤون التعليمية في النادي.

ابتدأ فهد المشهري الاجتماع بكلمات جميلات أرادها فاتحةً مميزة لختام اجتماعات عام 2011، كلمات منسجمات مع محور الاجتماع (عام منصرم وعام قادم) لذا فقد بدأ كلامه مستعجلاً عام 2011 على الرحيل بمخاطبته صراحةً بالكلمة التي كانت الأكثر شهرة على امتداد عام 2011 كلمة (ارحل)، نعم ارحل!.. ولكن بعيداً عن السياسة قال فهد: "ارحل ياعام 2011 فقد كنتَ ضيفا ثقيلْ .. اذهب بأحداثك التي جرَّت لنا أمرا جليل"، لكن الدعوة لرحيل 2011 لم تكن لتمضي دون أن يكون الاجتماعُ الأخير فيه اجتماعاً يستحق أن يستقر في الذاكرة.

فبعد استعراض الافتتاحيات التقليدية للاجتماع والتعريف بأصحاب الأدوار ابتدأت فقرة الخطب المعدة التي تضمنت خطبتيْن: الخطبة رقم 8 لتوستماستر محمد يحظيه، والخطبة رقم 18 لتوستماستر نوح الحمادي... وألغيت الخطبة رقم 3 لعائشة الرميثي لعدم تمكنها من الحضور.

كانت خطبة محمد يحظيه تدور على هدف استعمال الوسائل المساعدة، وقد اختار لها محمد موضوعاً بعنوان: "مخاطر البدانة" وهو موضوع أعجبه شخصيا، وهو يعتقد أنه يشغل بال كثير من الناس. كانت البداية المشوقة لخطبة محمد بسؤال بسيط طرحه على الحضور: ما هو أخطر الأمراض؟ والإجابة الشائعة عن مثل هذا السؤال: إنه مرض الإيدز!!

لكن يحظية يدفعنا إلى إعادة النظر في الإجابة؛ لأن الإحصاءات تذكر أن الإيدز منذ اكتشافه قتَلَ في الولايات المتحدة –على سبيل المثال- أقل من 400 ألف شخص بينما تقتل السمنة ومشتقاتها سنويا 480 ألف شخص فيها. ثم انتقل الخطيب لاستعراض بعض الصور التي تعبر عن المشكلة البدانة، والأسباب المؤدية إليها من وسائل الراحة والمواصلات ونمط الحياة والوظائف المكتبية الذي يشجع على الخمول.

 أما الأمراض الناتجة عن هذه المشكلة فمتعددة، وأما حل هذه المشكلة فإنه يتطلب الوعي باستبعاد بعض المفاهيم الخطأ التي تعيق التغلب على مشكلة البدانة، ومنها مثلا مسألة التفريق بين الوزن الحيوي للجسم ونسبة الدهون فيه، إذ يفضل أن تتجه الحمية الغذائية نحو إنقاص نسبة الدهون في الجسم، إلى جانب الرياضة التي تمنح الجسم الرشاقة واللياقة المطلوبة.

وقد أثارت هذه الخطبة وأداء الخطيب إعجاب مقيمها توستماستر عبد العزيز نواب، الذي امتدح عدداً من النقاط الإيجابية، منها على سبيل المثال: المقدمة القوية التي بدأ بها يحظية خطبته بسؤال لفت الانتباه، ومنها الشرائح المرافقة لعرض أفكار الخطيب .. أما نقاط التطوير التي تستدعي من الخطيب مزيد عناية فأهمها تغيير نبرات الصوت لتعلو وترتفع من أجل التأكيد على بعض الأفكار، إلى جانب إعداد الحاسوب وأية وسائل مساندة قبل بدء الخطبة.

********************

أما الخطيب الثاني فكان توستماستر نوح الحمادي الذي قدم الخطبة رقم 18 من دليل المتواصل المتقدم، وهي ندوة متخصصة بعنوان "التلاحم الوطني"، ابتدأها نوح بذكر مشاركته في أحد منتديات وزارة الثقافة حول الموضوع، وطرح في بداية الندوة سؤالاً موجهاً للحضور حول مفهوم التلاحم الوطني برأيهم. وناقشهم فيما بعد في بعض المحاور التي تؤثر في  التلاحم الوطني، ومنها: العمل التطوعي والأسرة والتربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني.

وجرى نقاش متوازن لهذه المحاور أداره نوح الحمادي بجدارة من حيث طرح الأسئلة واستمزاج آراء الحضور ومناقشة كل محور منها. ثم الوصول إلى الخلاصة بأن التلاحم الوطني لا يستغني عن هذه المحاور التي تدعمه وترفده، لكي يتحقق على أرض الواقع بأيدي المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الحبيبة.

وكان المقيم حميد الحمادي قد أثنى كثيرا على الخطبة التي تستحق الثناء حقا؛ من حيث الخطيب المتميز المواظب على التقدم في برنامج التوستماسترز، ومن حيث بناء الخطبة المنظم الذي تضمن فكرة عامة ثم تفاصيل تدرَّج في عرضها الخطيب، وتضمن دعماً لأفكاره بمجموعة من القصص والأمثلة.

أما نقاط التطوير التي يشار إليها فالعمل على تجهيز المسرح الخطبة تجهيزاً لا يضطرنا إلى التوقف في أثناء إلقاء الخطبة، والعناية أكثر بخاتمة الخطبة لتكون شاملة جوانب الموضوع المطروح لا جانباً واحداً منه.

وبعد الانتهاء من فقرة الخطب المعدة حلَّت الفقرة التعليمية بدل فقرة خطب الساحة لهذا الاجتماع، وهي فقرة خاصة قدمها التوستماستر العريف المتميز د. ناصف الظفاري، وهي فقرة عن تاريخ التوستماسترز في منطقة الخليج العربي والإمارات خاصة حاضرها ومستقبلها.

وقد احتوت الفقرة عدداً من الإحصاءات والتقارير عن أندية توستماسترز في الإمارات والخليج وذلك في سبيل دفع الأندية والأعضاء إلى تحقيق التميز على مستوى الفرد وعلى مستوى النادي، وذلك من خلال عرض الأهداف التي تسعى المنظمة للوصول إليها مع نهاية سنة التوستماسرز في يوليو تموز 2012.

********

ثم وصلنا إلى فقرة التقارير في ختام الاجتماع وقدمها كلٌّ من: غانم الهاجري الذي قدم تقرير عداد تعبيرات ملء الفراغ، ورشأ الخطيب التي قدمت تقرير المدقق اللغوي، وعلي المنصوري الذي قدم أسئلة مختبِر الإنصات.

أما التقييم العام فكان من نصيب د. ناصف الظفاري الذي أثنى على جوانب كثيرة في اجتماع نادي أبجد العاشر بعد المئة، وشدد على بعض نقاط التطوير في الاجتماعات القادمة، وأهمها: ضرورة إحضار كتيبات الخطب المطلوبة، والحرص على تحقيق أهداف كل خطبة وفق المطلوب.

 

الأحد، 11 ديسمبر 2011

محضر الاجتماع 109 نادي أبجد توستماسترز






عقد يوم السبت 10/12/2011 الاجتماع رقم 109 من اجتماعات نادي أبجد توستماسترز/ أبوظبي، وكانت الكلمة الافتتاحية فيه لنائب رئيس النادي للشؤون التعليمية فهد المشهري؛ وذلك نظراً لغياب رئيس النادي خالد النقيب عنا لأسباب عائلية. ثم سلّم فهد المشهري الراية إلى عريف الاجتماع توستماستر: نادر أحمد.

... ولمدة ساعتين هما زمن الاجتماع حلّقنا مع نادر أحمد بكلماته الأنيقة وأدائه الهادئ في جوٍّ من الألفة والفائدة. وكانت انطلاقة الاجتماع بمقدمة قال فيها: " الشمس تشرق كل صباح وتنادي كل إنسان: أيها المخلوق القوي الضعيف قم... ذلك أنك خُلِقتَ لإعمار الحياة..تأمل أيها الإنسان نشاطي اليومي وقم واعمل.. فمن عمل لمع، وإن لمع الإنسان .. ترك بصماته في كل مكان".

وحدَّثنا كذلك نادر أحمد في مقدمة الاجتماع عن الإبداع الثقافي والفكري محور الاجتماع، وحاجة الإبداع لكي يتحقق إلى دعامتين هما: القراءة والعمل.. لكنّ هاتين الدعامتين لا تكفيان وحدهما بل لا بد لهما من ركن ثالث إلى جانبهما ألا وهو الإخلاص.

ثم ابتدأت فقراتُ الاجتماع وأولها فقرة الخطب المعدة، وتضمنت الفقرة خطبتين إحداهما في أول طريق المتواصل المتمكن وثانيتهما في منتصف الطريق. وهما الخطبة الأولى لتوستماستر غانم الهاجري، والخطبة التاسعة عشرة للتوستماستر المتميز علي المنصوري.

 كانت خطبة غانم الهاجري الأولى -خطبة كسر الجمود- متميزة كما اعتدنا من أعضاء توستماستر الجدد..أخذَنا غانمُ فيها إلى جولة في حياته ابتداء من طفولته التي تعلَّق فيها بكرة القدم مع مسلسل كابتن ماجد، الذي أحبه كثير من الصغار، وكيف أصبحت طموحاته في ذلك الوقت متجسدة في تلك الكرة .. فقد سكنت الكرةُ أحلامه وأفكاره، لكن والده أخذه من تلك الأحلام وذلك الاستغراق ليعرض عليه صفقة تدفعه نحو مستقبله المهني بعيدا عن عالم الكرة: الاهتمام بالدراسة مقابل الذهاب إلى النادي لممارسة الكرة، ليتحول هوس كرة القدم فيما بعد إلى هواية، فتلزم مكانها من اهتماماته. فاتجه بذلك إلى حياته المهنية صوب مجال المحاماة.

وها هو اليوم غانم يقف حائرا أمام طفله الصغير الموقف نفسه الذي وقفه والده من قبل، حين يرى التاريخ يعيد نفسه من جديد فيتساءل: هل آخذ ابني إلى كرة القدم .. أم أوجهه بعيداً عنها إلى مستقبل مهني آخر؟؟

والسؤال مفتوح لنا جميعا بشكل أو بآخر، إذ ربما نتعرض جميعاً إلى موقفٍ كهذا في لحظة من لحظات عمرنا، فهل نترك لأبنائنا المجال ليسيروا تجاه أحلامهم -المجنونة أحيانا- أم نسعى لتوجيههم إلى ما يمليه علينا العقل ومراعاة مقتضيات الحياة المعاصرة؟؟!

وقد كان تقييم الهاجري من قبل مدام توستماستر رشأ الخطيب التي رأت أن الهاجري قد تميز في خطبته الأولى بالهدوء والثقة بالنفس التي تجلّت في عدم استخدامه البطاقات التذكيرية وهي مسموحة عادة في الخطبة الأولى ..كما تميز أداؤه بالطلاقة والانسيابية، وهي من النقاط التي تلفت انتباه المقيمين إذا كانت الخطبة هي الأولى للخطيب. وكان من النقاط التي تحتاج إلى بعض التطوير هي إدارة وقت الخطبة بين أقسام الخطبة، وهي نقطة قد تحرم الخطباء من أن تكون خطبهم مبرأة من العيوب.

ثم تقدم الخطيب علي المنصوري بخطبته التاسعة عشرة وهي جلسة نقاش لمدة 25 دقيقة. بدأها علي ببسط بعض الحقائق والإحصاءات عن العالم العربي منها: أن نصف سكان العالم العربي ممن تجاوزوا سن 15 أميون وأن ناتج شركة سوني مثلا أكبر من الناتج المحلي لدولة مثل مصر، وأن حصة المقالات المنشورة بالعربية لا تتجاوز 1% من النتاج العالمي... وكانت هذه البداية لموضوع النقاش المطروح الذي أداره علي المنصوري واختار له عنوان: كيف ننمي الإبداع على المستوى الشخصي والعائلي.. وقد ابتدأ جلسة النقاش بطرح أسئلة على الحاضرين وأخذ آرائهم في: ما هي الأسباب التي أوصلت العالم العربي إلى مثل هذه النتائج؟ وذلك في محاولة لتبين الأسباب قبل أن يضع يده على العلاج. وكان تفاعل الجمهور رائعا؛ إذ شاركوا بآرائهم حول الموضوع المطروح وتلخَّص مجمل ما ذكروه من أسباب في:  انعدام الحرية، وتدني نسبة القراءة، والاتكالية وعدم الإحساس بالمسؤولية، والفساد والكسل، وتدني نسبة المشاركة في إنتاج المعرفة، والصراع بين الطموح والواقع، وربط العلم بتحصيل الرزق فقط، وضآلة البحث العلمي.

ثم استعرض علي المنصوري مع جمهور الحاضرين آراءهم في حل هذه المشكلات, وتبين أن لكل مشكلة منها عدد من وجوه الحل المقترحة.. وربما ينفع الحل الواحد في أكثر من مشكلة. وكانت إدارة توستماستر علي المنصوري للنقاش إدارة ممتازة استحقت الثناء من مقيّمه توستماستر المخضرم حميد الحمادي، إلى جانب نقاط مضيئة إيجابية أخرى تحدث عنها، منها: إشراك الجميع في النقاش وتشجيعهم على التحدث والإدلاء بآرائهم. ومنها أن الموضوع يمس هموم الجمهور المستمع. ومن النقاط التي كانت بحاجة إلى التطوير إدارة الوقت، وهي نقطة يحتاج إليها الجميع؛ فالموضوع المطروح كان متشعباً جداً ويصعب فيه إرضاء الناس ومناقشة جميع الآراء ضمن مدة محدودة.

وبعد الانتهاء من فقرة الخطب المعدة وتقييمها حلَّت الفقرة الممتعة في الاجتماع وهي فقرة مواضيع الساحة أو الخطب الارتجالية، وكان عريف مواضيع الساحة: فهد المشهري الذي اختار لنا مجموعة من الأبيات الشعرية التي تستحق الوقوف عندها والتأمل في معانيها. منها:

·        ألا ليت الشباب يعود يوماً             فأخبره بما فعل المشيبُ

·        كن ابنَ من شئتَ واكتسب أدباً        يغنيك محمودُه فضلا عن النسبِ

·        لا تقل أصلي وفصلي أبدا            إنما أصل الفتى ما قد حصلْ

·        بقدر لغات المرء يكثر نفعه           وتلك له عند الشدائد أعوانُ

      فبادر إلى حفظ اللغات مسارعاً         فكلُّ لسانٍ في الحقيقة إنسانُ

وقد أبلى المتحدثون في التعليق عليها بلاء حسناً، ونال في هذه الفقرة لقب أفضل خطيب اثنان هما: نادر أحمد ورشأ الخطيب بتساوي عدد أصوات الحضور.

ثم كانت خاتمة الاجتماع بتلاوة تقارير الاجتماع : تعبيرات ملء الفراغ: عبد الهادي الحمادي، والمدقق اللغوي : ناصر الأسد، ومختبِر الإنصات: مصطفى محمود. أما التقييم العام للاجتماع فكان عن طريق المجموعة، ومناقشة جوانب الإيجابية فيه ولفت الانتباه إلى بعض النقاط التي تحتاج إلى تطوير في الاجتماعات القادمة.